لقاء إيلاف

العصيمي(4): مصريون أفسدوا ذائقتنا!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

رئيس تحرير مجلة "القافلة" يروي قصته عبر"إيلاف"(4-4)

حاوره عبدالله المغلوث: الصحافي السعودي، محمد العصيمي (42 عاماً) ليس صخرة لا تبتسم ولا ترقص كما يبدو للبعض. يعترف بأنه صرف ريع كتابه اليتيم "على رصيف الأزمة" على "جلسات سمر"، يقول: "لا أطيق أن تمر ليلة الخميس دون طقطقة". وانتقد العصيمي في الجزء الرابع الصحافة المصرية قائلا: " لم تعد قادرة على مواكبة الصحافة العربية". واتهم الصحافة السعودية بأكل أبنائها مستشهدا بلقائه رئيس تحرير مجلة "اليمامة"السابق، فهد العرابي الحارثي على هامش مؤتمر الفكر العربي بدبي: " لم أجد ذلك الإنسان الزاهي الذي أعرفه".

ضيق وحقيبة كبيرة
التحق العصيمي بالعلاقات العامة في "أرامكو السعودية"إثر اندماج "سمارك" معها، كيف واجه القرار، وكيف استطاع التكيف مع الظهران (شرق) بعد حياة شبه مستقرة في جدة (غرب)؟، يقول محمد أن القرار كان مفاجئا للجميع، سواء في "سمارك" و كذلك لمسؤولي ومنسوبي أرامكو السعودية، إذ كانت "سمارك" تنتظر مرسوم التأسيس وإذا بها في مكتبه صبح على مرسوم دمجها في شركة أرامكو. واستقبل محمد القرار بشيء من الضيق في البداية نظرا لكونه بدأ للتو يضع قدميه على أرض مستقرة في جدة ثم نظر إلى القرار من نافذة التفاؤل. وقال لنفسه: أرامكو شركة عريقة ومن أكبر شركات النفط في العالم. وقد خفف عنه هذا الشعور بعض القلق جراء الانتقال إلى وظيفة ومكان جديد. خلال أيام أصبح الوضع عاديا وبقي في جدة فترة ثم انتقل إلى الظهران بعد أن وصله كتاب من الشركة يفيد بضرورة الانتقال إلى الظهران ليستلم وظيفة محرر صحافي، في إدارة العلاقات العامة وأن يفيدهم بقبوله لذلك.
أفادهم بقبوله الانتقال دون تردد، خاصة وأنه لا زال عازبا آنذاك، وسافر إلى الظهران مع عدد من زملائه المدموجين من جدة على طائرة أرامكو السعودية. وصلوا إلى مطار الشركة في الظهران في حوالي الساعة التاسعة ليلا. ومن سوء حظهم، نظرا لانعزال المطار، لم يكن هناك سيارات أجرة أو باصات. وذهب بعض زملائه مع بعض أقاربهم أو معارفهم وسحب بدوره حقيبته الكبيرة إلى فندق الظهران الدولي القريب من المطار واستأجر غرفة ونام ليلته هناك على هواجس جديدة. في الصباح حضر إلى الشركة لاستلام وظيفته. وهكذا ابتدأ المشوار مع "أرامكو السعودية"، هذه الشركة التي أعادت تربيته العملية ، وهو ممتن لكل ما قطفه من شجرة تقاليدها وقيمها العملية.
من المفارقات أن محمد خلال الصف الأول ثانوي، قطف"مختارات من مجلة قافلة الزيت"-مطبوعة تحتضن أبرز ما تنشره المجلة سنويا في تقليد اندثر- من حراج ابن قاسم الشهير بالرياض، ومازال يحتفط بالعدد حتى اللحظة، وقد شاءت الأقدار أن يتولى محمد نفسه رئاسة تحرير مجلة "القافلة" التي تصدر من أرامكو السعودية بعد نحو أكثر من عقدين من شرائه للمقتطفات التي يعود تاريخها إلى ( 1382-1392 هـ)، يتذكر محمد: "لم يكن ببالي مطلقاً أن الدنيا صغيرة إلى هذا الحد. حيث سأكون بعد سنوات عضوا في هيئة تحرير المجلة التي أصبح اسمها القافلة ثم رئيسا لتحريرها. وربما يكون ذلك من باب أن رجل الحرف تجر الحرف على طريقة رجل الديك".
قبل أن يترأس تحرير القافلة، كانت ترويسة المجلة حافلة بمسميات كمسؤول تحرير ومدير عام، اختفت هذه المسميات بعد أن أصبح قائدا لها، يبرر العصيمي قائلا أن صحافة المؤسسات، أي الصحف والمجلات التي تصدر عن شركات أو جهات رسمية، تأخذ وقتا إلى أن تتبلور مهنيتها، وهذا ما حدث لمجلة "القافلة" حسب قوله، حيث لا يمكن فصم عرى حاضرها عن ماضيها، "حتى أن التغير الأخير الذي شهدته فيه من أنفاس الماضي الجميل الكثير". ويؤكد: "نحن حاولنا مؤخرا أن نثبّت بعض لوازم المهنية لتحديد المسؤوليات باحترافية ودقة أكثر، خاصة بعد أن أصبحت المجلة في عهدة مؤسسة نشر خاصة تصدرها تحت إشراف أرامكو السعودية، الممثلة برئيس التحرير".

معادلة جديدة
يتولى تحرير المجلة، مقاول، لماذا لا يقوم فريق النشر العربي في العلاقات العامة بأرامكو السعودية بهذه الوظيفة، ألا يستطيعون القيام بهذا الدور؟ يقول رئيس التحرير أن هذا يستعرض مع رئيس شركة أرامكو مجلة "القافلة" لسؤال الذي يتلقاه من "إيلاف" واجههه أكثر من مرة بعد أن انتقل تحرير مجلة "القافلة" وتصميمها إلى مقاول. وهو سؤال مشروع ومبرر حسب رأيه، خاصة وأن المجلة قضت في كنف الشركة قرابة خمسين سنة. وقد كان قرار انتقال تحريرها إلى مقاول "مدروسا بدقة" بعد أن خضعت قبل العام 2003 لتقويم مضمونها وحضورها بين يدي قرائها. يقول: " وقتها تلقينا توجيها من رئيس أرامكو السعودية، الأستاذ عبد الله جمعة، وهو متابع حريص ومراقب دقيق لما ينشر، إلى ضرورة أن ندرس حالة المجلة ونضع خطة تفصيلية، تحريرية وفنية، لتطويرها بما ينسجم مع متغيرات واتساع سوق النشر وتعدد قنوات تدفق المعلومات". وكان المنطلق حسب محمد هو أنه إذا كان للقافلة دور ممتاز في مرحلة مبكرة وفي مراحل أخرى لاحقة من عمرها فإن هذا الدور خفت في السنوات الأخيرة، ولا بد لكي تستمر المجلة في الصدور وتلقى الترحيب الذي كانت تلقاه أن تستجيب للجديد في العالم وأن تلتصق المجلة أكثر بمسائل مجتمعها وحاجات فئاته، على اختلاف وتعدد اهتماماتها.
وضمن هذه المحددات التي لاقت حماسة كبيرة عند العصيمي بدأت الدراسة التطويرية للمجلة، التي تم التعاقد لتنفيذها مع مؤسسة "المحترف السعودي"، والتي استغرقت قرابة ستة أشهر ثم أقرت في اجتماع حضره رئيس الشركة وعدد من نوابه. ومن هناك انطلقت قبل ثلاث سنوات في صيغة تحريرية وفنية جديدة للقافلة "لم تُفقدها كليا صلتها بماضي المجلة". وفي سياق تدريجي" استطعنا على ما أعتقد أن نحقق معادلة احتفاظ المجلة بهويتها الثقافية المنوعة وتوظيف الحس الصحفي المهنى في مادتها، فكرة وإعدادا وتحريرا وتوظيفا للعناصر الفنية".
ولم تعد المجلة كما كانت في سنواتها ما قبل مرحلة التطوير تعتمد على ما يردها من مشاركات عبر البريد وقليل من الاستكتابات التقليدية كما يقول رئيس تحريرها، بل أصبحت تعتمد على جهازها التحريري الخاص في جزء كبير من مادتها وتختار مسبقا من يكتب بعض موضوعاتها بما يتفق مع أفكار تحريرها الجديدة وتطور وظيفتها وأهدافها. وحسب الانطباعات التي يتلقاها فريق التحرير كل يوم، من مختلف الشخصيات والتيارات، فإن المجلة عادت لحضورها ومكانتها المرموقة بين يدي قرائها. يقول العصيمي: " ولا نزال، بطبيعة الحال، نظن أن لدينا نواحي قصور لا بد أن تستكمل، لا سيما وأن متغيرات الصحافة متسارعة ولا بد من أن نواكبها إذا أردنا أن نبقى في عيني القارئ وفكره".

قرار جماعي

ويعتقد رئيس تحرير "القافلة"، أن الدعم وتحديد الأهداف سببين مهمين لما وصلت إليه المجلة، لكن أيضا لا بد من عوامل مساعدة تحافظ على مستوى المجلة وإلا سقطت بالرغم من الدعم وبالرغم من وضوح أفكارها وأهدافها العامة. يقول العصيمي أن فريق مجلة القافلة، عند إطلاق مرحلة التطوير، قرروا منهج عمل والتزموا به إلى الآن. ويقوم هذا المنهج أولا، انطلاقا من خبرته في الصحافة المحلية، على تجنب الوقوع في فخ القرار الفردي لرئيس التحرير، وثانيا أن تعد موضوعات المجلة على أساس المشاركة الجماعية لفريق التحرير، فإذا كان هناك، على سبيل المثال، موضوع عن أزمة القراءة في العالم العربي فإن جسمه الرئيس يكتب في بيروت ثم يضيف إليه محرر المجلة في جدة حقائق عن توزيع الكتاب في السعودية، ومن باريس يكتب مراسل المجلة مقتطفا عن متغيرات بيع الكتب في أوروبا وهكذا حتى يكون أمام القارئ في النهاية نصا متكاملا يلم بكافة أطراف الموضوع. وثالثا وفق العصيمي أن فريق التحرير لا يتنازل أبدا عن مستوى العناصر الفنية التي توظف مع الموضوع، سواء الرسوم الإيضاحية أو الصور الفوتوغرافية المصاحبة، فالمجلة تدفع كل عدد مبلغا كبيرا للحصول على حقوق نشر صور مع موضوعاتها لوكالات ومصورين أجانب ومحليين، وهي بذلك "تكاد تكون المجلة العربية الوحيدة التي تلتزم التزاما كاملا بحقوق النشر". وأخيرا وفق العصيمي هناك القاعدة المهمة لإخراج المواد فبعد أن ينتهي المخرج من تنفيذ الصفحات يكون هناك من جميع أعضاء فريق التحرير نقاش مطول حول عناصرها وجاذبيتها وكثيرا ما يتغير إخراج مواد من خلال توظيفات جديدة لعناصره الفنية. أما الغلاف فيأخذ النقاش حوله فترة أطول وقد يخرج الفريق بثلاث بدائل له ثم يعمل على إنتاج رؤى مختلفة للغلاف المتفق عليه حتى يتم الاستقرار على واحدة منها. ويذكر العصيمي أنهم وضعوا لبعض الأغلفة أكثر من 12 خيار وتم التصويت عليها واحدة واحدة من أعضاء فريق التحرير.
يقول رئيس تحرير "القافلة" أنه ليس هناك ما يمنع بيع المجلة التي تصل إلى صناديق بريد القراء مجاناً. وقد تلقى الكثير من المطالبات بهذا الصدد كتابة وشفاهة. لكن القضية متعلقة بسياسة المجلة، باعتبارها تاريخيا من ضمن الخطوات الراقية لخدمة المجتمع، تلك الخطوات التي عرفت بها أرامكو السعودية مثل تلفزيون أرامكو وبناء المدارس ومعرض الزيت وأنشطة خدمة المجتمع ويعتبر قرار البيع، خاصة بعد أن اقتربت المجلة أكثر من أصول ولوازم المهنية الصحفية، قابل للدراسة وعلى المستوى الشخصي لم يخف العصيمي حماسته لعملية بيعها، ويعتقد أن مثل هذا القرار سيتخذ في الوقت المناسب.

غلاف مقتطفات من "قافلة الزيت" قبل 20 عاما
من جهة أخرى، يقول العصيمي أن الصحافة السعودية تأكل أبناءها، مستشهدا بالدكتور فهد العرابي الحارثي أحد أبنائها الكبار الذين أكلتهم، حيث يقول أنه حينما رآه في دبي خلال مؤتمر مؤسسة الفكرالعربي الأخير لم يجد ذلك الإنسان الزاهي الذي "كان يشع حضورا وتأثيرا".
متذكرا سنواته الذهبية مجلة اليمامة حين كان رئيسا لتحريرها وكذلك لا ينسى أيامه الصحافية في كل عمل قاده أو شارك فيه من خلال مؤسسته الخاصة، "لا سيما تلك المشروعات التي نفذها مع صديقه وصديقنا المبدع أسعد شحاده".
وقد تدرب محمد في جريدة "الأهرام" المصرية قبل حوالي عشرين سنة، ويقول أن أكثر ما اكتسبه من "الأهرام" في تلك الفترة تعلم التقاليد الصحفية، إذ كانت مثل هذه التقاليد غير واضحة وحاسمة، خاصة فيما يتعلق بمرجعية المواد وتمايز الموقع الصحفي لكل محرر حسب موقعه الوظيفي وخبرته. أما ما فاجأه هناك فهو العدد الهائل في الصحيفة من المحررين والموظفين، فقد شعر أن العدد كبير "بما يوحي ببطالة صحفية مقنعة"، فقد كان يقف على إخراج الصفحة بالطريقة التقليدية أكثر من أربعة وأحيانا خمسة، بينما كان هناك مخرج واحد لخمس أو ست صفحات في صحيفة "الرياض" حسب العصيمي. لكن بالمجمل فإنه يعتبر زيارة صرح "الأهرام" ساهمت في تطوير علاقته بالوسط الصحفي وفهم إيقاعة من دولة عربية لأخرى.

تراجع مصري وعلب فاسدة
أما الصحافة المصرية فكان العصيمي من قرائها خاصة "الأهرام"، وصحيفة" الوفد" التي حفرت لها في مرحلة سابقة حضورا عاما تجاوز حزبيتها كما يقول محمد. وكان من أبرز ما كان يطالعه فيها زاوية تكتبها "العصفورة". أما الآن فيعتقد رئيس تحرير"القافلة" أن الصحافة المصرية اليومية تراجعت كثيرا في مقابل الصحافة العربية المهاجرة والصحافة الخليجية، يقول أنه لم تعد تمتلك تلك الريادة المعروفة، بعد أن تجاوزها الوقت ولم تعد قادرة على المواكبة. يقول: "لعل إصرارها على أن تبقى ضمن نفسها القُطري، وأحيانا شوفونيتها حرمها من التطور والحضور العام في الحياة العربية، مثلها مثل القنوات التلفزيونية المصرية التي سبقتها القنوات اللبنانية والخليجية بما لا يقاس".
للعصيمي موقف حيال الأفلام المصرية التي تلت أفلام "الزمن الجميل" نشره في "الاقتصادية" قبل سنوات، ومازال متمسكا به، حيث يقول أنه عدا أفلام ما يتعارف على تسميته بالزمن الجميل، وبعض الأفلام التي تلت هذا الزمن وهي تعد على أصابع اليد الواحدة، فإن منطقة الخليج والسعودية بالذات استوردت، كما استقبل المجتمع المصري نفسه،"علبا سينمائية فاسدة على مدى أكثر من عشرين سنة". ويصنفها أفلاما تجارية سطحية خالية من الفكر وخالية من الذوق الفني العام، "إلى درجة أنني أزعم أن هذه الأفلام التي صُدرت لنا بالكوم أفسدت ذوقنا وذائقتنا ومدركاتنا، بدلا من أن ترتقي بها أو تطورها". الآن نتيجة لذلك وبعد أن أدرك الإنسان في الخليج أنه "انضحك عليه كل هذه السنوات" غير اتجاهه إلى مشاهدات راقية من الأفلام والمسلسلات، سواء أكانت عربية أم أجنبية حسب العصيمي. ويرى محمد أن الفلم المصري "بات للأسف، إلا فيما ندر، مدار تهكم وسخرية على جودته ورسالته".

غبن
طرح العصيمي في مجلة "القافلة" التي يرأس تحريرها مقالة بعنوان: "عرب عند أطراف أصابعكم" انتقد خلالها غياب المثقف الخليجي من وسائل إعلامية في المشرق العربي، غلاف كتابه"رصيف الأزمة" بين عبر "إيلاف" أن ما أشار إليه في مقالته ليس جديدا على أحد من المهتمين بالشأن الثقافي الخليجي،"فكلنا نعلم أن المثقف الخليجي، مفكرا وأديبا وروائيا وشاعرا وإعلاميا، تعرض لغبن عربي كبير من الوسط الثقافي العربي الرسمي وغير الرسمي". مؤكدا أن النقاد العرب ووسائل الإعلام في المشرق العربي ينقبون عن أسماء ونصوص في أمريكا الجنوبية وفي أدغال أفريقيا و"حتى في حواري اليابان والصين، ولم يعيروا انتباها للعرب إخوانهم الذين يقعون عند أطراف أصابعهم في الجزيرة العربية ومنطقة الخليج". يقول العصيمي أن المثقف الخليجي لا يصدق حين تأتيه دعوة لحضور ندوة فكرية أو أمسية أدبية أو شعرية في مصر أو لبنان وسوريا والعراق لأنه "يتعرض مع سبق الإصرار للتغييب والتهميش". وقد تحلحلت هذه المسألة مؤخرا مع رواج الفضائيات كما يعتقد محمد، لكنها حلحلة من "باب ذر الرماد في العيون، أو من باب مجاملة رأس المال الخليجي المشغل للمحطة الفضائية". والحقيقة التي لا تزال قائمة حسب رئيس تحرير "القافلة" أنه عندما تسأل عن أي اسم كبير من المثقفين السابقين والحاليين في الخليج، عنه في وسط ثقافي في واحدة من دول المشرق، فسوف تفاجأ بأن لا أحد سمع به، و"يمكن أن تسأل مثقفين خليجيين كيف استقبلوا أو كرموا أو كتب عنهم في تلك الوسائل المشرقية الانتقائية".
كتب العصيمي على ظهر إنتاجه " على رصيف الأزمة" انه باكورة أعماله، هل لديه منتجات أخرى، وما سبب انصرافك عن المشاريع التأليفية؟ يجيب محمد أن "على رصيف الأزمة" هو بمثابة ردة فعل صغيرة استفزها الحس العروبي الكامن في عروقه. حيث صدم مثل غيره من المواطنين العرب بما حدث، خاصة وأنه كان قبل الغزو بيوم يهاتف مسؤولا بوزارة النفط العراقية هو محمد العبيدي، الذي كان يسكن فندق المنصور بالرياض، يسأله عن المادة التي طلبها للنشر في مجلة "سمارك" عن الحياة الشخصية والعملية لوزير النفط العراقي آنذاك، عصام الجلبي. وكان الوزير قد شارك قبل يومين أو ثلاثة في تدشين أنبوب النفط العراقي الذي يمر عبر أراضي السعودية إلى ينبع.
ولذلك فإنه لا يمكن أن يعد هذا الكتاب فاتحة لكتب، بل هو ردة فعل لا أكثر. أما المشاريع التأليفية فلديه منها الآن اثنان قطع بهما شوطا لا بأس به، وأخرى تنقطع بها السبل عند نقطة معينة أو ظرف لا يساعده على إكمالها. يقول: "على أية حال أنا من الذين يشرعون في كتابة كتبهم ثم يملونها أو ينصرفون عنها، ولذلك من خمس عشرة سنة لم يكتمل عندي كتاب رغم كثرة وتزاحم أفكاري".
يعترف العصيمي أنه صرف (50) ألف ريال سعودي-تمثل قيمة 1000 نسخة اشترتها الحكومة الكويتية من "على رصيف الأزمة"- خلال ثلاث أو أربع عطل أسبوعية. يقول: " فقد كنت في جدة عازبا مفرطا لا أتردد في موضوع (الوناسة) ولا أطيق أن تمر ليلة الخميس دون طقطقة وأسأل الله أن يغفر لي ولكم".

الجزء الثالث:
http: //www.elaph.com/ElaphWeb/Interview/2006/4/144887.htm

الجزء الثاني:
http: //www.elaph.com/ElaphWeb/Interview/2006/4/144686.htm

الجزء الأول:
http: //www.elaph.com/ElaphWeb/Interview/2006/4/144483.htm

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف