الشهاوي: الرقابة في مصر أصبحت دينية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع الشاعر المصري أحمد الشهاوي
سلوى اللوباني من القاهرة: التقت إيلاف بالشاعر "أحمد الشهاوي" بمناسبة اقتراب صدور الجزء الثاني من كتابه "الوصايا في عشق النساء" وقد أهداه كعادته لوالدته "نوال
* كيف ترى الحرية الفكرية في مصر خاصة والعالم العربي بشكل عام؟
- حرية الكتابة والنشر متوفرة في مصر وليس هناك هيئة رقابة على الكتب مثل ما هو الحال في سوريا والاردن، لا استطيع أن أقول بأن هناك رقابة بمعنى ليس هناك رقيب يمكن تحديده ولكنه موجود من قبل بعض المواد في القانون المصري، واكتشفت هذا القانون خلال مشكلة كتابي "الوصايا في عشق النساء"، وينص القانون على أن من حق أي مواطن مصري أن يقدم شكوى لأمن الدولة متضرراً من كتاب ما يخدش الحياء، وهنا تقوم مباحث أمن الدولة بالبحث وإرسال الكتاب الى الأزهر، أي أصبح في مصر رقابة دينية، وتحديداً هذا ما حدث معي، وأود أن تعلمي هنا بأن أمن الدولة كان يقوم بدورين فهو من جهة كان يتابع ما يقوم به الاخوان المسلمون في البرلمان المصري من تقديم استجواب لرئيس وزراء مصر آنذاك ووزير ثقافة مصر "فاروق حسني"، يعترض من خلاله على كتاب وصايا في عشق النساء باعتباره يتضمن مجموعة من العبارات التي تهين الاسلام والمسلمين مطالباً بمصادرته، وهناك جانب آخر من أمن الدولة يرسل الكتاب الى الازهر ليتخلص من مشكلة الكتاب وينفض يديه، والمفارقة أيضاً أن مباحث أمن الدولة هي الجهة التي لجأت اليها لتحميني عندما واجهت تهديدات بالقتل من "جماعة أنصار الاسلام" و"أنصار الله".
* ما هي الاجراءات التي تتم في الأزهر لاصدار حكمها في كتاب ما؟
- بناء على تجربتي تقوم مباحث أمن الدولة بإرسال الكتاب للأزهر كي يصدر فتواه، وتحديداً "مجمع البحوث الاسلامية" ويتكون من 32 عالماً ولكنني لا أرى علماء بل يمكن القول أنهم أساتذة في جامعة الأزهر، برئاسة شيخ الازهر وبوجود المفتي ووزير الاوقاف، وللأسف يصدرون فتواهم بالتمرير ومن ثم بالإجماع، أي أن هناك شخص واحد يقوم بقراءة الكتاب-وفي حالتي لم يقرأ الكتاب- فعندما صدرت الفتوى تأكدت فوراً بأنه لم يكمل قراءة الكتاب بل توقف عند عدد كبير من الوصايا، ولم يصل أو يتناول الوصايا الاخطر -من وجهة نظري- مع العلم أنني أرى أن الوصايا عادية جداً ولا يوجد بها ما يسئ لأحد، وبعد أن يقرر يقوم باقي الاعضاء بالقبول والتوقيع دون قراءة الكتاب أي يتم الأخذ برأي عضو واحد فقط وهو الذي يُفترض أنه قرأ الكتاب، والدليل على ذلك أن أصدقائي في مجمع البحوث وقعوا على الفتوى وفوجئوا بعد صدورها أن الكتاب كتابي، ما أريد أن أقوله هنا أي أنهم يوقعون دون أن يعلموا أي شئ عن الكتاب، والخطورة هنا أن الفتوى تتضمن كلمات من شأنها إهدار دمي، فالفتوى تقول "أنه كافر كفراً صريحاً"، كأننا نعيش في عصر "الحلاج"..وقلت وقتها "أن دمي في رقبة شيخ الازهر"، فأنا أعتقد بأنه لم يقرأ كتاباً منذ سنوات عديدة، ليس لديه وقت للقراءة، وأقول بأن اللجنة توقفت قراءاتهم عندما نالوا درجة الماجستير والدكتوراة، والأمر الاكثر خطورة أن هذه اللجنة لا تضم ناقداً أو أديباً، أنا دفعت دفعاً الى هذه المعركة ولم "اكسر" كلام أمن الدولة-بعدم التدخل- الا بعد إصدار الفتوى، هل تتخيلين أن الفتوى صدرت في رمضان وأنا صائم، وقلت على شاشات التلفزيون المصري والعربي "لا يجوز ونحن صائمان (أنا وشيخ الازهر) أن يصدر فتوى كان عليه أن ينتظر الى ما بعد انتهاء رمضان.
* هل ساندك أحد من الكتاب أو المثقفين في هذه الحملة التكفيرية التي شنت ضدك بسبب الكتاب؟
- عادة عند حدوث مثل هذه الأمور في مصر وخصوصاً من قبل التيار الاسلامي ضد أي أديب تجد صدى كبير لدى أكثر من جهة عالمية، منظمات حقوق الانسان في العالم وقفت الى جانبي، ولا أنسى "نادي القلم الدولي" ومساندته لي والمفارقة هنا أن إتحاد كتاب مصر ظل يتواصل معي بأنه سيصدر بياناً مساندة لي، كما أصدر الفرع المصري لنادي القلم الدولي بيانا وإن جاء متأخراً كثيراً، كتب عني وعن مشكلة الكتاب أكثر من 100 مقال في الصحف البريطانية والفرنسية والكندية والامريكية، ولم أستثمر أي دعم بمعنى عُرض علي أن أترك مصر أكثر من مرة ولم أقبل فأنا لست سلمان رشدي، وبالطبع كانت الصحف العالمية مثل الامريكية والبريطانية تأمل أن أصل معهم الى أن الاسلام سئ ولم ينجحوا، كما وقف الى جانبي من خلال كتاباتهم النقدية د. محمد حافظ دياب عالم الاجتماع ود.محمد عبد المطلب ود. صلاح فضل وهو بالمناسبة من قدم لي نصائح مضيئة في حياتي، بينما د. جابر عصفور كان يتصل بي ويسألني "هل تريد ان أكتب.. أن أتدخل في الموضوع؟" وكنت أقول له "كما تشاء"، وأيضاً الناقدة فريدة النقاش وقفت الى جانبي بسلسلة مقالات كثيرة كتبتها، والشاعرة الاماراتية راضية خميس، ود. الناقدة شرين أبو النجا ما كتبته هو من أهم ما كتب في حياتي، ولا شك عدد كبير من الشاعرات والمثقفات والناقدات الكويتيات، وعلمت بذلك من خلال منتديات الانترنت التي خصصت لمناقشة كتابي، وأود أن أذكر هنا بأن أخي الاكبر محمد جاء الي من قريتنا ليستأذنني في أن يذهب الى مأمون الهضيبي فهو يعلم جيداً انني مؤمن وذو صلة عميقة بالتراث الديني فأنا ابن عالم أزهري ولا يشك لحظة بايماني ومعرفتي فكنا نقرأ الكتب الدينية سوياً في القرية، ولكنني رفضت ذهابه لمأمون الهضيبي.
* ما مدى تأثرك بفتوى الأزهر؟
- لم أقترب من القلم والكتابة لمدة سنتان ولكنها لم تمنعني من حذف أي شئ في الكتاب لاني بقيت مصراً على ذلك، إضافة الى ذلك رفض الناشر "محمد رشاد" الدار المصرية اللبنانية من نشر الجزء الثاني من الكتاب، مع العلم بأن الجزء الاول من الوصايا في عشق النساء" بيع منه 30 ألف نسخة أي أنه من أكثر الكتب مبيعاً في اللغة العربية، ولا يعني رفضه نشر الجزء الثاني انقطاع العلاقات فيما بيننا فهو صديق شخصي أولاً وثانياً هو ناشري الشخصي منذ عام 1996 لذلك سأنشر كتابان آخران عند محمد رشاد، وهنا يظهر إرهاب الرقابة على ناشر بتاريخ ومكانة محمد رشاد، لذلك ذهبت الى ناشر آخر وهو الكتاب المصري للمطبوعات، وأود أن أذكر أيضاً بأنني قدمت نسخة من الجزء الثاني لصديقة اعتز بها لتنشره إلا أنها رفضت، أي نحن تحت سطوة وسلطة الرقابة المخفية، فتوى الازهر أثارت العديد من المشاكل لي وخصوصاً في قريتي فكانت الناس تذهب الى منزل العائلة وتسأل "هل كفر أخوكم" لكثرة ما كتبت الصحف الصفراء من مانشيتات على مدى شهور، كل ذلك جعلني أتعمق بقراءة كتب الدين ولمدة 3 سنوات لم أقرأ إلا عن الأزهر والاخوان المسلمون والرقابة وحروف التعبير وأعيد قراءة ما كنت قرأته منذ 20 سنة في العشق.
* لماذا لم تنشره خارج مصر؟
- الكتاب العربي القادم من بيروت أو المغرب أو غيرها من البلاد العربية سعره مرتفع جداً مقارنة بسعر الكتاب المصري، إضافة الى أنني أقتني عدداً كبيراً من النسخ وأهديها للأصدقاء في مصر والبلاد العربية أحتاج على الاقل من 500-700 نسخة على مدى العام وأشعر بالحزن إذا طلب مني أحد نسخة من الكتاب ولم أستطع توفيرها له، كما أنني لا زلت أجد أن القوة القرائية في مصر مرتفعة جداً رغم كل ما يقال.
* ما هي توقعاتك بما يخص الجزء الثاني من الوصايا في عشق النساء؟
- أخوض هذه التجربة وآمل أن لا يحدث ما حدث مع الجزء الاول، وحتى في الجزء الاول لم أتوقع شيئاً على الاطلاق، فعندما صدر عام 2003 طبع منه 2000 نسخة وكتب عنه في الصحف بشكل طبيعي، كما أرسلت 20 نسخة من الكتاب الى الاخوان المسلمون ابتداءً من المرشد العام للاخوان آنذاك "مأمون الهضيبي" ثم القادة بلا استثناء، ما أريد أن أقوله أي لم يكن لدي أي توجس من الكتاب، ومن ثم طبع منه 25 الف نسخة في مكتبة الاسرة الخاصة بمهرجان القراءة للجميع بيع منها 17 الف نسخة، فهل تعتقدين أنني كنت متوقعاً بعد بيع 19 الف نسخة من الكتاب أن يحدث مشكلة حوله، ولكن من هنا بدأت المقالات تكتب عن تدخل الاخوان المسلمون، فآنذاك كان الاخوان المسلمون يخوضون مشكلة مع الحكومة المصرية التي اعتقلت الكثير منهم، وتأتي علاقتي هنا بهذا الموضوع أن مكتبة الاسرة هيئة حكومية باشراف السيدة سوزان مبارك أي لو لم يصدر الكتاب عن مكتبة الاسرة لم يكن سيصل الى الازهر واصدار الفتوى، كان هناك عضو مجلس الشعب من الاخوان المسلمون متهم بالاتجار بالادوية الفاسدة وهو نفس العضو الذي قدم استجواباً بكتابي لرئيس وزراء مصر آنذاك، فهو يريد أن يكسب قضية على حسابي الشخصي أي كنوع من المبادلة، بمعنى سنصمت ولكن افرجوا عن المعتقلين، وهنا اللعبة السياسية أي عندما وصل الكتاب الى الأزهر خلع الاخوان المسلمون أيديهم من القضية كما هو الحال في تاريخهم السياسي، غسلوا أيديهم من دم أحمد الشهاوي فليقل الازهر كلمته، وبدأت المئات من المقالات في قدح وذم أحمد الشهاوي.
* ما هو الجديد في الجزء الثاني من الكتاب؟
- قدمت حوالي 30 مقطعاً مقتبساً من القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة والاقوال المأثورة ومن وزوجات الرسول والصحابة والعلماء والفقهاء من الاسلاف وأصحاب
* تركز على استخدام كلمات العشق والعاشق في عناوين أعمالك، لماذا؟
- نشأت في قرية صغيرة مشهورة بإقامة الموالد، ومازلت في الطرق الشاذلية إحدى الطرق الصوفية وانتقلت الى طرق أكثر إنفتاحاً، فخروجي من بيئة صوفية ساعدني على التعبير عن العشق والعاشق، كما تربيت تربية منفتحة فأبي كان بتكوينه وبطبيعته منفتحاً على المستوى الثقافي والسياسي والديني، إضافة الى نشأتي في مدرسة كانت تضم فصولها البنات والاولاد سوياً فقريتنا هي القرية الوحيدة-كفر المياسرة- في العالم العربي التي كانت فصولها مختلطة، لذلك عندما كبرنا لم نواجه مشكلة مع المرأة على المستوى السلوكي والنفسي، وعلاقتي بالمرأة العربية بدأت بفقدي المبكر للمرأة-لوالدتي- لأن الام هي المرأة الاولى هي المصدر الاول للانسان، الفقد يولد كتابة طوال الوقت فيحاول الشخص تحقيق أشياء لا توجد على المستوى المادي الواقعي، فاردت أولاً أن أخلدها ليس لكونها أمي بل لانها رحلت في سن مبكرة جداً من حياتها فاردت أن أفعل لها شيئاً، وعلى فكرة والدتي معروفة بالقرية باسم فاطمة بينما اسمها المقيد في الاوراق الرسمية هو نوال عيسى، وأظنني نجحت الى حد بعيد أن يعرفها الكثير من الناس في العالم، كما أتخفى وراءها في كثير من أعمالي أي نوال عيسى قد تكون رمز لانثى أخرى!!
* كيف تترجم علاقتك بالشعر؟ وما هي المدينة التي أنضجتك شعرياً أو أثرت بك؟
- أنا شاعر محظوظ على المستوى النقدي والمكاني أي السفر، لانني سافرت مبكراً مقارنة بجيلي أو الجيل الذي سبقني، سافرت وأنا في منتصف العشرينات الى فرنسا لمدة شهر، أسافر أكثر من عشر مرات في السنة، السفر يساعد بالوصول الى أماكن مختئبة داخل الانسان كما يساعدني في العثور على أمور لا استطيع العثور عليها في زحام الحياة في القاهرة، أما المكان الذي أثر بي على المستوى الشعري والثقافي كان بعد عام 1991 هو الولايات المتحدة الامريكية حيث أمضيت 6 أشهر هناك، أظن أن وجودي هناك في عدة مدن وتعاملي مع عدد كبير من كتاب العالم على أن كل كاتب منهم جاء ليكتب ويقرأ خلال 3 شهور بينما أنا ذهبت لأقرأ، أي أن كل من الكتاب العالميين ذهب ليكتب في شهور محددة وهذا شئ بعيد عنا في العالم العربي ولم يفعله الا الاديب نجيب محفوظ وهي قدرة صعبة ولكنه نجح في أن يخصص وقت للكتابة ويكتب، ذهبت الى هناك وأنا أتعامل مع الشعر بمنطق أن أنتظر القصيدة لتأتي، بالمعنى الرومانسي الحالم أنا في إنتظار الوحي أي لا أتعامل مع الكتابة كمسألة احترافية ولا زلنا في العالم العربي نتعامل مع الكتابة كهواة اي لا نعتاش منها، ومن هنا تغيرت وجهة نظري للكتابة بعد قضاء هذه الشهور في الولايات المتحدة، أي أستطيع أن أكتب في أي وقت ومكان ولا أنتظر الوحي ليأتي فلا بد أن تأتي القصيدة الي وأذهب اليها لنلتقي في منتصف الطريق،.. والان أكتب في السيارة.. في القطار.. في البيت.. أكتب في الصمت أو الضجيج، أي أفصل نفسي عن المحيط الذي أعيش فيه، وذلك لا يمنع أن أمارس الحذف أو الشطب لأن داخل كل شاعر ناقد واعي فالجزء الثاني من كتاب الوصايا في عشق النساء حذفت منه الكثير من الجمل والوصايا كي لا أكرر ما جاء في الجزء الاول، إضافة الى ملاحظات صفوة من الاصدقاء التي تاتي بعد قراءتهم لاعمالي من منظورهم أقوم بجمع هذه الملاحظات والاراء بما يتفق مع ذائقتي الفنية وأبدأ بالحذف، وهذا موجود في الشعر العربي منذ الجاهلية مثل الحوليات يبقى الشاعر عاماً كاملاً يهذب ويقص ويحذف في شعره.
* هل عانيت من انقطاع الفيض الشعري؟
- يومياً لدي هاجس أنني لن أستطيع أن أكتب بعد الأن خصوصاً عندما أتذكر نصوصاً أراها مهمة في حياتي مهمة في تجربتي، كما أنني مؤرق بالشعر دوماً من خلال مساءلتي الذاتية فتأتيني هواجس كثيرة وبالمناسبة هي حالة صحية لانه ينبغي أن نساءل أنفسنا يوميا "ماذا قدمنا؟"، لقد واجهت مشكلة كبيرة بعد كتابي "السفر الثاني" عام 1994 حيث قال النقاد أن هذا أهم ما قدم أحمد الشهاوي، وهو من أكثر الكتب التي قدمتني ولم أخرج من هذه التجربة الا عند وفاة أختي سعاد عام 1995، عندما خرجت من المستشفى بعد علمي بوفاتها مخاطباً الموت مردداً مقطعاً واحداً من القاهرة الى قريتي وهو "أجل لثانية مجيئك كي أجئ محملاً بروائحي.." وهو المقطع الذي بدأت وانهيت به كتاب "الموت" باعتبار أن الموت دائرة لا تغلق، وضم هذا الكتاب 3 أموات وهم أمي وسعاد الشهاوي وأحمد الشهاوي، باعتبار أن الموت يحصد كل 10 سنوات أحد من عائلتي فكنت أنتظر موتي فنحن عائلة تموت مبكراً، ويقوم هذا الكتاب على فكرة أساسية قمت بها وكانت ضد العادات والتقاليد عندما طلبت أن تدفن سعاد على أمها وليس على أهل أبيها، هذا القبر لم يفتح منذ عام 1965 ويفتح ليستقبل ابنتها.
* هل تعتبر أن ارتباط اسمك بكتاب الوصايا في عشق النساء فقط أمر سلبي؟
- هذا مأزق أساسي لان مجرد ذكر إسمي الان يُذكر كتاب الوصايا في عشق النساء، وأود أن أذكر هنا لفرط جهل الاخوان المسلمون قالوا عنه ديوان شعري وهو ليس ديوان شعري بل نثري، وهو الكتاب الثالث النثري من بين كتبي بعد كتاب العشق، أحوال العاشق، ولكني أستعير هنا ما قاله النقاد بأنه سيبقى كتاب الوصايا في عشق النساء في اللغة العربية مثل كتاب "فن الهوى" ل أوفيد وهو كتاب في العشق ترجمة ثروت عكاشة، وما قاله أيضاً النقاد أن "الوصية فن متروك ومهجور من قبل المبدعين العرب كالمرأة الجميلة التي لا يقترب منها عاشقها"، أي لا يوجد كتاب عربي يقنن بالوصية كفن أو يستفيد من الوصية كفن، فإذا هناك حسنة واحدة وحيدة هي أنني قلت للشعراء والمبدعين أن هناك جنس أدبي اسمه الوصية يمكن أن نستفيد منه في أعمالنا.