لقاء إيلاف

أبو أحمد: مشكلة دارفور عنصرية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حوار مع الكاتب والصحفي السوداني خالد ابو احمد:
الخوف من طموحات الدارفوريين أشعل الحرب

مهند سليمان من المنامة: مازال ملف دارفور يشكل ازمة عالقة في القارة الأفريقية وخصوصا في ظل ما تتناقله وسائل الإعلام العالمية من فضائيات ووكالات أنباء من اتهامات للحكومة السودانية بارتكاب جرائم حرب ضد السكان المدنيين ومن إبادة جماعية وعرقية استهدفت عنصرا معينا من سكان السودان، وفي الأيام القليلة الماضية اشتدت الملاسنات بين الحكومة السودانية والمجتمع الدولي بشأن السماح بدخول قوات سلام دولية ترعاها الأمم المتحدة من أجل وقف انتهاكات التي يقوم بها قوات ما عرف بالجنجويد التي ترعاها الحكومة السودانية حسب إجماع المراقبين للأوضاع في هذا الجزء من القارة الإفريقية.
الكاتب والصحفي السوداني خالد ابواحمد احد الصحافيين السودانيين القلائل الذين عملوا في المنطقة صاحبة النزاع، وقد كتب إفادة مهمة منشورة على الانترنيت بعنوان ( دارفور والحقيقة الغائبة) حمل فيها الحكومة السودانية مسئولية الحرب في دارفور، وهذا كان نص الحوار

* القاري يريد معرفة أهمية منطقة دارفور وما تمتاز به..؟
-دارفور بولاياتها الثلاث تغطي الجزء الغربي من السودان وتمثل مساحتها (خمس) 1/5 مساحة السودان حيث تبلغ مساحاتها الكلية 549 ألف كيلو متر مربع وتعادل مساحتها مساحة فرنسا، أرض بكرة صالحة للزراعة، أما تعداد سكانها حسب آخر إحصائية سنة 1999 قد بلغ أكثر من أربعة مليون، وتقع ولايات دار فور في أقاصي غرب السودان بين خطوط طول 22 و27 شرقا وخطوط العرض 10 و16 شمالا، ولايات دار فور تشارك الحدود الجغرافية كل من ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطي.
دار فور تلك البقعة العظيمة من السودان والتي يوما ما كانت تصنع كسوة الكعبة المشرفة وترسلها من أقاصي غربي السودان إلي مكة المكرمة بيت الله الحرام وهي مزينة بأجمل واغلي أنواع القماش السوداني الأصيل وأروع ما صنعته أيادي السودانيين الدارفوريين نساء ورجالا، وقد عرفت المنطقة بأكبر سلطنة إسلامية في تاريخ السودان، وتمتاز هذه المنطقة بإنسانها الطيب والطموح ويمكننا أن نضع خطين تحت (الطموح) وسآتي لها لاحقا وهي مربط الفرس في القضية بكاملها، وتشتهر دارفور بأغلى صادرات السودان من الصمغ العربي والماشية والمنتجين من أفضل أنواع المنتجات عالميا، علاوة على الطبيعة الخلابة التي تكتسي غالبية المناطق هناك قبل الحرب وفيها أجمل مرود سياحي على الإطلاق وهو جبل مرة وقد لا يتصور الإنسان أن جمال الطبية الأخاذ موجود في السودان.
ومن المهم قوله هنا أن دارفور هي عبارة عن خليط متجانس من البشر الطيبين المسامحين ولم يكن يوما هذا التنوع مصدرا للعنف، نعم هناك خلافات رعوية تحدث بين الفينة والأخرى ولكن سرعان ما يرجع المتخالفين إلى طبيعتهم التسامحة لولا أن المطامع السياسية هي التي غيرت مجرى هذا التعايش الجميل وحولته إلى ثورة تحرق الأخضر واليابس.

* وما الذي حدث إذا؟
الذي حدث ببساطة هو أن الأهل في دارفور (علما أنني لست من دارفور) طالبوا في هدوء تام بحقهم الطبيعي في السلطة والثروة، هذا الحق الذي شرعته كل القوانين السماوية والبشرية والإنسانية ولكن هذه المطالبة المتكررة قوبلت من الحاكمين بالفرض الواضح والصريح، وعندما رأى مواطنو دارفور أن مطالبتهم السلمية المتكررة ولسنوات عديدة لم تجدي نفعا اتفقوا على تغيير طريقة المطالبة بأن شكلوا تنظيمات عسكرية لأخذ الحق بالقوة، فعندما برزت في الساحة إرهاصات حرب، تدخل العقلاء وتحدثوا مع قادة النظام مطالبين بالإنصات لمطالب الأهل في دارفور، فما كان من الحكومة إلا أن حركت الطائرات القاذفة لللهب وضربت مناطق عديدة من أنحاء دارفور وأحرقت العديد من القرى التي بدأت فيها شرارة التمرد الدارفوري الجديد، وقد وثقت جهات إعلامية دولية كثيرة هذه التجاوزات، ومنذ تلك الخطوة الرعناء من الحكومة استمرت الحرب سجالا بين الطرفين حتى تم تدويل المشكلة.

* لكن كيف تطورت الأمور بهذه السرعة..؟
- في الأساس أن قضية دارفور هي قضية عنصرية في المقام الأول بمعنى أن الحاكمين في (الخرطوم) لا يريدون للآخرين أن يشاركونهم في السلطة علما أن المجموعة التي تمسك بزمام الأمور في السودان جلهم من شمال السودان وتصبح المفارقة مضحكة ومؤلمة في آن واحد إذا عرفنا عدد سكان شمال السودان لا يزيدون عن المليون نسمة ويحكمون أكثر من 36 مليون نسمة، ليس من اليوم بل منذ استقلال السودان في 1956م إلى 2005م وقد دخل الإخوة الجنوبيين في شراكة مع الحكومة من بعد حرب طاحنة راح ضحيتها أكثر من 2 مليون نسمة حسب تقديرات مستقلة، ولكن تطورت الحرب في دارفور كالتالي:
في يوم الجمعة 19 يناير من عام 1999م اندلعت أعمال العنف القبلي في ولاية غرب دارفور وصاحبها قتل ونهب ونزوح، و المنطقة التي شهدت الصراع مشهود لها بالهدوء والتسامح والسلم الأهلي عبر تاريخها الطويل، بل في ظل الحروب الأهلية والقبلية التي عرفتها دارفور خلال عقد سنوات الثمانينات وقسما من سنوات التسعينات، ظلت تلك المنطقة مثار إعجاب الكثيرين كنموذج للسلم الأهلي، ونتاج صحي للتلاقح العرقي والثقافي، وفي هذه الحادثة هاجم الرعاة المزارع قبل اكتمال الحصاد، وأوقدوا بذلك شرارة الصراع، واندلعت أعمال العنف، وتوالت، هذا هو السبب المباشر، لكن الخلفية التي تأسست عليها أعمال العنف فتعود بحسب عدد من ابناء المنطقة الى التغييرات الإدارية والبنيوية التي أحدثتها الإجراءات التي اتخذها محمد احمد الفضل الوالي السابق لولاية غرب دارفور، والتي انتقص بموجبها سلطات سلطان قبيلة ( المساليت) الزنجية وأصحاب الأرض، ومنحها لعدد من بطون القبائل العربية الرحل الذين يعتبرون ضيوفا على سلطان المساليت المشهود له بالحكمة والتسامح، وعندما صارت تلك السلطات أمرا واقعا طالب أبناء المساليت ضيوفهم بالبحث عن ارض أخرى خارج ديارهم ليمارسوا عليها السلطات التي منحها لهم الوالي السابق الذي أجج الصراع في المنطقة.
وتوالت الأحداث التي نتج عنها سقوط 108 قتلى بحسب صحيفة (الأنباء) الرسمية (حتى نهاية الأسبوع الأخير من يناير1999م) وعدد لم يحصى،من الجرحى والمعاقين، وحرق (100) قرية، ونزوح الآلاف ونهب الثروات والأموال، وتخريب الديار والمزارع.
وفسر المراقبون الأزمة فضلا عن المتابعين للأحداث هناك بأنها تعود للسعي إلى اقتسام موارد شحيحة وغير متجددة وليست مجالا للبحث والدراسة وغنيمة للأخذ دون عطاء، وهذا السعي أوجد خللا بالغا في حياة الناس، علاوة على اجتهادات الوالي التي لم تراع المعالم الاجتماعية للمنطقة ليس هذا فحسب، بل أكثر منه مأساوية ما يتمثل في إعادة بناء الهيكل البنيوي للإدارة الأهلية، فإعادة البناء لم تراع ابسط شروطها، وهي المعرفة بتعقيدات المنطقة وظروفها وتاريخها إذ كيف تسلب سلطات سلطان ظل يحكم هذه المنطقة منذ ما يزيد على الــ 120 عاما، منذ أن كانت منطقته دولة قائمة بذاتها إلى أن ارتضى أن يكون جزءا من السودان طواعية ؟ يحدث ذلك دون وضع الاحتمالات المتوقعة والانفجارات المحتملة في الحسبان، الأمر الذي ساق الأمور تلقائيا إلي نشوب الحريق والهجوم على (الضيوف) وما أسفر عنه من تعقيدات، إلى أزمة عالمية، وليس محلية كما كانت تعتقد الحكومة في محاولتها لإخفاء الحقائق عن الرأي العام، هذه مرحلة.
والمرحلة الثانية أن تطورات القضية أنه في يوم الخميس الموافق 18 مارس 1999م نشرت الصحف العربية ومن ضمنها (البيان) الإماراتية فحوى المذكرة التي رفعها أبناء دارفور المقيمين في الخرطوم نحو 1300 شخصية ( ولم تنشرها الصحف المحلية لانها كانت ممنوعة من نشر كل ما يتعلق بدارفور) وهذه المذكرة التي رفعت الى رئيس الجمهورية وقع عليها دستوريون سابقون (وزراء) وطلاب ومهنيون واعيان إدارة أهلية ومثقفون، والمذكرة تلخص بكل وضوح وشفافية قضية أهل دارفور وهي شملت فأوعت، وقد اجتهد كاتبوها في تضمين همومهم ، ولم تكن المذكرة الأولى ولا الأخيرة التي يرفعها أهالي دارفور إلي قادة الدولة، والأمر الذي لا بد من الانتباه إليه أن تاريخ رفع المذكرة الأسبوع الأول من شهر مارس 1999م فهذا التاريخ سيقودنا إلى تفنيد الكثير من ادعاءات النظام القائم في السودان عندما يرمي مسئولية الأحداث إلي جهات أخرى والي ملابسات أخرى ليس لها أي صلة بالصراع في دارفور، وهذه المذكرة نشرت فقرات منها صحيفة الخليج (الإماراتية) أما الصحافة السودانية ونسبة للحصار الأمني عليها لم تتمكن من نشر المذكرة أو الإشارة إليها كما نشرتها الصحافة الخليجية، ونشرتها وكالات الأنباء ومن ضمنها وكالة أنباء الشرق الأوسط التي تابعت الأحداث أولا بأول.

* ذكرت في حديثك كلمة العنصرية ما تعني بهذه الكلمة..؟
- أعني بكل وضوح أن الحاكمين في السودان قد تضايقوا من مطالب أهل دارفور بالحقوق الشرعية، والحقيقة التي لا يتحدث عنها النظام الحكام هو ان مواطن دارفور طموح للغاية ويتسم بسمات النبوغ وتحمل المسئولية، وأبناء دارفور أصبحوا يمارسون مهنة التجارة وقد نبغوا فيها وتوسعت تجارتهم وأصبح للكثير منهم مؤسسات اقتصادية ناجحة وأصبحوا علامان فارقة في دنيا التجارة والمال في السودان، وهذا هو مكمن المشكلة وهذا هو العمق الحقيقي للمشكلة أن سكان دارفور قبل الحرب كانوا قرابة الـ 5 مليون نسمة وقد هاجر أبناءهم إلى أوربا للتعليم العالي وبرز منهم العشرات، وتنامي المجتمع الذي يمثل غرب السودان في العاصمة بشكل أزعج الحاكمين وكانت المطالبة بالحقوق فرصة مواتية للانقضاض على هذا الطموح المشروع.
فهؤلاء الذين يحكمون السودان يريدون أن يحكموا كل الولايات بفكرهم هم وبتخطيطهم هم، ولا يريدون للآخرين أن يحكموا أنفسهم بفكرهم وبثقافتهم كما لم يكن في خلد الحاكمين أن الأمور ستصير إلى هذا المآل وقد استبان للعالم قاطبة الأسلوب الذي تنتهجه الحكومة مع مواطنيها، أنظر معي الآن كم مليون سوداني نازح، وكم مليون مغترب وكم مليون مهاجر، وكم مليون راح ضحية الحرب في الجنوب والشرق ودارفور، والله أصبحنا أكثر من الفلسطينيين قتالا و شتاتا..!!

* كيف كانت الأوضاع في دارفور قبل الحرب..؟
- بكل تأكيد كانت الأحوال صعبة للغاية، وكانت من الطبيعي أن يحمل الإنسان هناك السلاح، فالمواطنين يجدون العذر لحاملي السلاح هناك، فالمنطقة خالية من المشاريع الإنتاجية والمصانع والشركات والمؤسسات التي تستوعب أبناء الولاية، وحينما تتجاهل الحكومة في الخرطوم مطالب أهل دارفور المتكررة لا يبقى أمامهم الا حمل السلاح والتمرد على الأوضاع المزرية، سيما وان السلاح متوافر في كل مكان في أطراف السودان ودارفور بشكل خاص حيث غياب الدولة والسلطات، و يحدث ذلك نتيجة لعدم الإنصات إلي المذكرات المتعددة التي رفعها أبناء المنطقة لرأس الدولة ويشهد عليها الصحافيون والإعلاميون.
فالمركز يا أخي مسيطر على كل شيء، كما هم فارض سلطته على الولايات بشكل تعسفي، وأقرب وسيلة لسماع الصوت هو أن تمل السلاح لحل مشكلتك، لأن الحكومة نفسها هي التي أوعزت للناس هذه الطريقة ولذلك لا تتورع الحكومة في استخدام الآلة الأمنية والعسكرية ، وهذا ما حدث بالفعل بالنسبة لقيام التمرد في غرب السودان، وقد لا يصدق القارئ الكريم ان ملف قضية دار فور كان ولا زال بطرف جهاز الأمن السوداني، ولم يكن من السهولة بمكان تدخل أي سلطة أو جهة أخرى في هذا الموضوع ما لم يتم الاتصال برئيس جهاز الأمن.
وقد اندهش الكثير من المراقبين والذين حاولوا التوسط بين الحكومة والحركة المتمردة لحلحلة القضية، فوجدوا ان الحكومة كانت متمثلة في جهاز الأمن وليس وزارة الداخلية، ولا وزارة الحكم الاتحادي، ولا حتي رئاسة الجمهورية، والكل هنا متفرج، مؤسسات الدولة الرسمية والشعبية ليس لها صلاحيات التدخل إلا حين تتنزل الأوامر من أعلى للخروج في مسيرات أو التنديد أو السكوت، والمتحدث الوحيد في الساحة هو جهاز الأمن عبر البيانات التي يوزعها على الأجهزة الإعلامية، وكان العقلاء من أبناء دارفور دائما يؤكدون ان القضية سياسية بحتة ويجب حلها في هذا الاطار، ولكن أصبحت قضية دارفور قضية عسكرية وأمنية من الدرجة الأولى، دليلا على ان القبضة الأمنية هي التي فاقمت المشكلة وأدخلتها في دائرة التدويل، ولا يستغرب المتابع اذا عرف أن جهاز الأمن هو الذي يقود العمليات العسكرية ويتقدم إفراده وجنوده أمام القوات المسلحة ، علما أن الذين بقودون العمل الأمني هم ذات الأشخاص الذين أدخلوا السودان في مشاكل وصراعات دولية بدًءا من محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 1993م، والحرب مع أوغندا ومع تشاد ومع اريتريا ومع إثيوبيا.

* لكن الكثير من مسئولي الحكومة السودانية يشيرون إلى أن الأطماع الأمريكية والصهيونية هي التي أشعلت الحرب في دارفور..!!
- هذا جزء من اللعبة القذرة التي تمارسها الحكومة في الهروب من مسئولياتها وقد تعودت على إلقاء تبعات كل ممارساتها على الآخرين، وكانت في بداية الصراع قد اتهمت ألمانيا بأنها تدعم متمردي دارفور وتؤويهم في عاصمتها وتمدهم بالمال، وجاءت فترة اتهمت الحكومة السودانية دولة اريتريا بدعم المتمردين ومدهم بالسلاح والعتاد، وأحدثت ضجة إعلامية كبيرة في هذا الصدد، ثم جاء الدور على إسرائيل وقالت ان الدولة العبرية تدعم المتمردين حتى تكسب الدعم العربي، وبعد فترة اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية برغم انه في ذات الوقت الذي كانت الإدارة الأمريكية تضغط عليها للتوقيع على اتفاق سلام مع الحركة الشعبية والعالم كل يدري بالضغوط الأمريكية من أجل السلام في السودان فكيف تدعم متمردين دارفور، وفي ذات الوقت التي تتحدث فيه عن المؤامرات على السودان وعلى التوجه الإسلامي كانت الطائرات العسكرية تقتل الأبرياء في دارفور وتحرق بيوتهم وتستبيح أعراضهم، و صور الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الحكومة موجودة، وما يحدث حاليا في معسكرات اللجوء والنزوح أكبر دليل على ما ترتكبه الحكومة من تجاوزات، هذه الخطوة جعلت المجتمع الدولي قاطبة يلتفت إلى قضية دارفور ويتابعها ولا يصدق ما تقوله الحكومة من أكاذيب لا تقنع إلا الذين يتكسبون من وراء الحكومة.

* لكن الكثير من الخبراء الذي تأتي بهم القنوات الفضائية يؤكدون من خلال تحليلاتهم إلى الأطماع الصهيونية والأمريكية في البترول السوداني والخيرات الموجودة في دارفور..؟!
- الخبراء الذين تتحدث عنهم غالبيتهم من مركز دراسات معروف بتبعيته لأحد الأنظمة العربية المؤيدة للنظام السوداني، ومعروف لدى القراء والمتابعين والباحثين أن هذا المركز هو أحد الأذرع الرئيسية لجهاز المخابرات فهو يتحدث من خلال مصالح خاصة في السودان تراها هذه الدولة التي أخضعت الحكومة السودانية لإرادتها وهذه أحدى إفرازات صفقة محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس النظام الذي يدافع الآن عن الحكومة السودانية، وهؤلاء ذات الخبراء الإستراتيجيون الذين صرحوا قبل الحرب على العراق بأن أسعار البترول بعد الحرب الأمريكية على العراق سترتفع إلى أكثر من 150 دولار أمريكي..!!

* ما هي وجهة نظرك شخصيا في تدخل القوات الدولية الى دارفور..؟؟
-أنا شخصيا لا أؤيد التدخل الدولي بأي شكل من الأشكال وفي قناعتي الخاصة أن المشكلات التي سيجرها التدخل ستكون وخيمة وكبيرة، ولو أني أرى أن التدخل أصبح واقع في السودان، والذي يحب أهل دارفور لا يتمنى لهم دخول القوات الأجنبية، وفي اعتقادي ان الحكومة السودانية تريد التدخل الأجنبي حتى تعم الفوضى في البلد، لأنها مطالبة باستحقاقات لا تريد أن تلبيها، وتريد ان يختلط الحابل بالنابل حتى تجد مبررا لاستمرارها في الحكم.

* اذا ما هو الحل برأيك
- الحل يا أخي بسيط للغاية هو أن ٌتوزّع الثروة والسلطة بشكل عادل، وتغيير نهج الحكم في السودان من خلال التحول الديمقراطي، وقد ظل أهل الشمال حاكمين السودان (مليون ميل مربع) بقوة السلاح لا بقوة المنطق، وبالمناسبة هذا الحل هو بإجماع أهل السودان من خلال تياراتهم السياسية قاطبة..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف