الشريان ينتقد العودة والعواجي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
منتقدا العودة والعواجي ومن "لف لفهم"
الشريان لإيلاف : حراك وتقدم في الإعلام السعودي
العواجي ملتبس ومريب ولا يعرف ما يريد
الاعلامي العربي يشترى بتذكرة طائرة
واشار الشريان الذي يكتب مقالا اسبوعيا بصحيفة الحياة ويقدم برنامجا سياسيا عبر قناة دبي إلى أن محسن العواجي رجل ملتبس ويعتبر ظاهرة مريبة في حركة الحوار الجارية في السعودية ، مضيفا أنه" متطفل على هذا الحوار ووجوده غير ذي فائدة".
وناشد الاعلامي السعودي ملك بلاده عبدالله بن عبد العزيز باعادة الوسائل الاعلامية السعودية التي تتخذ من الخارج مقرا لها الى السعودية مستغربا كيف لهذه الوسائل ان تتجاهل الشأن السعودي رغم أنه السوق الوحيد لها.
شهدت السنوات الاخيرة بخاصة الاربع الاخيرة منها تقدما ملحوظا في هامش الحرية داخل الاعلام السعودي ، برايك ماهي الاسباب؟
*الكلام عن الحرية في الاعلام السعودي منذ اربع سنوات، اعتقد انه كلام اقرب للتمني منه للحقيقة، فليس صحيحا ان الاعلام السعودي يعيش في اجواء من الحرية منذ اربع سنوات ، ومن يقول ان الاعلام السعودي يعيش حرية منذ اربع سنوات فهو اما منافق او يكذب بدليل انني شخصيا واجهت قبل ثلاث سنوات مشاكل في هذا الاعلام لمجرد تطرقي لبعض القضايا.
اذا ما يقال عن التغيير في الاعلام السعودي غير صحيح برأيك ؟
*حاليا الوضع اختلف قليلا، فاعتقد ان هناك تغيرا ملموسا ومنظورا وتحديدا مع تولي الملك عبدالله الحكم.
في ماذا؟
*في عدة قضايا. اولها معاودة إصدار صحيفة شمس التي ارتكب بعض نظيراتها في العالم العربي نفس خطأها والغي ترخيصها للابد كما حصل في اليمن واعتقد تونس. في المقابل عاودت شمس الصدور وهذا دلالة سماحة وتغير حقيقي في مناخ الاعلام السعودي وهذا بلا شك يحسب للملك.
القضية الاخرى ، اطلاق سراح محسن العواجي بعد توقيف قارب الاسبوعين. فلو كتب العواجي ما كتبه قبل سنوات ، لسجن اضعاف هذه المدة. اضف إلى ذلك الطريقة التي اطلق فيها سراحه فهي طريقة بها الكثير من الرقي . فالرجل اُخذ بطريقة كريمة للوزير وهناك تصالح الاثنان. الامر الثالث اطلاق سجناء الرأي ، وهذا الشيء يحمل دلالة رمزية في غاية الاهمية ؛ فعادة الحكام العرب عندما يتسلمون القيادة يرفعون مرتبات الموظفين ويعيدون تشكيل الوزراة . الملك عبدالله من اول يوم بعد جلوسه على العرش أطلق مساجين الرأي، وهذه سابقة تاريخية في العالم العربي.
في قضية العواجي والقصيبي برأيك ماذا اراد العواجي من هجومه على القصيبي؟ ولماذا اتهم القصيبي بما جرى في معرض الكتاب على الرغم من أن الدكتور غازي وزير العمل ومعرض الكتاب تابع لوزارة التعليم؟
*العواجي شخص "ملتبس" لا اعرف اين يقف ولا ماذا يريد.
الاترى ان ماحدث صراع بين الحداثة و الفكر التقليدي؟
*من ينظر لما حدث انه صراع بين الحداثة والتقليد فهو يكبر من شأن العواجي. ما حدث ليس صراعا بين الحداثة والتقليد ، فاذا كان القصيبي يمثل الحداثة فان العواجي لا يمثل التقليدي .
اذا ماذا يمثل العواجي؟
*العواجي يمثل التيار الاسلامي النازع للسلطة وهو رمز من رموز جيل الدعاة الطامحين للسلطة شأنه شأن العودة ومن لف لفهم .هذا الجيل ليس له علاقة بالمؤسسة التقليدية بل جيل مخترق من تيارات الاسلام السياسي ومما شئت، انه جيل مثير لكنه خطر، وتركه يتفرد بالساحه سيعيدنا "الى طير يالي".
ان لم يكن ما حدث بين القصيبي والعواجي ليس صراعا بين الحداثة والتقليد فماهو اذا؟
*ماحدث من العواجي هو "سباب" "وشتائم" بحق القصيبي بشكل غير موضوعي ولا مقبول. ويختلف عما كان بين الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي يمثل المؤسسة الدينية التقليدية وبين القصيبي الذي يمثل الحداثة لا بمعناها الادبي بل بمعناها السياسي والاجتماعي فقد كان ما بينهما خلافُ كبار يليق بمكانة الاثنين لا كما كان من العواجي الذي لا يمثل شيئا ومن يقول إنه يمثل تيارا معينا فانه يعطيه أكثر مما يستحق.
برأيك هل يقصد العواجي ضرب الرموز التي تسعى لتمدين البلد وتحديثه وجعل اهله يعيشون شأنهم شأن أهل هذه الارض؟
*العواجي نفسه لا يعرف ما يقصد ولا ما يريد. العواجي رجل ملتبس. لايعرف اين يقف ولا ماهو دوره ولا من يمثل . العواجي باختصار ظاهرة مريبة في حركة الحوار الحاصل في السعودية. وهو متطفل على هذا الحوار ووجوده غير مفيد واعتقد انه والصحويين الجدد سوف يتجاوزهم المجتمع السعودي ولن يعودوا مؤثرين.
لكن هؤلاء هم الاعلى صوتا داخل السعودية ويتعاظم دورهم عند العامة؟
*العواجي والصحويون الجدد سوف يتجاوزهم الزمن ، ولن يصبحوا مؤثرين داخل المجتمع السعودي لسبب بسيط أن المجتمع السعودي مجتمع قام وتأثر بعلماء دين تقليديين حقيقيين وحداثيين حقيقيين .وبين الفئتين الان حالة من التصالح والتفاهم من خلال مركز الحوار الوطني الذي أسسه الملك عبدالله وسينتقل هذا الحوار بوجود هولاء العقلاء الى مراحل متقدمة. اما العواجي ورفاقه فسوف يتجاوزهم الزمن.
هل تعتقد أن هناك جهات تدفع العواجي لاثارة "لبس" داخل الحوار الوطني ومن بعد خلخلته وإفشاله؟
*لا أعلم من وراء العواجي ولا من يمثل وهل يمثل نفسه أم يمثل الاخرين.
لو نعود الى الاعلام السعودي كيف تفسر الازدواجية التي حدثت من وزارة الاعلام بايقاف شمس على خلفية نشر الصور التي يقال انها مسيئة للرسول وفي الوقت ذاته تنشر اليمامة هذه الصحف ويتجاوزها العقاب؟
*شمس ليست جريدة سعودية بل جريدة مرخصة للطباعة والتوزيع داخل السعودية على عكس اليمامة. واعتقد ان ما سميته بالازدواجية له علاقة باجراءات قانونية. لكن اعتقد ان ما حدث مع شمس من حيث اعادتها هو شهادة على التغيير الايجابي في السعودية.
لكن الاترى ان شمس ذهبت ضحية لقرار غير منصف ، فشمس اجيزت من رقيب وزارة الاعلام وبدل ان تتحمل الوزارة خطأ موظفها حملته لرئيس التحرير؟
*انا لا اعلم هل تراقب شمس ام لا . لكن اعتقد ان ما حدث اجتهاد من الرقيب ورئيس التحرير، الاول اجاز المادة ان كانت بالفعل تخضع لمراقبته والاخر سمح لصحيفته بنشر الصور، ولا أظن أن ما قاما به بقصد الاساءة بقدر ما هو مساهمة في الحملة وفق نظرة شبابية ربما لم تكن موفقة. ما أقوله إنه لا يجب لان ينظر لشمس بعد نشر الصور بسوء ظن فصاحب القرار السياسي لم ينظر لها بسوء ظن وهذا يحسب له . فما كان ينقصنا وبدأنا نحصل عليه الان هو التسامح وحسن الظن فيما بيننا وبهذه الخصلتين سوف تتقدم الصحافة السعودية كثيرا فبدون التسامح واقالة عثرات المخطئين لن نبرح مكاننا.
تقول انه لا يوجد في الاعلام السعودي هامش كبير من الحرية ولكن الا ترى ان ما في صحيفة الوطن يناقض ما تقوله؟
*دعني اشير هنا لنقطة، الصحافة السعودية لا توجد بها قائمة ممنوعات بل قائمة مسموحات ، انا وزملائي من يؤمنون بحرية الاعلام خضنا معارك على مدى ثلاثين عاما لزيادة قائمة المسموحات. هذا فيما مضى . الان بدأ العكس، هناك قائمة ممنوعات على اعتبار ان كل شي مسموح ومن هنا ستبدأ الحرية الاعلامية، على عكس ما مضى عندما كنا نفتقد لحرية الاعلام لوجود قائمة ممنوعات تزيد وتنقص بحسب مزاج مسؤولي الاعلام دون الخضوع لانظمة و معايير على ضوئها نحدد سقف الحرية.
الوطن، التي تغرد خارج سرب الصحافة السعودية بما فيها صحف السعودية التي بالمهجر، برأيك ماهي اسباب هامش الحرية العالي داخل صفحاتها ، هل هناك خطة لتدشين اعلام حر كانت بدايته الوطن؟
هل ترى ان الوطن ربما تتنازل عن حريتها في يوم من الايام وتعود للخلف؟
*اعتقد انه يصعب تأخيرها للخلف فمن الصعب ان تسقط صحف ناجحة والعكس صحيح. كما ان الخط الذي بدأت فيه الوطن والقائم على ممارسة الحرية لا زالت تسير عليه ولم تتراجع عنه.
الاعلام السعودي المهاجر هل ساهم في نشر الحريات داخل بلاده ام ان حريته اقتصرت على ذكر سلبيات الدول الاخرى.؟
*لدي تشبيه بسيط استخدمه دائما ويرد على سؤالك ؛ هذا التشبيه هو كالتالي : الاعلام العربي اشبه بأناس تقف في طابور وهؤلاء الناس يعانون من" حكة" في ظهورهم ولعدم وصول ايديهم لجميع اجزاء ظهورهم فان كل واحد من هولاء "يحك" لمن امامه وهكذا.
*الاعلام السعودي "يحك" ظهر من امامه. فالسعودية تحك الدول العربية ولا تحك ظهرها. الاعلام السعودي الدولي يناقش القضايا السياسية العربية لكنه لا يناقش قضاياه وإن مر عليها مر باستحياء. مثل هذا الاعلام قناة الجزيرة فهي "تحك" ظهر كل الدول العربية لكنها لا تحك ظهر قطر بالرغم من انه ظهر صغير. الاعلام العربي أنشئ ليدفع عن نفسه التهمة ويتحدث عن الاخرين. وعلى هذا فنحن المتابعين الاكثر استفادة فكل دوله تنشئ وسيلة اعلامية لتحك ظهر غيرها ثم يأتي غيرها ويحك ظهرها، فبدأنا نرى جميع الظهور من حولنا "تحك".
الاعلام السعودي المهاجر ماهو برأيك مبرر بقائه في الخارج؟
*هذه من ازدواجية المعايير الاعلامية في السعودية والتي آن اوان ايقافها. انا لا ارى مبررا لاصدار مطبوعات ولا قنوات سعودية في الخارج. آن اوان عودة : الحياة ، والشرق الاوسط ،ومجموعة MBC ، لتبث من السعودية.اعلانات القنوات من السعودية وصحيفتي الشرق والحياة ،لايذكر ما تبيعاه خارج السعودية بل ان معلنيها وسوقها في السعودية . فلماذا لا يصدران من السعودية ويوزعان في الخارج.
وبرايك مادام سوقها السوق السعودي لماذا تغيب الاخبار السعودية والقضايا التي تهم السعوديين عن هذه الوسائل؟
*انا اتساءل كما انت تتساءل لماذا السعوديون هم الذين يدفعون الاعلان والتكاليف ويتم التصدق عليهم بصفحة او صفحتين ببرنامج او برنامجين . يجب لهذا الشعب الذي يدفع ويقرأ ويشاهد ويتابع ان يكون له الاهتمام ويصدر هذا الاعلام من ارضه ، وصدور هذا الاعلام من السعودية تقوية للبلد. السعودية على الدوام نقطة ضعفها الاعلام، السعودية بلد مكانتها كبيرة بحكم موقعها الاستراتيجي وقوتها الاقتصادية الى جانب انها مركز العالم الاسلامي. لكنها اعلاميا كانت من اضعف الدول بل وكانت تخترق بالاعلام. الان الوضع تغير السعودية لديها اعلام قوي وقادر وعليها ان تستخدمه فالاعلام الان اصبح مثل الجيوش فاذا كانت السعودية تستغني عن جيشها الاعلامي الذي نضج في الخارج فكأنها تستغني عن جيشها العسكري.
معظم الاعلاميين العرب الكبار ساهم في صناعتهم الاعلام السعودي المهاجر ،لماذا قصر هذا الاعلام عن صناعة اعلاميين سعوددين باستثناء قلة من الصحافيين؟
*من خلال معرفتي بمعظم القائمين على هذا الاعلام لا اعتقد ان هناك مؤامرة بعدم تدريب واستقطاب سعوديين لان هذا يضر بمصلحتهم، فهم الاوفر ماديا والاقدر على جلب متابعين ، لكن بما ان القائمين على هذا الاعلام غير سعوديين فهم ربما لا يعرفون الاعلامي السعودي ولايفكرون بهم لسبب بسيط ان الشخص الذي يدير هذا الاعلام يستقطب ابناء جنسيته لمعرفته بمكانتهم وقدرتهم على تسيير عمله. وهذا لايجب ان يكون عذرا ، فالاعلام السعودي درب الكثير من الجنسيات العربية وقصر للاسف عن السعوديين. لو مررت على الشرق الاوسط والحياة لوجدت ان السعوديين الذين اعطوا فرصة للتدريب لا يتجاوزون اصابع اليد ويجب على هذه الصحف ان تنشئ مراكز تدريب تدعمها من ميزانياتها وتستقطب لها ابرز الاعلاميين لتدريب الصحافيين السعوديين. هنا اناشد الملك عبدالله ان يوقف ازدواجية اعلامنا ، فقد آن الاوان لعودة الطيور المهاجرة ، آن الاوان لعودة الاعلام السعودي لارضه فلو عاد سيكون سؤالك من الماضي ، لان هذا الاعلام سيكون على ارضنا ويستخدم اعلاميينا. اعود واقول إن عدم حصول الاعلام السعودي على فرصة في اعلامه المهاجر ليس اشارة على ضعف اعلاميينا ولا نتاج مؤامرة تحاك بقدر ما هو وضع خطأ نتج عنه خطأ.كما اناشد الملك عبدالله بفتح باب التصاريح الاعلامية ولا يقتصر منح تراخيص انشاء مطبوعات على النافذين ويكون حكرا على اشخاص دون اشخاص.
لكن الا ترى أن هناك مبالغة حول وجود اعلام حقيقي في السعودية بدليل نسبة كبيرة من الصحافيين متعاونيين مع الصحف بعضهم يقصد من خلف الصحافة زيادة دخله او خدمة الجهة التي يعمل بها اما ممارسة العمل الاعلامي الحقيقي فلا تعني له شيئا؟
*هذا غير صحيح هناك اعلاميون رائعون. انا ادرت صحف ومكاتب صحافيه وشاهدت خامات عالية المستوى بعضها لو وجد الفرصة لصار شيئا مذكورا ، ومن وجد الفرصة هم الان نجوم كبار. نعم يوجد هناك اعلاميون غير صالحين ونحن لا ننفي هذه الحقيقة ويبدو ان من أسباب ذلك انه لا يوجد جيل يعطي ويعلّم الجيل الذي بعده كما في مصر ولبنان. الصحافة السعودية قوية بامكاناتها وقوة عامليها لكن الحرية التي تتنفس بها ضعيفة ، افتح النوافذ وسترى ما يصنع السعوديون.
تمتدح الاعلاميين السعوديين لكن بماذا تسمي ارتشائهم ، فقد صنف تقرير ظهر قبل فترة ان الاعلامي السعودي مع الاعلاميَّ الصيني من اكثر الاعلاميين قبولا للرشوة؟
*انا لم اقرأ هذا التقرير ولا اعلم عن صحته لكن الرشوة في العالم العربي ظاهرة من ينكرها يظلم نفسه، واعتقد ان الحكومات العربية مخترقة للاعلاميين العرب . واسعارهم تختلف بعضهم يشترى بتذكرة واخر بامر لادخال ابنه المستشفى وثالث بسيارة وهكذا.
الرشوة في اعلام العالم العربي ظاهرة منتشرة بدليل القضية المثارة في الاهرام فاذا ارتشت الاهرام بمكانتها فمن باب اولى ارتشاء البقية. اضف على ذلك ان هناك صحفا معروفه مشتراة لايوجد بها اعلان وتصدر .. كيف تصدر؟ هناك حكومات تمولها.
هناك ملاحظة في الاعلامي السعودي او الاعلامي العربي بشكل عام وهي إن هولاء الاعلاميين في تعليقاتهم الفضائية اصبحوا متحدثين باسم الحكومات ،الصحافيون دورهم نقل الحقيقة اوالوقوف على الحياد لا التحدث وكأنهم من المسؤولين في الحكومات ؟
*الحكومات العربية وإن حاولت التغير فهي تعتقد ان الاعلام جزء منها. الصحافة السعودية الذي اسسها في الستينيات موظفون في الحكومة وكانوا يعتقدون ان دورهم في الاعلام مكمل لدورهم في الحكومة اي يديرون الاعلام الذي يفترض به الاستقلالية بنظرة حكومية. ولم يكن هناك فصل بين الحكومة والصحف، التي تقول الحكومة عنها انها صحف مستقلة تتبع للقطاع الخاص وهذا غير صحيح فهي تعبر عن رأي الحكومة. ولذلك عندما تكتب الصحافة السعودية في امر ما يحسب ما تكتبه على الحكومة ، وهذا مسيء للقرار السياسي السعودي . بامكان الدولة ان تستغلها سياسيا وفي الوقت ذاته تتركها تعبر عن الناس.
لكن الاترى ان هذه الصحف لا تتبع الحكومة وتخضع لانظمة القطاع الخاص لا للانظمة الحكومية؟
*هذه الصحف تابعة للحكومة على نحو ما .فحتى الان وزير الاعلام يستدعي رؤساء التحرير ويفتح امامهم ملف مدون فيه اخطاؤهم بحسب تصنيفه وكأنهم في مدرسة "انت كتبت كذا" "وانت انتبه للامر الفلاني" وهكذا. في احدى مقالاتي تطرقت لمثل هذه الاجتماعات بصحيفة الحياة ، واوقفت كما اوقفت صحيفة الحياة الناشرة للمقال . آن الاوان لتغيير هذه الطريقة فكيف يسمح لكتاب عرب بالكتابة بما يشاؤون وعندما يحاول الصحافي السعودي الكتابة يفاجأ بالايقاف والمنع ، هذه ازدواجية ليس لها معنى. وما اشير له أنه لن يكون هناك حرية اعلام ووزير اعلام يستدعي الصحافيين ويفرض عليهم ما يكتبون ولا يكتبون.
في نقطة اخرى يشتكي الاسلاميون من تغييبهم عن الاعلام المحلي هل تعتقد ان هناك حملة لاقصائهم؟
*في رأيي ان لديهم حق في هذه الشكوى. ففي السابق عندما كان الاسلاميون مهيمنين على الصحافة قمعوا اهل الحداثة واصبح الحداثيون منبوذين وعندما سيطر الاسلاميون في الثمانينيات على الاعلام السعودي ، حرموا على الحداثيين الكتابة والنشر. الان تغير الوضع فما عانى منه الحداثيون سابقا يعاني منه الاسلاميون اليوم. الليبراليون مهيمنون والاسلاميون مبعدون. نحن في السعودية نعاني مشكلة المسار الواحد لا نقبل بمسارين نريد ان نرى بعين واحدة ونمشي على قدم واحد على رأي الانكليز"MY WAY OR THE HIGH WAY "يعني يا طريقي او امسك الباب.
وهل ترى ان الليبراليين او القائمين على الصحف السعودية قادرون على اقصاء الاسلاميين؟
*في رأيي السعودية لا تحتمل كدول عربية اخرى رفض الاسلاميين بالمطلق ، فالطرح الاسلامي جزء من نسيج المجتمع. وحتى نتلافى مشكلة سعي كل طرف لضرب الاخر ، فان الحوار الذي ارساه الملك عبدالله يجب ان ينتقل من الغرف المغلقة الى اعمدة الصحف ؛ حتى لا تكثر اسئلة من القادر على اقصاء الاخر اوضرب الاخر.
لكن الاتعتقد ان منح الاسلاميين الفرصة للحضور في وسائل الاعلام سيكون له تأثيرات على غرار ما حدث في معرض الكتاب عندما منحوا فرصة النقاش احالوا الندوة الى شتائم وعبارات ساقطة؟
*هناك قصة حدثت مع وزير الداخلية البريطاني عندما قام بعض المشاغبين باعمال شغب في بريطانيا لم يخرج ويقول رعاع فوضويون سوف نوقفهم عند حدهم ونجعلهم عبرة. بل قال سوف اقضي عليهم بمزيد من الحرية. الحرية هي التي تقضي على التطرف وتهدي الخواطر . فكلما وجد الناس متنفسا للتعبير عما بدواخلهم تلاشى التطرف. ثم ما حدث من خلاف وشجار يحدث في برلمانات دول متقدمة كبريطانيا واليابان اوفي الكويت التي تسبقنا بحرية التعبير ، حتى الكونغرس الاميركي يحدث فيه مثل هذه الاختلافات. الناس يجب ان تتعود على التعبير والمجاهرة بارائها ولا يجب ان يتحول الناس لقوالب ثلج لا يقولون سوى ما يرضي الحكومة ، يجب ان تتعود الحكومة على سماع ما لا يرضيها لان حكومة المملكة حكومة شرعية وقائمة على شرعية ، وحرية التعبير تزيدها قوة . ومن يدلس للحكومة بان حرية التعبير مضرة فهو لا يعرف قيمة هذا البلد ولا قيمة نظامه السياسي الذي لا يعاني من ازمة شرعية كانظمة عربية اخرى ربما تقوض الحرية وجودها.
ايضا هناك من يرى ان منح الاسلاميين الفرصة في الاعلام السعودي سيجعل من هذا الاعلام اعلاما متدنيا في طرحه كما يطرح في مواقعهم على الانترنت؟
*طبيعة الانترنت تسمح بالتخفي باسماء تسمح بهذا النمط من الكتابة التي تشبه الكتابة على جدران الحمامات.اما الكتابة في الصحف كتابة تحت الشمس كل انسان يكتب باسمه ويكون مسؤولا عن رايه وعندما يكتب الانسان باسمه فهو يعبر بحقا عن ذاته، اما من يكتب باسم مستعار فهو كاللص... ملثم يسرق بالليل.
برأيك ماهو السر في هامش الحرية العالي الذي يمارسه الاسلاميون في مواقعهم على النقيض من الليبراليين الذين لا تتعدى حريتهم التطاول على الله والصحابة؟
*لو كنت مسؤولا في وزارة الاعلام لقضيت على المواقع التي تهاجم السعودية وفي فترة وجيزة وبوصفة بسيطة . افتح الباب للناس لتتحدث عن مشاكلها داخل اعلامها، ولا تعط الفرصة لغيرهم من حاقدين ومصطادين في الماء العكر لجذبهم ودس السم لهم في عسل الاصلاح الذي يدعونه. ..لو عبر الناس عن ارائهم واقصد بالتعبير .. التعبير المقنن الذي يفرق بين حرية الراي ووقاحة الرأي لسقطت كل الوسائل الاعلامية المعادية للسعودية والتي تتخذ من هجومها على السعودية مصدرا لاستمرارها.. الحرية لا تخيف الراسخين والسعودية دولة راسخة.
الحركة الكبيرة داخل المجتمع السعودي التي اعقبت الحادي عشر من سبتمبر وزادت وتيرتها بعد تفجيرات الثاني عشر من مايو كيف تراها بخاصة موتمرا الحوار الوطني؟
*اول ما بدأ الحوار الوطني ، قلت الحكومة تقصد تسليتنا ولن تعمل شيئا ، ولكن بعد سنوات اعترف بخطئي ، واعترف بان الحوار انجز وانتقل من الغرف المغلقة الى الشارع ، واتمنى ان ينتقل للصحف ليكون هناك حالة من التفكير بصوت مسموع .
هل تعتقد ان "موجة" الاسهم قضت على هذا الحوار والغت المطالب الشعبية للاصلاح؟
*توجه الناس للاسهم وانشغالهم بها يؤكد ان هذا المجتمع ليس لديه اشكالات سياسية حقيقية . هذا المجتمع لا يشعر بمشكلة او ظلم حقيقي والا لما حرفته الاسهم عن قضيته. فانشغال الناس بالاسهم يؤكد ان اهل هذه البلاد آملين وطامحين ومقبلين على الحياة والتطور . فبعض المجتمعات العربية ضائعة في الحديث عن الماضي والقضايا السياسية الباهتة ، وابناء هذا الشعب يتحركون على نحو مختلف للامام .
تقول ان المجتمع لا يعاني لكن هناك من فسر داخل الاعلام الغربي بان حمل السعوديين الارهاب على عاتقهم دون غيرهم نتاج شعورهم بظلم؟
*نعم هناك اخطاء ، عندما اقول "مجتمع صحي" فلا يعني انه خال من الاخطاء ، ما اود قوله إن هذا المجتمع لا يعاني من ازمات سياسية ضخمة. اما الارهاب ، فاعتقد أنه نتاج فتح الباب للصحويين الجدد ، ليملؤوا عقول اولادنا تطرفا وكرها للاخر. وما استغربه ان من اطلق من هولاء الصحويين من السجن ، يعاد "تلميعه " من جديد ويقدم كنجم وعلى نحو مبالغ فيه، بعض الناس يكتب مقالا وان شئت مقالات فيقال له اخرج من البلد، واخر يجيش الشارع ثم يعاد تلميعه ويزاد من "زري بشته"... السؤال هو البلد مع من ولمن وماذا تريد والى اين هي ذاهبة.
هل تعتقد ان الحل يكمن في اعادتهم للسجن؟
*بالتاكيد لا . لا اقول يعادون للسجن فلا يوجد صحافي حر يطلب السجن لصاحب رأي. لكن إن كان هناك اصرار على اظهارهم من جديد فيجب ان يعطى غيرهم نفس فرصتهم ليقولوا ما عندهم، "الميدان يا حميدان" اما ان يعامل هولاء وكان امهم في الدار "وحنا عيال البسه" فهذا صعب فضلا عن انه خطر.
اذا ترى ان الارهاب ليس نتاج الفكر الوهابي كما يقال بل هو نتاج من سميتهم بالصحويين الجدد؟
*الصحويون الجدد لا يمثلون الوهابية ؛ هم خليط من تيارات الاسلام الاسلامي والانتهازية الدينية والسياسية. الوهابيون الحقيقيون من امثال بن باز رحمه الله الذي يعتقد ان المجتمع ينمو بالاستقرار وهو عاش ومات من اجل هذه الغاية النبيلة . وهولاء الوهابيون هم من ساهم بصناعة الدولة واستقرارها ، وهم القادرون على الحفاظ عليها . اما هولاء الذين اصبحوا "تي في ستار" فلن يجلبوا سوى القلق المجهول .
الصحويون الجدد ، من برأيك وقف خلف اعادة تلميعهم ولمصلحة من؟
*المسؤول عن ذلك القائمين على التلفزيونات وحبهم للاثارة على حساب المضمون. وانا من تجربة تلفزيونية اعتقد ان التلفزيونيين العرب مهنيتهم عالية في "التكنيك" لكنهم في المقابل لايفرقون بين الذاتي والموضوعي . وغالبية المؤسسات التلفزيونية في العالم العربي تحولت الى التعبير عن اراء اشخاص لا رؤية مجتمعات ويمكن لمؤدلج ان يخترق هذه التلفزيونات ويفرض عليها ما يؤمن به.
لكن الا تعتقد ان ما يطرحونه قبل سنوات يختلف عما يطرحونه اليوم ،انظر للعودة فهو مختلف تماما؟
*سلمان العودة يتحرك وفق المصلحة فيمكن ان ينتقل من ما يؤمن به اليوم الى ما كان يؤمن به قبل سنوات. عد لاشرطة العودة في التسعينيات واسمع ما كان يقول ثم اسمع الان مايقول. في التسعينيات كان كشك واليوم مالك بن نبي . العودة ليس داعية ولا يحمل في الاصل مشروعا (سلمان نجم تلفزيوني مضر) انه لايختلف عن نجوم نهار الاحد في التلفزيونات الاميركية.