لقاء إيلاف

الزوبعي: نقتدي بسياسة كوول في توحيد الالمانيتين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حوار مع الدكتور سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي
* استطيع ان اقول ان العراق الان اكثر من اي وقت مضى لا يمكن ان يتقسم او ينساق الى حرب طائفية.
* الشعب لا يحترم حكومة تعجز عن توفير الامن والخدمات ...وبصراحة نحن جئنا على انقاض دولة وهناك فساد مستشري في كل مفاصلها!!
* كيف يمكن ان نحترم كرجال امام نسائنا وشعوب العالم اذا كان قد مر علينا احتلال ولم نقاومه!
* نبحث مع الالمان عن دور لالمانيا ولاوروبا في اعادة اعمار العراق.


عبير حميد مناجد من برلين: زارالدكتور سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي برلين بدعوة من وزير الاقتصاد الالماني ووزير الخارجية في اطار جولة اوروبية يعتزم خلالها ايجاد دور كبير لاوروبا tي مساعدة العراق للخروج من ازمته الامنية والاقتصادية المتدهورة التي يمر بها منذ الاحتلال الامريكي وسقوط بغداد عام 2003 وما اعقبه من تدمير للبنى التحتية والمؤسساتية وحل الجيش العراقي , خاصة وان المانيا مقبلة على قيادة الاتحاد الاوروبي ولها علاقات معروفة مع العراق منذ الثمانينات وتجربتها المشهودة في توحيد الالمانيتين الشرقية والغربية وسقوط جدار برلين عام 1991 عن اسباب الزيارة والنتائج التي خرج بها من برلين الى مؤتمر سيعقد في عمان ثم في بغداد التقت" ايلاف" بالدكتور الزوبعي ليتحدث عنها تفصيليا وعن قضايا اخرى مهمة في الداخل العراقي قائلا"

اسباب زيارتي لبرلين تاتي في اطار ايجاد دور مهم لدول اوروبا ولالمانيا تحديدا في العراق وكما تعلمين فان العراق تعرض الى شبه تدمير كامل والبنى التحتية والمؤسساتية للعراق كانت قد انهارت ولان لنا مع الالمان اتفاقيات سابقة بشان تدريب الشرطة وقوى الامن وجهت لي الدعوة من قبل وزير الاقتصاد الالماني وبتنسيق من قبل السفارتين العراقية والالمانية من اجل تطوير واقع الخدمات في العراق وانا مسؤول عن 14 وزارةخدميةاضافة الى واجباتي الاخرى هذه الوزارات تشمل الاسكان والتعمير والكهرباء والاشغال والبلديات والزراعة والصحة والتربية والتعليم العالي والكل يعرف ان المانيا بلد متقدم ومتطور ولها باع كبير في تقديم الخدمات ونستطيع ان نقول ان تردي الخدمات في العراق عائد بالدرجة الاولى الى عدم الاستقرار ولذلك جئت من اجل تعزيز العلاقات الاقتصادية بيننا وتفعيل كل اطر التعاون بين العراق والمانيا لكي تساهم بدور مهم في اعمار العراق

*سيادة النائب نود ان نعرف بمن التقيت من الحكومة الالمانية؟
-التقيت طبعا بوزير الاقتصاد وبعدد كبير من رجال الاعمال وعدد من اساتذة الجامعات وكان اللقاء رائعا ومتميزا ونقلت لهم ماذا يجري في العراق فلا زال هناك شئ من التضليل الاعلامي عبر وسائل الاعلام ولازال هناك ربما اكثر من التصريحات من اجل وضع العقبات امام الدول للعمل في العراق او المساهمة في اعماره وزرت معرضا كبيرا من المعارض المتخصصة للنقل والمواصلات كما زرت واطلعت على الانجاز الالماني في مجال توحيد وحدة القطارات في اوروبا كلها

*هل يمكن ان نشهد يوما شبكة قطارات ومترو انفاق في العراق مثل الذي في المانيا؟
-الامر بمنتهى البساطة بلد مثل العراق وثروات العراق وطاقاته البشرية ومجتمعه القوي من السهولة جدا انشاء شبكات مواصلات كبيرة فيه لكن لان العراق تعرض لحكومات ظالمة استنزفت كل موارده في حروب لا مجدية والتقيت بوزير الداخلية الالماني وبحثنا تدريب الشرطة العراقية ورجال الامن ومساعدتهم في مجال تفعيل واستمرارية هذا التدريب و بحث اتفاقيات مشتركة في مجال الدفاع المدني وما يتطلبه ذلك من معدات ووسائل كما التقيت بكادر السفارة العراقية د. علاء الهاشمي وكان هذا اللقاء من اللقاءات التي اعتز بها ونقلت لهم ماذا يجري في العراق وماذا ينبغي علينا ان نفعل حتى نكون بمستوى المسؤولية وابلغتهم رسالة الحكومة وبرنامجها السياسي وكيف ندافع عنه والتقيت ايضا بالخارجية الالمانية بعد دعوة من وزير الخارجية الالمانية قام فيها السكرتير الاول في وزارة الخارجية الالمانية بلقاءنا بحثنا معهم خلالها سبل ايجاد منظومة تتيح دورا اكبر لاوروبا خاصة المانيا التي تقبل على رئاسة الاتحاد الاوروبي ونحتاج الى تفعيل علاقاتنا معها ومنحها الفرصة لمساعدة العراق

* يحكم المانيا حاليا تحالف الحزبين الرئيسيين الديمقراطي المسيحي والاشتراكي الديمقراطي الاول متمثلا بشخص السيدة انجيلا ميركل مستشارة المانيا ومعروف ان هذا الحزب له تطلعات يمينية وعلاقاته التاريخية الوثيقة بامريكا عكس حزب الاشتراكي الديمقراطي و مستشار المانيا السابق شرودر فهل اختلفت علاقات العراق مع المانيا على ضؤ ذلك؟
- اشكرك على هذا السؤال وفعلا هذان الحزبان يشكلان تحالف الكبار فالعلاقات العراقية الالمانية كانت قد شهدت عصرها الذهبي ابان فترة الثمانينات عندما كان حزب هلموت كول هو الحاكم وعليه مع تحالف الحزبين الكبيرين في المانيا يفترض ان نشهد علاقات واتفاقيات وتعاون مشترك وبذل جهد اكبر واعمق عما كان عليه في السابق كما ان السيد مسؤول وزارة الخارجية الالمانية رحب كثيرا بهذا الطرح وتعرفين اننا بحاجة الى سياسة المانية مشابهة لسياسة هلموت كول صاحب الفضل على المانيا في توحيد الشرقية مع الغربية واستيعاب 25 مليون الماني شرقي وحافظ على وحدة واقتصاد المانيا وهي نقطة مهمة في تاريخ المانيا

* خاصة وان الحزبالاشتراكي الديمقراطي بشخص المستشار الالماني السابق شرودر لم تكن له علاقات جيدة مع امريكا وهو ناهض الحرب على العراق وغزوه بلا شرعية دولية فيما يتباهى الحزب الديمقراطي المسيحي بشخص السيدة انجيلا ميركل بعلاقاته التاريخية والممتدة مع الولايات المتحدة الامريكية ويبرر غزوها واحتلالها العراق فهل يخلق هذا توجهات اكبر منها لمساعدة العراق؟
- العراق كدولة يعمل على توازن القوى بين امريكا واوروبا وبلد كالعراق لا يستطيع ان يتحكم بالتوازن لان الدول الكبرى هي من تتحكم به وبالتالي هذه الاطراف هي التي تتحكم في العراق الان وهذه الامور تحتاج الى اتفاقيات دولية ومن وجهة نظرنا ان الولايات المتحدة هي ايضا تطمح ان يكون لاوروبا دور في مساعدة العراق لان الوضع في العراق صعب ويشكل تحديا كبيرا ويحتاج الى جهود كبيرة

* كان من المتوقع قدومكم لالمانيا منذ الاثنين الماضي فما هو السبب الذي دعاكم الى قطع جولتكم الاوروبية والعودة الى بغداد للاجتماع باللجنة الامنية ومن ثم استئناف الجولة؟
- ما دعاني الى قطع الزيارة هو انني سمعت ان عددا كبيرا من الجثث تم القاؤها في بغداد قبل ثلاثة ايام وهناك 45 جثة وبعده وجدت 60 جثة

* ولكن اليس هذا من يوميات الواقع في العراق الجثث المعذبة مجهولة الهوية والمداهمات والاختطافات وسرقة النفط والبنوك؟
- نعم ولكن هذه الهجمة كانت كبيرة جدا ومقلقة لنا وخشينا ان يكون هناك خرق في قضية المعتقلات او السجون او ما شابه ذلك لذلك رجعت على جناح السرعة وانا اصلا اقصد حين غادرت العراق كان السيد الماكي رئيس الوزراء في زيارة لايران فاحببت ان اكون مطلعا على نتائج زيارته لذلك حين عدت الى بغداد ومباشرة من المطار عقدت اجتماعا مع السيد المالكي لاكثر من ساعة ناقشنا خلالها كل الامور واطمئننا الى الاوضاع والحقيقة ان العراقي اليوم يدفع ضريبة التوحد وضريبة عدم التقسيم واستطيع ان اقول ان الشعب العراقي اليوم اكثر من اي وقت مضى لايستطيع ان يتقسم او ينقاد الى حرب طائفية ولعلك تستغربين من هذا ولكن هذه هي الحقيقة

* مع ان كل وسائل الاعلام والخبراء والمحللين السياسيين والواقع على الارض ينذر بحرب طائفية وتصفية عرقية ونزوح السنة ليس من المحافظات ذات الاغلبية الشيعية فقط بل من كل العراق طلبا للامن؟
- انت تعلمين بان هناك قوتين سياسيتين كبيرتين في الساحة العراقية هي (جبهة التوافق والقائمة العراقية) و (التيار الصدري) وهما رفضا التقسيم واقليم الجنوب وهو رفض لمجمل ورقة التقسيم

* ولكن مرر هذا المشروع على البرلمان العراقي وهو من احبطه؟
- احباط اقليم الجنوب اصبح امرا بالغ البساطة وبكل سهولة ولا يمكن للااكراد ان يفرضوا ارادتهم على العرب ولا يمكن للعرب ان يفرضوا ارادتهم قسرا على الاكراد ولايمكن للشيعة ان يفرضوا ارادتهم قسرا على السنة ولا السنة فارضين ارادتهم قسرا على الشيعة وهذا هو مفهوم التوافق الوطني

* اذن ننسى امر الفيدرالية في العراق؟
- يعني كمبدا نحترمه لان الدستور نص عليه ونحن كمسؤلين علينا احترام الدستور لكن التوقيت ليس مناسبا وانا اقول ان الشعب لايحترم حكومة لا تستطيع ان تحقق الامن والخدمات في الجانب لتشريعي الشعب يحترم الحكومة حينما تشرع دستورا يؤمن له مستقبله وحياته وخدماته واحتياجاته حينئذ يصغي اليها فلسنا حكومة تشريع بقدر ما نحن حكومة امن وخدمات وهذان الامران هما عنصرا التحدي انا اعتقد ان الحكومة الحالية هي حكومة تحدي وخرافة فكيف يمكن تامين ذلك بعد الانهيار الذي اصاب العراق وهدم بناه التحتية وحل الجيش وكل انظمته الداخلية وانفلات الحدود ودخول كل العناصر الاجنبية لارضه من كل الحدود وتحقيق الامن في هذه الظروف ليس امرا سهلا على الاطلاق

*قد لايحلم العراقي اليوم بامن مطلق او كالسابق لكن على الاقل ان لاتزداد الامور سوءا وان لاتسمحوا بتدهورها اكثر خاصة بعد طرح الماكي اجندته للمصالحة الوطنية وفتح باب الحوار مع كل الاطراف استبشرنا خيرا لكن ما حصل هو ان الامر الى مزيد من الانفلات الامني؟
-الان في العراق هناك انجازات

* هل يلمس المواطن العادي هذه الانجازات؟
- في بلد كبير كالعراق انت لا تستطيعين لمس هذه الانجازات تضيع لكن انا اقول اننا نعمل ليلا نهارا لكن لدينا اخطاء في الاسس فماذا مثلا نعمل مع( وزارة داخلية) تاسست على خطاء وازاء( جيش ) تاسس باسلوب غير مهني وغير صحيح وهذه هي نقطة الخلاف الوحيدة التي كنت اعارضها وانا الوحيد الذي اعارض الخطة الامنية الحالية لانني ادرك اننا نطبق على نفس الادوات السابقة واذا استمر هذا فلا يمكن لنا ان نحصل على نتائج جيدة ووجهة نظري هذه صارت قائمة اليوم وصحيحة ولابد ان نعمل بها ولذلك نحن امامنا كم من الاصلاحات في مجال الداخلية والدفاع من اجل ان تكون هناك قوانين تحترم وتطبق وكلنا نعرف ان هناك كما هائلا من الضباط ذوي الرتب المزورة وان هناك اعتقالات بدون اذن قضائي وتجاوزات على المواطنين وخروقات كثيرة وبصراحة نحن جئنا على انقاض دولة مع كل تقديري لاي جهد بذل سابقا لكن لم ناتي على دولة وهناك فساد مستشري في كل مفاصل الدولة ولا يوجد تسليح حقيقي للجيش العراقي وبالمقابل تملك المليشيات اسلحة متطورة تتفوق على اسلحة الجيش والارهاب يمتلك ادوات متطورة وتتفوق على ادوات الجيش العراقي ولذلك نحن في الحقيقة نتشرف بالتصدي لهذه الهجمة الشرسة في هذه الظروف الصعبة ونتشرف بان نقوم بدورنا رغم هذه التحديات الصعبة

* هل تؤمن بان هناك مقاومة في العراق؟لان البعض لايرى ولايميز فرقا بين المقاومة والارهاب؟
- نحن يجب ان نميز بين المراحل التي يمر بها العراق لانه مر بعدة مراحل وشهد عدة حكومات والمرحلة التي تم بها احتلال العراق رسميا وهناك مقاومة عراقية شريفة بوجه الاحتلال هذا امر يجب ان نحترمه ونسلم به

* اذن الحكومة ليست ضد المقاومة الشريفة ضد المحتل؟
- كيف يمكن ان نحترم كرجال امام نسائنا وكيف نسافر الى دول العالم ونلتقي بالشعوب اذا كنا قد مر علينا احتلال ولم نقاومه

* اذن كيف تطالب الحكومة ببقاء القوات الامريكية في العراق اليست هذه ازدواجية فكيف تؤمنون بالمقاومة وحقها في اخراج الاحتلال فيما تطالبون هذه القوات وتناشدونها البقاء اشرح لنا وجهة نظر الحكومة في ذلك؟
- الان ساقول لك امرا ربماتستغربين منه هل تعتقدين بان الذي يطالب ببقاء القوات الامريكية هو شخص غير وطني؟ ساشرح وجهة نظر الحكومة (خروج القوات الامريكية وقوات التحالف المفاجئ من العراق يعد كارثة وجريمة لاتقل عن جريمة احتلال العراق لماذا؟ لانه ستترك العراق وثرواته بيد عناصر اجنبية دخلت وهيمنت على العراق لان جيشنا ضعيف ووزارة الداخلية مخترقة وهذا الامر لن يقل ابدا عن جريمة سقوط بغداد واعادة العمليات العسكرية) وبدلا من ان نقول جدولة الانسحاب ونثير جدلا اقول لك لايوجد احد سياسي او مهني يستطيع التنبؤ بالشهر او بالسنة التي تخرج فيها قوات الاحتلال لانك تراهنين على جيش ودفاع ومخابرات وحدود امنة وبنى تحتية وتاهيل مصانع ومعامل من يمكن ان يتصور ذلك لكن نحن نقول اننا ولكي نخرج من هذه الدوامة التي يستخدمها بعض الناس كوسيلة للتسلية واستعراض العضلات نقول يجب ان نجدول بناء المؤسسات في العراق بمعنى جدولا لبناء الجيش والداخلية والمخابرات واجهزتنا الامنية والشرطة والحدود

* لكن منذ سقوط بغداد وتعاقب الحكومات والشعب العراقي يسمع وعودا ولايرى اي انجازات على ارض الواقع على كافة الصعد وفي كل المجالات؟
- الحكومات السابقة لم تفعل شيئا لبناء الجيش والشرطة والمؤسسات ولم تكن فعالة مع قوات التحالف التي تحتاج الى سياسيين بارعين والى مهنيين اقوياء وربما يتسمون بالشراسة

* لهذا وصف بول بريمر السياسيين العراقيين في كتابه بانهم لم يكن همهم العراق بل مصالحهم الشخصية وانتماءاتهم العرقية الضيقة؟
- لذلك اقول لايمكن ان نتوقع الخير في العراق اذا لم يكن هناك محاور مع قوات التحالف يكون من صفوة العراقيين لان هذا الموقف يحتاج الى رجال اقوياء

* قلت اذا خرجت قوات التحالف فان العراق سيقع بيد الارهاب هل قصدت الارهاب الخارجي ام حرب المليشيات الداخلية؟
- الصراع داخل العراقيين ونحن امام مشكلة في العراقيين انفسهم يعني حينما نجد هذه المليشيات تحصد الارواح وتتصرف بهذا الشكل غير المنضبط فهل تعلمين ان وزارة الدفاع والخارجية 90% من جهودها منصبة لمواجهة المليشيات

* ولكن هذه المليسيات تابعة باغلبيتها لهاتان الوزارتان تحديدا؟وليست ببعيدة فضيحة اقبية التعذيب التي اكتشفتها قوات الاحتلال في وزارو الداخلية؟
- وهذه هي المصيبة الاكبر وهذا ما يجب ان نعترف به ويجب ان نقر بانه اذا لم يكن هناك اتفاق سياسي حقيقي والا فكيف يمكن ان اقبل ان الذي معي في السياسة او في الاجتماع او في الحكومة يسمح لنفسه(لا سمح الله ) ان يغذي اويدع او يسكت على نشاط المليشيات نحن لا نقول مليشيات بالمعنى الصريح لكي لا نؤذي اخوتنا اللذين معنا في العملية السياسية ولاننا لا نصدق ابدا ان شخصا سياسيا ضحى من اجل العراق تسمح له كرامته وغيرته ان يستخدم السلاح لقتل العراقيين نحن نقول ما يسمى بالمليشيات اي بمعنى هذه المجاميع الارهابية من القتلة والمجرمين والمرتزقة المال هو الذي يحركهم ومخابرات اجنبية خارج العراق تقف خلفهم وبالامس فقط تعرض احد اقاربي للقتل وهل يصدق احد انهم يخطفون شخصا ثم يقطعون راسه واطرافه لاتوجد مثل هذه الثقافة الدموية في العراق وقبل ايام فقدنا الدكتور مهند الغريري وهو شخصية سياسية معروفة وعظيمة وذا ادب وخلق جم ويشهد له كل العراقيين دوره في المصالحة والعملية السياسية واذا به ملقى ومذبوحا بطريقة بشعة ولا انسانية مثل هذه الثقافة الدموية لاتوجد عند العراقيين ويجب الاعتراف ان هناك مخابرات تابعة لدول اجنبية تلعب دورا في العراق تشارك فيها كل دول الجوار وبايدي عراقية ولايعتقدن احدا لو كان العراقيين كلهم قد اجمعوا على الحفاظ على حدودهم وعلى صيانة وطنهم لما جرؤ احد على الدخول من حدودهم بل تم شراء ذمم وضمائر عدد ليس بالقليل من العراقيين من اجل تنفيذ مخططاتهم

* بالرجوع الى الجالية العراقية الكبيرة الموجودة في المانيا وجهت لهم الحكومة الالمانية في الفترة الاخيرة انذارات بمغادرة الاراضي الالمانية (الفيدروف) هل تباحثتم مع الحكومة الالمانية حول اسباب هذه الانذارات خاصة وان الظروف الامنية تشكل عائقا امام الراغبين منهم بالعودة طوعا فكيف بالذين اندمجوا بالممجتمع الالماني ويرفضون العودة؟
- هذه النقطة تم بحثها مع الجانب الالماني خلال زيارتي الحالية وبحثناها بشكل دقيق ومفصل والمانيا لها وجهة نظر وهي من الناحية العملية تبدو مبررة لانها تقول نحن لا نطالب برجوع الجالية العراقية التي جاءت من المناطق الساخنة ولكن اللذين جاءوا من المناطق التي تحقق فيها الامن والاستقرار لذلك نحن لا نستطيع التدخل في قوانين الالمان ونفرض عليهم مشيئتنا كما تعرضوا الى الكثير من المشاكل التي تتعلق بوجود الجالية في المجتمع الالماني وهناك تجاوزات على القانون وربما من باب تامين امنها ومن حقها ان تحتفظ بامنها وهم يقولون مادام المبرر انتهى كمثل اقليم كردستان الامن المزدهر حاليا فالذين جاءوا من اقليم كردستان بامكانهم العودة والحوار كان حول الجالية العراقية الكردية (وحين وصلنا الى هذه النقطة من الحوار تلقى الدكتور الزوبعي اتصالا من قبل احد المسؤلين في جنوب العراق البصرة يخبره عن حالات تهريب وسرقة للنفط هناك وطلب الزوبعي بكتابة تقارير عما يحدث وارسالها اليه للاطلاع واتخاذ الاجراءات القانونية حين العودة للعراق وان بامكتنه الاتصال بمكتبه في بغداد )

* فيما لو نفذت الحكومة الالمانية انذارها وتم نزوح هذه الجالية من المانيا الى العراق ماذا اعدت الحكومة العراقية من خطط لاستيعاب العائدين من بلاد المهاجر كمثل ترتيب اوضاعهم المادية والمعيشية وتوفير فرص العمل اللائقة خاصة بالاكاديميين منهم واصحاب المهن المرموقة كالطب والهندسة والصيدلة والاعلاميين والفنانيين وغيرهم؟
- بالتاكيد سيعانون ظروفا صعبة في البداية فكما نعلم ان العيش هنا في اوروبا والمهجر ليس كالعيش في العراق والحكومة تواجه تحديا حتى مع العراقيين في الداخل ولدينا بطالة وازمة خدمات وبنى تحتية تهدمت وتكدس الموظفين حيث ان قانون التقاعد لم يفعل بشكل جيد وما زلنا نحاول تفعيله بخطوات مدروسة وهناك ايضا استقطاب حزبي كبير في الدوائر وما شابه لكن كحكومة وعلى المدى البعيد اعلنا استراتيجية ملزمة بتوفير الحماية لهم ومستلزماتها

* الحماية فقط فيما لو عاد هؤلاء الاكاديميين الذين يشغلون هنا وضائف جيدة ومعاشات كبيرة وهم يشكلون كفاءات وخبرات مضافة للمجتمع الالماني الى العراق فماذا ستقدمون لهم ايضا؟
- لكن يجب ان يكون معلوما ان هذا العدد ليس بالقليل والامن حاليا هو المطلب الاول وهو هم كل الوزارات

* اي انكم لم تخططوا لرجوع هذه الجالية ولم تضعوا اية ترتيبات او مؤسسات لاحتوائهم والاستفادة من هذه الطاقة البشرية ايجابيا في اعمار العراق؟
-لان الخدمات كلها معطلة لارتباطها بالامن ولو تعلمين بان الشعب العراقي وهو شعب متواضع لا يحتاج في هذه الظروف الا الى هامش بسيط من الخدمات وليس كل الخدمات وبهذا الهامش نستطيع ان نوفر للشعب العراقي احتياجاته الاساسية بمجرد ان نقضي على الفساد الاداري الذي وجدته حكومة المالكي مستشريا في كل مفاصل الدولة لذلك نسمع عبر وكالات الانباء عن المطالبة بالنزاهة والشفافية لان هناك عدم وضوح وصفقات غامضة وهناك عقود نفذت بطريقة غير شرعية وغير صحيحة وهناك استلام لمبالغ طائلة من اجل مشاريع وهمية لم تنفذ كل هذه الامور وجدناها امامنا لذلك التحديات امام حكومة المالكي خطيرة وصعبة

* هل ستستمرون في علاقاتكم مع الجامعة العربية بعد ان انحازت المكومات التي سبقتها الى الانعزالية والنزعة الاستقلالية عن محيط العراقي القومي والعروبي فهل تعيد حكومة المالكي العراق الى حضن الجامعة العربية ومشروع المصالحة الوطنية التي رعتهالجامعة العربية في القاهرة والذي شكل خطوة مشهودة ومحسوبة لكم؟
- اقول ان مشروع المصالحة تقدم خطوات مهمة للامام لكن هناك البعض الذي ما زال يضع العقبات والعوائق امام هذه المصالحة والشارع العراقي و العربي يدرك ان حكومة المالكي جادة في طرحها للمصالحة وهي ورقة اساسية لترتيب اوضاع العراق واستقراره الداخلي واقول بكل امانة بانني لم اجد شخصا حريصا على العراق ووحدته ومصالحه كرئيس الزوراء المالكي وهذا ليس من باب الدعاية السياسية لكن للاسف هناك تحديات كبيرة تواجهنا وجهود لعرقلة هذه المصالحة ونواجه مشكلة اخرى تتمثل في ان البعض يتصور ان عملية الغيير وسقوط نظام الدكتاتورية جرى على يد كيان سياسي لوحده وهذا ليس صحيحا وانم حدث بفعل قوى وجيوش عالمية وهناك فرقا بين من حاول التعاون لاسقاط النظام السابق ومن اسقطه فعلا وهي القوى الدولية العالمية وان قوات التحالف عندما دخلت للعراق دفعت خسائر كبيرة في الارواح والاموال

* ولكن النفط كان غاية هذه التضحيات ورعاية المصالح الامريكية في الخليج العربي وليس لنشر الديمقراطية والحرية في ربوع العراق كما ادعت وروجت امريكا قبل غزوها واحتلالها العراق؟
-لا اقول كل العالم لكن معضمه بات يعرف ان عملية اسقاط النظام البائد لم تاتي للاهداف التي اعلن عنها لانه حين يتحول تغيير النظام الى احتلال هذا امر خطير ولذلك امريكا خسرت خسارة كبيرة حين اتخذت قرارا بتحويل قواتها الى قوات محتلة هذا الامر كان مدعاة نشؤ المقاومة وانا شخصيا قلت للرئيس الامريكي بوش حين زار العراق مؤخرا وعلى مدى الدقائق المتاحة لي لمقابلته وبصريح العبارة ( انا اشكرك على جملتين ترددهما دائما في خطاباتك الجملة الاولى انك لاتريد ان تستنسخ الديمقراطية الامريكية في العراق وهذا شئ رائع اي بمعنى ان لكل شعب قوانينه وخصوصيته وتقاليده وعاداته واعراقه وحضارته وتاريخه ولذلك لنا ديمقراطية خاصة تتلائم معنا والجملة الثانية هي اعترافه بحق المقاومة العراقية وشرعيتها حسب كل الاعراف والمواثيق الدولية في الدفاع عن ارضها ضد الاحتلال)

* وهل خصوصية هذه الديمقراطية هي التي دعت السيد البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الى انزال العلم العراقي ورفع علم كردستان العراق؟
-مع اعتزازي بالعلم العراقي يبقى هو قطعة قماش بابعاد محددة ولانريد لهذا العلم ان يثير فتنة بين شعب له حضارة وتاريخ وهذا امر يستدعي المراجعة ويجب ان نعترف بان العلم العراقي تم الاتفاق على تغييره عبر الدستور وعبر البرلمان والعلم الحالي خاضع للمناقشة ولا يتم تغييره الا بالبرلمان باعتباره الجهة التشريعية الا اذا ارتائى البرلمان ان يبقى نفسه ورسالة المالكي لكل العراقيين بان يحترموا سيادة ورمز العراق وان العراق فيه من الازمات ما يكفيه وانا اثق بعقلية السيد البارازاني رئيس الاقليم وكان لي معه لقاءا سابقا وهو حريص على ان يتعافى العراق من محنته.

* لدينا معلومات موثوقة بان هناك جهات تخطط لعمل انقلاب ضد الحكومة في العراق وان هناك ضباطا تدربوا في صحراء نيفادا تم اعدادهم لهذا الغرض فما هو تعليقكم؟
- لدينا فعلا معلومات بان هناك جهات تخطط لعمل انقلاب لانكشف عن اسماء وجهات لقضايا امنية هم ضباط كانوا تدربوا لعمل انقلاب في العراق لكن لان هناك تعاطف دولي معنا من جهات كثيرة يتم بين فترة واخرى اطلاعنا على النوايا المبيتة ضدنا واحباط هذه النوايا وان اي انقلاب ضد الحكومة هو فشل للديمقراطية لانها حكومة وحدة وطنية جاءت بانتخابات شرعية رغم بعض التحفظات على هذه الانتخابات تمثل الحالة الافضل مقارنة بالحكومات السابقة كما انها حكومة وحدة وطنية تم تشكيلها باتفاق سياسي بين معظم الاطراف السياسية وهي حكومة عمرها اربع سنوات ولا ادري كيف يفكر هؤلاء الذين يريدون الانقلاب هل يريدون ان يعيدونا الى زمن الانقلابات المسلحة ويقضوا على مشروع الديمقراطية في العراق اذا كان الامر كذلك فلماذا كل التتضحيات ولماذا هذه الخسائر الكبيرة وهذا الامر لايقلقنا وتمت معالجته على صعيد المجاميع المسلحة لانه يهدد القانون والدولة ولا يخدم مسيرة الحكومة

* هل سيبقى الدستور العراقي كما هو ام سيشهد تغيرا بعد اعتراض النساء العراقيات على قانون الاحوال الشخصية الذي هضم حقوق متوارثة لهن ناضلن طويلا لنيلها؟
- الدستور سوف تغير بعض مواده وهذا اساس اشتراكنا في العملية السياسية اعني هنا (المكون السني) وتم الاشارة اليه في فقرة صريحة وواضحة بان تشكل لجنة لمراجعة بعض الثغرات الواردة في الدستور بما يضمن اتفاق جميع مكونات الشعب العراقي على الدستوروان يتم ذلك ويحضر له في البرلمان

* وازمة الوقود والكهرباء؟
- تم حل ازمة الوقود اما الكهرباء كما معلوم فان محطات الكهرباء العملاقة تم تدميرها ولان الكهرباء يمر بثلاث حلقات مهمة هي الانتاج_ والنقل_والتوزيع ولدينا مشاكل في كل هذه الحلقات الثلاثة وقبل يومين كان لي لقاء مع وزير الكهرباء وهي من ضمن الوزارات التي تقع ضمن مسؤلياتي وهناك محطات سيتم تشيدها قريبا ووضع الكهرباء اخذ بالتحسن علما انه تم تسليمي ملف الكهرباء قبل مجيئي والتقيت بالحال مع سيادة وزير الكهرباء وبحثنا بشكل جدي ضرورة تحسين وضع الكهرباء لكن علينا ان نعترف ان الارهاب يعرقل تحسين وضع الكهرباء من خلال استهدافه للابراج وللخطوط

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف