بهاء: شخصيات رواياتي لا علاقة لها بي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الروائية المغربية بهاء الطرابلسي
أجرى الحوار أحمد نجيم: أكدت الروائية المغربية التي تكتب باللغة الفرنسية بهاء الطرابلسي أن شخصيات رواياتها الثلاث الصادرة باللغة الفرنسية لا علاقة لها بمسارها
*بهاء اسم ولد لم اختارت العائلة هذا الاسم؟
-عائلتي كانت قد اختارت الاسم قبل أن أخرج إلى الوجود، لم يكن لتغيره لو رزقت ذكرا.
لو كنت ولدا لسميت بهاء.
*ألم يزعجك هذا الاسم في حياتك؟
- بالعكس لقد أمدني بنوع من الرجولة.
*خلال مرحلة الطفولة ألم يعيرك أقرانك من الأطفال بهذا الاسم؟
- لم يحدث هذا أبدا، لقد درست في مدرسة البعثات الفرنسية، لم يكن الأطفال ينطقون اسمي بالفرنسية كاملا، كانوا ينادونني "باها".
*ألم تحزني لما غيرت دار نشر باللغة العربية اسمك من بهاء إلى بهية؟
-حزنت قليلا، إن اسم بهاء يمكن أن يطلق على الرجل وعلى المرأة، والوثائق تشير إلى اسمي هذا "بهاء".
*لم رفضت دار النشر الاسم إذن؟
- قالوا إن اسم بهاء "رجل" وليس امرأة، وأنهم أرادوا أن يوضحوا أن الكاتبة امرأة. ربما تفاديا للتساؤل.
*شهدت كتاباتك باللغة الفرنسية إقبالا من قبل القراء، فكيف لدار نشر تطمح أن تنال رواياتك الإقبال نفسه بالعربية وتلجأ إلى تغيير اسمك؟
-هذا السؤال يجب أن تطرحه عليهم هم لا أن توجهه إلي.
*وماذا عن الاسم العائلي الطرابلسي أليست له جذور تونسية؟
- لا إنه كنية سلاوية.
* بطلة روايتك المترجمة إلى اللغة العربية "امرأة ليس إلا" هل هي بهاء الطرابلسي؟
- لا إنها "شبيهة" لبهاء الطرابلسي.
* ما هي أوجه التشابه؟
- في أمور معينة، أشبه ليلى في إقدامها ونظرتها للحياة وفي نزاهتها. أما في مغامراتها وحياتها الأخرى فالأمور مختلفة. ففي "امرأة ليست إلا" تفقد ليلى أمها، بينما مازالت أمي حية ترزق.
* لم قتلت أم ليلى في الرواية؟
- تضحك، قتلتها في أول القصة لإظهار علاقتها بزوجة أبيها التي مازالت صغيرة السن، وقد ساند سن الشخصيتين في بناء علاقة أخوة وصداقة وليس علاقة أمومة.
* لكن تبدو ليلى شخصية غير قوية ولا ثائرة؟
- لا لقد كانت تتمتع بشخصية قوية منذ طفولتها، كما أنها قامت بثورة على مجموعة من القيم.
*لكنها في الأخير تبدو استسلمت فتزوجت برجل متزوج وله ابن، وكأنها تعيد تكرار تجربة عاشتها وهي طفلة؟
- لا أعتقد أن الأمر كذلك، فالنهاية مفتوحة، فما عاشته مع أمها أكسبها تجربة في الحياة، ولن تكرره مع بنت زوجها. لقد أصبح لها نظرة مغايرة للحياة، لقد دفعت ماما إلى الاستقلال.
*أثناء كتابة شخصية ليلى هل أحسست في وقت من الأوقات أنها تمردت على الكاتبة بهاء الطرابلسي؟
- نعم لقد حدث ذلك. لقد تخيلت شخصية ليلى ثائرة أكثر مما جاء في نهاية الرواية، فمع مرور الصفحات بدأت ليلى تظهر أكثر نضجا، فاكتفت بما عاشته، وكأنها وجدت نوعا من التوازن في حياتها.
* هل تشبهه شخصية ليلى في هذه النقطة؟
- نعم إنها تشبهني، إنني لست امرأة ثائرة، كما أنها تشبهني في علاقتها مع الرجال، إذ تقوم بتنازلات ولا تعتبر ذلك ضعفا.
*ترجمت ثلاث رواياتك إلى العربية، لماذا الترجمة في هذا الوقت؟
- لقد رغبتهم في وقت سابق على ترجمة أعمالي إلى اللغة العربية، سبق أن ترجمت كتبي إلى الإسبانية ولغات أخرى.
*عرفت كتبك مبيعات مهمة، خاصة في "امرأة ليس إلا"، فهل أضحيت ثرية؟
-لقد طبعت ست طبعات من "امرأة ليس إلا" الصادر باللغة الفرنسية، لكنني لم أغتن بذلك. لسبب بسيط أنني لا أكتب بحثا عن الثروة.
* ألا تحصلين على تعويضات من الناشر؟
- لا أحصل عليها بشكل دائم، فأنا أعلم أن ميدان النشر في المغرب صعب، فأنا كما قلت لا أكتب بحثا عن الثروة، إنني أكتب منشدة الراحة أولا. ولم يسبق لي أن حصلت على حقوق نظير ترجمة أعمالي إلى لغات أخرى.
* لما لا تنشئي إذن موقعا على الانترنيت وتنشرين فيه رواياتك مجانا؟
- إن دور النشر اعتراف بجودة الكاتب، فعندما تقبل دار للنشر طباعة كتبك فإن ذلك يمر عبر لجنة قراءة، وهذا اعتراف بالكاتب. وهذا مختلف عن نشر كتابك على نفقاتك.
* نشر لك المركز الثقافي العربي ترجمات كتبك إلى العربية، من قرر هذه الترجمة؟
- هم من قرر نشر الترجمة، لم يستأذنوني، إلا قبيل الترجمة.
* لم تقبلين بأمور مثل هذه؟
- لقد أخبرتك أنني لا أبحث عن الثروة، لي علاقة غريبة مع المال، إنه ليس مهما.
- لست كذلك لكنني لا أبحث عنها، "اللي عندي قادني"، تضحك. ما يهمني من كتبي، هي تلك العلاقة التي أربطها مع الناس، كما تستهويني نظرة الآخرين إلى القصة. فهذا هو المهم بالنسبة لي.
* كصحافية عملت في مجموعة من المؤسسات الإعلامية، فهل أنت "عشاقة ملالة"؟
- إنني لا أجد راحتي فكل مرة يحدث سبب.
* كنت مسؤولة عن تحرير مجلة "ماسكيلان" باللغة الفرنسية، ثم غادرتها؟
- كنت أريد أن أظل مع تلك المجلة، لكن صاحب المشروع أوقفه.
* هل تجدين متعة في الكتابة للمجلات الرجالية أكثر من المجلات النسائية؟
- إنني أجد نفسي في المجلتين معا. ففي مجلة "سيتادين" كنت مرتاحة، ثم غادرتها لما منحت لي فكرة وضع تصور لمجلة "ماسكيلان"، كان تحديا بالنسبة لي. إنني أعتبر العمل في مجلات نسائية شبيها لمواضيع المجلات الرجالية، المواضيع نفسها تتكرر، مثل الأزواج والعائلة والمواضيع النفسية.
* انتقلت من مجلة شهرية إلى جريدة يومية، كيف عشت هذا الانتقال؟
- أمر عاد، فما يهمني من الصحافة ليس البحث عن اسم، بل عن مصدر للرزق، فرواياتي أهم ما عندي.
* إنك من الكاتبات القليلات اللائي لا تعرن اهتماما للكتابات النسائية، هل تحسين أن هذا مشروعهن غير ذي جدوى؟
- لا لي تصور واضح، إذا أبدعت كإنسان وحققت نجاحات كثيرة في حياتك المهنية، فلا داعي للاهتمام إلى جمعية أو تيار معين.
*عندك علاقات كثيرة مع أناس من عالم الثقافة والفن والأدب، كيف ترين هؤلاء؟
- لا يمكن أن أتحدث عن أشخاص كثر بصيغة الجمع، فكل إنسان حالة خاصة.
* ما هي الجوانب السلبية التي ظللت تحتفظين بها؟
- يعتقدون أنهم حققوا أمورا خارجة عن القانون، لا يتمتعون بميزة التواضع.
* بيتك كان مفتوحا لهم، هل كنت تبحثين عن شخصيات لرواياتك؟
- لا لم أنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، تجمعنا في بيتي كان أشبه ب"موفيدا"، حركة فكرية وثقافية ظهرت في إسبانيا بعد موت فرانكو أبرز روادها السينمائي ألمودوفار، إنها طريقة للتفكير وللحوار.
* ستنشرين رواياتك المترجمة في جريدة "صوت الناس" لم هذا الاختيار؟
- إنني أبحث على أن تقرأ رواياتي من قبل أكبر عدد من المغاربة، تمنيت لو منحت نسخة لكل قارئ.
* هل يهمك أن تبيعين أكبر عدد من الروايات أم أن يطالعها أكبر عدد من القراء؟
- يهمني أن يقرأني أكبر عدد من القراء طبعا.
* كم بعت من نسخة في رواياتك؟
- بعثت في الرواية الأولى حوالي 20 ألف نسخة باللغة الفرنسية، كما أن الرواية الثانية شهدت إقبالا كبيرا، والآن هناك رواية ثالثة "سليم". "حياة على ثلاثة" عن الرجال، وهي مختلفة عن الرواية الأولى "امرأة ليس إلا"، تتحدث عن علاقة بين رجلين مثليين.
* هل هي قصة حقيقية؟
- كتبتها لما كنت أنشط في جمعية حول السيدا، فالمادة الخام للرواية كانت من تلك التجربة.
najim@elaph.com