لقاء إيلاف

باعامر: الاستثمار العربي بالمغرب هو الأبقى والأصلح

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حوار مع مدير عام شركة تكرير البترول جمال باعامر

أجرى الحوار أحمد نجيم: يتحدث جمال باعامر، المدير العام لشركة تكرير المواد البترولية "لاسامير" عن مشروع الشركة الضخم لتحديث الوحدات الصناعية، كما يؤكد في حوار مع "إيلاف" أن التشغيل التجريبي لتلك الوحدات سيتم نهاية العام 2008، ويشرح المهندس السعودي باعامر دواعي اختيار لاسامير التي تملكها الشركة السعودية السويدية "كورال"، دولة السينغال ولا يستبعد أن تنتقل بعد ذلك إلى موريتانيا. ويتطرق باعامر إلى مشروعه لتحسين صورة الشركة على الصعيد المغربي، كما يجيب عن أسئلة تتعلق باستثماراته الخاصة في القطاع الإعلامي ويقدم أسماء لبعض الشركاء المحتملين.

* لماذا توسعت شركة تكرير البترول "لاسامير" في السينغال؟
-إن السينغال قريبة من المغرب، تربطها به علاقات تاريخية ضاربة في القدم. أعتقد أنه أمر طبيعي أن تبدأ "لاسامير" بطرح منتوجها في الأسواق العالمية من خلال الانفتاح على الأسواق الدولية سواء في أوروبا أو غرب إفريقيا.

*ألا يبدو أن "لاسامير" قفزت على دولة بترولية مثل موريتانيا لتصل إلى السينغال؟
- موريتانيا مازالت في مراحلها الأولى، فالمغرب ورغم عدم توفره على البترول، إلا أنه يملك خبرات كبيرة في تكرير المواد البترولية، فشركة "لاسامير" معروفة في مجال تكرير النفط وتصديره، لذا طبيعي أن نتواجد في السينغال.

*هل لـ"لاسامير" مشاريع استثمارية في موريتانيا؟
-هناك تفكير مبدئي في الأمر، ومن الطبيعي أن تكون بعض المشاريع قيد الدراسة للاستثمار في الدول القريبة من المغرب.

* أين وصل مشروع تحديث "لاسامير"؟
- إنه يسير بخطى حثيثة، نتوقع أن ننتهي منه في العام 2008، وصلنا اليوم إلى قرابة 10 في المئة من هذه الأشغال. إن مشروعا كهذا يبدأ بالتفاصيل الهندسية، ثم شراء التجهيزات فمرحلة الإنشاء. في المرحلة الهندسية التفصيلية وصلنا في "لاسامير" إلى ما يقارب 20 في المئة ومرحلة شراء التجهيزات بلغنا 15 في المئة من مجمل هذا الجزء ومرحلة الإنشاء ما زالت متأخرة نوعا ما، وأنجزنا 2 في المئة.

* لم هذا التأخير؟
- ليس تأخيرا، إنه أمر طبيعي، فكل مشروع صناعي يتبع الخطوات التي أسلفتها، الدراسة الهندسية فالتجهيزات ثم المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الإنشاء، لقد جهز الموقع وسلم إلى المقاول، وهذا الأخير جهز مكتبه وأعد المستودعات لاستقبال الأجهزة. يوجد حاليا 150 تقنيا تركيا يعملون في الموقع، بالإضافة إلى 150 تقنيا اختارتهم الشركة التركية من المغاربة، كما يتواجد قرابة 250 مهندسا من المشرفين على المشروع في إيطاليا، إن تكلفة المشروع تصل إلى 650 مليون دولار.

* هل سيكون جاهزا في العام 2008؟
- إن شاء الله نهاية العام 2008 سيبدأ التشغيل التجريبي.

* جرى حديث عن إنشاء وحدة للتكرير في الجرف الأصفر، هل استغني عن هذا المشروع؟
-لم يستغن عنه، فالمغرب في تقدم. إن مشروع تحديث "لاسامير" استعجالي، لكن في العشر سنوات المقبلة وما أكثر لا بد أن يتم التفكير في تطوير الصناعة النفطية من خلال إنشاء وحدة تكرير جديدة في منطقة كالجرف الأصفر.

* هل وجود "لاسامير" يخدم هذا المستهلك ويساعده على اقتناء المشتقات النفطية بأقل ثمن؟
-هذه نقطة مهمة، فأسواق النفط تعرف ارتفاعات مهولة، لا دخل للحكومة المغربية ولا ل"لاسامير" فيها، فالظروف الدولية هي التي أجبرتنا على هذا الواقع. ما يهم هو أنه في ظل هذه الظروف الدولية يتم تجاوز استيعاب الصدمات، فالدولة المغربية تتحمل جزءا كبيرا، وعلى المواطن أن يعي أهمية هذه السلعة ويستخدمها بشكل عقلاني، من ناحية مساهمة شركة "لاسامير" فإنها تضع رهن المستهلك المغربي المنتوج، إننا نتحمل مخاطر كبيرة جدا ضد إرادتنا لتأمين وصول المنتوج إلى المواطن بصفة دائمة ومستمرة. إن واجبنا كشركة مواطنة المحافظة على استقرار إمدادات المغرب حتى لا يكون هناك انقطاع.

* جرى الحديث عن دخول شركة إسبانية في تكرير البترول، هل لكم علم بالموضوع؟
- اطلعنا على الخبر في الصحافة، وأعتقد أن هناك تفاوضا. إن هذا الأمر حق مشروع للمغرب. لا بد أن الشركة الإسبانية لن تدخل إلى السوق إلا إذا درست السوق المغربية بشكل مستفيض.

* ألا تعتقدون أن شركة "لاسامير" ضحية نفسها، إذ لا تحسن ترويج صورتها؟
- حقيقة "لاسامير" ضحية عدم شرحها لدورها في خدمة المجتمع، أوضح أن الشركة تقوم بدور كبير في خدمة المجتمع، فبالإضافة إلى إمداد المواطنين بالمواد البترولية وبأقل التكاليف الممكنة، فإن الشركة تنشط في مجالات اجتماعية، ونعتبر ذلك واجبا على الشركة تجاه مجتمع تعتبر نفسها جزءا منه، وهناك مشكلة في إيصال المعلومة، نحن من خلال تصحيح هذه النقطة سنعمل على تجاوز هذا الأمر.

* هل ستعتمد "لاسامير" سياسة جديدة للتواصل؟
- إننا ندرس سياستنا التواصلية، ففي "لاسامير" ننفق حوالي 20 مليون درهم سنويا في خدمة المجتمع، وهذا رقم مهم جدا خصوصا أن منتوجنا استهلاكي وليس دعائيا، إننا شركة صناعية ولسنا شركة خدماتية.

* يسجل حضور استثماري كبير للإماراتيين في الآونة الأخيرة من خلال "إعمار" و"دبي القابضة" التي استثمرت قرابة 6 مليارات دولار، ألا تحس بمنافسة إماراتية للاستثمار السعودي؟
- إنني أنظر إلى هذا الأمر من وجهة نظر مختلفة، أنا فخور أن السعوديين كانوا أول من استثمر في المغرب، تلك التجربة ساعدت دولا أخرى على الاستثمار في المغرب. لقد بدأ اتجاه المغرب شرقا في الآونة الأخيرة.

* ما الذي تغير حتى يتجه شرقا؟
- أعتقد أن هناك تكاملا عربيا، كما أن رؤوس الأموال بدأت تعي الاستثمار في الدول العربية، فمؤسسة "إعمار" معروفة على الصعيد الخليجي، إذ تشرف على مشروع ضخم في السعودية وهي مدينة عبد الله الصناعية، إذ تشرف على مشروع بمئة مليار ريال سعودي، حوالي خمسة أضعاف استثمارها في المغرب.

* هل تشعر أن هناك منافسة إماراتية للمستثمرين السعوديين في المغرب؟
- لا أحس بهذا الأمر، بل على العكس أشعر بالغبطة بوجود مستثمرين عرب أو خليجيين لأنه يعطينا دعما، ويكرس المقولة التي سبق أن قلناها "الاستثمار العربي هو الأبقى والأصلح".

* لاحظنا لجوء جمال باعامر إلى قطاع الصحافة لماذا هذا التوجه؟
- استثماراتي الشخصية متواضعة جدا، وتواجدي في مؤسسة تصدر مجلة "سيتادين" من خلال شراء 40 في المئة من المجموعة، هو استثمار مالي في المقال الأول، ثم إننا نعتبرها فرصة لشرح وجهة نظر المستثمر الخليجي والعربي بطريقة مهنية.

* أتحسون أن الصحف المغربية تظلم المستثمر العربي؟
- أعتقد أن النظرة المغربية إلى المستثمر العربي بدأت تتغير شيئا فشيئا. وصلنا إلى هذه النتيجة من خلال عمل مشترك.

* هذه المؤسسة تستعد لإصدار مجلة باللغة العربية وأخرى اقتصادية، هل هذه المجلات ستقدم وجهة نظر المستثمر العربي؟
- هناك العديد من المشاريع المستقبلية بالإضافة إلى إصدار مجلات، هناك بحث عن نوع من التكامل مع مجموعات إعلامية مغربية وعربية مثل التكامل مع مجموعة "ماروك سوار". أعتقد أن هذا التكامل سيكون في صالح المستهلك المغربي. سنسوق المغرب بمنظور عربي.

* هل ستوزع المجلة باللغة العربية في المشرق؟
- سنطرح سيتادين باللغة العربية في السوق وهناك تفكير لتوزيعها في المشرق العربي عموما وفي منطقة الخليج.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف