الحشاش: لسنا متخلفين أو تابعين لما نستورد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع المهندسة منار الحشاش 1/2
سلوى اللوباني من القاهرة: "منار الحشاش" مهندسة شابة من الكويت، عملت في مجال تكنولوجيا المعلومات في الجانب التقني والفني منذ 7 سنوات، بالاضافة للعمل على نشر الثقافة الالكترونية في المجتمع من خلال العمل الاعلامي والاجتماعي بمختلف الوسائل والعمل على ما كل ما من شأنه تطوير التكنولوجيا في الشرق الاوسط والعالم. إنجازاتها
*ما هي جائزة قمة الامم المتحدة للمعلوماتية؟
هي مسابقة أنشئت في سنة 2003 بمبادرة عالمية عن قمة مجتمع المعلوماتية للأمم المتحدة التي أقيمت في جنيف. المسابقة تحمل اسم جائزة قمة المعلوماتية World Summit Award (WSA) ، وتعمل بالتعاون مع منظمتي "يونسكو" و "يونيدو" بهدف تشجيع الإبداع في إثراء المحتوى الإلكتروني.
*ما هي الاسس والمعايير التي يتم بناء عليها اختيار أفضل المشاريع؟
أولا أذكر أن المسابقة تقام مرة كل سنتين، حيث تمنح الجوائز لأفضل المشاريع الإلكترونية من حول العالم، ويتم تكريمهم في حفل عالمي يحضره شخصيات على مستوى عالي مثل رؤساء دول ورؤساء وزراء ورؤساء كبرى شركات التكنولوجيا ومنظمات الأمم المتحدة. يتم اختيار المشاريع الفائزة عن 8 مجالات وهي الحكومة الإلكترونية e-Government تشارك بها المشاريع الإلكترونية للجهات الحكومية التي تقدم خدماتها للمواطنين والمجتمع بشكل عام، ثانياً مجال الترفيه الإلكتروني e-Entertainment للمشاريع الإلكترونية التي تقدم ترفيه وتسلية بشكل إيجابي للمجتمع، ومجال الصحة الإلكترونية e-Health للمشاريع الإلكترونية التي تقدم خدمات صحية أو تسهم بتطوير المجال الصحي بالمجتمع. مجال التجارة الإلكترونية e-Business للمشاريع التجارية التي تقدم خدماتها لعملائها بشكل يساهم في تطور الأعمال التجارية، مجال التراث الإلكتروني e-Culture للمشاريع الثقافية التي تعمل على توثيق التراث إلكترونياً بشكل إبداعي ونشره بالمجتمع. مجال التعليم الإلكتروني e-Learning للمشاريع التعليمية التي تقدم طرق تعليم إلكتروني ومحتوى تعليمياً متميزاً بصورة إلكترونية، ومجال العلوم الإلكترونية e-Science للمشاريع التي تقدم العلوم الإنسانية والعلمية بشتى أنواعها وفروعها إلكترونياً، مجال الاحتواء الإلكتروني e-Inclusion وهو فرع خاص للمشاريع الإلكترونية التي تساهم بتنمية الموارد البشرية وتحتويهم بالوسائل التكنولوجية، وهي موجهة للمناطق ذات الإمكانيات المحدودة والأقل تقدماً من المدن.
*هل المشاركة مقتصرة على المواقع الالكترونية؟
لا، بل تشمل أي مشروع إلكتروني مطور على أي أداة تكنولوجية سواء الموجودة بالأسواق مثل وسائط التخزين المختلفة والأجهزة الإلكترونية والألعاب. حيث يتم تطوير تطبيقات جديدة بمحتوى مفيد لاستخدامها في تسهيل حياة الإنسان، أو أن يكون اختراع جهاز جديد كما حدث بأجهزة استخدام الإنترنت للمناطق الريفية النائية والتي تفتقر للبنى التحتية، مما يفوت عليها فرصة استخدام تقنيات اليوم ويحرمها فرصة التعليم والعمل التي قد تكاد تكون الوحيدة بالنسبة لتلك المناطق الفقيرة. فكان أن فاز هذا المشروع سنة 2003 عن فئة الإحتواء الإلكتروني لأنه يضيق الفجوة الرقمية ويفتح لسكان هذه المناطق بوابة محتوى إلكتروني ضخم متوفر على شبكة الويب، مما يسهم بتنمية المجتمع.
*وكيف يتم التحكيم؟
تتم عبر لجنة التحكيم الكبرى والتي تتكون من 35 خبير من مختلف دول العالم من الأكاديميين ومن ذوي الخبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات حسب معايير معتمدة عالمية منها جودة وشمولية المحتوى من حيث عمق الرؤية، سهولة استخدام العمل وتصفحه والإبحار فيه، استخدام القيم المضافة من خلال التفاعلية والوسائط المتعددة، جاذبية التصميم واستخدام المؤثرات الصوتية والبصرية، الجودة الحرفية (التقنية)، الأهمية الاستراتيجية للعمل في تطوير مجتمع المعلوماتية على مستوى العالم. ويتم اختيار 5 فائزين Top 5 عن كل فئة من الفئات الثمانية بإجمالي 40 فائز، وليس هناك مركز أول أو ثاني ..الخ، بل هي الخمس مشاريع الأفضل عن هذه الفئة من حول العالم، لأنه لا يمكن المفاضلة بين مشروعين أحدهما من الصين مثلا والآخر من أفريقيا وكل منهم بنفس درجة الجودة والكفاءة ويخدمون شرائح متقاربة من الجمهور، حيث الهدف الأساسي من الجائزة هو تشجيع الإبداع وإثراء المحتوى الإلكتروني المحلي الذي يحاكي ويناسب طبيعة كل بلد بلغتها وعاداتها وتقاليدها.
*كيف يمكن المشاركة بالمسابقة؟
المشاركة مفتوحة للأفراد والمؤسسات والهيئات من مختلف دول العالم بشرط أن يكون المشروع مكتمل ويعمل على أرض الواقع. ويتم التسجيل عن طريق خبير الدولة المعتمد من قبل منظمة الجائزة، حيث أن لكل دولة خبير يمثلها وهو ضمن هيئة الخبراء المعتمدة، ويقوم خبير الدولة بترشيح المشاركات. من كل ما ذكرته يمكنكم أن ترون أن ما نركز عليه في هذه الجوائز هو استخدام المحتوى الإلكتروني في تنمية المجتمع، حيث هدفنا الأساسي هو إثراء المحتوى الذي يتناسب مع طبيعة وبيئة ولغة وتراث وخصوصية كل منطقة بالعالم من عادات وتقاليد، فيكون جاذباً لسكانها ليستفيدوا منها ويفيدون مجتمعاتهم، ويمكن الحصول على المزيد من المعلومات عن المسابقة والاتصال بخبراء الدول من: www.wsis-award.org
*أنت أول عضو من الشرق الاوسط في الجائزة وأول عضو يمثل جيل الشباب، وهي عضوية فخرية، ما هي مهام هذه العضوية؟
نعم، أنا أول عضو من الشرق الأوسط بمجلس إدارة منظمة جائزة WSA الذي يتكون من 12 عضو يترأسهم البروفسور "بيتر بروك" من النمسا وأعضاؤها من ألمانيا، فنلندا، هولندا، سلوفاكيا، الولايات المتحدة، كندا، البرازيل، الولايات المتحدة، الصين، الهند، رومانيا وأخيراً "الكويت". وتكمن الأهمية في هذا الأمر أن مجلس الإدارة هو المعني بوضع الخطط العامة والاستراتيجيات ليتم تطبيقها من قبل الهيئة التنفيذية لمنظمة المسابقة، الذين هم هيئة الخبراء التي تضم خبراء معتمدين عن دول العالم، حيث أنهم مطالبين بالالتزام بتطبيق ما يصدره مجلس الإدارة من قرارات وخطط. وبالطبع وجود عضو من الشرق الأوسط في مجلس الإدارة يعتبر أمراً في غاية الأهمية حيث يتولى طرح القضايا التي تهم الشرق الأوسط وتراعي خصوصية المنطقة من جميع النواحي ليتم أخذها بعين الاعتبار عند وضع الخطط والاستراتيجيات واتخاذ القرارات التي من شأنها أن تعمل على النهوض بمجتمعاته باستخدام وسائل تقنية المعلومات وبمراعاة خصوصيته وإمكانياته المتاحة. كما أنني من جانب آخر أصغر عضوة بمجلس الإدارة، وهنا كانت رؤيتهم بأنني سأمثل فكر الشباب وطموحهم ونشاطهم ورغبتهم بالعمل والتطوير وهو ما نتشابه به كجيل من مختلف دول العالم.
كيف تم ترشيحك؟
فيما يخص منظمة جائزة المعلوماتية WSA فهي جديدة نسبياً حيث بدأت عملها في عام 2003 والسبب أن مجال المعلوماتية كله جديد وحديث، ولا يملك تاريخاً عريقاً في الأمم المتحدة مثل منظمات اليونسكو أو اليونيسف، ويتم اختيار أعضاؤها ممن يتوفر بهم عنصران، الأول التخصص في مجال تقنية المعلومات، والثاني هو أن يكون المرشح فعال ومؤثر في تنمية مجتمعه باستخدام التكنولوجيا. وبالنسبة لترشيحي فقد مر بأربع مراحل أساسية ساهمت بحصولي مؤخراً على عضوية مجلس الإدارة بالمنظمة. مرحلتي الأولى بدأت في عام 2004 عندما تحدث معي أحد نواب مجلس الامة الكويتي حيث كان وقتها في دبي، وكنت أنا مع والدي في سفر خارج الكويت، حيث أخبرني أنه يجلس مع خبراء من الامم المتحدة يقولون أن في الكويت مهندسة نحاول الوصول اليها لأمر في مجال تكنولوجيا المعلومات ويرغبون بالتحدث معك، وكان على الطرف الآخر خبير البحرين في المنظمة السيد وحيد البلوشي، فشرح لي نبذة سريعة عن المنظمة وطلب عنواني، وتم التواصل من بعدها معه ومع المنظمة. إلا أنني وللأمانة ونظراً لانشغالي بالعمل والدراسة لم آخذ الموضوع على محمل الجد بمعنى أنني لم أخصص له وقت أو أهتم بالمتابعة لانشغالي بأنشطتي المتعددة. ولكن بعد إتصالات كثيرة منهم، وبالتحديد كان إتصال من خبير البحرين يدعوني لمؤتمر معلوماتي سيحضر اليه رئيس مجلس ادارة المنظمة وسيحضر خبراء من العالم، عرض علي الحضور ورؤية ما لديهم وأستخرت ربي وأهلي وسافرت برفقة خالي، فأعجبني عملهم واقتنعت به وقررت أن علي أن أقوم بشيء ما معهم، خصوصاً وأن أفكاري وأنشطتي وطموحاتي تتفق كثيراً مع ما يقومون به. فعدت للكويت وقررت تفريغ نفسي قليلاً للعمل معهم حتى وإن اضطررت لتأخير تخرجي من الماجستير قليلاً بتقليل العبء الدراسي للفصول الدراسية لأتمكن من العمل مع المنظمة. وهنا بدأت عملي معهم بمسمى "خبير الكويت" في هيئة الخبراء التي تضم 168 خبير من 168 دولة من حول العالم.
*ومتى أصبحت محكمة ضمن لجنة التحكيم الكبرى؟
جاء ذلك في المرحلة الثانية. وكانت باختياري لأكون "محكّمة" ضمن لجنة التحكيم الكبرى Grand Jury لسنة 2005 والتي تتكون من 35 خبير يتم اختيارهم من أصل الـ 168 خبير بهيئة الخبراء. حيث اجتمعنا على مدى 10 أيام نعمل منذ الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة مساء، لنقوم بدراسة وتقييم جميع المشاريع الإلكترونية المقدمة من حول العالم واختيار الفائزين بالجوائز لعام 2005. وقد تخلل عملي مع هذه المنظمة في تلك الفترة التنسيق لتأسيس الجائزة العربية للمحتوى الإلكتروني تحت مظلة هذه المنظمة مع 4 خبراء عرب هم وحيد البلوشي-خبير البحرين، الأستاذه هند المعلا-خبيرة الإمارات، غابرييل ديك-خبير لبنان، وفوزي زغبيب-خبير تونس.
* كيف تم اختيارك لتقديم حفل توزيع الجوائز؟
جاء ذلك في المرحلة الثالثة، تم اختياري لتقديم حفل توزيع الجوائز على الفائزين في يوم افتتاح مؤتمر قمة مجتمع المعلوماتية WSIS والذي عقد في نوفمبر 2005 في تونس، بحضور رؤساء دول ورؤساء وزراء حيث أن كل دولة يمثلها وفد رسمي لا يترأسه أقل من الوزير المختص، و تم بثه على 15 قناة أوربية على الهواء مباشرة ، وامتد لمدة 3 ساعات متواصلة. واستمريت بالعمل والمساهمة بالمبادرات والمشاركات حتى تم اختياري مؤخراً عضوا بمجلس إدارة المنظمة المكون من 12 عضو ولأول مرة من الشرق الأوسط ، حيث رئيس مجلس الإدارة من النمسا، وبقية الأعضاء من ألمانيا، كندا، هولندا، فنلندا، الهند، البرازيل، سلوفاكيا، رومانيا، وسيدتان من هونغ كونغ، وأمريكا ومؤخرا "الكويت".. وهذا ما أعتبره المرحلة الرابعة في مشواري معهم. أي أنني بدأت كخبير ضمن 168 خبير، ثم محكمة ضمن 35، ثم عضو مجلس إدارة ضمن 12 عضو وهي الدائرة الأضيق والأعلى في التسلسل الإداري.
*ما هو شعورك وانت عضوة شابة بين باقي الاعضاء ذو الخبرة الواسعة وأكبر سناً؟
شعوري لا يوصف بلاشك في كل المراحل، فعندما وقع علي الاختيار ضمن لجنة التحكيم الكبرى كانت فرحتي لا توصف إذ أنني ستتاح لي الفرصة لأطلع على كل المشاريع الإلكترونية المرشحة للتنافس على الجائزة العالمية والتي تزيد على 1000 مشروع، أي أنني سأطلع على أفضل ما توصل له العالم حيث أن كل دولة ستحرص على ترشيح الأفضل لتعزز فرص فوزها بالنجاح. وهذا بحد ذاته شيء رائع، لأن كل مختص بأي مجال يبحث دائماً عما هو جديد ليتعلم منه ويطبقه، أو ليطوره من منطلق البدء حيث انتهى الآخرون فتكون النتائج رائعة سواء على مستوى الفرد أو مجتمعه. كما أن هذا الإطلاع يوسع من مدارك الإنسان ويفتح أمامه أبوب واسعة للأفكار الجديدة. ومن جانب آخر،
*ولكن ألا ترين بان ذلك يشكل عبئاً عليك؟
بعد عودتي من كل رحلة عمل مع خبراء المنظمة أعاني من Emotional Lag وهو المصطلح الذي أستخدمه لوصف حالتي المضطربة حيث أنني أحس أنني في حالة فراغ وعدم استقرار نفسي بين حالتين، الأولى هي رغبتي بعدم العودة والاستمرار بالعمل مع هؤلاء الخبراء الكبار في السن لأنني أجد نفسي بينهم، نتحدث نفس اللغة ونفهم بعضنا وأستمتع بكل لحظة أثناء العمل والدراسة والنقاش والتحليل، وبين الحالة الأخرى وهو الشعور العاطفي بحقيقة عودتي لأرض الواقع حيث الفئة العمرية التي أنتمي لها وعالمي الأنثوي كأي فتاة من هذا الجيل لأعيش حياة الشباب بين التسوق والسينما والترفيه، بدون أي إشارة لعالم التكنولوجيا أوكسجين حياتي، وهذا هو الصراع الذي أكره.
*قدمت اقتراحاً في المؤتمر وهو تقديم جائزة عربية. ما هي؟
الفكرة كانت لوحيد البلوشي-خبير البحرين وغابرييل ديك-خبير لبنان قبل انضمامي للمنظمة، حيث أنهم أعضاء منذ سنة 2003، إلا أنها لم ترى النور، ولما أخبراني بها سنة 2005 تحمست كثيراً للفكرة وبدأنا بالترتيب والتنسيق أيضاً مع هند المعلا خبيرة الإمارات وفوزي زغبيب خبير تونس، وعرضت لهم أفكاري وقناعتي بأنها لا بد وأن تكون مستقلة ولا تتبع مظلة أو توجه سياسي لأن هدفها تنموي لإثراء المحتوى الإلكتروني العربي بصورة عامة، ولا يجب أن تسيّس بأي شكل من الأشكال. كما وأنها لا بد وأن تعمل باستقلالية وتتحالف مع جهة حيادية لتعزيز مصداقيتها حتى بيننا كأعضاء مؤسسين. فعرضت أن نحررها من كل القيود ونحافظ على كيانها مستقلاً تحت مظلة WSA فوافقوني بالرأي، وفوضوني بالتحرك وإتمام الموضوع. فتم الاتفاق رسميا مع WSA على أن نفعلها بأسرع وقت مستخدمين إجراءات العمل المعتمدة من قبلهم. إلا أن الجزء الأهم في نظري هو ضمان فقرة لعرض المشاريع العربية الفائزة بالحفل الرسمي العالمي والذي تحضره وفود العالم، لأن ما يهمنا هو إبراز ما لدينا نحن كعرب من مشاريع وإنجازات متميزة لا تقل عن بقية العالم، ولابد من إبرازها في هذا الحدث العالمي الرسمي وأمام كبار الحضور.
*كيف تمكنت من تقديم الفكرة في الحفل؟
كانت الصعوبة في كيفية الحصول على هذا الوقت المستقطع من الحفل!. وعندما حضرت هذا التصور وقدمته لمجلس الإدارة فوجئوا بطلبي هذا، وأخبروني بأن شركة "نوكيا" قد حجزت 20 دقيقة من وقت الحفل للاحتفال بوصول مبيعاتها لـ 2 بليون جهاز وتكريم 3 من كبار الرواد وهم مخترع شبكة الـ GSM ومخترع الرسائل القصيرة sms ومصمم
*من من الدول العربية عدا الكويت منضمة الى هذه الجائزة؟ وكيف يتم انضمام الدول اليها؟
تلقائياً كل الدول العربية الأعضاء بالمنظمة العالمية WSA هم أعضاء بالجائزة العربية، حيث يتم إعتماد ترشيحاتهم الرسمية للمنافسة العالمية أوتوماتيكيا للمنافسة العربية. وهذا من ضمن هيكل العمل الأساسي الذي اتفقنا عليه مع المنظمة العالمية، حيث أنه وبمجرد قيام خبير الدولة بمسئوليته المتمثلة بترشيح أفضل المشاريع الإلكترونية عن دولته، يتم إعتماد هذه المشاريع للجائزة العربية، لتتم أولاً عملية دراستها وتقييمها من قبل لجنة التحكيم العالمية المتكونة من 35 محكم من كل دول العالم، ومن ثم تكون المرحلة الثانية من التقييم مسئولية المحكمين العرب تحت إشراف المنظمة العالمية WSA. وهنا أستغل الفرصة لأذكر أننا نبحث الآن عن خبراء لتمثيل بعض الدول العربية التي لم يكن لها ممثلين في السابق.
*تم تتويج مشروعين كويتين في حفل اسناد الجائزة العالمية حول مجتمع المعلومات في تونس وهما شركة صخر، ومشروع غرفة تجارة وصناعة الكويت "البوم" لارشفة المعلومات العربية على الانترنت، ما هو السبب في اختيارهما؟
كل المشاريع تخضع لدراسة وتقييم لجنة التحكيم الكبرى المكونة من 35 خبير من مختلف دول العالم، وفق آلية تحكيم موحدة ومراحل معتمدة، ولله الحمد حقق مشروع محرك الترجمة المتاح على موقع tarjim.com لشركة صخر جائزة عن فئة "الإحتواء الإلكتروني" وهو المحرك الذي يقوم بترجمة صفحات المواقع من اللغة الإنجليزية للغة العربية فوراً مع المحافظة على التصميم الأساسي للصفحة. وهو من المشاريع الستة التي رشحتها عن دولة الكويت للتنافس العالمي عن فئة الإحتواء الإلكتروني وأشعر بالفخر بهذا الفوز. أولاً لإيماني بالهدف السامي الذي يقدمه هذا المحرك لكل العرب الغير ناطقين باللغة الإنجليزية، حيث تشكل اللغة الانجليزية حاجزاً يمنعهم عن الاسفادة من الكثير من المعلومات المتوفرة على الإنترنت لأنها منشورة باللغة العربية، بينما هذا المحرك يزيل هذا الحاجز ويتيح لهم فهم أي مادة منشورة باللغة الإنجليزية على الإنترنت بواسطة الترجمة الفورية، وهو ما جعلني أختار ترشيح هذا المحرك تحديداً عن فئة "الاحتواء الإلكتروني" لأنه بالفعل يقلل الفجوة الرقمية بين الشعوب والتكنولوجيا. أما الأمر الثاني الذي يشعرني بالفخر فهو لأنني أتذكر عندما كنت صغيرة كيف كان الناس يتحدثون عن كمبيوتر "صخر" أول كمبيوتر عربي وأنه إنجاز وتطور يبشر بمستقبل واعد بقيادة الكويتي
*ألم تحقق دول عربية اخرى نجاحات في هذا الحفل؟
بالطبع، حققت دول عربية أخرى الفوز في جوائز أخرى، وهي البحرين، مصر، المغرب، تونس والإمارات. في حين لم تحقق العديد من دول العالم أي فوز، وكل ذلك يشعرني بالفخر لأن ذلك يثبت للعالم أننا لسنا متخلفين ولسنا تابعين أو مستهلكين لما نستورد فقط، وإنما نستورد ونطور وفق حاجاتنا، كما أنني أفخر بالخبراء العرب أعضاء المنظمة حيث أن فوز هذه المشاريع العربية هو بسبب ترشيحهم الموفق واختيارهم السليم لمشاريع متميزة تستطيع المنافسة عالميا وتحقيق الفوز بما يعزز مكانة دولهم وبالتالي الوطن العربي بأكمله أمام العالم. إنه فعلاً أمراً مشرف ويعيد لي لحظات الفخر والسعادة وأنا أرى العرب يتسلمون جوائزهم في الحفل العالمي.
*ما هي مشاعرك عندما دعيت لتقديم الجوائز في المؤتمر أمام هذا الحشد من الشخصيات العالمية؟
بعد كل ماذكرته في حديثي عن رغبتي الشديدة بتخصيص فقرة للجائزة العربية، وكيف هو شعوري كلما حقق مشروعاً عربياً الفوز بإحدى الجوائز أثناء انعقاد لجنة التحكيم، فكيف
*كيف تحضرت للحفل؟
بدأت أطلع على الحفل الأول الذي أقيم سنة 2003 في جنيف والذي قدمه ريئس مجلس إدراة جائزة المعلوماتية بمعية رئيسة شبكة أعلامية كبيرة في كندا. حيث رغبت بتكوين فكرة عامة عن أجواء الحدث، لأنه ليس بحفل عادي بل هو حفل تكنولوجي متخصص لتكريم أصحاب أفضل المشاريع التكنولوجية بالعالم من مخترعين ومبدعين، ويحضره رؤساء دول ورؤساء وزراء لدول اخرى. وكل دولة أرسلت وفد رسمي لا يترأسه أقل من الوزير المختص. لكل ذلك قررت أن لا أفوت فرصة مثل هذه بالحضور والتغطية الكبيرة للتأكيد على التواجد العربي في مقدمته، لأبين بأن لدى العرب جيل شاب ناجح قيادي قادر على التعبيرعن نفسه وبثقة ويكون بالصف الأول في هذا المجال عالمياً، وقد كنت حريصة أن أبدو في مظهر ينم عن انتمائي كفتاة شرقية خاصة أمام الغرب حيث كان الحدث يبث على 15 قناة أوربية على الهواء مباشرة.
*ماذا كان إحساسك وأنت تواجيهن هذا الجمهور الضخم؟
على مسرح الحفل، فقد كنت بعالم آخر. مر شريط حياتي كله أمام عيني، وكنت أسأل نفسي "من أنا؟" و"مالذي أوصلني إلى هنا؟!" مشاعر يطغى عليها إحساس نشوة النجاح بعد عمل شاق وصبر طويل، أحمد ربي وأبتسم في كل لحظة تأمل أسرقها بين الكلمات التي أنطقها على المسرح، فقد كان بإمكانهم اختيار أي شخص من كل دول العالم قاطبة، ولكن الاختيار وقع علي فهل أنا فخورة بذلك؟ طبعا!. وبين فترة وأخرى أنظر لعيني والدتي وأخي وهم جالسين بين الجمهور يراقبوني بعين الحب والفخر، وأنظر لرؤساء الوفود العرب ورؤساء كبرى الشركات العربية لأجدهم متابعين بابتسامة الثقة والفرح فزادني ذلك كله ثقة واعتزاز. وهنا أذكر أن أصدقائي الأجانب خبراء الدول الغير عربية كان بعضهم أيضاً ضمن الحضور وحرصوا على تشجيعي بالإشارة والهتاف وأنا فوق المسرح وهو ما أسعدني وقلل توتري، خصوصاً وأنني لم أكن أعلم من منهم قدم مع الوفد الرسمي لبلده لحضور مؤتمر قمة مجتمع المعلوماتية. وبعد انتهاء الحفل أخبرني كبار الحضور العرب بأن الأحاديث التي كانت تدور بين كبار الحضور من رؤساء ووزراء الأجانب والعرب هي حول جذور هذه الفتاة؟ وهل هي عربية فعلا؟ ومن أي بلد؟ خصوصاً وأننا كنا نقدم الحفل باللغة الإنجليزية.
يتبع...