العسكري: السلطة الجزائرية تخلت عن السينما

حوار مع المخرج السينمائي الجزائري عمار العسكري

من الجزائر جازية روابحي: تأسف المخرج السينمائي عمار العسكري في هذا الحوار عن واقع السينما الجزائرية ، مرجعا سبب ذلك إلى تخلي الحكومة الجزائرية عنها في ظل غياب نظم قانونية تابتة و واضحة تحمي المبدع الجزائري ، مطالبا إياها بضرورة ملأ الفراغ القانوني أكثر منه المالي، كما لم يستطيع مخرج فيلم "أبواب الصمت" إخفاء غيرته بكاميرة محمد جغبوب من السينما الجزائرية حين أكد على ضرورة تطويرها أمام تطور بقية السينمات العربية...

* كيف تقيمون واقع القطاع السينمائي في الجزائر اليوم؟
- هذا ليس سر لأي شخص السينما الجزائرية هي في خضم الموجة خاصة منذ حل المؤسسات الثلات المركز الجزائري للفن والصناعة الجزائرية والمؤسسة الوطنية للإنتاج السمعي البصري وكذلك الجمعية الوطنية للأحداث المصورة التي كانت تعمل بطرقة فعالة بالنسبة للتاريخ الجزائري منذ غلق هذه المؤسسات وجد فراغ كبيرفي القطاع السينمائي ومنه بدأت الجمعية السينمائية أضواء التي أنشأت لتغطي ذلك الفراغ خاصة الفراغ القانوني والتنظيمي، نحن لا نريد تمويلا مئة بالمئة من طرف السلطات العمومية ولكن الفراغ القانوني جعل بعض الأشياء جامدة هذا غير مقبول لأن السلطات العمومية مهما كانت صبغتها السياسية والأيديولوجية ومهما كانت الأزمة الإقتصادية والأمنية أو غيرها لايمكنها أن تتهرب من المسؤولية التاريخية على الأقل تساهم بإعطاء القطاع السمعي البصري والسينمائي الإمكانيات اللزمة خاصة من الناحية القانونية فهو يحمي المبدع.

*بماذا تطالبون الدولة الجزائرية لتحسين مستوى القطاع السينمائي في الجزائر؟
- نحن عندما نقول لا نحتاج إلى القطاع العمومي هذا لا يعني أننا لا نحتاج إلى دعم و إلتزام السلطات العمومية في وضع تنظيم ونص قانوني واضح يعمل على تحرير الطاقات المبدعة وذلك بإمكانيات تعطيها الدولة أو غير الدولة حتى تنهض السينما من جديد بطرق جديدة تختلف عن سابقاتها، أنا مصر على أنه لا يجب ان تسير السينما أو السمعي البصري بالطريقة نفسها التي سيرت بها في الماضي لابد من الإجتهاد و الدقة في التسيير و أيضا بكل روح ديمقراطية شفافة خاصة في العلاقات ما بين المسيريين ومابين المسؤولين المبدعيين لابد من تسهيل الأمور و تحرير المبدعين وكذا تقديمهم جميع الإمكانيات لكي تكون إبداعاتهم فعالة مضمونا وشكلا هذا حتى يتطور القطاع لأن المجتمع محتاج لسماع صوته ومشاهدة صورته

*وهل يساهم عمار العسكري بإعتباره رئيس جمعية أضواء السينمائية في تحديد الأطر القانونية للسينما؟
- الإطار القانوني يبقى عائقنا الوحيد الذي لا تريد السلطات العمومية لا وضعه، مثلا عولمة الإقتصاد في العالم لا تسمح بخوصصة بعض القطاعات ولكن بعض الدول الأوربية تنازلت على بعض الميادين فهم ضحوا في جميع الميادين إلا في قطاع الثقافة والإتصال و خاصة في السينما والكتاب والتلفزة مقارنة بنا فنحن هنا نبيع في أرواحنا، المجتمع الجزائري مبني على نوع من الثقافة مبني على الأصالة والفتوحات إلى العولمة والعصرنة ولكن العولمة والعصرنة بقوة ... نحن نبدعها وليس غيرنا و من جميع الجوانب وبذلك نكسب الحاضر ونتوجه للمستقبل بكل رزانة و ثقة في النفس.
هذا ما نطلبه من السلطات العمومية وليس المليارات بل قلنا لهم: تحملوا مسؤليتكم لأجل إعادة بناء ومساعدة القطاع السينمائي بوضع قانون خاص وثابت لأنه ليس المبدع أو المنتج الذي يضعه بل تضعه سلطات معنية عندما أزيلت المؤسسات الثلات لم يقدموا البديل بل فكانت تصفية دون بديل ومنه بقوا المخرجين والمبدعين..إلخ بدون حماية قانونية
نحن لم نقل أيضا للدولة أن نعطي الملاير لهذا القطاع بل هناك ميزانية السينما لابد أن ترجع إلى السينما غريب كانت بعد الإستقلال في الجزائر 500 قاعة سينما اليوم لا توجد عشر قاعات عبرالتراب الوطني وهي موجودة فقط في المدن الجزائرية الكبرى لابد من مراجعة سياستنا الكاملة والشاملة بالنسبة للثقافة والإتصال لابد من أن ننتقد بعضنا البعض

*حسب رأيكم لم لا تريد الدولة تدعيم القطاع السينمائي والسمعي البصري؟
- منذ حل المؤسسات الثلات طالبنا بوضع سياسة كاملة وشاملة لكل قطاعات السينما والثقافة ولكن لا حياة لمن تنادي ليس هناك تدعيم. ..

ماهي الأسباب حسبكم ؟
- يتردد قليل..ا، لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال.. أطرحي السؤال على وزيرة الثقافة . حسب رأي الإرادة موجودة كل السلطات من رئاسة الجمهورية إلى رؤساء البلديات كلهم مهتمين بتطور الثقافة في جميع ميادينها كلهم يريدون تدعيم السينما كلهم يريدون فتح قاعات سينمائية ومسرحية ولكن ميدانيا و فعليا لا يوجد شيئ

*هل أنت من متتبعي السينما العربية وماهي مرتبة السينما الجزائرية مقارنة بها؟
- نعم أنا متتبع لها..هي جيدة هناك عدد من البلدان بات لديها تطور ونمو في الميدان خاصة سوريا وذلك في الميدان التليفزيوني والسينمائي والمسرحي أتمنى لها النجاح أكثر ولكنني غيور أيضا على وطني أنا إبن إفريقيا و منه لابد من إثبات وجودنا عن طريق العمل نحن نرى ما ينتجه الآخر اليوم فمدخول المغرب مثلا أكبر مدخول بالعملة الصعبة هو من مدخول السينما، أصبح عندهم أستوديوهات ضخمة فأكبر الأفلام العالمية الأمريكية والأوربية سجلت بالمغرب مقارنة بنا فنحن لدينا أربعة فصول في فصل واحد ولكن لا نعرف كيف نسير هذا القطاع، مدخول السينما في المغرب مرتفع مقارنة بالمدخول السياحي. فلابد علينا أن نحافظ على ذاكرتنا الجماعية التي لابد أن تتجاوب مع شبابنا نحن نحب أن تكون مؤسسة التلفزيون الجزائري في مستوى عال خاصة وأنه لدينا الوسائل لدينا الإطارات الكافية
هناك عمل مشترك لنادية شرابي لم يمر وقت طويل على تصويره وهو عمل مشترك مع سوريا نتمنى أن نعمل أكثر مع بلدان عربية أخرى اليوم سوريا أصبحت الند الند مع مصر نحن كنا في الطليعة أكثر من سوريا نحن تراجعنا لأن الإرادة السياسة غير كافية لابد من العمل في الميدان لابد من المعنيين أن يقدموا أكثر للميدان حتى تكون الثقافة الجزائرية في المستوى المطلوب.

* يشاع بأن مصاريف شركات الإنتاج الخاصة التي تمول بها الافلام مصدرها بطريقة غير مباشرة الدولة الجزائرية ..هل صحيح لدينا في الجزائر إنتاج سينمائي خاص؟
- ليس هناك مؤسسة خاصة للإنتاج تعمل على تمويل الأفلام نخرج فيلم ممول من طرف الممولين ولكن ليس من طرف مؤسسة خاصة من غير الممكن أن نستثمر شركة خاصة بالملايير في شيء ربحه غير مضمون، فقاعات السينما غير موجودة، أنا أخرج فيلم جزائري تقدر قيمته بخمسة ملايير أو أكثر أنا أوزعه و أقوم بكل شيء وليس هناك قاعات سينما ليس هناك تمويل خاص بل تمويل الأفلام تكون الدولة مصدره فالمخرج الفرنسي "قوستا قافراز" عندما زار الجزائر مؤخرا قال دون مساعدة والدولة و السلطات العمومية لا يمكننا بناء سينما وطنية كبيرة حتى ولو حررنا المبدعين ليس لها الحق في التخلي عن القطاع، ليس هناك قطاع خاص.

* مع خطوة إنضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة هناك قواننين سوف تطبق رغما عن الجزائر في جميع الميادين منها قطاع السينما ماهي نظرتكم لها؟
- نحن نسير إلى العولمة بما فيها المتظمة العالمية للتجارة، هناك أخذ ورد من الطرف الآخر نحن لابد أن نسير بذكاء و إجتهاد و إحترا ف بدون أدانية و بكل شفافية وديمقراطية لابد أن يكون التسيير بوعي في الميدان الثقافي اليوم من غير المعقول أن تبقى الثقافة لوحدها

* ماذا تنتظر من السلطات العمومية أن تعمل تعمل لأجل السينما؟
- نحن نتظر نهضة حقيقية مبنية على أسس صحيحة وعمل محترف وعلى ذكاء كبير ، على السلطات العمومية و أن يكون لها وعي كبير يبحث عن كيقية وضع مركز وطني للسينما والسمعي البصري على أسس قوية .. على التسيير بكل شففية و ديمقراطية وبنوع من الإحتراف العالي نحن لا نريد أن يكون التسيير أناني قمنا بغلطات كبيرة في الماضي القريب والبعيد هذا ما لا يجب أن يتكرر سواء في القطاع السينمائي أو السمعي البصري عموما ولا التلفزيوني
ولا المسرحي.

عمار العسكري
ولد بعين الباردة شرق العاصمة الجزائرية "بعنابة" يوم 22 جانفي 1942 ومتحصل على شهادة الباكلوريا درجة أولى و درجة ثانية علوم تجريبية وعلوم إنتقالية
درسات عليا في في بلغراد 1962 1966
أكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون
المعهد العالي للسينما إنتقاء الإخراج وتوج بفيلمشهادة الخيال شريط بعنوان طرازيج بلغراد
دراسات عليا في العلوم الإقتصادية والعلوم السياسية الجزائر

أفلامه:
فيلم قصير: اليوم الأول سنة 1967
فيلم قصير: تعليمة1967
فيلم متوسط: البلاغ
فيلم قصير:البارحة شهود
فيلم طويل : جحيم في السن العاشر1969
الغزال الذهبي: جائزة النقد الدولي في المهرجان الدولي بالرباط المغرب
فيلم طويل: دورية في الشرق 1974توج بالجزائر واداقودو
فيلم طويل: المفيد 1979توج بدمشق و تاشكنت
فيلم طويل: أبواب الصمت إنتاج مشترك جزائري تونسي 1989 جائزة خاصة من منظمة الإتحاد الإفريقي بقرطاج جائزة الموسيقى في مهرجان البحر الأبيض المتوسط عنابة الجزائر
فيلم طويل: زهرة الوتس 1999 إنتاج مشترك بين الجزائر والفيتنام
eldjaziaro@yahoo.fr