لقاء إيلاف

زيتون: إلى إعلام إقتصادي جديد هادف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حوار مع الخبير الاعلامي صالح زيتون

سلوى اللوباني من القاهرة: الخبير الاعلامي "صالح زيتون" هو الرئيس التنفيذي لقناة الاقتصادية العربية abc أردني الجنسية، عمل في الصحافة الاردنية منذ مطلع السبعينات، من رواد تأسيس الصحافة القطرية بعد الاستقلال، شغل العديد من الوظائف منها رئيساً للتحرير ومديراً للتحرير لعدد من الصحف اليومية، والمجلات الاسبوعية والشهرية، والمواقع الالكترونية في الاردن وقطر والسعودية، كما عمل مديراً عاماً لاحدى شركات الانتاج التلفزيوني العربية، ومديراً لمكاتب عدد من القنوات الفضائية العربية من بينها شبكة الاخبار العربية ANN ودبي والكويت والمغرب وعمان والبحرين كما عمل مع وكالة APTN التلفزيونية التابعة لوكالة اسوسيتد برس الامريكية، ومستشاراً إعلامياً لعدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى في دول الخليج، أنجز عدداً من دراسات الجدوى وأشرف على تأسيس عدد من المشاريع الاعلامية العربية، وهو المدير الاقليمي في الشرق الاوسط للموقع الاخباري العالمي MWC، من مؤسسي أول جامعة أهلية في الاردن هي جامعة العلوم التطبيقية، وأول جامعة الكترونية هي الجامعة الامريكية العربية الالكترونية.
دار حوارنا معه حول إطلاق القناة الاقتصادية العربية من القاهرة...وأسباب تأسيسها..أهدافها.. وخطتها البرامجية...ودورها بمشاركة الاقتصاديين العرب وصناع القرار على تعزيز ثقافة اقتصادية منظمة لدى عامة الناس.

* كيف نشأت فكرة تأسيس القناة؟
- ازدهرت خلال العقدين الاخيرين وبالتحديد على أعتاب الالفية الثالثة ومع بزوغها، ظاهرة القنوات الفضائية العربية تحديداً بعد عقود طويلة من العزلة الاعلامية المحلية والاقليمية و التضليل الرسمي عبر الوسائل الحكومية التقليدية التي كانت تمارس غسيل دماغ منظم لشراء صمت المواطن المغلوب على أمره أو إشباع نهمه المعرفي بفتات لا يسمن و لا يغني من جوع، الامر الذي كان يدفعه في الاغلب للبحث عن مصادر معرفة أخرى غالباً ما كانت تتمثل في وسائل إعلام أجنبية إن لم تكن معادية تدس له السم في الدسم فهي في أحسن الاحوال لا تلامس شغاف مزاجه .. إذن كان المتلقي أو المستقبل العربي بين شقي رحى لا يتلقى ما يرضيه، ولكن تطور العلوم وبالذات علوم الاتصال والتقنية أتاحت للمواطن العربي أن ينخرط في سباق المعرفة ويدخل في معمعة التنافس من أجل إيجاد نموذج إعلامي جديد لا يمارس عليه أحادية النظرة في القضايا الاساسية، و لا يفرض عليه التضليل و لا يغذيه بالسموم المدسوسة في الدسم، بل أضحى بإمكانه أن يصنع ما يشاء من أشكال المعرفة التي تناسب هواه ومزاجه وثقافته ويحقق ذاته من خلال هذا النموذج الاعلامي الحر، مع اعترافنا أنه حتى هذه الحرية ليست بريئة من هذا الطفح الردئ من الاشكال والنماذج الاعلامية التي لا تعكس هويتنا ولا تناسب أذواقنا، ولا ترمي الى توعيتنا بل تسعى الى تسطيح الاشياء ومسخ الذات وطمس الوعي وما ذلك الا نتاج أجندات مشبوهة، إما احتكرت القطاع الاعلامي لفترة ما بحكم امتلاكها المال أو السلطة، أو وجهت إهتمامها الى المصلحة الانانية البحتة على حساب القيم والتقاليد الاصيلة ومسخ صورة الحرية بما تقدمه من إسفاف وتضليل بشكل معاصر يستغل ثورة المعلومات و الاتصالات لتحقيق مآربه المشبوهة.

* ولماذا إقتصادية بالتحديد؟
- في ظل هذه الاجواء غمرت الفضاء العربي سلسلة قنوات تليفزيونية متفاوتة الاهواء و الاهتمامات وتراوحت بين الاخبار والمنوعات والرياضة، ولكن لم يكن من بينها ما يهتم بمجال حيوي يمثل عصب الحياة الا وهو الاقتصاد، ومع أنه سبق لبعض المستثمرين تمويل قنوات متخصصة في قطاع محدد من الاقتصاد كالعقار مثلاً، إلا أنه لم تبرز قنوات تغطي كافة جوانب الاقتصاد على تنوعه الواسع وبالذات مع إزدهار ظاهرة الاستثمار في البورصات التي دفعت حتى بعامة الناس الى المغامرة "بتحويشة العمر" لدخول هذا المجال الاستثماري بلا وعي، الامر الذي أوقعهم فريسة الافلاس والتضحية بكل ما يملكون لانعدام الخبرة وعدم توفر الناصحين الامينين. وقد كشف هذا الحاجة الماسة الى وجود منبر إعلامي مؤثر يخاطب عامة الناس في عصب حياتهم وليس أبلغ من التلفزيون في تأدية هذا الدور فهو يتفوق على ما عداه من وسائل إعلام أخرى في التأثير. أما بالنسبة لمؤسسي القناة فهم مجموعة من رجال الاعمال العرب من دول عربية شتى يجمعهم هدف وحلم عربي واحد .. لذلك هم حريصون على أن تكون القناه مستقلة .. بعيدة عن أي أجندة سياسية أو إقتصادية، وكترجمة مشروعة لحلم عربي خالص .. حلم عماده المواطن العربي الذي نجده في أغلب الاحوال مستهلكاً للانتاج الغربي، ونسعى لجعله مستهلكاً مستنيراً واعياً راشداً ذا ثقافة اقتصادية سليمة، بل والمساهمة في إخراجه من دائرة الاستهلاك المفرغة لدائرة الضوء، فيكون منتجاً فاعلاً ولا يمكن أن يتحقق ذلك الا من خلال مساعدته على أن يخرج من هزيمته الشخصية وهزيمته القومية الى إستكشاف عوامل البناء في ذاته وفي محيطه لبناء مجتمعات عربية منتجة سليمة رغم همومها العديدة. إذن سنحاول ألا تكون معالجتنا سطحية تنحصر في إلقاء الضوء على مواطن النقص في الانظمة الاقتصادية العربية، بل سنحاول أن نضرب في الاعماق لمعرفة جذور المشكلات الاقتصادية العربية المزمنة التي تمتد الى التعليم والسياسة والقضايا الاجتماعية وغيرها من الاسباب التي أصابت أنظمتنا الاقتصادية العربية بالشلل لعقود طويلة.

* بما أن القناة اقتصادية هل سيقتصر القطاع المستهدف على فئة محددة؟
- لا شك أن القطاع الجماهيري المستهدف هو قطاع عريض جداً يتمثل في المواطن العربي بشكل عام بصفته مستهلكاً ومنتجاً وعاملاً ومبدعاً، وأيضاً رجال الاعمال الذين يمثلون المحرك الاساسي لأي اقتصاد وطني، إضافة الى الشركات والمصانع والمؤسسات الاقتصادية في القطاع الخاص، المنظمات الإقليمية والعربية والدولية، الخريجون الجدد ورجال الأعمال الصغار، وأيضاً سيدات الأعمال، المصارف الإسلامية، الوكالات العالمية، شركات السياحة والطيران، شركات الاتصالات والمعلومات، وسوف نعمل حتى باتجاه تحقيق هدف أكبر وهو الحلم الذي يداعب الاذهان العربية منذ أزمان طويلة "السوق العربية المشتركة".

* لماذا تم اختيار القاهرة كموقع للقناة؟
- بناءاً على دراسة الجدوى التي أعددتها للمستثمرين.. وضعت لهم عدة خيارات لتحديد مقر مناسب للقناة وتراوحت هذه الخيارات بين دبي وعمان والقاهرة، و بعد أن أخذت في الاعتبار الظروف العملية والموضوعية المساعدة في إنجاز المشروع، استقر الرأي على اختيار القاهرة لعدة اسباب منها إنتعاش المناخ الاستثماري في مصر في الاونة الاخيرة، توفر الموارد البشرية اللازمة لتشغيل القناة، و الغنى الانساني والموضوعي الذي تتمتع به مصر لاثراء برامج القناة سواء من حيث الموضوعات المطروقة أو الشخصيات التي ستستضيفها القناة، وقد كانت المراهنة على القاهرة كمقر صائبة والحمد لله حيث أمكن لنا استقطاب نخبة متميزة من العاملين في كل القطاعات التشغيلية للقناة من إداريين وفنيين ومذيعين.

* هل برامج القناة اقتصادية بحتة؟
- رغم طابع القناة الاقتصادي إلا إنها ستأخذ بعين الاعتبار رغبات جمهورها، وكما أشرت سابقاً فاننا نتوجه الى عامة الناس، الامر الذي يفرض علينا تقديم الاقتصاد أولاً باسلوب مبسط، ومن ثم تقديم وجبات أخرى من البرامج تلامس إهتمامات الناس في قضايا أخرى إجتماعية كانت أو سياسية أوثقافية أو فنية، إلا أن البرامج الاقتصادية المتخصصة ستحتل النسبة الاكبر بين البرامج بما يتناسب مع الجمهور المستهدف وهو ليس عامة الناس فحسب بل ورجال الاعمال و صانعي القرار العربي.

* ما هو شكل الخطة البرامجية للقناة؟
- من أبرز البرامج التي ستقدمها القناة برنامجان أساسيان على الهواء مباشرة و يومياً، البرنامج الاول برنامج صباحي باسم "صباح العرب" يتضمن فقرات منوعة عديدة ويركز على متابعة إفتتاح البورصات العربية وينتهي بتحليل مؤشرات الاسواق المالية عند الاغلاق، والبرنامج الاخر برنامج مسائي سيذاع في السهرة و يحمل اسم "المساء العربي" ويركز على طرح قضية ساخنة مثارة في ذلك اليوم ويتم البحث فيها من خلال جلسة حوار مع مجموعة من المتخصصين، ويمكن أن تكون هذه القضية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو عامة، كما سنقدم برنامجاً اسبوعياً هاماً باسم صناع القرار يستضيف كبار المسؤولين العرب الذين تترك قراراتهم آثارها على الصعيدين السياسي والاقتصادي، إضافة الى جملة من البرامج الاسبوعية الاخرى التي تهتم بالاقتصاد الاسلامي وسيدات الاعمال ونجوم البزنس و تكنولوجيا المعلومات وقضايا الاستثمار، إضافة الى برنامج تعليمي حول أصول التعامل مع الاموال والاستثمار في البورصات، وعلاوة على هذه البرامج ستقدم القناة نشرة إخبارية على رأس كل ساعة ستتراوح بين الموجز في الغالب الاعم والفترة الاخبارية الشاملة التي ستبث 5 مرات يومياً موزعة على مدار ساعات البث اليومي وتشمل السياسة والاقتصاد والرياضة.

* ماذا ستضيف المحطة الاقتصادية للمشاهد العربي؟
- ستضيف أولاً مفهوم الثقافة الاقتصادية والوعي العام لدى الجمهور المستهدف بأهمية هذا الامر في حياتهم اليومية، وستضيف كذلك رسالتها النبيلة المتمثلة في تبني قضايا أمتنا العربية من المحيط الى الخليج، وستضيف كذلك إضافة توعية في مجال الاقتصادي، و لا شك أن ذلك سيجعل من القناة جسراً للتواصل بين رجال الاعمال العرب وبينهم وبين صانعي القرار، و كذلك تفتح المجال للتواصل بين رجال الاعمال في العالم العربي والعالم بأسره.

* ماذا تعني بمصطلح الثقافة الاقتصادية؟
- الثقافة الاقتصادية بمفهومها المبسط هي فن إدارة الموارد و توظيفها .. ولا شك أن المواطن العربي قد لمس هذا المفهوم و تعامل معه مراراً و تكراراً، سواء كان واعياً لحقيقة كونه ثقافة اقتصادية أم لا ..فقد اعتاد المواطن العربي على أن يتعامل مع الازمات الاقتصادية ومحاولة التكيف معها، وهذا بحد ذاته فكر اقتصادي لكنه في أغلب الاحوال غير منظم و غير مدروس ونحن نسعى من خلال القناة أن نجعل خطى المواطن العربي خطا مستنيرة مبنية على ثقافة اقتصادية سليمة. ولا شك أن مفهوم الثقافة الاقتصادية عام بأبعاده و درج الاعتقاد إنها متعلقة فقط بقضايا الثقافة المجردة في حين هي تشمل كل مناحي الحياة ومنها الثقافة الاقتصادية، و هذه بدورها كانت شبه معدومة عند عامة الناس و أضحت الحاجة اليها ملحة خاصة مع تزايد وعي معظم الناس بأهمية الاستثمار الفردي والتعامل مع البورصات، ولذا سنفرد مساحة واسعة من بث القناة لتقديم نوعية من البرامج التي تستهدف نشر الثقافة الاقتصادية وبالتالي تعزيز الوعي لدى عامة الناس بشئون حياتهم اليومية، بدءاً من سيدة المنزل ومروراً بالطالب والموظف والعامل وإنتهاء برجل الاعمال وصانع القرار.

* وما مدى استفادة رجال الأعمال من القناة؟
- ستتنوع برامج القناة بما يلبي احتياجات رجال الاعمال كافة، فستفتح لهم المجال لترويج سلعهم ومنتجاتهم وخدماتهم، وتعزز علاقاتهم البينية وعلاقاتهم مع عامة الناس ومع نظرائهم في العالم، وستغطي قطاعات هامة مثل الاستثمار والبورصات والعقارات والسياحة والتقنية و الوظائف والتعليم وسائر مناحي الحياة.

* إضافة الى ألاهداف العامة للقناة ما هي أهدافها على المدى البعيد؟
- القناة هي إستثمار أفراد عرب يهدفون الى تنمية أموالهم وتأمين عائدات تشغيلية من وراء مشروعهم هذا، ولكن القناة ليست بدون هدف ورسالة بل بالعكس إنها تحمل على كاهلها هموم الناس العاديين فيما يتعلق بشئون حياتهم اليومية، وتعمل على تعزيز مفهوم التكامل الاقتصادي العربي والسوق العربية المشتركة وسنعمل بالتنسيق مع الجامعة العربية ومقرها في القاهرة حيث نتواجد لتعزيز هذا التوجه و تبني الدعوة له، ولا شك إننا نهدف في المدى البعيد لإرساء قناعة لدى الناس بأهمية الاعلام الاقتصادي وحيويته في الحياة العادية، وأن يدرك رجال الاعمال مدى الحاجة الماسة الى التفاعل مع الاعلام لتوثيق العلاقة بين قطاعي الاعلام و الاعمال.

* ما هو حجم تغطية القناة للعالم العربي والغربي؟
- نحن نبث على النايلسات وهو يغطي منطقة جغرافية واسعة تشمل الوطن العربي بأسره من المحيط الى الخليج، إضافة الى دول جنوب أوروبا وشمال افريقيا وغرب آسيا، وآسيا الصغرى وتركيا، وهو ما يضمن وصول رسالتنا الى نحو نصف مليار مشاهد، و لذا حرصنا على بناء شبكة مراسلين في معظم الدول الاساسية التي يصنع فيها قرار سياسي واقتصادي في العالم العربي إضافة الى العواصم العالمية المؤثرة.

* هل ستعتمد القناة على الاعلانات التجارية في تمويلها؟
- من الطبيعي أن تعتمد القناة في عائداتها على الاعلانات كمصدر من المصادر التمويلية، لكننا في القناة أوجدنا آلية أخرى لتنويع مصادر الدخل تشتمل على إقامة مشاريع إعلامية منتجة تعود بالخير على قطاعي الاعمال والاعلام، وترفد القناة بعائدات مناسبة إضافة الى إتجاهنا الى الانتاج التلفزيوني الذي سيعزز الدخل الذي تتطلع القناة الى تحقيقه بما يفيد في تغطية كلفة البث.

* ولكن ألا ترى أن معظم المعلنين يختارون قنوات ترفيهية أومنوعة للاعلان؟
- أعتقد أن ذلك مجانب للحقيقة وللمصلحة في آن واحد، إذ ليس من مصلحة المعلن أن يركز على نوعية معينة من القنوات لأن المشاهدين ليسوا كلهم من فئة واحدة ولا تتفق إهتماماتهم بشكل مطلق، لذا لابد من البحث عن قنوات تستقطب قطاعات أخرى من المشاهدين، خاصة إذا كانت القناة متخصصة إقتصادياً وهو ما يصب في صلب المصلحة للمعلن ويروج لمنتجه بطريقة مختلفة عن الاعلان المباشر الى الانتاج الترويجي.

* ما هي التحديات التي تواجهك كمدير تنفيذي للقناة؟
- أكبر ما أواجهه من تحديات هو النهوض بهذا المشروع الخلاق وتحقيق النجاح له، و كما كان لي شرف إطلاق الفكرة ودراسة الجدوى المؤسسة له.. آمل أن أراه في أجمل صورة محققاً آمال المشاهد العربي المتطلع الى نوع جديد من الاعلام الهادف.


salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف