رشاد: الرقابة في أكثر من 20 دولة عربية على الكتاب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الناشر محمد رشاد (2/2)
الحلقة الأولى من الحوار انقر هنا
سلوى اللوباني من القاهرة: بمناسبة تكريم الناشر "محمد رشاد" في المجلس الاعلى للثقافة يوم الاثنين الموافق 17 ابريل، أجرت إيلاف معه هذا الحوار خاصة مع
* ماذا تقصد بعزوف المثقفين عن القراءة؟
- أي اقتصار أكثر المثقفين العرب على القراءة المتخصصة "كل في مجاله"، وعدم التوسع والإطلاع على الثقافات المتعددة والمتنوعة في شتى المجالات، هذا بالإضافة إلى أن كل مثقف في الغالب يقرأ في الفكر الذي يؤمن به، ولا يقبل الإطلاع على فكر الآخرين الذين قد يختلفون معه في الرأي، وهذا أيضاً عامل من عوامل تقليل الكمية المطبوعة من الكتب.
* الرقابة على الكتب أحد اهم الاسباب التي تعيق من انتاج كتب ثرية او في انتشار الكتاب؟ ما هي المساحة التي تحتلها الرقابة على الكتب في مصر؟
- يواجه الكتاب العربي عامة والمصري خاصة بعدد لا يستهان به من الرقباء في كل دولة من دول العالم العربي، توجد رقابة في اكثر من 20 دولة عربية على الكتاب.
* وكيف يمكن التصدي لهذه المشكلة؟
- يمكن من خلال التعاون بين وزارة الثقافة واتحاد الناشرين المصريين والعرب، في وضع معايير متوازنة لدور الرقباء بالبلدان العربية، من خلال مجلس وزراء الثقافة والإعلام العرب المنبثق عن الجامعة العربية.
* هل قلة المكتبات التي تبيع للافراد أحد أسباب عدم انتشار الكتب؟
- نعم، تراجع إنشاء المكتبات التجارية لارتفاع تكلفة الاستثمار، بالاضافة الى قلة المكتبات العامةِ مُمقارنة بعدد السكان، أضيفي الى ذلك ضعف الميزانيات المخصصة للشراءات فى المكتبات العامة والمدرسية والجامعية، بل والمؤسسات الثقافية والوزارات.
* لا ينال الكتاب العربي الدعاية والاعلان المنظم والضخم مقارنة بما يتم في الدول الغربية؟ ما السبب؟
- نعم، فالإعلان والدعاية يمثلان نسبة في تكلفة الكتاب، وبالتالي يؤدي إلى ارتفاع أسعار الكتب، خاصة أن وسائل الإعلام جميعها تعامل الكتاب عند الإعلان عنه مثل معاملة السلع الكمالية، كالسيارات وخلافه، لذلك يجب حث وسائل الإعلام على وضع أسعار خاصة للإعلان والدعاية عن الكتب.
* ما رأيك بأن الأديب العربي يعطي الكثير ولا ينال شيئاً؟ فحقوق المؤلف مهضومة من خلال دور النشر؟
- صناعة النشر بالمفهوم العام فى عالمنا العربي تعتبر حديثة، إِذا ما قُورنت بما هو حادث فى العالم الغربي، بل إن هذه الصناعة بالمفهوم الخاص وهو الكتاب الورقي، قد بدأَت منذ ما يقرب من مائتى عام فى مصر وبلاد الشامِ، وفى معظم البلدان العربية منذ 50 عاماً، بل إن هناك بلداناً عربية بدأت صناعة النشر منذ 30 عاماً فقط، بينما بدأَت صناعة النشر فى العالم الغربى قبلنا، وبهذا الشكل بما يقرب من أربعة قرون، الفارق الزمني كبير فى بدايات صناعة النشر فى كل من العالم العربي والعالم الغربي، وهذا
* وما هو دور اتحاد الناشرين العرب؟
- علينا جميعاً نحن الناشرين والمؤلفين والطابعين والموزعين أن نتعاون معاً من اجل وضع قواعد منظمة ومستقرة لصناعة النشر، تضمن تحقيق الفائدة للجميع، ولن يتأتي ذلك إلا بتعاون اتحادي الناشرين العرب والمصريين مع المؤسسات والهيئات الثقافية، ووزارات الثقافة، والمراكز الثقافية الاجنبية.
* وما رأيك بالتفاوت الكبير في النسبة التي يحصل عليها المؤلف العربي مقارنة بالمؤلف الغربي؟
- تتراوح النسبة فى عالـمنا العربي من 10% إلى 30%، بينما تصل فى البلدان المتقدمة من 8% الى 12%، وبالنسبةِ للسلاسل فهى تتراوح من 5% إلى 7%، ولكتب الأطفال تتراوح من 2% إلى 5%، بينما المؤلف العربي ما زال مصراً على أن الناشر العربي قد ظلمه وَافْتَأَتَ على حقه، وأنه يدفع له نسبة قليلة، وربما هذا الشعور راجع إلى قله العائد كنتيجة مباشرة للكميات القليلة، التى تطبع فى العالمِ العربى فيما بين 500 نسخة إلى 2000 نسخة، وفى أغلب الأحيان 1000 نسخة، ويجدر الاشارة هنا الى أن قلة قليلة من الناشرين لا تلتزم بالمواعيد المحددة لدفع حقوق المؤلفين، وقلة قليلة من الناشرين لا تلتزم بطبع الكميات المحددة لـخضوعه لمغالاة المؤلف فى حقوقه المادية، وبعض الناشرين والمؤلفين لا يلتزمون بتطبيق شروط العقود الموقعة بينهم.
* حقوق المؤلف تعد قضية نظرية لا علاقة لها بما يجري على أرض الواقع، وذلك لغياب النظام القضائي بما يخص الملكية الفكرية، كيف يمكن تفعيل الملكية الفكرية؟
- التزوير ظاهرة آثمة، يتعرض لها الكاتب المصري بشكل كبير، مما يهدد مستقبل الفكر والإبداع، ويثبط حركة التأليف والنشر، وهذه الظاهرة يمارسها المزورون المحترفون، والمؤلفون، والمؤسسات العلمية، والجامعات، ويكفي أن نعرف أن الفرق بين سعر الكتاب الأصلي والمزور يتراوح ما بين 40 % إلى 60 %، ويمكن التصدي لهذا الاعتداء او التزوير بقيام وزارة الخارجية وسفاراتنا بالخارج مع وزارة الثقافة في تدعيم اتحاد الناشرين المصريين في التصدي لظاهرة تزوير الكتاب، وأيضاً قيام وزارة الداخلية بتدعيم ومساندة اتحاد الناشرين المصريين في التصدي لظاهرة التزوير، وردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين، بالاضافة الى قيام وزارة العدل بعمل دورات تدريبية لرجال النيابة والقضاة بشرح وتعريف ظاهرة تزوير الكتاب، حتى تكون الأحكام رادعة، وتتناسب مع حجم الجرم الذي يرتكبه المزورون.
* وما هو دور صناع القرار في صناعة الكتاب وانتشاره؟
- لهم دور كبير مثل إلغاء أو تخفيض الضرائب والرسوم الجمركية على مستلزمات إنتاج الكتاب، وتخفيض الرسوم والضرائب التجارية والصناعية للمطابع والناشرين، التوسع في إنشاء خطوط كثيرة للشحن البحري والبري، بالاضافة الى حث الشركة الوطنية للطيران بمنح أسعار خاصة تسهم في توصيل الكتاب بسعر مقبول، ويكون لديها عنصر المنافسة مع الآخرين، وتدعيم وتقوية صناعة النشر بإشراك الناشرين المصريين في طبع الكتاب المدرسي، حتى يمكنهم مواصلة تقديم رسالة الكتاب الثقافي بشكل أفضل، فهناك ارتفاع مستمر في زيادة الأعباء التي يتحملها الناشر، من رسوم وضرائب تجارية وصناعية، فالناشرون يخضعون لشرائح الضرائب التجارية والصناعية، والتي تصل إلى 50 % من صافي الربح، ويعامل مثله مثل أي تاجر للأحذية والملبوسات، ولا ينظر إليه على أنه يؤدي بجانب تجارته رسالة من أخطر الرسالات، والتي تعد من أهم العوامل التي توجه فكر المجتمع، وهذا الذي ذكرته أيضاً يؤدي إلى زيادة أسعار الكتب.
* ما هي المشاكل التي تواجهها كناشر في مجال الترجمة؟
- هناك مفهوم خاطئ لدى بعض المؤلفين، الذين يقومون بترجمة بعض الأعمال من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، بضرورة حصول المؤلف على نسبة مئوية من سعر الغلاف عن كل طبعة، واعتباره مٌؤلفاً، مُتناسياً أن هذا العمل ليس من بنات أفكاره أو إبداعاته، وأن حقه الطبيعي مبلغ مقطوع مرة واحدة، يحدد بين الطرفين، كما يوجد مفهوم خاطئ لدى بعض المؤلفين أنه صاحب الـحق الوحيد فى حق الترجمة أو النشر فى أَي وسيلة إعلامية، أَو تحويل العمل إلى صورة فنية مثل السينما والتليفزيون والمسرح أو الإذاعة، بعد تعاقده مع الناشر وصدور العمل، بينما فى البلدان المتقدمة تكون كل هذه الـحقوق من خلال الناشر، ويكون العائد من حَق المؤلف والناشر وهو ما يسمى بالـحقوق المجاورة.
* لماذا يواجه الكثير من الكتاب الجدد/ الشباب صعوبة بنشر أعمالهم؟
- لأنه لا توجد هيئات أو مؤسسات أو مراكز، تقدم المؤلفين الـجدد للناشرين بعد تحكيم إنتاجهم، بحيث يضمن الناشر الـحصول على أُصول صالحة للنشر، وكذلك تقليل نسبة المخاطرة لديه، كما لا توجد ميزانيات مخصصة فى جهات أو مؤسسات أو وزارات، تشجّع الناشرين على نشر أعمال المؤلفين الجدد، باقتناء كميات من الكتب المطبوعة لهؤلاء المؤلفين، كما هو معمول به فى بعض البلدان العربية، فلا تزال وظيفة "الوكيل الادبي" غير موجودة في العالم العربي، بينما هي وظيفة أَساسية فى الدول المتقدمة فى صناعة النشر، حيث إنه وسيط بين المؤلف والناشر، ويقوم بدراسة العمل المقدم من المؤلف وعرضه على الناشر بالقبول، وربما يقوم بإجراء بعض التعديلات على الكتاب قبل تقديمه للناشر، وكذلك السّعي لترجمته إلى عدة لغات أو نقله إلى أشكال فنية، مثل السينما أو المسرح نظير عمولة.
* كلمة اخيرة بمناسبة يوم الكتاب العالمي.....
- هذه بعض المشكلات التى تعوق صناعة النشر، رغم انها تعتبر من الصناعات الاستراتيجية، والتي تسهم فى نمو الاقتصاد المصري من خلال الناتج المحلي، وكذلك الترويج للصناعات الاخرى المصدرة، وعلاوة على هذا الدور الاقتصادي، فإن هذه الصناعة لها تأثير ثقافي وحضاري، يُدَعِّمُ سياسة مصر الخارجية فى ظل محاولة تهميش وطمس الهوية الثقافية العربية، من خلال الرؤى الوافدة بتذويب الثقافة العربية ضمن نطاق العولمة، ألا يستدعي ذلك منا جميعاً خصوصاً المؤلفين، والناشرين، وكل العاملين بهذه الصناعة، أن تتوحد وتتضافر جهودنا لإزالة هذه المشكلات أو بعضها، ونضع أنفسنا فى موقع واحد، ولا نتبادل التهم والافتراءات، ونكون فى صف واحد نطالب المسئولين حل هذه المشكلات أو بعضها.
نشكرك على سعة صدرك، ونبارك لك هذا التكريم ونتمنى لك المزيد من النجاح....
ومن الجدير بالذكر بأن احتفالية التكريم كانت تحت رعاية وزير الثقافة فاروق حسني، وبحضور العديد من الناشرين والمثقفين منهم الصحفي محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، د. جابر عصفور الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة، ود. شعبان خليفة مقرر لجنة الكتاب والنشر، د. محمد عبد اللطيف الامين العام لاتحاد الناشرين المصريين، ومن الشعراء أحمد الشهاوي، وأحمد سويلم، ومن الكاتبات فاطمة المعدول، ونعم الباز، ومن الكتاب عباس الطرابيلي، ويوسف معاطي، ومن الناشرين محمد الخانجي "مكتبة الخانجي"، عادل المصري "دار اطلس"، سليم عبد الحي "دار الآفاق العربية" وغيرهم الكثير، وبمناسبة الاحتفالية تم توزيع كتاب بعنوان "محمد رشاد سيرة ناشر..ومسيرة دار"، كما تسلم "رشاد" درع المجلس الاعلى للثقافة بالاضافة الى شهادة تقدير.