السقاف: مناهج التعليم تخرّج نسخا مكررة وهامشية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الدكتور فارس السقاف رئيس الهيئة العامة اليمنية للكتاب
حاوره خالد طه من الدوحة: يعتبر الكاتب والمفكر اليمني الدكتور فارس السقاف من النخبة المثقفة المجتمع اليمني الذي يمتلك نظرة معتدلة في الفكر والنهج والوسطية التي استطاع بها ان يكون علاقات حميمة مع جميع التيارات ولعل الثقافة الواسعة التي يمتلكها هي التي جعلته يتربع على عرش الهيئة العامة اليمنية للكتاب من فترة طويلة نسبيا واستطاع ان يحقق قفزات في نشر الكتاب وتعميمه في عموم المحافظات اليمنية عبر خطة طموحة جاري تنفيذها حاليا. السقاف شارك مؤخرا في منتدى الجزيرة الثاني في قطر والتقته ايلاف في حوار طويل سلط الضوء من خلاله على مشوار حياته واعماله وافكاره فالى الحوار:
- كيف تتذكر مرحلة الطفولة المبكرة في حياتك؟
* كانت طفولتي المبكرة جدا في قرية بجنوب اليمن (محافظة تعز) اسمها الحضارم وهي انتقالة من مدينة تريم بحضرموت ثم المرحلة الثانية الى الوهط بمحافظة لحج ثم الاستقرار في مديرية الحجرية عزلة اديم بتعز وولادتي كانت في هذه القرية ثم انتقل والدي الى مدينة عدن التي درست فيها المرحلة الابتدائية ثم انتقلت بعد ذلك الى مدينة تعز وتحديدا في حقبة السبعينيات.
- هل كان تنقلكم بسهولة في تلك الاونة من الجنوب والشمال وكما هو معلوم ان التشطير بين اليمنين كان في تلك الحقبة يمنع انتقال مواطني الشماليين والجنوبيين؟
* كان تنقلنا قبل منع انتقال مواطني الشطرين من والى فاستقرينا الى تعز وتلقيت فيها الاعدادية والثانوية واتذكر حينما كنت في مدينة عدن مع نهاية الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن الذي تم جلاؤه عام 1967 وكانت طفولتي المبكرة لا فيها اي عقد وكانت سلاسة الحياة بسيطة ولم تكن هناك المشكلات الموجودة حاليا وكان التعليم في تلك لفترة مخدوم خدمة جيدة حيث كان عدد طلاب الفصل الواحد محدود مما يعطي الطالب القدرة على تلقي العلوم والمعارف بشكل جيد.
- لمن كنت تقرأ في تلك الفترة؟
* في الابتدائية كانت قراءاتي مقصورة على المجلات ومنها الطفل التي كانت مشهورة حينئذ وسمير وميكي اضافة الى القصص البوليسية مثل المغامرون الخمسة وكذا قراءة القران الكريم والكتب العامة هذا كان تكويني الاولي ولم يكن هناك امكانية لقراءة ما هو اعلى من هذا المستوى.
- عرف عنك النبوغ في المرحلة الجامعية لدرجة انك وصلت الى رئاسة اتحاد طلاب اليمن حدثنا عن هذه الفترة وبمن تاثرت في تلك المرحلة من المفكرين؟
* في تلك الاونة كانت موجة الحركة الاسلامية والتدين منتشرة وكانت قراءاتنا قراءات جادة ومتزنة ووسطية ليس فيها تطرف او غلو واتذكر انه كنا نصد ر نشرات سيارة مع العديد من الطلاب وربما هذا جعلني معروفا بين زملائي وليس نبوغا وكانت الانشطة الطلابية مساحتها كبيرة في تلك الفترة بينما الان انحسرت بشكل كبير وينظر اليها نظرة سياسية تعبر عن طوائف معينة وكانت في البدايات توجد ملكات ومواهب لدى الطلاب وكانت بريئة من اي توجهات سياسية.
- ماذا كانت دراستك الجامعية؟
* التحقت بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء.
- كيف كانت الحركة الطلابية حينها؟
* كانت الحركة الطلابية قد جمدت من فترة سابقة باعتبارها ذات توجه قومي (يساري بشكل عام) ثم اريد للحركة ان تبعث من جديد ودعينا الى مؤتمر عام للطلاب وانتخبت في مجلس الاتحاد الطلابي لدورة واحدة من عام 1982- 1984 ثم انتخبت بعد ذلك من مجلس الاتحاد الاربعيني اللجنة التنفيذية وتوزعت المهام. وكنت رئيس اتحاد طلاب اليمن واسسنا حينها فروع للاتحاد في عموم محافظات الجمهورية وكان صعودنا في اتحاد الطلاب مع بروز المؤتمر الشعبي العام في 1982 وظللنا في الاتحاد الى 84 وكنا نقدم خدمات للطلاب من حيث حقوق الطلاب وكنا ندافع عن فئة الطلاب وليست حكرا على فئة معينة.
- هل معنى هذا انك لم تنجح في الفترة اللاحقة؟
* لم اترشح بعد ذلك لان الجهات الامنية سيطرت على اتحاد الطلاب وتحولت الى جهة حكومية بشكل كبير.
- شهدت اليمن حربين بين الشمال والجنوب غير حرب الانفصال عام 1994 وكنت حينها في خدمة الدفاع الوطني ماذ ا هذا الامر؟
* عقب تخرجي من الثانوية العامة صدر قانون عن خدمة التجنيد الالزامي والتحقت مع الدفعة الاولىوقضيت 45 يوما في معسكر الاستقبال بصنعاء ثم تم توزيعي الى محافظة البيضاء (الحدود مع الجنوب) وشهدت حينها حرب 1979 الثانية بين حكومتي اليمن وكما هو معلوم ان هناك حرب اولى نشات في عهد القاضي الارياني في 1972 واثناء الحرب الثانية كنت في معسكر اللواء الخامس مشاة ودخلنا الحرب وقتل 2 من الطلاب في المواجهات وبعدها تمت اتفاقية الوحدة في القاهرة.
- اسست مدرسة الجالية اليمنية في ولاية ميتشجان الامريكية ماذا عن هذه المحطة؟
* عقب تخرجي من الجامعة اديت خدمة التدريس الالزامي ثم سافرت الى الولايات المتحدة الامريكية في ولاية ميشيغن لتاسيس مدرسة الجالية اليمنية لتعليم ابناء الجالية التربية الاسلامية واللغة العربية حيث لوحظ ان الطلاب يدرسون في المدارس الامريكية وهي لا تدرس العلوم الاسلامية واعتمدت الحكومة الامريكية هذه المدسة على اعتبار انه تدريس ديني خاص وكنا ندرس الطلاب في عطلة الاسبوع (الويك اند) وكانت المدرسة مدعومة من الحكومة اليمنية بالمناهج اضافة الى دعم ابناء الجالية فظللت سنة واحدة ثم عدت الى اليمن.
- كيف نبعت فكرة دراستك العليا (الماجستير والدكتوراة) لديك؟
* بعد الحصول على الجامعية وعودتي من امريكا سجلت في برنامج الماجستير في جامعة صنعاءوحصلت على الرسالة ثم بعد ذلك سجلت للدكتوراه في جامعة ام درمان بجمهوية السودان وكان موضوع الرسالة (التعددية في الفكرالاسلامي المعاصر) وتناولت الاطروحة التعدداجمالا سواء التعدد الاثني او التعدد العقيدي اي المجتمعات الاسلامية حينما يوجد فيها اقليات من ديانات اخرى او المسلمون في دول اخرى سائد فيها غير الاسلام وكيفية التعامل مع هذه الامور وحرية الفكر وتعدد المذاهب فكتبت في هذه الرسالة وحصلت على الدكتوراة بعدها التحقت في جامعة صنعاء كاستاذ مساعد ودرست الفكر الاسلامي والفكر الغربي المقارن ثم انتقلت للتدريس في جامعة عدن للتدريس في كلية الحقوق وظللت فيها حتى هذا العام ثم عدت لجامعة صنعاء.
- في هذه الاثناء اعلنت عن مركز دراسات المستقبل فما هو الهدف من تاسيس المركز؟
* في عام 1993 بشرت بمركز دراسات المستقبل وفي عام 1995 تم اشهاره وحضر حفل الافتتاحوالاشهار رئيس الوزراء ووزير الثقافة حينها وكان اول مركز دراسات وبحوث مستقل ليس له علاقة بالدولة وغير ممول منها وقام بمجهود ذاتي وعملت هيئة تمويل خاصة من رجال الاعمال وهدف المركز. انه كان يعنى بالتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن بعد الوحدة اليمنية التي حدثت فيها تغيرات كثيرة وكان يمكن ان نعمل مركز الدرسات المعاصرة او مركز الشرق الاوسط او مركز الدراسات العربية فلم نكن نستطع ان نعطي كما لو اننا نتخصص في مفردة من المفردات (مثلا اليمن تحديدا). وقد حددنا في المركز الفترة الزمنية ابتداءا من عام 1990تاريخ اعلان الوحدة واقمنا ندوات عديدة شارك فيها الكثير من الساسة واوجدنا حراك في العمل الثقافي والفكري والسياسي من خلال الندوات وحلقات النقاش واصدرنا عدد من الكتب الجيدة فيما يتلعق مثلا باليمن والعالم من العام 1990 - 2000 وشملت المراة و الاقتصاد والاجتماع وعلاقة اليمن بامريكا وعلاقتها بروسيا وعلاقتها بفرنسا ايضا اصدرنا كتاب عن دار الشروق بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في دولة الكويت عن مستقبل العلاقات اليمنية الخليجية وبمشاركة من اليمن والبحرين والكويت ودول خليجية اخرى.
وقد اوجدنا اول وحدة استطلاع للراي العام في اليمن تتبع المركز كذلك اوجدنا وحدة الطفل والمراة واوجدنا لاحقا وحدة دراسات الجزيرة والخليج وعملنا قبل وخلال ذلك تاسيس جريدة الصحوة في عام 1985 وكنا من كتابها وكنت رئيس تحرير مجلة الارشاد.
- اسست بعد الوحدة حركة النهضة اليمنية (حزب مستقل) هل هو منشق عن التجمع اليمني للاصلاح؟
* هذه الحركة عبارة عن حزب سياسي واصدرنا صحيفة ناطقة بالحزب اسمها النهضة اليمنية وكان هذا الحزب عبارة عن مجموعة من الشباب الذين ربما ضاق بهم التجمع اليمني للاصلاح وحينما تاسس الاصلاح في عام 1990 ربماوجد شيوخ الحزب طريقة معينة فكان هؤلاء الشباب اكثرليبراليةفأسسوا حركة النهضة اليمنية.
- هل حدث تصادم بين الحركة والاصلاح؟
* لا لم يحصل تصادم لكن اسقط في ايديهم ان هناك تشجيع واغراء للاخرين من انهم ينشقوا عن الحزب الام فخافوا لكن استطعنا الاستمرار فيه واصدرنا كما قلت صحيفة واعلنا الحزب وأستمرينا فيه سنتين.
- هل معنى هذا ان هذه الحركة ماتت في هذه الفترة الزمنية الوجيزة؟
* لا لم يمت ولكن زارنا الشيخ عبدالله الاحمر رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للاصلاح وقالوا ان لديهم استعداد لصياغة التجمع صيغة جبهوية عامة تستوعب هؤلاء الشباب فدعونا للانخراطمعهم والانظمام اليهم وظلت حوارات فيما بيننا وبينهم الى ان اندمجنا مع التجمع اليمني للاصلاح مرة اخرى.
- هل كانت هناك مباركة من قبل الحكومة والرئيس صالح على حركة النهضة؟
* لا لانه لاول مرة تؤسس حركة بمجموعة شباب صغار فكان الاصلاح يعتقد ان هذه الحركة قامت بدعم من الرئيس صالح والرئيس بدوره كان يظن انه توزيع ادوار من التجمع اليمني للاصلاح ولكن ليس صحيح لا هذا ولا ذاك وثبت بعد ذلك ان هذا الزعم ليس صحيح.
- تتبوا حاليا منصب رئيس الهيئة العامة اليمنية للكتاب فكيف تم اختيارك لهذا الموقع؟
* طبعا رئيس الهيئة العامةللكتاب يصدر به قرار جمهوري من رئيس الجمهورية وهذا الذي تم واليمن في الفترة الاخيرة رات ان الثقافة والمعرفة مهمة جدا وحصل خلافات داخلية وفراغ ثقافي والدولة ارادت ان تقيم ثقافة وطنية عامة لكنها لا تصبغ الناس بصبغة واحدة بحيث انها تمنع عنهم الانفتاح على الثقافات الاخرى فالانسان يتحصن في البدايات بمقومات الفكر الوطني المتفق عليه غير المختلف فيه ثم بعد ذلك يقراء الانسان ويطلع على الثقافات الاخرى دون ان يتاثر لانه محصن فرات الدولة ان هذا المكان شاغر وكان يراسه وزير الثقافة الحالي خالد الرويشان.
- هل يتبع المجلس وزارة الثقافة؟
* المجلس يتبع في الهيكل وزارة الثقافة لكن له استقالالية مالية وادارية عن الوزارة ومهمة الهيئة العامة للكتاب هي نشر الكتاب عامة وتوزيعه عدا الكتاب المدرسي كذلك انشاء المكتبات حيث لوحظ في الاونة الاخيرة ليس هناك وجود بنية تحتية حقيقية للمتكبات ولا توجد مكتبة وطنية على الرغم من ان صنعاء عاصمة الثقافة العربية لعام 2004 ورصدت مبالغ كبيرة ولدينا صندوق التراث والتنمية الثقافية غير انها تذهب لمجالات غير مفيدة فنحن الان بصدد تاسيس مكتبة وطنية عامة حديثة كبرى ومكتبة الكترونية وايضا تاسيس مكتبات في المحافظات والحارات والنوادي والجمعيات والمدارس فهي خطة طموحة بدانا بها وانجزنا الكثير في عدن وتعز والحديدة وحضرموت كما بدانا في تاسيس مكتبات الطفل المتخصصة هذا غير اصدار الكتب بسعر مناسب ومدعوم يتناسب مع مداخيل الناس واوجدنا رافد للهيئة العامة للكتاب هو (منتدى اصدقاء الكتاب) واصدرنا مجلة اسمها مجلة الكتاب صدر منها عددان والان نحن بصدد العدد الثالث وتعنى بعرض الكتاب وعرض الاصدارات الجديدة وبدانا نؤسس لنشر ثقافة اهتمام النشئ بالكتاب حتى يفتح عينية على الكتب ويقيم علاقة معه ونعيد الاعتبار للكتاب من خلال هذا الامر.
- ماذا عن موسوعة اعلام اليمن التي شرعتم في اعدادها؟
* فعلا نحن الان بصدد اصدار موسوعة اعلام اليمن ومؤلفيها ومن المقرر ان نصدرها في العام الجاري 2006 وهي موسوعة جامعة تاريخية وجغرافية وتعتبر مرجع هام كما اننا نهتم بالقصة والاهم هو التوزيع والتواصل مع الاخرين فنحن نطبع ونكتب وننتج معرفة ولكن كيف نوصلها للاخرين هو الاهم حتى لا نعيش في عزلة.
- باعتبارك على راس اكبر هيئة تهتم بالمعرفة كيف تقيم حركة التاليف في اليمن والدول العربية عموما؟
* حركة التاليف مشكلة كبيرة فعلا وتمر بازمة طبعا قد تتعامد عليها اسباب كثيرة يقول البعض انها مادية او التشريعات والقوانين والحريات في الوطن العربي ومنها اليمن الى جانب عدم وجود منتجين للمعرفة اي نحن لدينا نقل (ربما) او في جانب متسيد هو الشعر والقصائد والناس لا يقراون هذا النوع كثيرا رغم اهميته. ايضا لدينا مشكلة مركبة نحن شاركنا في معرض فرانكفورت واكتشفت الدول العربية التي كانت ضيف شرف انه ليس لديهم مؤلفات بلغات اخرى وحينما القينا الضوء على العصر العباسي لم نجد سوى 10 الاف عنوان بما فيها البرشورات والاعلانات فليس هناك ما نوصله للاخرين.وحينما ينزل كتاب جديد في بلاد العرب يطبع منه 1000 نسخة بينما في الغرب تطبع من الكتاب او الراوية 5 ملايين نسخة وتباع 10 ملايين نسخة فانظر الى البون الشاسع جدا فنحن بحاجة فعلا الى اعادة ترتيب هذه المسالة ويكون لدينا مفكرون ينتجون المعرفة وتكون هناك تشريعات وقوانين ويكون هناك تواصل وقدرة على اللغات واستخدام التكنولوجيا وثورة المعلومات فهي مسالة مركبة من عدة عناصر لا بد من تفكيك هذه العناصر ومعالجتها عنصرا عنصرا بحيث تكون متكاملة كلها تعمل على الدفع بعملية نشر وتوزيع الكتاب.
- على نفس الصعيد كيف تنظر الى قضية المقروئية في البلاد العربية؟
* هذه جزء من المشكلة التي تحدثنا عنها سابقا فالبعض يقول انه ليس لديه القدرة على شراء الكتاب وعدم وجود الكتاب في المكتبات العامة ونحن نحرص في اليمن على اتاحة الكتاب بسعر رخيص وكل شخص يكون مكتبة في منزله. انما الناس الان بداوا يقراو وبدأوا يشعرون ان الكتاب بوابة للكثير من الامور الحياتية.
الان المجتمعات مجتمعات معرفة والمعرفة مادة ويكفي ان نعرف ان اغنى رجل في العالم (بيل غيتس) يتاجر في المعرفة اذن العلم ليس ترف ولكن ضرورة حياتية كالماء والهواء حتى العمالة الان لم تعد عمالة غير ماهرة ولكنها نوعية والحكومات في البداية يجب ان تقوم بهذا الدور ثم تشرك مؤسسات المجتمع المدني للاسهام بهذا الامر والارتقاء به. اليابانيون حينما ارادو ا ان يتطوروا اتجهوا الى مناهج التعليم فاحدثوا فيها التطوير والتغيير واذا كانت مناهج التعليم تخرج طالب يعتمد على التلقين وتخرج نسخ مكررة وضعيفة وهامشية وغير متمكنة من العلوم والمعارف فكيف سيكون هناك تطور اذن هنا تخرج بطالة غير مجدية تستنزف القدرات دون انتاج شيء.
- كتبت في صحافة المهجر والصحافة المحلية فكيف علاقتك بصاحبة الجلالة؟
* بدات الكتابة خاصة بعد الوحدة اليمنية حينما حدث انفتاح كبير على وسائل الاعلام وكانت كتاباتي عن اليمن التي كانت بؤرة احداث وتحولات بالنسبة للاخرين واليمن وان ظهرت كثير من مشكلاتها مما دفعنا الى الشفافية والاعلام المنفتح وهي تتقدم للتخلص من مظاهر التخلف وهي تتطور فقد اختارت الوحدة والديمقراطية وهي مستمرة عليها فكان الاتصال بالصحافة العالمية من هذا المدخل وكتبت في القدس العربي والحياة والمستقلة والاتحاد الاماراتية اضافة الى العديد من القنوات - الفضائية وهي تجربة يجب ان تتواصل وبالفعل في اليمن يوجد صحفيون ومفكرون ويجب ان يكون هناك تواصل مع العالم وتجربتي مع الصحافة العالمية جيدة وان حصل انقطاع لكن احاول استعادتها من جديد.
- تجمع حاليا بين العمل العام (الحكومي) والعمل الاكاديمي فكيف توفق بينهما؟
* في البداية احب التنويه الى انه في القريب العاجل سوف احصل على درجة علمية جديدة (استاذ مشارك) والانشغال بين العمل العام والاكاديمي يكاد يكون مستقر وانا لا اريد ان يؤثر مهام منصبي على الجانب الاكاديمي الذي هو الاساس ولا تلغيه وانا سائر في هذا الاتجاه.
- هل هناك تاثير للفضائيات والانترنت على الكتاب؟
* لها تاثير لكن اعتقد ان الكتاب سيظل الذي يمسكه الانسان (اي اوراق بين دفتي الكتاب) يقراه الانسان له متعة وعلاقة حميمية بين القارئ والكتاب لانه يصطحبه في سفرة ومنامه وترحالة اضافة الى ان الكمبيوتر لا تزال فيه امية في عموم الوطن العربي.
- ماهي مؤلفات الدكتور فارس السقاف؟
* لدي عدد من البحوث في مسالة التجديد في الدين والاجتهاد في مسائل التعددية والوحدة اليمنيةاما الكتب فلدي كتاب الاسلاميون والسلطة في اليمن وكتاب اليمن والعالم وكتاب التطورات الساسية في اليمن ودول الخليج والان بصدد الاعداد لكتاب التعددية في الفكر الاسلامي المعاصر وهي رسالتي للدكتوراه وصياغتها من جديد ايضا هناك مجموعة مقالات عن جدليات الوحدة اليمنية وما تم من تحولات وتطورات منذ عام 1990 الى 2000
- كيف تقيم المشهد الثقافي العربي؟
* اعتبرة المشهد الثقافي العربي في مرحلة انتقالية بكل ما تعنيه الكلمة من اضطراب وارتباك بفعل دخول عوامل كثيرة من كتابات وانترنت وفضائيات ومؤثرات فكانما انتقل من الحالة التقليدية الراكدة الى حالة فيها حراك ولا زال المشهد مرتبك لكن هذا التغير افضل من الجمود الذي كان عليه قد يقول البعض ان له مخاطر كما يقال عن الفضائيات انها ستكون مجلبة للفساد انما الانسان بعد تعامله معها بعد فترة تعامل معها باتزان وتناسب معقول فالمشهد الثقافي العربي فيه كتاب وكتابات ومنتديات وقنوات فضائية منتشرة ومؤتمرات وملتقيات بين العرب فبدات تتشكل ثقافة عربية متميزة وعقلانية لا تتكلم في مسالة الغيبيات انما بمنهجية صحيحة صحيح انها لم تكتمل لكني اعتبر هذه الانتقالة والارتباك انها ستسير فيما بعد الى قرار جيد.