أمير سعودي يجمع الأجنحة الشابة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال بن عبد العزيز لـ"إيلاف": كان لقاء أب بأبنائه
أمير سعودي يجمع الأجنحة الشابة للأسرة الحاكمة
السابق يوسف الابراهيم في العام 2001 لانشاء اول جامعة عربية في الكويت سلطان القحطاني من لندن: كانت الصوالين السعودية وكافة مرتاديها طوال الأسابيع الفائتة يتحدثون بشغف متصاعد عن أول تجمع من نوعه للأمراء الأحفاد من أفراد الأسرة الحاكمة التي تتولى شؤون الحكم منذ أكثر من قرن عبر ثلاث فترات تاريخية على أرض الجزيرة العربية، وذلك بناءً على دعوة خاصة من قبل الأمير السعودي المثير طلال بن عبدالعزيز الذي قال خلال حديثه مع "إيلاف" من لندن عن سبب الاجتماع بأنه لقاء أب مع أبناه لا يحتاج إلى أسباب.
ويجيب الأمير، الذي يرأس واحدة من أبرز الجمعيات المرتبطة بهيئة الأمم المتحدة، حين سألته مستزيداً عن سبب هذا الاجتماع وملفاته التي تمت مناقشتها مع أبناء أخوته، قائلاً: "عندما يرغب أب أن يلتقي أبناءه الذين تعددوا عبر الزمن أليس ذلك سبباً كافياً لأن يلتقيهم ؟.. لقد كان أول لقاء بيننا وكانت أجندتنا لهذا اللقاء الود والمحبة". ويزيد في قوله :"كانت هذه الفكرة تراودني منذ وقت وقد تمت بالشكل الذي أردناه مع أبناءنا وبصورة عائلية طيبة".
الأمير طلال الذي كان أول وزير للمواصلات في تاريخ البلاد وقت أن كان أخاه الملك سعود بن عبدالعزيز، الخليفة الأولى لمؤسس الدولة السعودية الثالثة يتولى الحكم، يؤمن بأن الأسرة السعودية الحاكمة مثلها مثل أية أسرة في العالم لا بد من الاهتمام بتطويرها، إذ يقول مجيباً عن مدى حاجة البيت السعودي الحاكم إلى إعادة ترتيب: "نعم... إنه مثل أي عائلة تحتاج من وقت لآخر لإعادة النظر في ترتيباتها الداخلية ... وحسب ما أعرف بأن أموراً كثيرة تجري في الوقت الحاضر لإعادة النظر في كثير من الموضوعات التي تخدم عائلتنا وبالتالي تخدم بلادنا ومواطنيها".
وحضر اللقاء الذي تم في منزل الأمير طلال كامل الأحفاد من نجوم الأسرة السعودية الحاكمة الذين يمثلون مرحلتها العمرية الثانية؛ منهم الأمير خالد بن سلطان أكبر أنجال ولي العهد السعودي الذي يتولى منصب مساعد وزير الدفاع، وسبق له أن قاد قوات التحالف الدولية في عملية تحرير الكويت مع "رفيق الحرب" القائد الأميركي شوارتسكوف، أوائل التسعينات من القرن الميلادي المنصرم.
وجاء إلى الحياة العسكرية بعد مهمات شاقة كان أهمها سنوات دراسته في كلية ساند هيرست البريطانية مصنع الملوك والرؤساء.
وكذلك الأمير محمد بن نايف المساعد لوالده وزير الداخلية في الجهاز الذي استطاع عبر رؤى حديثة تقليم أظفار القاعدة التي تشن هجمات مسلحة على البلاد منذ الثاني عشر من أيار (مايو) 2003، ويحسب لوزارته أنها بذلت جهودها لمحاربة الشق الفكري من التطرف محرزة تقدما متصاعداً قد يصل إلى مرحلة الكمال مع الوقت.
ومن الحضور أيضاً الأمير عبدالعزيز بن فهد أصغر أنجال الملك السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز وأكثرهم قرباً إليه، هذا عدا عن كونه رئيساً لديوان مجلس الوزراء السعودي. ويعد هذا المنصب الذي يتولاه الأمير الثلاثيني عمراً، من المناصب الرئيسة في الدولة السعودية حيث يتولى عقد جلسات المجلس الأسبوعية وترتيب كل ماله علاقة بمجلس الوزراء الذي يرأسه الملك أو من ينيبه.
ولم يجر الأميران السالف ذكرهما أي حوار صحافي طوال حياتهما الوظيفية باستثناء تصريحات عرضية أتت خلال احتفالات متفرقة.
وكذلك الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، والأمير سلطان بن سلمان مهندس الصناعة السياحية الحديثة في مملكة جده التي تشهد طفرتها الاقتصادية الثانية في الحقبة الملكية الجديدة، إضافة إلى الأمير منصور بن متعب أكثر العيون قربا إلى التجربة الانتخابية الأهم في تاريخ البلاد بحكم موقع مسؤوليته.
نائب مدير البرنامج الخليجي العربي
لمنظمات التطوير للأمم المتحدة(agfund)
يتحدث من مدينة الكويت في9 يناير 2001 ويقول الأمير طلال بن عبد العزيز في حديثه مع "إيلاف" عن اللقاء :"ما تم بيننا وأبنائنا من أحفاد عبد العزيز كان ممتازاً .. وذلك بشهادة الذين حضروا.الطرح الموضوعي الذي استمعنا إليه أثناء هذا الاجتماع وبعض الأفكار المتميزة تشجعنا على المزيد من هذه اللقاءات المثمرة التي تخدم القيادة وبالتالي الأسرة كلها".
وحين قلت له متسائلاً: "لماذا اخترت الأمراء الأحفاد تحديداً لدعوتهم؟". يجيب: "لأنهم قادة ورجال المستقبل".
ولم يحضر أحد من أبناء عبدالعزيز الذين يعتبرون المرحلة الأولى من تاريخ الأسرة الاجتماع سوى الأمير طلال، في حين لم يتغيب أحد من الأحفاد سوى الذين كانوا على سفر باعتبار أن توقيت اللقاء تصادف مع أيام الإجازة في الدوائر الحكومية السعودية، ما ينفي ما نقلته مصادر متفرقة عن رفض العديد من الأمراء الحضور إلى الاجتماع.
وعما إذا كان قد رأى خلال اجتماعه بأحفاد أبيه الأمراء من هم مؤهلون للعب أدوار أكبر في المستقبل، يجيب قائلاً:" الوقت لا يزال مبكراً ولا بد من لقاءات من قبلنا أو من قبل آبائهم الآخرين لتكوين رؤية واضحة هدفها تطبيق المعايير التي وضعتها الدولة منذ تأسيسها على يد عبد العزيز رحمه الله إلى وقتنا هذا، وتتفق أيضاً مع متطلبات القرن الحادي والعشرين وضمن الثوابت المعروفة في بلادنا".
ويرى محللون أن الأسرة السعودية الحاكمة تحوي دماء شابة لا بد من ضخها في مؤسسات الحكم العليا، الأمر الذي يبدو خياراً حتمياً من ضمن الإصلاحات التي تنوي القيادة السعودية الجديدة تطبيقها بعد مضي عام على حكم الملك عبد الله "الإصلاحي الحذر"، كما تصفه الدوائر الغربية.
.