لقاء إيلاف

حنا أبو حنا يفتح ذاكرته

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

على عتبات الثمانين: يفتح الأديب الفلسطيني حنا أبو حنا لـ"إيلاف"

ذاكرته التي تتضوع عبق وحزن حيفا الجميلة:

حيفا تأسرني بجمالها وبعناق البحر والجبل. عرفت المدينة قبل النكبة حين كان يعيش فيها سبعون ألف فلسطيني. فيها غنت أم كلثوم، وأثناء استراحة قصيرة وضعت حبة حلوى ي فمها، فصاح أحد الحضور"يالله يا أم كلثوم" فأجابته:" حتى تذوب"!!. حيفا الكرمل العابقة بالسرو والصنوبر والعبهر وقصيد بلبلها حسن البحيري: "حيفا وأنت مزاج الروح في رمقي وعمق جرح الهوى في موجعي الخفق".
حيفا التي حج اليها محمود درويش "خلف الأسلاك" حاملا كلمات:
أحج اليك يا حيفا
وأنفض عن مصابيحي
غبار الليل والزمن
فما زالت مفاتيحي
معي، في الجيب والعينين والكفن.


حاوره سمير حاج في الجليل: حيفا الماضي المعسول وحيفا الماضي المكوي ب النكبة والجراح الوجيبة الوجيعة تعيش في ذاكرة هذا الشاعر والمثقف الرمز حنا أبو حنا الذي يعيش فيها فيزيقيا في شارع يحمل اسما عربيا (المطران حجار)، قبالة البحر الهادر. وحيفا الماضي والحاضر تعيش فيه، في ذهنه وشريط ذكرياته المجبول بالفرح والحزن. فقد عرفها قبل النكبة وبعدها، حلاوة ومرارة، و أذاب رائعة عمره فيها مديرا لـ"الكلية الأورثوذكسية العربية". هذا الصرح الثقافي والتعليمي، الذي أقيم عام 1957 زمن القطيعة والمحل الثقافي، ليشارك في صنع وصقل رموز المجتمع الفلسطيني في الداخل، من خلال الحفاظ على الهوية القومية والثقافية ونشر الوعي والعلم. لقد أصدر حنا أبو حنا سيرته الذاتية في ثلاثية: ظل الغيمة(1997)، مهر البومة(2004)، خميرة الرماد (2004)، وهي سيرة جيل وشعب من وجهة نظره. وقد قال فيها البروفيسور هشام شرابي" هذه السيرة هي سيرة جيل بكامله وتاريخ جيل ومستقبل جيل، أنها سيرة حياتك لكنها في الوقت ذاته سيرة حياتي التي حدثتني عنها في حديثك عن الناصرة وحيفا والقدس ورام الله وقرى الجليل التي عشت فيها". كما عاقر أبو حنا الشعر فأصدر أربعة دواوين: نداء الجراح (1969)، قصائد من حديقة الصبر(1983)، تجرعت سمك حتى المناعة (1990)، عراف الكرمل (2005). لا يمكن رصد الحركة الثقافية والتعليمية في فلسطين دون الحديث عن هذه الخميرة وهذه الجذور والأصالة التي تشكلها محطات مسيرة حنا أبو حنا الأبداعية والريادية. وأبو حنا من الكتاب المكثرين في الكتابة خاصة في السنوات الأخيرة، فقد صدر له 34 كتابا من شعر وتراث وأبحاث وترجمة وسير وأدب أطفال. ، وفي العامين 2004 و 2005 صدرت له 6 كتب. وقد امتازت أبحاثه بالجدية والعمق، خاصة كتابيه: "دار المعلمين الروسية (السنمار) وأثرها على النهضة الأدبية في فلسطين" (الناصرة، 1994) و"طلائع النهضة في فلسطين: خريجو المدارس الروسية" (بيروت. 2005).
في بيته المطل على بحر حيفا من عل، نبش ذاكرته الخصبة فانثالت الذكريات والأرتجاعات حروفا مضيئة مثقلة بالحنين حينا والأنين أحيانا. أنها ذكريات حنا أبو حنا لا بل ذكريات الحركة الثقافية والأدبية في فلسطين. ذكريات الجذور والأرض البكر في الأدب والثقافة والتعليم، ألم تغني فيروز كنارة صنين "والذكريات صدى السنين الحاكي". وقد حكى أبو حنا بانسياب شاعري وعفوية ريفية وحرارة ودفء صدى السنين، وتناثرت كلماته الهادئة المثقلة بالألق كتساقط كحبات طل على نعناعة. وقد خص إيلاف بهذا الحوار الشائق والشائك.

* حدثنا عن طفولتك.. ذكرياتك وعلاقتك ب حيفا المدينة؟
- تنقلت طفولتي في فضاء فلسطين، من الرينة في الجليل حيث ولدت، ثم أسدود فالقدس فرام الله فجفنة فحيفا فالناصرة ثم الرينة فالقدس فحيفا.. كل ذالك بسبب عمل والدي الذي كان موظفا في دائرة "مساحة فلسطين". درست في "الكتاب" في"أسدود " (لقد تحدثت عن ذلك في كتابي ظل الغيمة). ثم انتقلنا الى "نجد" وهي قرية قريبة من "أسدود". في حيفا التحقت في المدرسة الأبتدائية (المدرسة الأميرية- مدرسة المعارف للبنين)، حيث يقع اليوم مبنى "بيت الكرمة"، أذ دخلت الصف الثاني الأبتدائي مباشرة، لكن الأقامة لم تطل في حيفا فانتقلنا الى الناصرة. وهناك شاركت مع الأطفال في مظاهرات ثورة عام 1936، حيث كان الكبار يعطوننا حفنات الكرسنة فنقذفها على الأسفلت أمام حافلات الجيش البريطاني فتنزلق الخيل وتهوي بمن عليها. في حيفا كان بيتنا يقع على سفح الكرمل. واستطاعت حيفا أن تأسرني بجمالها وبحرها الذي يعانق الجبل.
أذكر حيفا مدينة عامرة بالحيوية، وما زلت أذكر تجمع الحناطير في ساحة الحناطير، تحت ساحة الخمرة التي "بندق" اسمها الى ساحة باريس. ظلت صلتي بحيفا وطيدة، حيث كان يسكن أعمامي، وكنت أجيء من الناصرة الى مكاتبها، حيث كانت فيها عدة مكاتب حافلة بمختلف الكتب الأدبية، من مصرية ولبنانية. جئت الى حيفا أثناء الحرب العالمية الثانية حين أغارت عليها الطائرات الإيطالية فارتفعت في سمائها بعد ذالك مناطيد بيضاء لتعرقل الطائرات. ورأيت فيها جنود الجيش البريطاني من مختلف الجنسيات. (أحيل للوصف المفصل في كتابي ظل الغيمة ومهر البومة).
عرفت حيفا قبل النكبة ثم عرفتها بعد النكبة. كان عدد سكانها العرب سبعين ألفا لم يبق منهم بعد النكبة سوى ثلاثة آلاف. وقد عاش هؤلاء في البداية في جيتو في وادي النسناس. وأكثر ما يطعن النفس أن تمر بالمعالم التي عرفتها مأهولة أو عامرة باهلها ثم أضحت خالية، وكما قال المتنبي:
ولكن الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان

ثم أخذت أسماء المعالم والشوارع تتغير، وبالأحرى أنهم اغتصبوا أسماءها، وكما قلت في قصيدة "حديقة الصبر":
في جادة الكرمل
حيث اغتيلت الأسماء
تحت عيون قبة البهاء..

أما وادي الصليب فأن معالمه تمحى، وقد أشرت الى ذالك في قصيدة (وادي الصليب) من ديوان "عراف الكرمل" قائلا:
لقيتك تستنبتين الدموع بوادي الصليب
رأيت البيوت تكم
ويقعي السكون دما لزجا في الدروب
تعمى النوافذ بالطوب ينسج أكفانها عنكبوت
ويهرب ظلي مني يحشرج بين سلوع البيوت
وتنفر ذاكرة العشب من تحت أبط الحجر
وساق الشجر

أذكر في تلك المرحلة كيف رأيت ذالك الشيخ المهيب نجيب نصار وهو يصف الحروف بيديه وزوجته تساعده في مطبعته في البلدة القديمة في حيفا. والتقيت في حيفا المحامي الشاعر وديع البستاني، صاحب ديوان الفلسطينيات، رأيته قبل النكبة وبعد النكبة. كما لقيته في مكتب جريدة "الاتحاد" وقد حزم أمره في السفر الى لبنان. أما بيته المعروف على شاطئ البحر، فقد سجله باسم الطائفة المارونية. لقد كان وديع البستاني أول من التفت الى المؤامرة الصهيونية البريطانية، عندما رأى في أحد المكاتب الحكومية يافطة تشير الى اقامة وطن قومي يهودي، كان ذالك في مطلع الانتداب وقد ذكر ذالك في ديوانه.
في حيفا كانت حركة ثقافية مبكرة، فقد صدرت فيها مجلة النفائس العصرية التي أنشأها خليل بيدس سنة 1908، أي بعد صدور الدستور العثماني. وفي تلك السنة صدرت صحيفة الكرمل. وفي حيفا كان الشاعر حسن البحيري والشاعر أبو سلمى (عبد الكريم الكرمي). وفي أواخر الأنتداب صدرت في حيفا مجلة المهماز وهي مجلة عامة سياسية وثقافية، كان يحررها أميل حبيبي. لقد حملت النكبة معها أرتحال الطاقات الأدبية والثقافية ولم يبق هنا من المثقفين ما قد يصل الى عدد أصابع اليدين، وكان هناك تمام الأنقطاع عن العالم العربي، فلا تصل الكتب ولا تصل المجلات، ولذلك كانت الكتب التي أقتنيناها قبل النكبة متاحة لكل من يقرأ. وكان الكتاب ينتقل من يد ألى أخرى ولا يعود ألى صاحبه، ونحن نبارك ذالك إذا قرؤوا.
بعد النكبة استطعت أن أصل الى أوراق الشاعر أبي سلمى المكتوبة بخط يده، وقد جمعها صديقه المحامي حنا نقارة. واعتمدت عليها في مقالات كتبتها عن الشعر الفلسطيني. وقد أعيدت هذه الأوراق فيما بعد الى أبي سلمى في تشيكوسلوفاكيا. لقد كانت حيفا أيضا محطة للفنانين المصريين، فغنت فيها ام كلثوم ومما يروى عنها، أنها بينما كانت في استراحة غنائية، وضعت في فمها حبة حلوى"ملبس"، فصاح أحد الحاضرين: "يالله يا أم كلثوم"، فأجابته حتى تذوب- أي حبة الحلوى أو أنت-. كما جاء حيفا الممثل المعروف يوسف وهبي وقدم عروضا مسرحية.

أما بعد النكبة، فقد سكنت حيفا عام 1950، في شارع قيساريا، حيث عملت في هيئة تحرير صحيفة الأتحاد مع توفيق طوبي وأميل توما وأميل حبيبي وصليبا خميس ومحمد خاص وعلي عاشور وجبرا نقولا. كما كنت في الهيئة التي بادرت الى أصدار مجلة الجديد عام 1951. لقد صدرت في بادئ الأمر كملحق لجريدة "الاتحاد"، الى أن حصلت على الترخيص وتابعت الصدور عام 1953. لقد كان أصدار مجلة الجديد عملا هاما في تلك الظروف، إذ جمع الطاقات المتوفرة لمناقشة المهمات الثقافية وتشجيع القوى المبشرة، فكنا نفرح بكل طاقة جديدة، ونرعاها ونشجعها. وأصدرت في حيفا مجلة الغد حيث كنت صاحب الامتياز. وللتوضيح فأن الأسم الغد حملته آنذاك ثلاث مجلات فلسطينية
وهي: الغد التلحمية (بيت لحم) كان يصدرها عبدالله البندك، والغد المقدسية لرابطة المثقفين العرب، وكان يحررها مخلص عمرو. والغد الحيفاوية. فيما بعد أصدرنا عن دار الاتحاد سلسلة الكتب المختارة. وبسبب القطيعة الثقافية عن العالم العربي، أرتأينا أن نصدر بعض الكتب الأدبية الهامة، أذكر منها الأيام لطه حسين، أرخص ليالي ليوسف أدريس، كما أصدرنا بعض الكتب المحلية منها ل جبرا نيقولا ومحمود درويش أوراق الزيتون.
المرحلة التالية في صلتي ب حيفا هي التعليم في الكلية الأورثوذكسية العربية، كان ذالك في ظروف الحكم العسكري، حيث لم يكن يسمح للفلسطينيين الباقين في وطنهم، الأنتقال من مكان الى آخر دون تصريح، يحمل شروطا معجزة، سجلت في التصريح نفسه. في تلك الأيام لم تكن في البلاد مدارس ثانوية سوى الناصرة وكفر ياسيف. ولم تكن تلك مدارس ثانوية متكاملة تعد لشهادة الأجتياز للتعليم العالي. ولم تكن في حيفا مدرسة ثانوية، ولم تتحرك السلطة الى أنشاء مدرسة ثانوية. فبادر المجلس الملي الأورثوذكسي في حيفا الى أنشاء مدرسة ثانوية، بدأت بالصف التاسع، ثم أخذت تضيف صفا تلو الآخر حتى استكملت الصفوف خلال أربعة أعوام، وكان يقصدها الطلاب من حيفا والقضاء ويافا واللد والرملة وغيرها. رأينا في الكلية الأورثوذكسية معهدا له رسالة وطنية شاملة، فاهتممنا بفتح الدراسة أمام طلاب من النقب والمثلث وسواه. وكانوا يجيئون أليها من خمسين مدينة وقرية. كما أنشأنا قسما داخليا يشمل مكانا للمبيت ومطعما لتيسير أمور الطلاب القادمين من بعيد. اليوم وقد مضى أكثر من خمسين عاما على هذا المعهد نستطيع أن نرى مدى الخدمة الوطنية التي قام بها، فخريجوه في طليعة المثقفين والأكاديميين في الجامعات، في البلاد وفي الخارج.

* حدثنا عن علاقتك بمحمود درويش؟
- كنت من أوائل من استقبلوا محمود درويش حين جاء ليعمل في جريدة الاتحاد ومجلة الجديد الحيفاوية التي كنت رئيس تحريرها. وقد تحدثت عنه في كتابي خميرة الرماد (ص47-50)، قائلا: "كان في عينيه ياسمين العشرين حريريا نفاذ العطر حينما جاء الى حيفا. وكانت خصلة من شعره تنسدل على جبينه فيعالجها برفق ملح. كأنما هبط بالمظلة من عالم المدرسة الثانوية في كفر ياسيف ألى عالم الصحافة والسياسة، وفي يده باكورة شعرية سماها: عصافير بلا أجنحة". لقد استطاع هذا الشاب الصغير أن يثبت جدارته في العمل أمام كهول متمرسين، وأن يحظى بمحبة الجميع وتقديرهم.
بعد عقود- أول مرة بعد ارتحاله- التقيت محمود في القاهرة وسألته: "كيف أنت والقراءة؟" أجاب: "كالنملة". كما كتبت بخط يدي عناوين قصائد ومجموعات محمود درويش الشعرية "أوراق الزيتون" - كما قدمت لها- و" عاشق من فلسطين" و" آخر الليل"، وكذالك مجموعة "مواكب الشمس" لسميح القاسم وأيضا لراشد حسين.

* كيف ترى حيفا اليوم من ناحية ثقافية؟
- الأجيال الجديدة في حيفا تختلف عمن سبقها. عدد السكان العرب في حيفا أزداد وقارب الثلاثين ألفا. والزيادة في الكمية هي أيضا زيادة في النوعية. وحيفا اليوم هي مركز ثقافي، فيها جامعة ومعهد هندسة تطبيقية (التخنيون)، فتجذب الطلاب من مختلف الأنحاء، في الجليل والمثلث، وهؤلاء الطلاب بحيويتهم وطموحاتهم يغذون حيفا بمن فيها. كما تجذب حيفا أعدادا كثيرة من "اللاجئين في وطنهم" أبناء كفر برعم وأقرث، والقرى التي شرد أهلها.

* كيف كان الناس يتلقون الشعر في تلك الأيام؟
- في تلك الأيام، حين كان جل السكان العرب من القرويين، ونسبة الأمية عالية، أقمنا المهرجانات الشعرية في القرى. وكان يشارك فيها كثير من الشعراء. في تلك الأيام لم تكن القرى موصلة بشبكة الكهرباء، فكانت الأضاءة بـ"اللوكسات"، ومع ذالك كان هناك أقبال كبير من الناس، حيث كانوا يأتون ويستمعون بشغف لأكثر من أثني عشر شاعرا. وكان لهذه المهرجانات أثرها الكبير على الأجيال. وقد أشار محمود درويش إلى تأثير تلك المهرجانات.

* ما هي رؤيتك المستقبلية للحركة الثقافية في البلاد؟
- اليوم لا نستطيع ألا أن نتفاءل. فهناك طاقات أبداعية في مجال القصة والرواية والشعر والمسرح والفنون التشكيلية. لكنني أحس بالألم عندما أرى ابتعاد الناس عن القراءة. ففي ظروف الحكم العسكري، حين لم يكن عددنا يتجاوز مائتي ألف كنا نوزع من مجلة الجديد ثلاثة آلاف عدد. ومثل هذا الرقم اليوم يعتبر هدفا يفرح الكثيرين أذا أنجزوه!.

* عملك في التدريس، هل أثر فيك سلبا أم إيجابا؟
- عملي في التعليم أعاق أنتاجي الأدبي. حين كنت مديرا للكلية الأورثوذكسية العربية كان علي أن أعالج شؤون 600 طالبا و 40 معلما وقضايا الوزارة وأولياء أمور الطلاب. وكذالك كنت أعمل محاضرا في جامعة حيفا. كنت أخرج من بيتي الساعة السادسة صباحا وأعود اليه في الثالثة بعد الظهر كالليمونة المعصورة، حيث لا مجال للعمل الإبداعي. لذلك سعيت للخروج الى التقاعد في سن مبكرة وأنا في الثامنة والخمسين.

* ما هي قراءاتك الأولى؟
- لقد قرأت البيان والتبيين للجاحظ وأنا في الصف السادس الابتدائي، كما تعرفت في تلك الفترة الى الأدب المهجري، خاصة جبران خليل جبران وايليا أبي ماضي

* في كتاباتك اهتمام خاص بأدب السيرة.. لماذا هذا اللون بالذات؟
- الهدف من ذالك هو سرد رواية الشعب الفلسطيني، التي لم ترو بشكل متكامل، بل هناك أنهار تصب في بحر. وحين يكتب كل واحد سيرته، أي من وجهة نظره، تتكامل الصورة مثل الفسيفساء. لقد اهتممت في كتاباتي بتعريف الأجيال بالتراث الثقافي الفلسطيني، ففي كتابي (ديوان الشعر الفلسطيني) اهتممت أن أعرف بشعراء ظهروا قبل ألف عام مثل كشاجم الرملي وابن القيسراني وأبي أسحق الغزي والقاضي الفاضل. كما كتبت عن طلائع النهضة في فلسطين وعن دار المعلمين الروسية (السنمار)، وعن ثلاثة شعراء ابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود وأبي سلمى. وجمعت ديوان الشاعر عبد الرحيم محمود في كتاب "روحي على راحتي"، كما قمت بتحقيق ودراسة"رواية مفلح الغساني" لنجيب نصار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف