نداء أبوعلي تدخن الأرجيلة وتسمع التكنو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حاورها عبدالله المغلوث: لا تدع الروائية السعودية نداء أبوعلي (24 عاماً) تراك . تبرر ابنة جلدتها المقيمة في أميركا، سهير الخليل: "إنها لا تهدر أي وجه يمر عليها ، خشيتُ لقائها في الواقع حتى لا تستعرضني في إحدى رواياتها المقبلة". استطاعت نداء رغم صغر سنها نقل الكثير من الوجوه السعودية المنقبة والقابعة خلف الأبواب إلى رفوف المكتبات عبر 3 روايات جديرة بالتصفح والتأمل والحوار.
جريمة مبكرة
نشرت نداء أول رواية لها في سن الخامسة عشر، وكتبتها قبل ذلك بعام، أما فكرة الكتابة فهطلت عليها في سن العاشرة، تقول لـ "إيلاف" أنها لا تزال تحتفظ بأول محاولات
تدين بالفضل في انحيازها للكتابة إلى والدتها المصرفية ، منى المشهدي ، تقول نداء أن والدتها شجعتها رغم أن القراءة والكتابة لا تفتنها "شجعت خربشاتي منذ صغري وحاولت البحث فيها وعرضها على مختصين لتربي هذه الموهبة في نظرها والجنون والانطواء في نظري". تضيف: "لا أحد يستطيع إخفاء جرائم والدتي التي أقدرها في نشر روايتي الأولى التي حققت لي حلما لم أتصور أن يتحقق، ولن تستطيع أي فتاة في هذه المرحلة العمرية تنفيذه إلا بمساندة أسرتها وتعاضدهم". ولا تغفل نداء أثر غياب والدها في نمو موهبتها الكتابية، تقول:"والدي ابتعد عن عالمي منذ العاشرة من عمري.. فعشت مع والدتي وإخوتي حياة تسودها تربية أم قوية حنون".
تعترف: "كان ابتعادي عنه نقلة نوعية في حياتي دفعتني إلى البوح للدفاتر والنزف كتابةً، حتى أصبحت الكتابة عالماً خاصاً أقدّسه وأحاول احتلاله، أنا أعلم أنه تابع وسمع عن بعد، لكنه لا يعبر عن ذلك".
أرجعت نداء عملها في جريدة"الحياة" إلى ضرورة التحاقها بوظيفة، فكتابة الرواية غير كافية، تقول: "لا بد للكاتب أن يخضع لوظيفة ما، فكتابة الرواية لا تعدّ وظيفة بل هدفاً أو محاولة إيصال رسالة، وعملي في صحيفة الحياة يتناغم مع ميولي الكتابية لأنه لا يزال يندرج تحت الكتابة".
وقد تخرجت نداء قبل تسعة أشهر من قسم نظم المعلومات الإدارية ورفضت أي وظيفة ترتبط باختصاصها الجامعي: "لأنني أذعنت في نهاية المطاف للعمل في مجال أعشقه، حتى لا أشعر بأن هناك وظيفة تفرض علي روتينها وسلطتها القسرية". لا تخشى أن تختطفها الصحافة من ارتكاب الرواية، تذكر: "إن لم تخطفني الصحافة خطفني العمل في مكتب لدوامين يدفن قدرتي أو محاولاتي للبوح والنزف والكتابة أو حتى التعبير عن فكرة أو قضية، وهذا كابوس حاولت الهروب منه". وتعتقد نداء أن الصحافة تعطي مرونة أكثر للكتابة وارتباطاً أكبر بها وتساعد على معايشة الواقع بعيداً عن"البرج العاجي" الذي يقطنه بعض الروائيين. وتؤكد الروائية الشابة أن الإصرار يدفع المرء دائماً لتحقيق ما يريد، والمزاجية والإلهام ترتبط بالصحافة كذلك وليس فقط الكتابة الأدبية.
ولا يضايق نداء أيضا سهولة الانخراط في العمل الصحافي، تقول:"أي عمل قد يبدو سهلاً في الظاهر، لكن الاستمرارية والتميز أهم ما يثبت جدارة الصحافي أو الطبيب أو الروائي". وتفضل إتاحة الفرصة للجميع لإثبات قدراتهم الكتابية في أي مجال، فذلك أفضل من المنع والتحديد، وتشير إلى إن الأفضل هو الذي سيبقى على الساحة ويصعد الدرج.
عالم الحريم
لماذا لم تنجح رواية نداء الأخيرة "مزامير من ورق" مقارنة بشقيقتها"بنات الرياض"؟ سؤال خطفته من فم أصابعي. تقول أن هناك العديد من الروايات لكتّاب معروفين لهم من
وعزت الإقبال الهائل على " بنات الرياض" للكاتبة الشابة السعودية، رجاء الصانع إلى "فكرة الرواية وتحدثها عن المستور، عن عالم الحريم المخبوء، الذي دفع عددا هائلا من القرّاء للبحث عن كتابها الذي لم يستهدف فئة معينة من الناس وإنما الجميع.. أضف إلى ذلك العنوان والتسويق والتوفيق!". وأكدت نداء سعادتها لأن "بنات الرياض" لاقت كل هذا الإقبال وتمنت تكرار ذلك مع عدد أكبر من الكاتبات في هذا العمر.
ولم تخف نداء دورها ورجاء في تشجيع السعوديات الشابات لاقتراف الكتابة إثر التقدير الذي حظيا به، تقول نداء أنها صادفت كثيرات ممن يخططن للدخول إلى عالم النشر من بينهن شابتين في مرحلتها العمرية وقد نشرتا روايتيهما، لكن روايتيهما "مهمشة" على حد تعبيرها، لكنها واثقة من أن هناك عدد كبير من "المهمشات" اللاتي لم ينلن الدعم و التوجيه، وتأمل أن يحظين بذلك نحو أعمال أكثر جودة.
ورحبت نداء بالنقد الذي وجهه لها الكاتب على الشدوي حول روايتها "مزامير من ورق" عندما قال: "هناك روائيات جديدات وروائيون جدد ولكن ليس هناك موضوعات جديدة" وأردف "ليس في رواية مزامير من ورق موضوع جديد، هناك قلق واضح عند الكاتبة، وارتباك، وما طرحته الكاتبة من مضامين هو نفس ما طرحته سميرة بنت الجزيرة قبل أربعين عاما". حيث اختصرت أبوعلي انطباعها حول نقد الشدوي قائلة:"أحترم كل الآراء خصوصاً المستفزة منها".
وتميل نداء للأعمال الروائية التي كتبها روائيون سعوديون لأنها "تحمل جرأة أكبر". وتمنت" لو قابلت الروائي العظيم عبدالرحمن منيف رحمه الله". الذي دفعها إلى نشر رواياتها في ذات دور النشر التي نشر فيها أعماله".
وعبرت عن تقديرها للكاتب السعودي، تركي الحمد أيضا. كما تعتز بالطريقة الحضارية التي تجاوب فيها السعودي، عبده خال مع استشارتها له في روايتها الأخيرة. وتود نداء مقابلة الروائية السعودية، رجاء عالم، لأن أحد الصحافيين سألها عندما كانت في السابعة عشر إذا كانت تقرأ لها فأخبرته أنها لا تعرفها ولا تقرأ للكاتبات السعوديات فنشر ذلك كعنوان عريض في إحدى الصحف مما دفعها إلى إدراك قيمة رجاء عالم الأدبية وبحثها في رواياتها التي" حاولتُ أن أفهمها ولا أزال أحاول".
الزواج و"التكنو"!
ورفضت نداء أن يقرأ أحد منتجها قبل النشر، تقول:"أنا نفسي لا أقرؤه حتى لا أنتقده وأرفض نشره ! أؤمن بأن علي المقامرة والنشر قبل التراجع وجلد الذات أو حتى إتاحة الغير لجلدي وإحباطي !".وتفضل الكتابة في ضوء باهت "لأداري جريمتي ولتعكس الظلال أشكالاً مختلفة تساعد على إلهامي، أفضل الكتابة باسترخاء وأنا أكتب، بالقلم الأحمر النازف، وفي الساعات الأخيرة من الليل، لكن ذلك لا يمنع من الكتابة في السيارة، أو في قاعة الانتظار في المستشفى أو حتى في المكتب". وتصغي إلى أم كلثوم، تستمع إليها منذ الرابعة عشر، وكذلك محمد عبده، وفيروز، حسب الذائقة الفكرية والغيمة الشعورية التي تحاصرها في تلك الساعة.. بالإضافة إلى موسيقى "نيو آيج" و"الجاز" و"التشيل أوت" بالإضافة إلى "التكنو".
لماذا لم تتزوج العديد من الكاتبات والأديبات، كليلى الجهني وإيمان القويفلي وحليمة مظفر، هل يخشين استبداد الذكور؟ وكيف ترى نداء الزواج من وجهة نظرها؟ تجيب:"لأن إيجاد رجل يحترم المثقفة ويغوص في أفكارها ليشاركها إياها في الوقت الذي يؤازرها فيه دون غيرة أو خشية لأن تتفوق عليه وجعلها قرينته وليس فقط تقبل فكرة زمالتها له أمر نادر". تقول:" كثيراً ما نلاحظ مثقفين يتزوجون من امرأة تقليدية، ذلك ما يسود حضاراتنا خاصة العربية منها غير القائمة على المساواة بسبب تقاليدنا المترفة في تقديس وتضخيم الرجل والبحث عن وسائل عبودية المرأة وكيفية خضوعها".
وتؤكد نداء أنها تعيش الآن "مرحلة خطوبة عشقية مما يظهر رؤيتي للزواج وإيماني بنجاحه إن كان قائماً على الحب والاحترام والتقارب الفكري".
وامتدحت أبوعلي ديوانا الشعر اللذان طرحتهما الشاعرتان السعوديتان نعمة نواب، وعبير زكي، باللغة الانكليزية مشيرة إلى أنها "خطوة رائعة،لا بد من أن تتخذها كل من لها ميول للكتابة باللغة الإنكليزية تفوق اهتمامها بالكتابة باللغة العربية،حتى نتمكن من إيصال جزء من أصواتنا..وهو أمر طبيعي يأتي نتيجة مواكبتنا إناثاً وذكوراً للعالم الغربي وتثقفنا بثقافتهم السائدة..ويدفعني إلى التفاؤل بوجود قناة جديدة من التواصل مع العالم الخارجي يبعدنا عن العزلة التامة".
أفلام وأرجيلة!
وتشاهد الأفلام يومياً لكن الفيلم الذي لا يزال عالقا في ذاكرتها وتشاهده مراراً هو فيلم:"ايترنال سن شاين أوف سبوتليس مايند". للنجمين جيم كاري وكايت وينسلت وهو فيلم يثير السخرية والدهشة العشقية. وتقرأ الآن عدة روايات في نفس الوقت منها رواية "فسوق" لعبده خال و"الحب في منطقة الظل" لعزمي بشارة و"مئة عام من العزلة" لماركيز وكذلك إحدى منشورات"ميكي جيب"حين تشعر بالملل. تقول:" لهذا السبب لا أنتهي من قراءة أي رواية إلا بعد زمن طويل. وتطرد الحزن من محيطها بـ "تدخين الأرجيلة والكتابة". وتطمع نداء المولودة في21 آب (أغسطس)،عام 1983 في "ويسكونسن" بأميركا، في الحصول على "درجة الدكتوراة في مجال إعلامي أو في العلوم السياسية".
ctu_abdullah@yahoo.com