عبدالقادر: بذاري أينعت في الإمارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الفنان السوداني الريح عبدالقادر
دبي من أحمد خضر: الريح عبدالقادر كاتب ومخرج وممثل سوداني تخرج عام 1973 بكالوريس تمثيل وإخراج، ونال درجة الماجستير في مشروع حول الدراما في القرآن
ـ كنت من المشاركين معه في دعم هذه التجربة، واستطعنا بجهد الزملاء أن نغرس بذرة طيبة في جذر الحركة المسرحية في دولة الإمارات، وقد كنا في تلك الفترة لسنا مخرجين فحسب بل مطالبين بأشياء كثيرة هي أن نكرس لتجذير الحركة المسرحية في نفس الفنان ونفس المتلقي، كنا مطالبين بإيجاد الممثل والمخرج ومصمم الديكور والإضاءة وكل لعبة السينوغرافيا، فكنا آباء لتجهيز أبنائنا، وقد قدمنا عدداً من الورشات المسرحية والدورات التدريبية التي أفرزت عدداً من العناصر التي تملك الموهبة ، وكنا نعد المسرح الواقعي، بل ممكن أن يكون مسرحاً طبيعياً كبداية للمسرح، ولا نريد أن نقفز على بريشت أو مسرح العبث، أو غيره حتى لا ننفر من يشتغلون بهذا الفن الجميل المعبر، واستمر العرض المسرحي منذ تلك الفترة حتى الآن.
* كيف وجدت الحركة المسرحية في الإمارات الآن؟
ـ بعد 15 عاماً، جئت إلى الإمارات ووجدت أن تلك البذور أينعت، وقوي عودها، وأخذت تقدم الأعمال الفنية، بل وجدت أيضاً من كرسوا جهدهم إلى دراسة المسرح والسينما وغيرها مما أثلج صدري، وكأني أشعر بأني مزارع كغيري ممن بذروا تلك البذور كنت ناجحاً.
* من هم تلاميذك من الفنانين الإماراتيين؟
ـ أحمد الأنصاري، سميرة أحمد، مريم سلطان، عادل إبراهيم وغيرهم من نجوم الفن اللامعين في الإمارات.
* ما الأعمال الأشهر التي قدمتها بعد عودتك إلى السودان؟
ـ قدمت العديد من المسرحيات آخرها مسرحية (انتصار الأوبريت) التي تصور واقع تراثي قديم حيث تم توظيفه توظيفاً درامياً في خدمة القضايا الآنية الحية.
* هل أنت متفرغ للفن؟
ـ أعمل في عدة جامعات لتدريس مادة الدراما، مثل جامعة شرق النيل، وجامعة الإمام المهدي، وجامعة القرآن الكريم.
* لو تعطينا فكرة عن واقع المسرح السوداني؟
ـ المسرح السوداني بدأ مسرحاً سياسياً في الثلاثينات ضد الاستعمار البريطاني الذي كان يجثم على صدر أمتنا، وليس المسرح فقط بل كل الفنون وظفت في سبيل هذا الهدف، وليس ذلك منفصلاً عن دور المسرح في البلاد العربية الأخرى، ذلك أن المسرح هو فن واحد في كل البلاد العربية، لكننا وشحناه بدثار مجتمعنا، وبيئتنا ليعبر عن مكنونات ذواتنا، ولكن توقف بعد خروج الإنجليز لأن هدفه في البداية لم يكن فنياً بل سياسي، ثم عاد من جديد في بداية الستينات بتقديم اسكثات قصيرة، وحتى 67. بعد النكسة أصبح المسرح مواسم سنوية يقدم فيه أكثر من عشرة عروض.
* ما الأزمات التي تواجه الفن في السودان؟
ـ نحن نمر بأزمة الأزمات خاصة بعد 11 سبتمبر، وتلك المفاجأة التي دبت في أرجاء العالم، حيث لا بد أن يتأثر سلباً الفن عموماً، وليس أحداث سبتمبر هي الأساس، وإنما التحولات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي أثرت في العالم العربي بأسره، لأن المسرح هو الذي يعكس روح الشعب الذي أنتجه.
* الحروب التي تحدث في السودان كيف كان تأثيرها على المسرح؟
ـ يعاني المسرح السوداني كثيراً من حيث الوضع الاقتصادي الذي سببته الحروب الأهلية التي دامت سنوات عديدة، وأكثر من حرب البسوس، فبدلاً من الإنفاق على الفن والثقافة وتعزيز دورها ورسالتها في المجتمع، والانفتاح على الثقافات الإنسانية، يذهب المال العام إلى المجهود الحربي، كما أن المواطن السوداني أعرض عن الفن المسرحي في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه بسبب الحروب.
* ما موقف الفنانين من الحرب الأهلية ، والنزاعات الحزبية، والانقلابات العسكرية وغير ذلك من الأمور التي أثرت على عجلة التطور في المجتمع؟
ـ هناك مواقف من خلال الأعمال الدرامية في الإذاعة والتلفزيون، وأنا قدمت فيلم بعنوان (تلاحم) في التلفزيون من أجل جمع الشمل، والدعوة للسلام، وما أجمل كلمة السلام، ولكن من أين يأتي السلام.
* لماذا يعتبر الفنان السوداني مغموراً على المستوى العربي رغم ما يمتلكه من مواهب ومؤهلات أكاديمية عالية وتنوع في التجربة؟
ـ لسبب واحد هو أن بعض الجهات لا تحب الثقافة، وتخاف منها ، لذا لم تعبد لها الطرق، ولم تفتح لها القنوات، لذا سيظل الفنان منكفئاً على نفسه، وعندما يريد أن يتنفس فناً يذهب إلى ذلك المكان الذي يجد فيه الهواء النقي، ولكن هذه الأيام هناك بوادر خير خاصة وأننا موعودون بالخرطوم عاصمة للثقافة العربية، ونتمنى أن يأتي لنا الإخوة ليشهدوا ما نقدم، حيث نمتلك تنوعاً ثقافياً متبايناً لكنه يصب في قناة واحدة. تصور البيئات والأعراق والبطون التي يزخر بها السودان بحكم اتساع رقعته التي تسمى أرض المليون ميل مربع. إننا نرفع في السودان شعار ميسرة السراج (أعطني قرشاً أعطيك مسرحاً).
* وماذا تقول أنت؟
ـ إن الحوار في المسرح الذي لا يتبعه فعل يصبح عبثاً.