البغدادي: إسرائيل عرضت عليّ اللجوء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
"حظر الخمر في الكويت ليس دينيا"
البغدادي لايلاف: إسرائيل عرضت علي اللجوء
ورفض البغدادي الذي حكم بالسجن قبل اشهر بتهمة التظاول على القران العالم العربي بالتخلف والرجعية "ان نحمل الصهيونية والولايات المتحدة الاسباب "، وقال" يجب ان لاننسى ان نتاج الوجود الاسرائيلي هم الفلسطينيين بعد ان باعوا ارضهم لهم".
واشار الى "ان الكويت بلد استعصى على الاصلاح وان حكومتة الجديدة لاتحمل اي مشاريع للاصلاح"
وكشف البغدادي انه لم يعد يفكر باللجوء السياسي الى اي بلد، كاشفا لايلاف ان تلقى من اسرائيل عددا من الرسائل التي تعرض عليه اللجوء لتل ابيب. واشار الدكتور احمد الذي يكتب في صحيفة "السياسة" الكويتية الى "ان مسالة حذر بيع الخمور في الكويت ليست دينية بالدرجة الاولى بدليل كمية المشروب المتوفر بايدي العاملين بالسفارات المتواجدة على ارض الكويت".
وهنا نص الحوار
بعد ان حكم عليك في يونيو (حزيران) من العام الماضي بالسجن اعلنت رغبتك في اللجوء السياسي، اين انتهت هذه الرغبة؟
لقد تراجعت عن قراري الذي اتخذته بعد ان شعرت بالظلم اثر الحكم غير العادل الذي صدر بحقي..
لماذا؟
بسبب الوضع الصحي، فانا مريض واتعاطى ادوية ربما لا تتوفر في اي بلد، الى جانب ان الوضع في الغرب تغير عما كان عليه في السابق، فهناك عداء ضد المسلمين وتضييق عليهم وعدم رغبة في وجودهم.
ولماذا لايكون اللجوء لدول عربية؟
فكرت في ذلك خاصة البحرين فهي قريبة من عائلتي ومع ذلك لم تجد الفكرة قبولا في نفسي. ايضا فكرت في لبنان فهي الانسب لي ، لكن تراجعت لعدم امتلاكي المال الكافي كي اتمكن من خلاله شراء شقة. كما لا انسى ان اشير الى ان من اسباب تراجعي عن قرار اللجوء السياسي هو عامل السن.
اين عامل السن والمرض من تفكيرك قبل ان تعلن عن نيتك للجوء السياسي ، اليس ذلك تاكيد على ما قاله البعض بان طلبك اللجوء السياسي كان مناورة؟
انا لا اناور ولا يهمني ما يقوله البعض. سبب غياب هذه القضايا عن تفكيري لحظة اتخاذ القرار هو اني في النهاية انسان احمل كتلا من العواطف والعقل . وهذا اوجد لدي شعورا جعلني اتراجع عن قراري الذي اتخذته نتيجة لحكم كان مفاجئا، ويعتبر الاول من نوعه في الكويت، فلم يحدث من قبل ان بقى انسان لثلاث سنوات تحت طائلة حكم بمجرد ارتكابه لاي خطأ. ايضا من اسباب العودة عن القرار هو وجود رغبة كبيرة في ترك الكويت لكن هذه الرغبة للاسف تلاشت.
كتبت في احدى مقالاتك مناشدا من يعلم عن شروط اللجوء السياسي ان يراسلك. هل وجدت تفاعلا من القراء او من دبلوماسيي السفارات المتواجدة على ارض بلدك او خارجها؟
وصلتني عشرات الرسائل من جميع الدول بما فيها اسرائيل.
وما ابرز ماجاء في هذه الرسائل؟
ابرز هذه الرسائل رسالة من اثنين من اثرياء مصر عرضوا علي تحقيق رغبتي ، كذلك جاءني عرض من احد شيوخ الامارات عن طريق وسيط وقد اتصلت بالوسيط ليشكر الشيخ الاماراتي على موقفه.
والرسائل الاليكترونية التي وصلت من اسرائيل هل كانت رسمية؟
لااعلم .رسائل باسماء عادية ولم ارد عليها.
وماهو السبب في طلب اللجوء السياسي خاصة ان محاكمة الكتاب في الوطن العربي ليست غريبة ولا جديدة؟
السبب هو الحكم القاسي وغير المبرر الذي لم يحدث مثله من قبل في تاريخ الكويت. فاذا شعرت بالظلم وكنت مستقصدا. فمن الطبيعي ان تكون ردة الفعل هكذا.
هناك من قال ان طلبك للجوء السياسي هو للاستهلاك الاعلامي بدليل انك ناشدت القراء ليساعدوك في الوقت الذي كان بامكانك مخاطبة احدى السفارات وبسرية وربما تجد من يحقق طلبك؟
عندما اتخذت قراري لم افكر بالاثارة ولم يدر بخلدي البحث عن اضواء. ما يقوله الاخرون لا اهتم به" "IDONT CARE ليقولوا مايشاؤون .من صَّدق ما قلته فكان بها ومن لم يصدق فدونه البحر ليشرب منه. اقاويلهم واتهاماتهم لا تشكل شيئا عندي.
تقول بان الحكم غير مبرر لكن هناك من راى انك في مقالك تطاولت على القرآن كما قال الكاتب احمد الكوس في صحيفة الوطن؟
احمد الكوس غير صادق في ماقال بدليل انني كسبت الحكم الذي رفعته عليه وصحيفته التي كتب فيها هذا المقال.
وما تسمي ما ورد في مقالك؟
ليس تطاولا على القرآن، انا قلت لم ادخل ابني لمدرسة خاصة ليحفظ القرآن، تحفيظ القرآن مجانا .وعندما ادفع 2500 دينار فمن اجل ان يدرس ابني كيمياء وموسيقى لترتقي بتفكيره وتعاطيه مع من حوله لا ليدرس ثلاث مقرارات او اثنين لتحفيظ القرآن مجانا لمن ابتغاها.
الحكم الاول عليك خرجت منه ببراءة لكنه نقض وحكم عليك بالسجن سنة مع وقف التنفيذ وغرامة مالية، ماهو اسباب نقض الحكم.؟
لا أعلم فهذا السؤال يوجه للقاضي . الحكم الاول الذي اصدره قاض غير كويتي قال فيه ولا زلت احتفظ بنص حكمه "هذا رأي وله الحق ان يعبر عن آرائه وفق مايرى".
هل تعتقد ان هناك جهات دفعت لتغيير الحكم؟
لا اعلم ، ولا اريد التحدث عن القضاة فمن يتحدث عن القضاة في الكويت يتعرض للسجن ودون مناقشة.
هناك من راى بعد هذا المقال كاحمد الكوس ان البغدادي هو من الذين يسعون لتشيع الفاحشة؟
وعلى هذا رفعت عليه قضية وكسبتها بعد ان تبلى وكذب علي.
قلت إن الموسيقى وتنمية الذوق الفني اهم من تحفيظ القرآن، اهم في ماذا؟
في ظل هذا الارهاب والقتل غير المبرر باسم الدين يجب ان نرتقي بالذائقة الفنية، فالمساجد للاسف اصبحت مكانا لتجنيد الاحداث وارسالهم للعراق بغرض الجهاد كما نتابع في الاعلام ، وسط هذه الاضطرابات واستغلال المساجد لاغراض ليست من اغراضها الاصلية، فعندي الموسيقى وتعلميها وفصولها افضل. وفي النهاية هذا رايي ولا لاحد كان من كان ان يحاسبني عليه فمثل مايقولون تحفيظ القران احسن اقول الموسيقى افضل.
لكن ألاتعتقد ان مثل هذه الاراء في مجتمعات متدينة تكون قاسية الى حد ما؟
قلت هذا رايي قد يكون صحيحا وقد يكون خطا. في النهاية هو رأي ثم دعنا نكون اكثر دقة فمنذ نشوء الدولة الاسلامية وحتى نهاية الخلافة لم يكن هناك اي دروس ومدارس لتحفيظ القران.
لكن لا تعتقد ان ربطك بين تحفيظ القران والارهاب فيه تجن على حفظة القرآن؟
قلت المسالة مسالة راي وارجو ان لا تكثر من اللف والدوران حول هذه القضية. هذا راي كنت اتمنى ان يرد عليه براي اخر لا لاستدعائي للمحاكم ومقاضاتي.
اذا كان ماتقوله راي وفي دستور الكويت هناك مادة تقول بان حرية الراي مكفولة، فلماذا قدمت للمحاكمة؟
دستور الكويت لايقول بان حرية الراي مكفولة بل يقول ان حرية البحث العلمي مكفولة اما حرية التعبير فلم تذكر في دستور الكويت.
في نقطة اخرى بعيدا عن المقال القضية ، هل لدى البغدادي خلاف مع الاسلام او مع الاسلاميين ويسعى لتصفيته من خلال مقالاته؟
لا يوجد عندي مشكلة مع احد. اقول ارائي ومؤمن بان الانسان لايملك الحقيقة المطلقة ومن هنا كل شخص يقول رأيه بحثا عن هذه الحقيقة. ربما يوفق وربما لا، لكن في النهاية يكون قد قال رأيه ولا لاحد الحق في متابعة الناس ومساءلتهم حول آراءهم.
وماهو السر في هجوم الاسلاميين الشديد عليك؟
يقصدون من الهجوم التحريض وتتبع مايعتقدون انها اخطاء ليضخموها ومن بعد ذلك تاليب الناس علي . هولاء الذين يهاجمون الناس على ارائهم بدعوى الحفاظ على الفضيلة اين هم من الحفل الذي اقيم في الكويت وكرم فيه رئيس الوزراء السابق نانسي عجرم بحضور شيوخ ووزراء ،ولم يتفوه اي منتمي للتيار الديني بكلمة واحدة. هولاء الذين يهاجمون الناس اين هم من كتابة احد السلف عندما كتب في صحيفة الوطن مقالا تطاول فيه على الرسول وصدرت فتوى ومن بعد تم اخفاء هذه الفتوى حتى انتهت المدة القانونية لتقديم شكوى ولم يتحرك احد منهم.
وعندما كتبت عن الرسول قبل سنوات تعرضت لهجوم قاس وسجنت؟
وهذا ما استغربه ففي الوقت الذي اتهمت بهذه التهمة .كتب احد الكتاب مقالا وفي نفس الموضوع ولم يحاسب ولم يسجن بل غرم خمسين دينارا، بينما انا الذي لم أكتب وماقلته كان شفهيا في الجامعة حكم علي بالسجن. الا يدل هذا على ان هناك استقصادا للبغدادي.
وهذه الازدواجية في الاحكام ماهي اسبابها؟
لا استطيع الحديث عن القضاء فالقانون يحمي القاضي وبمجرد الحديث عنه توضع بالسجن . انا طالبت بايضاح حول هذه القضية ولم يصلني رد.
هل برأيك القضاء الكويتي واقع تحت تاثير الاسلاميين؟
لاتعليق.
اعلنت التوقف عن الكتابة بعد محاكمتك لكنك عدت ، لماذا توقفت ولماذا عدت؟
بالفعل اعلنت التوقف وتوقفت، لكن احد الاسلاميين كتب مقالا ضدي وقررت العودة والرد عليه وعلى التيار الذي ينتمي له "بل وادوس في بطونهم زيادة". ثم انا لا اعلم ماعلاقة الناس بتوقفي او عودتي من يعجبه البغدادي فليقرأ له ومن لم يرق له البغدادي فهو غير ملزم بقراءتي وتتبع اخباري.
هناك من يفسر ان ممحاكتك للاسلاميين هو سعي للدخول لدائرة الضوء وكسب المزيد من الانتباه؟
ما اكتبه هو نتاج قناعة ، ثم انا كاتب يعبر عن ارائه، لا ابتغي الضوء، ولا اسعى لشهرة فقط اقول ارائي وليس ذنبي ان تكون ارائي صادمة للبعض.
من المأخذ عليكم انتم دعاة حرية الراي ان حرية الراي التي تنادون بها عندما تصل الى السياسة او رجالات الدولة الكبار تتوقف؟
من لا يقول البغدادي لا يتحدث في القضايا السياسية الكويتية فهو اما غير متابع لي او انه يفتري على الحقائق. فلايمر شهر دون ان اكتب مقالين او اكثر في الحكومة الكويتية بل اني كتبت مقالا لا يجرؤ احد في الكويت على كتابة مثله عندما كتبت "الكويت دولة ظالمة" واعلنت بعده استعدادي المثول امام المحكمة في حال تطلب الامر ذلك.
الحكومة الكويتية الجديدة هل ترى بانها حكومة اصلاحية؟
لا ليست اصلاحية ولم ولن يظهر في الكويت اي حكومة اصلاحية فالكويت في النهاية تبقى بلد عربي استعصى على الاصلاح.
وبرايك ماهي الاسباب؟
الدساتير العربية دساتير متخلفة، الحريات مكبوته، اختيار الوزراء حسب محاصصة طائفية او قبلية او بحسب علاقات شخصية. لا يوجد في العالم العربي والكويت من ضمن هذا العالم نية صادقة للاصلاح ، لان الفساد منتشر والرشوة منتشرة وهدر المال العام على نطاق واسع. المخالفات الكبيرة تمر دون رادع ولامساءلة. فعندما تنظر لحكومة كحكومة الكويت تتصالح مع مخالفات كبيرة مقابل غرامة بسيطة يؤخذ من ورائها الملايين وتقول هذه حكومة اصلاحية "هذا افتراء على الحقيقة".
لكن هناك حركة اصلاح وهناك حرية بدليل انك تقدمت بشكوى على صحيفة الوطن المملوكة لاحد ابناء الاسرة الحاكمة وكسبت من امامة القضية ؟
اي واحد يعتقد ان رفع شكوى على شيخ امر خارج عن المالوف "هذا واحد ماعنده سالفة". الامور لاتحسب هكذا. وماذا يعني ان كنت شيخا تملك مؤسسة او صحيفة فهل يعني هذا ان تكون فوق القانون. هذا تسطيح للامور فمادام الشيخ دخل الحياة العملية فشانه شاني وشان اي كويتي ينطبق عليه ماينطبق على الغير. اذا الشيخ لايحب ان يسئل ويشكى "فليجلس في بيتة على راي الكاتب عبداللطيف الدعيج وماحد يصوب عليه" اما اذا كان يتعاطى بالشان العام ويكون فوق القانون فهذا لايجوز ولايجب . ثم اني لا ارى ان رفع شكوى على شيخ او امير امر خارق او مخالف للمالوف فيجب ان لايعطون اكبر من حجمهم. واوضح امر ليس لانك ولد شيخ يكون ذلك مسوغا لتفتح صحيفتك لتشتمني وتتجنى علي على اساس انك ولد شيخ غير خاضع للمسالة . هذه النظرة غير صحيحة فرجال الكويت وضعوا قانونا لضبط الامور وجعلها تسير في مسارها الصحيح. الجميع من خلال هذا القانون سواسية. لكن مايحز في النفس ان هذا القانون الذي وضع قفز علية وشاهدنا كيف نقض الحكم في الاسبوع الثاني من اصدارة.
تدعو لحرية الراي وعدم مسالة الناس عما يكتبون لكنك ناقضت ماتقول فبمجرد ان كتب عنك احمد الكوس بالوطن الكويتية تقدمت بشكوى عليه وعلى الصحيفة؟
تقدمت بشكوى على تحريضه لا على رأيه . فعندما يكتب الكوس ان البغدادي ينشد ان تشيع الفاحشة فهذا ليس رأي بل اتهام. كثير تعرضوا لي ولم اتقدم بشكوى عليهم لان مايكتبونة يندرج تحت حرية الرأي.
التحريض ضدك وتكفيرك واتهامك بانك احد المناوئين للاسلام والمحاربين لعبادة الصالحين هل خلفت تهديدات بالقتل ضدك؟
مرة واحدة وصلتني رسالة تهددني بالقتل وذهبت لوزارة الداخلية لاتقدم بشكوى ولكن للاسف بدل ان يؤخذ حقي اتهمت بانني كاتب الرسالة واخضعت لاستجواب.
هل تجاهلت وزارة الداخلية بلاغك ولم تتعاط معك ولم تأخذ التهديد محمل الجد؟
بالتاكيد تعاطوا معي واستجوبوني سبع ساعات وبعدها قيدوا القضية ضد مجهول.
كلفوا اثنين لحمايتي وبدل ان يحموني حموا ابني الذي استغرب برجال اثنيين يسيرون خلفه دائما فلما استفسر منهم قالوا له نحن من وزارة الداخلية لحمايتك يادكتور احمد، فرد عليهم ابني "ماتعرفون شكل والدي وحا تحمونه" فنصحهم ابني بان بعودوا لعملهم، وقال والدي ليس بحاجة لحماية من لايعرف شكله.
لونعود لموضوع الحكم الذي صدر بحقك فقد جعلك تحت الرقابة لمدة ثلاث سنوات بمجرد ارتكاب اي خطا تسجن سنة، بصراحة هل تراعي ذلك عند كتابتك ، هل تشعر بان حريتك الكتابية اصبحت مقيدة؟
بالتاكيد اراعي ذلك فانا لست متهورا .صحيح املك جراة في طرحي وهذا من فضل ربي لكنني لست مندفعا.
وهذ الحذر يكون عندما تكتب في السياسة او الدين ؟
بالتاكيد في الكتابات الدينية اما السياسية فالكاتب في الكويت يكتب مايشاء.
برأيك، التحالف الحاصل في الكويت بين الحكومة والتيار الاسلامي ماهي اسبابه؟
تحالف مصالح، فالتيار الديني طوال تاريخه لم يسجل له ان حاسب الحكومة على فسادها فمثلا قضية ناقلات النفط التي اتهم بها احد الشيوخ لم يحرك التيار الديني حيالها ساكن. الحكومة تحالفت مع التيار الديني لاستفادتها منه اما من ناحية التصويت على بعض القرارات او لعرقلة بعض القوانيين او لاستخدامة في تسكين الشارع.
لكن اكثر الاستجوابات في مجلس الامة يتقدم بها اعضاء من محسوبين على التيار الاسلامي؟
استجوابات تمررها الحكومة ولا تهتم بها ومتى ما أرادت تجاوزها فلن يمنعها احد. فلو قرر رئيس الوزراء حماية وزيره فلن يقف احدا عائقا امامة. المجلس تديره الحكومة وبيدها كل شي ان ابتغت اغناءك فعلت وان ابتغت ايذاءك فهي قادرة على ذلك.
هناك من يرى ان تحالف الحكومة مع الاسلاميين ليس لتقاطع المصالح كما قلت بل نتيجة ضعف الطرف الاخر وهو التيار الليبرالي؟
ليس نتاج ضعف الطرف الاخر بقدر ماهي لعبة سياسية لا نلوم الحكومة الكويتية عليها، ففي السياسة القادر على تمرير مصالحك هو الذي يجب ان تتحالف معه، وهذا ماتقوم به الحكومة بتحالفها مع التيار الاسلامي لأنه الاقدر على تمرير مصالحها.
برايك ماهو سر تراجع الليبراليين في الكويت. انتخابات مجلس الامة الاخيرة خرج منها ابرز رموزهم وفي التشكيل الوزاري الاخير لم يبق من يمثلهم سوى وزير واحد وهو الاخر استقال؟
لايمكن من خلال تشكيل الحكومة ان نحكم على تراجع الليبراليين فتشكيل الحكومة ياتي بحسب الهواء والمزاج والعلاقات الشخصية. فالحكومة لا تاتي بوزير لكونه ليبرالي او اسلامي بل تاتي بمن هو قادر على تمرير افكارها والتناغم معها.
والسبب برايك خلف تشكيل الحكومة وفق الاهواء والمزاج والعلاقات الشخصية كما تقول؟
بسبب عدم وجود نظام دستوري وحزبي وسياسي واضح ومحدد ، فرئيس الوزراء يتحكم بكل شي والوزير فقط مجرد موظف كبير لاحول له ولاقوة.
هناك من يرى ان الحرية التي منحت لا عضاء مجلس الامة استخدمت للقضاء على الحريات العامة هل توافق هذا الطرح؟
نعم للاسف هذا مايحدث ،ولا يلام المجلس بل يلام الشعب الذي اختار هولاء وهو الان يتجرع مرارة اختيارة.
في نقطة اخرى برايك ماهو سبب وجود التيارات الاسلامية في منطقة الخليج بشكل يفوق بقية الدول العربية؟
المال، فمن خلاله نجحوا بالاقتراب من الفقراء والمحتاجين. والا ما لدى التيارات الاسلامية من مشاريع حضارية. لاشي ء. فليس لديهم أي مشروع سياسي او مشروع دولة او مشروع مؤسسات مجتمع مدني. االى جانب ان خطابهم الديني قريب من عواطف الناس ولا ماتسمي اناس يحملون اعلى الشهادات ويتجهون لتفسير الاحلام واخراج الجن بقصد التكسب والقرب من مشاعر الناس مستغلين استعانتهم بالدين كما يقولون. مايفعلونه باسم الدين هراء وامر لايجوز واستخفاف بالعقول.
وبرايك سر التحالف الاسلامي القبلي الذي يرى بوضوح في مجلس الامة الكويتي؟
القبلية لم تجد لها حليفا الا عند الشيوخ او عند الاسلاميين، والاسلاميين بدورهم رحبوا بهذا التحالف مستغلين كثرتهم لزيادة صفوفهم.
هل ترى بان الارهاب نتاج الفكر الوهابي؟
للاسف نعم.
لكن الا ترى انه رغم الحرب الكبيرة التي تقودها الولايات المتحدة على الجماعات الاسلامية المتشدده فان هذه الجماعات تعيد بناء نفسها لتعود اكثر قوة كما حصل في عدد من الدول ؟
السبب في اتجاه الناس لهذه التيارات ليس لصلاحها بل لان رائحة الطرف المقابل بدات تزكم الانوف. الفلسطينيون لم يختاروا حماس لانها جيدة بل لان فتح فاسدة . المصريون لم يصوتوا للاخوان لعظمتهم بل لاحباطهم من الحزب الحاكم ومن نظام حكم الطوارىء. في النهاية لاعند حماس ولاعند الاخوان أي مشروع، نعم وصلوا وكسبوا صوت الناخب لكن ماهو مشروعهم؟ لا شي، ويتمثل ذلك جليا عند حماس فهي الان "متوهقه". وفي بلاد كالبلاد العربية اين تذهب الناس؟ لا دساتير تصون كرامة الناس ولااعلام حر يعبر عن مشاعر الخلق ولا مؤسسات مجتمع مدني يلجا لها المواطن ؟ الناس لاتلام ان جعلت خيارها جماعات ليس لديها الا الكلام.
قلت بان سبب انتصار التيارات الاسلامية في البلدان العربية عائد لفساد الطرف الاخر، لكن في الكويت لايوجد طرف اخر فاسد ومع ذلك انتصروا؟
نواب مجلس الامة في الكويت المحسوبين على التيار الاسلامي ليسوا كثر لكنهم اصحاب صوت عال جدا اضافة الى ان تحالف القبليين معهم زاد من قوتهم. والليبراليون في مجلس الامة للاسف غير قادرين على المواجهة فمثلا عندما تقدم النائب وليد الطبطبائي بالقانون الجنائي الاسلامي عارضه الكتاب الليبراليون ووقف ضد تمريره اما من هم في المجلس فلم يتحركوا.
والسبب برايك؟
لهم مصالح خاصة.
او ربما لايوجد ليبرالية بمعناها الحقيقي في الكويت ؟
هناك وجود ليبرالي الا ان الليبراليين يفتقدون للمواجهه لخوفهم من مسالة الدين.
لكن الا ترى بان عزوف الناس في الخليج عما يطرحه الليبراليون عائد لتنافي مايطرحونه مع تربية المواطن البسيط المحافظ كدعاوي الليبراليين لبيع الخمور والاختلاط واقامة الحفلات التي يصفونها بالماجنة؟
نحن للاسف نعاني من مشكلة الازدواجية، فلو طرح اي ليبرالي على سبيل المثال قضية الخمور وعنده الاف الحجج فسيتعرض لهجوم كبير. ومن هذا تجد الليبرالي يقول "مالي ومال وجع الراس" فالناس تدعي المحافظة في العلن وفي الخفاء تشرب الخمر. هناك ازدواجية عجيبة في الكويت فالخمر ممنوع لحرمته لكنه موجود في السفارات فهذا حلال "هذا ضحك على العقول".
تطرح بين حين واخر قضية ان تحكم الكويت بالشريعة المستمدة من القران والسنة. هل ترى ان الكويت مقبلة على تطبيق الشريعة في تعاملاتها؟
تطبيق الشريعة امر مطاط فهل يقصد ان تتأسلم القوانين. ومسالة تطبيق الشريعة شعار فضفاض لو طبق على ارض لواقع لواجهنا المشاكل. مايطرح هو شعار لجذب الناس تماما كالقول "الاسلام هو الحل".
لكن لاتعتقد ان مايحدث في الكويت هو سير في اتجاه تطبيق الشريعة فدستور الكويت يقول الكويت بلد عربي ولم يقل اسلامي لكن الممارسات الحاصلة الان ممارسات اسلامية؟
نعم الدستور يقول الكويت بلد عربي لا اسلامي والسبب في ذلك ان العنصر المهيمن عند وضع الدستور كان العنصر القومي والليبرالي لدرجة انه في ذلك الوقت كان يكتب على الكتب المدرسية "الكويت بلاد العرب". أما ما يحدث الان هو تحايل على الدستور بعد ان ضرب به عرض الحائط فلا الشعب يسعى لحماية حقوقة ودستوره ولا الحكومة حريصة على ذلك.
وكيف الحل للعودة لروح الدستور؟
الحل ان يتحرك 1000 دكتور في جامعة الكويت لم نعد نسمع لهم اي صوت، الحل ان يتحرك 2500 من حملة الدكتورة في الكويت ليتحدثوا حول مايحدث من انتهاكات وتجاوزات للدستور.
في نقطة اخرى .. هناك من يتهم المناهج الدينية بانها السبب في الارهاب الحاصل في العالم، فهل توافق على هذا الطرح؟
المشكلة ليست في المناهج تحديدا ، فالمناهج تكتب عن الجهاد بشكل لاتحريض به ومن بعد ياتي الاستاذ المؤدلج فيبدا بتمرير افكاره التحريضية لقتال اليهود والنصارى. ولايكتفي بنقل الموضوع بشكل محايد بل يصبغ عليه افكارة العنيفة التي تفهم بان الجهاد قتال ودم، ونتيجة لهيمنة التيار الديني فان المدير او المسؤول عن المدرسة لايستطيع محاسبة هذا الاستاذ خوفا ان يقدح ذلك في دينه لانه عاقب استاذ دين. سؤال اخر اطرحه عن المناهج الدينية، فما الذي يستفيده الطالب من تدريس اداب قضاء الحاجة وكيف يتطهر بالحجر ؟ مالذي يستفاد من هذا اليوم؟ ان مايطرح في المناهج يتنافى مع العصر ولا يقصد منه سوى تثبيت الجانب الديني في المناهج وهذا مضر لانه ياتي على حساب المضمون. يجب ان يعلم الطالب انه ليكون انسانا صالحا مفيدا لوطنه عليه يتعلم متطلبات الحياة الحديثة لا ما كان قبل قرون ولم يعد موجودا في عصرنا الحالي.
اسألك عن سر التخلف العربي عن ركب الامم. هناك من يرمي هذا التخالف على ان هناك مؤامرة تحول دون العرب والتطور؟
. ما يقال عن مؤامرة او ان الاستعمار هو سبب التخلف غير صحيح . الاستعمار هو من ادخل التعليم والدستور. الاستعمار هو الذي احيا الشرق . ونحن للاسف منذ 600 عام لم نقدم أي شيء ايساهم في اثراء الوجود البشري. وهذا ليس نتاج كما يروج.. الغرب واسرائيل والصهيونية.
لكن الغرب هو من اوجد اسرائيل وغزا ديار المسلمين ؟
القول بان اميركا زرعت اسرائيل غير صحيح، فمن الذي باع الارض للاسرائيليين؟وعندما سعت الامم المتحدة لاعطاء دولة للفلسطين هل قبلوا بها لا ؟ لا ننكر ان للدول العظمى سيناريوهات في المنطقة لكن لا يجوز ان نكون بضعفنا وتخلفنا لقمة سائغة لهم.
احمد البغدادي من دعاة الاصلاح والحرية لكن عندما اعلن عن قيام حزب الامة في الكويت وقف موقف المتفرج ولم يتحدث عن محاكمة اعضائه ولم يتناولهم في مقالاته .
انا لااكتب ولاادافع عن حزب نشأ من مخالفتة للقانون. فانشاء هذا الحزب هو اشبه بتحدي القانون والسلطة.
لكن هناك من يعتبره خطوه نحو الاصلاح وتاسيس الاحزاب؟
ليس صحيحا فالاصلاح لاياتي عن طريق خرق القوانين. حزب الامة لايسعى للاصلاح ومن يبتغي الاصلاح لايصر على مسألة القبيلة. على اية حال انا ضد الاحزاب السياسية في الكويت لانها خطوة متاخرة جدا. نشوء الاحزاب في الكويت سيدمر البلد فكل قبيلة تريد حزبا والسنة يبتغون حزبا وكذلك الشيعة. الاحزاب السياسية ستنجح في حالة وجود تداول للسلطة ووجود رئيس وزراء منتخب واحزاب لديها برامج سياسية واضحة ماعدى ذلك "كلام فاضي".
هناك من ينتقد الكويت لانها تمارس الديمقراطية منذ عشرات السنين في وقت تبقى فيه رئاسة الوزراء بيد ابناء الاسرة الحاكمة.
في تقديري ان تعيين الامير لرئيس الوزراء ربما يكون افضل وفق نظرة البعض حتى لاتدخل البلد في صراعات سياسية، فعندما تعين رئيس وزراء سني سيطالب الشيعة بالمنصب وعندما تعيين رئيس وزراء من القبيلة الفلانية فان القبائل الاخرى ستطالب بالمنصب، وتصبح العملية اشبة بالمحاصصة الطائفية كما يحدث الان في الوزرات. لكن عندما يكون رئيس الوزراء من الاسرة فتنتهي القضية بشبه اجماع عليه.
اخيرا ايضا من الماخذ على ديمقراطية الكويت ان المناصب السيادية في يد ابناء الاسرة ايضا؟
للاسف فان اعضاء مجلس الامة الذين وضعوا الدستور عام 1963 كان يفترض ان يعيدوا النظر فيه عام ،1967 فمثلا الوزراء لايكونوا اعضاء في مجلس الامة بالتعيين، اضافة لمناقشة الحق السياسي للمراة الى جانب النظر في مسالة الاحزاب . ماحدث ان الحكومة في عام 1967 اقدمت على تزوير الانتخابات ومن بعدها دخل البلد في مشاكل عدة. فحل مجلس الامة عام 1981 وعام 1986 واصبح الجميع لايسعون لتطوير الدستور بل المحافظة عليه كما هو حتى لايعود للخلف كما حدث في الثمانينات عندما ابدت الحكومة رغبة بتنقيح الدستور لكن للاسف نقحته باعادتة للخلف.