لقاء إيلاف

قنديل: أسوأ ما خلق الله المثقف الراكع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حوار مع الكاتب الصحافي فؤاد قنديل:

نعيش عصر الواوا الثقافية
المثقف مستبد أكثر من الحاكم.
الانسان العربي يعيش في حفرة.
نهضة المرأة العربية الآن وهمية.
الكٌتاب مشغولون بالكتابة عن الجسد ومهاجمة المقدسات.

سلوى اللوباني من القاهرة: الكاتب الصحافي "فؤاد قنديل"، يعتبر نفسه خارج التصنيفات السائدة في المجتمع الأدبي، لديه رؤية خاصة للمستقبل، مهموم بالدفاع عن أفكاره ورؤيته أكثر من اهتمامه بالحديث عن أعماله الأدبية، أفكاره متعلقة بالوطن وكيفية النهوض به من خلال المثقف المنتج، والفنان المثقف، يمزج بين الواقع والخيال في رواياته وقصصه، كتاباته تشير الى الهم الانساني، له 40 مؤلفاً من قصص وروايات ودراسات، حاصل على ليسانس فلسفة وعلم نفس من جامعة القاهرة عام 1968، تقلد عدة وظائف، وشارك في العديد من المؤتمرات والانشطة الثقافية في الدول العربية والاجنبية، كما نال العديد من الجوائز والاوسمة منها جائزة الدولة للتفوق في الآداب لعام 2005 عن رواية "قبلة الحياة"، دار الحوار حول موضوعات بعض رواياته، وحول دور المثقف في تغيير الواقع الحالي.

* تتميز رواياتك بعدم وضوح الراوي، ومنها الرواية الاخيرة كسبان حتة!
- هناك كثيرون لا ينتبهون لهذا الأمر، أحيط الرواية بغموض في مسألة البحث عن الراوي، والحقيقة أجد متعة في ذلك، ومتعمد هذا الاسلوب، هناك من الكتاب من يقول انا مشفق على القارئ لذلك يجب أن احدد له من هو الرواي ومن هو البطل، بينما أنا افضل مشاركة الرواي في الحدث ولكن بغموض أحياناً وبوضوح أحياناً.

* هل كنت تشير الى شخص معين من واقع الحياة في روايتك "كسبان حتة"؟ مثل حاكم أو رئيس؟
- لا لم يكن ذلك في بالي، بل كان المواطن الانسان، فالانسان أعم، تأثير الحاكم على الحياة في غاية الخطورة إنما الشعب تأثيره أخطر بنظري، الحاكم لا قيمة له إذا كان هناك شعب واعي جسور، كان تركيزي في الرواية على القيم الاخلاقية الموجودة عند كسبان مثل الشهامة، الامانة، الصدق، هذا ليس كلام انشائي وإنما حقيقة، أتمنى أن يكون الانسان هكذا.

* أنت متعاطف مع ابن القرية على حساب المتعلم، لماذا؟
- أنا لست ضد التعليم، أقصد أن اقول أن الاخلاق قبل التعليم، بنظري شهامة كسبان أفضل من جبن المتعلم، في البلاد العربية نعاني من سمات خاصة بالمتعلم وهي جريه وراء المنصب، المصالح، نظرته المحدودة الى الاشياء، يجب أن نحصل على التعليم وأيضا المسائل الروحانية والاخلاقية يجب أن يكون لها حضورها ومداها ومشاركتها.

* ولكن شخصية كسبان لا وجود لها في الحقيقة، فهو شخص خارج الزمان والمكان، كيف تتمنى ان يكون انسان مثله؟
- يوجد قلة قليلة جدا.

*لا اعتقد فهو شخصية خيالية بالرغم من أن القصة واقعية، الا تجد أن الاسراف في الخيال فيه نوع من الاستخفاف بالقارئ؟
- أرفض هذه الفكرة تماماً، مهما أسرف الكاتب في الخيال، فليست لديه الرغبة أبداً أن يسلي القارئ أو يستدرجه لاشياء لاقيمة لها، كسبان أو شخصية كسبان ترمز الى الاخلاق والقيم وهي موجودة، ولكن البشر تحاصرهم الرغبات والمصالح الشخصية، فينحسر عالم كسبان بما يرمز اليه، ولكنه موجود وعلي أنا ككاتب ازاحة الغبار الذي يحيط بالمتعلم كي يظهر عالم كسبان، أي الاخلاق والقيم، أنا ككاتب متواطئ ولدي النية أن أرسم خطة ما، سواء نجحت بها أم لا، لا يهمني، ولكن هدفي إستدراج الناس لهذا العالم ومشاركتي في ازاحة الغبار، كما ذكرت لك الغبار يرمز الى المصالح والمناصب وغيرها، بصراحة أنا اشكو من المصالح وعبئه وسيطرته على الناس، فهم مهمومين الان بالمكاسب الشخصية، وسيبقى في نظري أن الرابح في الاخر هو كسبان وعالمه بما يرمز اليه، بالمناسبة وهذا كلام اقوله لاول مرة كسبان في الحقيقة أحد أقاربي من مدينة بنها،أ أنه شخصية حقيقية مع بعض التوابل، رحل منذ سنوات، وقررت الكتابة عنه، كان شخصية لافتة ومؤثرة في القرية، محل إعجاب من الناس ومحل غضب من المسؤولين.

* ما الجديد بعد كسبان؟
- أعد رواية عن الرئيس جمال عبد الناصر، فهو شخص غير عادي، أنا مغرم به هو حبي الاول بتعبير آخر، وكتب عنه الكثير طيلة 35 سنة وكان أكثره ضرب لانجازاته وبشخصه، وهذه المسألة بدأت عند مجئ انور السادات، قلت في مقالة لي "أفضل وسيلة لتمرير فشلك، الاعلان عن إخفاقات الاخرين الذين سبقوك".

* أنت ككاتب تتحمل مسؤولية ما تكتبه ولكنك لا تتحمل مسئولية فهم القارئ لما تكتبه. هل هذا صحيح؟
- ليس كل قارئ ساختلف معه، بلا شك هناك قراء يتفقون معي، وبصراحة الامر ليس في بالي، أي لست مهتماً أن اتتبع الموافقين والمختلفين.

* تقول أن كل شئ ينطلق من الكاتب نفسه، والحكومات غيرمسئولة، والكاتب هو المقصر في المجال الثقافي؟ وضح لنا
- وزيادة في التأكيد وفي غير المجال الثقافي أيضاً، أرجح فكرة مقاومة المثقف، لانه مسئول عن كل خطأ يحدث في المجال الثقافي وعن أي خطأ في أي مجال آخر.

* يا استاذي كيف هو مسئول عن أي خطأ في أي مجال آخر؟
- المثقف وأقصد به "منتج الثقافة"، أي عمله عمل رقابي دائم الحساب للمستقبل، لذلك عندما يفرط المثقف من أجل مصالحه يساعد على إفساد الحياة، الحكومات كثيراً ما تستعين بالمثقف لترويض الشعوب، لان كلمة المثقف مسموعة وهنا الخطورة.

* ولكن هناك مثقفون يتعرضون لبطش الحكومة لبطش النظام، للسجن او التعذيب، الا تجد له العذر اذا اضطر للخضوع للسلطة؟
- لا أغفر للراكعين للحكومة، وأغفر للمعتزلة، الاعتزال الحد الادنى من المقاومة، هذا اذا كان هناك يد قوية تبطش بالمثقف، بمعنى آخر اذا لم يستطع المقاومة فعليه الا يهادن الا يركع، لأنه سيصبح اسوأ انواع البشر، انتبهي هنا... المثقف الراكع وليس الانسان الراكع بل المثقف الراكع هو أسوأ ما خلق الله، لان الثقافة في الاصل ابتكرها الانسان للمقاومة على مدى التاريخ، وليس للتسلية، حتى الاغنية، الموسيقى، الشعر، السينما، المسرح، السيرة الشعبية، كل ذلك بنظري مقاومة، عندما أخلق شخصيات وهمية مقاومة، شخصية "كسبان" مقاومة.

* كل ما تقوله جميل، ولكن هل الأدب الموجود حالياً يعكس ما تقوله؟ وهل يعكس نبض الشارع العربي؟
- ليس كل الادب المكتوب الان له علاقة بواقع الشارع العربي، في نظري لا بد أن يكون هناك تنوع ولكن ليس بهذا المقدار الذي نشهده حالياً، أي أن هناك كم من الانتاج الادبي بعيد عن الواقع العربي، فهناك كتاب اهتموا بالجماليات، بالذات، بالجنس وانصرفوا عن مشكلات الواقع وتعالوا عليه ايضاً.

* وهل يبتعد الكٌتاب عن تعمد؟
- طبعا!!! كل ما يكتبه الكاتب يكتبه عن قصد، فبالتالي يعتبر تراجع نسبي عن دور الثقافة المقاومة، كما ذكرت سابقاً أنا أؤمن بأن الثقافة مقاومة وأن الانتاج الثقافي يقاوم بادوات مختلفة مثل اللغة، التقنيات، الموضوعات، التاريخ، بالرؤى المستقبلية، باشياء كثيرة يقاوم بها، عندما يستخدم هذه الادوات لحساب أشياء ضئيلة الشأن يعتبر تجاهل لمنظومة انسانية، خاصة أن العالم العربي أكثر مواقع العالم التهاباً، فكيف يحدث هذا التجاهل سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي... الخ، وحتى في مجال الحب أو في مجال المرأة أو في مجال الطفل، يجب أن نقاوم لتحقيق ما تفتقد اليه قطاعات مختلفة مثل التعليم والصحة والاعلام، وحتى في مجال حقوق المرأة، من وجهة نظري نهضة المرأة العربية الان وهمية، فمازالت المرأة تعاني كثيراً، ولم تحصل على الحقوق الكافية بعد، الذين حصلوا على بعض الحقوق هم فئة محدودة أي بعض التعلمات، لذلك المقاومة مطلوبة في أدمغة الرجال أيضاً، هناك قوانين كثيرة ما زالت تكبل فكر وحرية المرأة، نحن نعيش في مستنقع، ويجب عدم تحميل السياسة والسياسيين كل المسئولية، كل له دوره ويجب أن يقوم به.

* ولكن بعض الكٌتاب يتعمدون التقرب من التابوهات أي الكتابة عنها لجذب القارئ؟
- هذا خطر يهدد العالم العربي، فموقف البعض لا يتواءم مع ما هو حاصل الان، مشغولون بالكتابة عن الجسد ومهاجمة المقدسات وبعيدون تماماً عن قضايانا، أولا التعرض للمقدسات، هذه علاقة سماوية لا دخل لي بها، أنا ككاتب وإنسان علي أن أراعي ضميري وعلاقتي بربي، ثانياً لماذا يجب أن أدخل في صراع مع الانبياء، أنبياء ماتوا منذ زمن بعيد، الله يدير ويسير الكون، وأنا أدير وأسير كوني الصغير الخاص بي، إذن معركتي مع الحياة مع الارض وليست مع السماء، بالاضافة الى أن ذلك يعتبر تبديد طاقات خٌلقت من أجل الحياة ولكنها تبدد لحساب المقدسات والتي اعتبرها ليست طرفاً في المشكلة، الحياة أحوج الى هذه الطاقات وخاصة في عالمنا العربي كما ذكرت المحتشد بالالام والاوجاع والمتناقضات، كل ذلك يحتاج الى معركة الى حرب، والثقافة هي الحرب، لا بد من التغيير.

* البعض منهم يقول نحن نكتب ما يريده القارئ!!
- ومتى اهتم الكٌتاب بالقراء؟؟ هذه مشكلة أخرى، لان الكٌتاب أصلاً هم الذين تجاهلوا القراء في البداية ثم تجاهل القراء الكٌتاب فيما بعد، القارئ لا يفهم ما يكتبه الكاتب، يجب أن يكون هناك بساطة في الاسلوب وليس غموض، وهذا التعمد مرفوض لان الكاتب لا يتصرف أو يكتب بناء على مستوى رد الفعل، ككاتب أنت مؤهل لقيادة القراء أرادوا هذا أم لا، الكاتب يكتب من أجل مسيرة الحياة، وليس من أجل مسيرة بعض القراء، ككاتب أنت تأخذ الحياة الى الامام الان، وغداً، وبعد ألف عام، ليس عمل الكاتب أن يهتم اذا قرأ القراء كتابه أو لا، الكاتب يكتب للحياة، قد يكون لقارئ اليوم أو لقارئ يظهر بعد 200 عام بمعنى يكتب للحياة، ليس المطلوب من الكاتب أن يٌفصل أو يرسم ما يريده القارئ، فالقارئ جزء من هذه الحياة التي أكتب لها، على الكاتب أن يكتب للحياة ما يريده للحياة لاني خلقت من أجل ذلك، الكاتب يقرأ أحوال البشر أي يرصد أحوالهم، يرصد الواقع ومن ثم يكتب لهذه الحياة ما يريده.

* أنت تقول أن على الكاتب أن يكتب ما يريد للحياة، وهل ترى أن الكاتب أصلا قادر على فهم هذا الواقع، بعض الكتاب يقولون أن الواقع تجاوزنا ولا نستطيع الكتابة عنه؟
- أنا لا اعترف بهذا الكلام، صحيح أن إيقاع الحياة أصبح سريعاً جداً، وأعباؤه ثقيلة، وصدماته فادحة، ولكن علينا أن لا نتوقف عن الكتابة، والدليل على ذلك أن أعداد المبدعين من الفنانين والادباء تتزايد، الكاتب مصنوع صناعة خاصة وخلقته الطبيعة من أجل تعديل مسارها، وتواضعه أو شعوره بالضعف أمام هذا الواقع مرفوض، مهما حدث يجب أن يكون للكاتب دور في هذا الواقع.

* جيل الستينيات الادبي هو الجيل الذي قدم للقراء أجمل الاعمال الادبية وأكثرها ثراء، أي - كان لهم دور في واقع الحياة؟
أولا لا اعترف بتصنيف الاجيال، أنا أعترف بالاحداث الكبرى التي نتج عنها أجيال بفكر مختلف نسبياً، مثل جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، جيل ثورة 52، جيل ما بعد النكسة، وذلك في العالم العربي وليس في مصر فقط، وهناك جيل الانفتاح والعولمة، جيل الستينات "كما تقولين" أبدعوا لانهم كانوا نتيجة مخاض ثوري، فهم أبناء ما بعد الحرب العالمية الثانية وأبناء الثورات التي حصلت في العالم العربي في مصر، الجزائر، اليمن.

* إذن لا لوم على جيل الشباب من الكتاب، ولاعلاقة لهم بأزمة الثقافة الحالية كما يقال؟
- لا أؤمن بأن هناك أزمة ثقافة في مصر، بالعكس هناك ازدهار شديد جداً وخاصة عند جيل الشباب، كل ما هنالك أولا علينا أن لا نطالبهم أو نحاسبهم على تجاهلهم للواقع وللقضايا السياسية الراهنة، لانهم في مرحلة نمو، يجب أن نكتشف تجاربهم أولاً، وبعد ذلك نطالبهم ونحاسبهم على أهمية انتمائهم للواقع، ثم أنه لا يمكن للاعمال الذاتية جداً أو الضعيفة أن تدخل التاريخ، استحالة، لا يدخل التاريخ الا موضوع تاريخي، قضية إنسانية مثل قضية شعب معين وصراعه من أجل الحرية، مثل الحرب والسلام لتولستوي، بعض من أعمال نجيب محفوظ ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس.

* تفرغت للكتابة خلال 40 عاما محاولا فهم ما حدث ويحدث لمصر، مذا تعني بالتفرغ؟ وهل فهمت ما حدث لمصر؟
- التفرغ يعني التعبئة والاحتشاد للكتابة، أحب السفر كثيراً الى أوروبا والدول العربية، ولكني داخل مصر أكاد لا أتنزه، أسافر لاتعرف على الثقافات الاخرى، فركزت في الستينيات على القراءة أكثر وعلى حضور عروض المسرح ومعارض الفن التشكيلي والاوبرا، وذلك من عام 61 منذ جئت الى القاهرة الى عام 73 عندما تركتها للعمل في ليبيا، وبدأت رحلاتي منذ ذلك العام، ايطاليا، اليونان، فرنسا...أحب أن أكتشف العالم، الكتابة لي حالة مهمة، لاننا نعيش مناخ سياسي مرضي، وهمي الاساسي كان يدور حول إخراج الانسان العربي من الحفرة التي وقع فيها، طوال تاريخنا وهو في الحفرة، وحصلت محاولات في القرن العشرين لاخراجه من هذه الحفرة ولكنه ما زال فيها، بل أن هذه الحفرة اتسعت أكثر من الأول.

* وما العمل لاخراجه من الحفرة أو لتصحيح الوضع؟
- بالمقاومة، بجهد ومقاومة المثقفين فقط، الامل موجود في حالة واحدة اذا خرج المثقفون عن صمتهم يمكن أن يتبدل هذا الواقع، كما ذكرت أنا أؤمن بالمقاومة والعمل الجاد، أوروبا من انتاج المثقفين وليست من انتاج رجال الاعمال والسياسة، اوروبا انتاج المعرفة والثقافة، استفادوا من انتاجنا الفكري قديماً وبعد نحو قرن بدأت النهضة تظهر في أوروبا، وبالمقابل تراجع العرب منذ ذلك التاريخ، حصلت نهضات بسيطة متواضعة لكنها لم تثمر عن مشروع كامل، فالمحتل يضرب أي مشروع لنا، كما نضرب نحن من الداخل، تجربة عبد الناصر مثلا ضربها المحتل.

* بناء على ما تقول لن تقوم لنا قائمة في يوم ما؟
- سوف يتعب الضاربون يوماً وطالما هناك مثقف منتج لن نتعب، وإذا كان هناك أيضا فنان مثقف، الفنان عادة يتحدث عن كل شئ الا عن مشاكل بلده وكأنها لا تعنيه، فهم ليسوا خارج الحسبة، هم لا يدركون خطورتهم الحقيقية، ألم تسمعي أن هناك احتقان نسبي في مصر في السنة الاخيرة ونتج عنها حرية، سببها المثقفون الذين خرجوا في حركة كفاية وحركة أدباء من أجل التغيير! هذه القوى المقاومة وغيرها تمارس ضغوطات مؤثرة على القوى الحاكمة، حركة كفاية لها تأثير قوي.

* هل أنت متفائل بالتغيير؟
- لدي بعض التفاؤل بسبب قوى المقاومة كما ذكرت.

* وما هي انجازات حركة كفاية؟ حركة كفاية تأسست قبل ثلاث سنوات وكل ما تقوم بها هو التظاهر!
- ونتيجة هذه التظاهرات تم التغيير الوزاري الاخير، وتغيير مادة 76، اي ما أريد أن اقوله أنه بسبب التظاهرات بدأت الحكومة تستجيب، ولكن لسوء حظنا لدينا حكام متميزون بالبرود الشديد والاعصاب الحديدية، أي أن الجدار سميك لذلك الطرق يحتاج الى الجميع، جميع الفرقاء، الطوائف، النقابات، الاعلام.

* لنعود الى رواياتك، رواية قبلة الحياة عبرت عن ثورة شعب، وتخيلت في نهايتها خروج الموتى المصريين من قبورهم ليعلنوا محاكمة المسئولين في مصر، خلطت فيها الخيال بالواقع، كيف تترجم هذا الحلم او الخيال الى واقع فعلي؟
- استعرضت في الرواية بعض المواقف الحياتية المتردية، ومقاومة الاحياء لها، أحيانا بالهروب وأحيانا بالمواجهة، وتصل الآمهم ومعاناتهم الى الموتى، فشعر الموتى أن ما عانوه سابقاً لا يوازي معاناة الآحياء حالياً، وبالمناسبة لم يكن خيالاً أي أنني لم احارب طواحين الهواء في رواياتي بل ذكرت أسماء أشخاص مثل حسني مبارك رئيس الجمهورية، وكمال الشاذلي، وصفوت الشريف، وحبيب العادلي، ويوسف والي، لان يوم خروج الموتى من القبور كان اجتماع لمجلسي الشعب والشورى بوجود النواب والوزراء ورئيس الجمهورية، أما كيف تصرف المسئولين مع هذه الثورة ثورة الموتى والاحياء سيجدها القارئ في نهاية الرواية.

* وهل هذا سيحصل في يوم من الايام؟ دعنا من الموتى أنا اتكلم عن الاحياء الان؟
- هذه صورة من الصور، أي عندما أقول للبشر الاحياء أن الموتى تحركوا ليثوروا على الواقع يا جبناء. أعتقد أن رسالتي وصلت!!!

* أنت صريح وجرئ حيث ذكرت أسماء الاشخاص الحقيقين في الرواية!
- لا أخاف من المواجهة، من تابع مسيرتي يكتشف دوري في تنشيط المواقع الثقافية، وقد حوربت كثيراً وقدمت استقالتي أكثر من مرة، استبعدت من الترقيات من جانب رؤساء العمل بسبب صراحتي، لذلك قلت في أحد مقالاتي " نحن جميعاً مستبدون وليس الحكومة فقط"، بعض المثقفين أكثر استبداداً من بعض الحكام، على الاقل في آرائهم، البعض منهم لديه القدرة على تهميش الاخرين، وقد يكون المهمش أهم منهم، يمكن للبعض ممارسة أدواراً ضد الكتاب بتعنت زائد وباستخدام أساليب الواسطة والمحسوبية، قد ينفذ خطة محكمة في وقف تطور بعض الكٌتاب.

* تناولت علاقة المسلمين والمسيحين في مصر من خلال رواية "حكمة العائلة المجنونة"، من خلال عائلة ملاك وعائلة علي، هل العلاقة سوية أم غير سوية بينهما في الواقع؟
- لا يوجد فتنة كما يقال، وعندما كتبت كانت ردة فعل على أمور صغيرة ظهرت في هذه العلاقة، ولكن في الحقيقة العلاقة جيدة، ونحن شعب متداخل فجاري المسيحي يدخل بيتي متى يشاء والعكس صحيح، نقوم بالرحلات سوياً، أي نعيش حياة عادية.

* لديك رواية بعنوان عصر الواوا؟ ماذا تقصد بالواوا؟
- هاجمت من خلال هذه الرواية عصر الانفتاح المصري، والواوا كلمة فرعونية وتعني الجرح، وبطل الرواية اسمه واوا، وهو شخصية انتهازية يقوم باستغلال الاخرين لمصالحه الشخصية، والواوا هنا ترمز الى الجروح والمشاكل والشروخ التي حدثت لمصر من خلال عصر الانفتاح، فكان لها تأثير على العلاقات بشكل عام في الاسرة، في العمل، وعلى الثقافة وفي كل مجالات الحياة.

* استاذ فؤاد هل تعلم بان هناك اغنية اسمها واوا...؟
- لا أدري لم اسمع بها.

* سؤالي الاخير ماذا تقرأ الان؟
- حاليا موسوعة المرأة صدرت عن الهيئة العامة للكتاب، احب المرأة كمخلوق، كنوع، لأنني مؤمن بعبقرية المرأة، وهي افضل من الرجل بمراحل، تاريخها ملئ بالنماذج الفعالة والمؤثرة.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف