الحشاش (2): إيلاف ديجيتال تسابق الزمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حوار مع المهندسة منار الحشاش 2/2
سلوى اللوباني من القاهرة: "منار الحشاش" مهندسة شابة من الكويت، عملت في مجال تكنولوجيا المعلومات في الجانب التقني والفني منذ 7 سنوات، بالاضافة للعمل على نشر الحلقة الأولى من الحوارالثقافة الالكترونية في المجتمع من خلال العمل الاعلامي والاجتماعي بمختلف الوسائل والعمل على ما كل ما من شأنه تطوير التكنولوجيا في الشرق الاوسط والعالم. إنجازاتها العملية كبيرة ومتنوعة مقارنة بسنها، إنجازات على المستوى الاعلامي المرئي والمقروء، كما شغلت وتشغل عدة مناصب، حاصلة على بكالوريس هندسة كمبيوتر عام 2000، وماجستير إدارة أعمال عام 2006 من جامعة الكويت، إضافة الى عدة دورات تدريبية في الكويت ولندن، منار تنظم وقتها بين واجباتها والتزاماتها وبين حقوقها على نفسها كأنثى، لذلك هي مصرة على عدم التنازل عن
*ما سبب إهتمامك بدراسة هندسة الكمبيوتر؟ فهذا المجال يغلب عليه الطابع الذكوري؟
قد تتعجبين لو أجبتك بأن هذا كله بدأ بصدفة! فقد حصلت على الثانوية العامة بتقدير أربع نقاط يعني 100% تخصص رياضيات، ووالداي مثل معظم الآباء يتمنون الطب ولكني لم أتخيل أن جد نفسي فيه كمجال عمل، فالطبيب يميل للانعزال للدراسة وأوقات يومه غير مستقرة لدواعي السهر أثناء نوبات العمل الليلية، وأنا اجتماعية وأحب الأنشطة وديناميكية، والأهم أنني أميل كثيراً للاستقرار، بمعنى أن الليل يعني أن أكون بالبيت بين أهلي وإلا تضطرب نفسيتي وأحس بعدم الإستقرار. هذه هي طبيعة شخصيتي. كما أن الجانب الآخر من شخصيتي يجعلني أصر دائماً على التفوق، بمعنى أنني وإن كنت سأصبح طبيبة لابد وأن أتفوق بالمجالات النادرة لأتمكن من عمل شيء جديد كإجراء عملية صعبة للقلب أو الأعصاب... الخ، والتفوق في هذه التخصصات النادرة يتطلب الالتحاق بكبرى الجامعات بالعالم، إلا أن موضوع سفري للخارج مستحيل بالنسبة لوالداي. ولكن حلم والداي وإصرارهما على القول "حرام نسبتك تؤهلك للطب فوراً لا تضيعي الفرصة" جعلني أدخل المركز الطبي في منطقتنا السكنية وانتظر الدور لأدخل على طبيب ومرة اخرى على طبيبة واسأل كلا منها "هل أنت مرتاح في وظيفتك " وبعد أن يزول استغرابهم ينصحاني إذا كنت أستطيع السفر لاستكمال الدراسة في الخارج، فعلي باختيار الطب أما إذا كانت ظروفي لا تسمح فسينتهي حالي حالهم، وبما أن دارس الطب تتبلور أمامه الأمور في السنة الثالثة والرابعة ولا يستطيع الطبيب أن يغير مساره الوظيفي إذا وجد صعوبة بتأقلم شخصيته وطبيعة التخصص الطبي. فوضعت هذه الأمور نصب عيني ووجدت أن الهندسة هي الأفضل، لكن أي مجال؟ فوجدت أن هندسة الكمبيوتر مجال جديد ومميز ويجذبني ويناسب تكوين شخصيتي كأنثى تميل للأماكن الهادئة ولا تحتاج للعنف، وقد اتخذت هذا القرار النهائي وأنا أمام موظفة القبول بالجامعة وبدون علم والدي بقراري الأخير!
*ألم يضايق والديك هذا القرار؟
هل قمت بتصميم أي برامج خلال دراستك؟
بدأت فعلياً بدراسة مواد تخصص هندسة الكمبيوتر في العام الثاني بالجامعة، وبدأ تعلقي بهذا المجال. إذ كان تحدي كبير لي لاكتشفه ولم أضع حينها هدف محدد إلا اكتشاف هذا العالم، كل ذلك ولم يكن أي مما أنا عليه الآن قد بدأ حتى تلك الفترة التي بدأت فيها بالعمل على مشروع تصميم وبرمجة نظام معلومات متكامل أثناء دراستي في الجامعة، فاخترت أن أصمم نظام متكامل للتجارة الالكترونية على الإنترنت، ويفترض للطالب أن ينهي جزء محدد ليحصل على درجاته، ولكنني استمريت بالعمل على تطويره حتى أصبح مشروع متكامل. فبدأت أخرج عن المقررات وكان لحسن حظي أن مرشدي الأكاديمي في جامعة الكويت ومعلمي د. فواز العنزي لاحظ هذا الشيء ولم يحبطني، بل خصص لي مواعيد بين المحاضرات ليفتح لي الطريق للحصول على المعلومات التي أريدها والتي هي خارج مواضيع المنهج الدراسي حتى لا أضيع وقت الطلبة أثناء المحاضرات بمواضيع غير مقررة عليهم. ومما أذكره وأنا أبتسم ابتسامة عريضة الآن هو أنني لم أكن أملك "لاب توب" وقتها! ولم يكن هناك طريقة عملية مثل الوقت الحالي لعمل نسخ احتياطية من الملفات Back-up مثل الآن، بل كنت أحمل جهاز "CPU" كشيء ثمين جداً بالنسبة لي لأنه يحتوي على ملفاتي وعملي الذي أسهر عليه وأخشى أن يقع مني!
*متى كانت إنطلاقتك في هذا المجال؟
إنطلاقاً من إيماني بوصية الرسول "إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه" حرصت على أن أنهي مشروعي كنظام متكامل حتى بعد إتمامي للمتطلبات الدراسية، وظللت أعمل عليه ليلاً ونهاراً ورغم اعتراض والداتي على سهري وقضائي وقت طويل لاستخدام الكمبيوتر والقوانين التي كانت تضعها بأنه لا انترنت بعد العاشرة مساءا، ألا أنها كانت تشعر أن هناك
*ما هي المشاكل التي واجهتك أثناء عملك لنشر الثقافة الالكترونية؟
المشاكل هي تلك التي يواجهها أي مشروع أو مجال جديد، فالتكنولوجيا لم تكن موجودة من قبل لأقوم بتكرار خطى من سبقني في هذا المجال، بل كل مشروع في هذا المجال هو مستحدث بأفكاره وأدواته وطرق التعامل معه. فأذكر أنني في بداية عملي إعلامياً لنشر الثقافة الإلكترونية، وكان ذلك بتقديمي برنامج تكنولوجي على تلفزيون الكويت سنة 1999 وأنا لا أزال طالبة بكلية الهندسة، حيث كانت وجهة نظري بأن مفهوم الإنترنت لابد وأن يقدم بصورة إيجابية لنكوّن عند الناس الرغبة بمعرفة ما هي وبالتالي استخدامها. فأصريت وقتها على عدم استخدام المصطلحات العلمية الصعبة بل تبسيطها وإعطاء الأمثلة التي تلامس واقعنا وحياتنا اليومية، وما هي الفائدة التي يمكن أن يحققها كل فرد إذا ما استخدم الإنترنت على اختلاف اختصاصاتهم فوافق المسئولين على ذلك. وكنت أحرص على تكرار عناوين المواقع "دبليو دبليو دبليو" و "دوت كوم" في كل جملة أقولها أثناء بث البرنامج، رغم علمي بقلة مستخدمي الإنترنت في ذلك الوقت، إلا أنني كنت أهدف للفت انتباهم لوجود شيء هو "دوت كوم" كمرحلة أولية ومن ثم تثبيت المصطلح بأذناهم ثم سرد الفوائد والإيجابيات التي يمكن أن يحصل عليها كل فرد في المجتمع مراراً وتكراراً، وأركز على تنمية الهوايات والمهارات وما يحبه الأفراد على المستوى الشخصي، حتى أصل بهم للمرحلة التي يقال فيها "خلاص ياجماعة خلونا نشوف ماهو الشيء الذي تتحدث عنه هذه البنت" وهو بالفعل ما حصل عندما نقل لي الكثير ذلك "دوختينا منار بالدوت كوم فما هي؟" وأحلى تجاوب كان عندما قالت لي شقيقتي أن واحدة من زميلاتها في الدراسة عندما عرفت أنها شقيقتي أخبرتها بأن جدها كل يوم خميس يطلب من العائلة أن تشغل تلفزيون الكويت ليتابع "منار دوت كوم"! هذا ما كنت أريده بالضبط في المرحلة الأولى!.إذاً هي الصعوبة في تقديم الشيء الجديد، فمن جانب الحصول على الدعم اللازم للتحرك والعمل من القطاع الحكومي والقطاع الخاص، ومن جانب آخر الصعوبة في بناء القبول عند المجتمع، خصوصاً مع وجود الجوانب السلبية للتكنولوجيا التي تمس عاداتنا وتقاليدنا الشرقية المحافظة.
*هل تجدين إقبالاً من جيل الشباب للتعرف على كل ما هو جديد بعالم التكنولوجيا من خلال عملك كمعدة ومقدمة برامج تلفزيونية؟
بالطبع، أدوات التكنولوجيا أصبحت محور حياتنا كجيل شاب، ولا يمكن أن تسمى يومياتنا بـ"حياة الشباب" بدون أدوات التكنولوجيا، فهي التي تحدد علاقاتنا وتواصلنا مع الآخرين
*ما هي أهم المشاريع التي قمت بتصميمها في المجال التقني؟
بالتأكيد هو نظام التجارة الإلكترونية الذي طورته أثناء دراستي بالجامعة عام 1999، لأنني عملت به من الألف الى الياء، حيث أنه نظام متكامل من ثلاث جوانب. أولا، يحتوي على قاعدة بيانات متكاملة ولها واجهة تطبيق لتمكن صاحب المشروع من تخزين السلع بأصنافها المختلفة وكل مايتعلق بها من بيانات، ومتابعتها مع المخازن وربطها بنظام محاسبي. ثانياً، الموقع الإلكتروني والذي يخدم الزوار من الزبائن بحيث يستعرضون السلع المتوفرة في قواعد البيانات واختيار مايرغبون بشرائه. أما الجانب الثالث فهو نظام الدفع الإلكتروني والذي يتم من خلاله تشفير بيانات البطاقات الائتمانية وربط النظام بالبنوك لإتمام عملية الشراء. من هنا يمكنك أن تري كيف أنه نظام متكامل يحتاج بالتأكيد لعملية تخطيط وتحليل النظم، لأتمكن من تصميم الهيكل الأساسي للنظام وقواعد البيانات. وشموليته هذه هي ما أتاح لي فرصة ذهبية للتعلم وتطوير مهاراتي أثناء الدراسة، لأن في أجواء العمل عادة ما يعمل مطور النظم ضمن فريق عمل، ويكون مسئول جزئية فيه حيث تقسم المهام بين الأعضاء، فتكون الخبرة المكتسبة محدودة في مجال معين دون غيرها، ويحتاج الفرد سنوات عمل طويلة ليصبح "محلل نظم".
*تشغلين العديد من المناصب في نفس الوقت، مديرة غراس الكترو، ومديرة غراس لنشر الثقافة الالكترونية، ومعدة ومقدمة برامج للتلفزيون الكويتي، ومدقق نظم معلومات ومدير عام دوت ديزاين. كيف أنت قادرة على متابعة كل هذه المشاريع وإدارتها؟
التنظيم، التنظيم، التنظيم! والأهم هو التنظيم من الداخل، وأعني تنظيم الأهداف والأولويات لكل مرحلة، متى ما كانت واضحة يسهل تنظيم الوقت. كما أنه من الأمور المهمة جدا فرق العمل التي تعمل معها، ومدى إيمانهم ورغبتهم بالعمل والعطاء. متى ما توفر ذلك فإن كل ما يحتاجه الفرد هو تنظيم الأمور الإدارية والتي تتطلب ديناميكية وتفاعلية بالقرارات وأسلوب العمل ليتناسب مع ساعات عملي المزدحمة والمضغوطة ، فإثناء كل أعمالي تلك أنا طلبة ماجستير، وجدول اختباراتي أعلنه لكل من يعمل معي، فلا يكون هناك اجتماعات في تلك الأيام، بل تكون قبلها لأحدد ما هي الأعمال التي يمكنهم عملها وإنجازها دون الاتصال بي أثناء أيام غيابي، لأنتهي من الاختبار ويكونون هم قد أنجزوا الجزء المتعلق بهم فنجتمع ونستأنف مع بعضنا ... وهكذا...من السبت الى الاربعاء في العمل الحكومي ومساء بالجامعة،
أما فترة الظهيرة فهي ما أوزعها لاجتماعات العمل والمتابعة في الجهات المرتبطة بها، أو في المكتبة للدراسة أو في للترفيه والتسوق. الخميس صباحا أعد موادي التي أقدمها إعلاميا حيث تكون قد تراكمت عندي ذهنيا خلال الأسبوع من خلال متابعتي لما يدور حولي في عالم التكنولوجيا ، ثم أتجه للتلفزيون من الظهيرة وحتى المساء. ولا يتبقى لي سوى الجمعة لالتقاط الأنفاس والراحة والالتقاء بالأهل والأصدقاء إذا لم تكن فترة اختبارات. بصراحة، وطوال فترة دراستي للماجستير أضطر أن أكون حازمة في وقتي، كما أنني أحرص على الراحة خلال فترة الصيف فلا ارتباطات رسمية ولا لقاءات سوى عملي الصباحي أيام الأسبوع والتلفزيون بنهاية الأسبوع. أما الندوات واللقاءات التي ألبيها كدعوات من التجمعات الطلابية فإنني أضطر لتقديم إجازة من عملي صباحا لأتمكن من عقدها، وعادة ما استنفذ حقي برصيد الإجازات بسبب هذه اللقاءات التوعوية! إلا أنني أشعر بالسعادة وأجد نفسي بها ولا يمكن أن أرد دعوة تصلني من مدرسة أو جهة، بل هي ما يعزز من عزيمتي ويدفعني لتقديم المزيد خصوصا عندما أرى الاستعداد والحفاوة من الطلبة وأولياء الأمور والمسئولين في وزارة التربية بكل لقاء.
*أحياناً من يهتم بهذا المجال الدقيق والصعب سيدات متقدمات في السن، ولا يوجد إهتمام بمظهرهن. في حالتك أجد اختلافا كبيراً. ما السبب؟
السبب بسيط جداً، وهو أنني أنثى ولا يمكن أن أتنازل عن أنوثتي! فتجديني أنظم وقتي بين واجباتي والتزاماتي وبين حقوقي على نفسي كأنثى، ولا أخفي عليك أنني أجد قمة المتعة في التسوق وممارسة الرياضة والعناية بنفسي، وكل ذلك أجده في النهاية يقودني لوضع أفضل من جميع النواحي. فبعد عناء يوم العمل الطويل، والضغوط الاجتماعية أجد أن تلك
*قدمت دورات تدريبية لاستخدام الانترنت، كيف تعاملت مع المراحل العمرية المختلفة أثناء الدورات؟ هل واجهت مواقف أو سلوكيات صعبة؟
قدمت هذه الدورات فور حصولي على البكالوريوس، حيث لمست الحاجة من خلال تفاعل وطلبات جمهور برنامجي التلفزيوني، وتكونت لدي الرغبة بعمل حملة وطنية لمحو أمية التكنولوجيا، ولكن لصغر سني وعدم الخبرة لم أعرف من أين وكيف أبدأ إلا بهذه الدورات، فكانت الصعوبات هي أنني اضطررت لعمل كل شيء بنفسي حيث حضرت المادة التي سأدرسها وكان هذا الأمر جديد بالنسبة لي من خلال صياغة منهج بمقدمة وموضوع ورسوم توضيحية وطباعتها، كما أنني اضطررت للتنسيق لضمان مختبر بأجهزة تكون جميعها متصلة بالإنترنت، هي الصعوبات بتوفير التجهيزات اللوجستية. أما بالنسبة لتفاوت بالأعمار فتصوري أنها لم تكن مشكلة، لأن الإنترنت كان شيء مبهم بالنسبة للجميع، صغاراً وكباراً، الكل مضطر لأن يبدأ الخطوات من الصفر، والأهم هم رغبتهم بالتعلم حيث كان هو دافعهم للتسجيل والاشتراك بالدورات. وأذكر أنني اضطررت لقبول الإناث فقط عندما زاد العدد، كما أنني بصراحة لم أكن واثقة من أنني قادرة على تدريب الذكور كتجربة أولى وبهذا السن وهل سيمكنني السيطرة على المشاغبين منهم!. إلا أنني لم أستمر بعقد هذه الدورات لأنني بدأت بالتحضير لبرنامج الماجستير ولن يكون باستطاعتي التفرغ لها في الفترة المسائية.
*كيف بدأت فكرة مجلة دوت؟
خلال هذه الفترة أيضا وتحديداً سنة 2000 وحتى 2005 كنت أعد صفحة كاملة أسبوعياً متخصصة بالتكنولوجيا بإحدى الصحف الكويتية تنشر كل يوم جمعة، ومن خلال زياراتي للمدراس والمعاهد والجامعات كنت أفاجأ عندما يريني الأساتذة ملف يحتوي على صفحاتي التي تنشر كل أسبوع ليستعينوا بها!. كما أنني بعد كل ندوة أفتح مجالا للاسئلة والاستفسارات للطلبة والمدرسين وأولياء الأمور، وعندما أبدأ بالإجابة ويبدأون بتدوينها يظهر في كل مرة من يسأل "منار ما عندك شي مطبوع؟!" فأحسست بضرورة إصدار مطبوعة على الرغم من انشغالي بالدراسة والعمل، إلا أنني أحسست أنها خطوة ضرورية في هذه المرحلة على الأقل ولا بد أن تتزامن مع الزيارات التوعوية، خصوصاً وأنني كنت أجد أن الساحة العربية لا تحتوي على مجلات تناسب عامة المستخدمين وتعيش مع الشباب باللغة العربية فكان أن اتخذت القرار بسنة 2003 على أن أؤسسها وأعمل بها لمدة 3 سنوات حتى أنتهي من الماجستير، لأسلمها لمن يكمل المشوار ويكون من نفس الفئة الشبابية والاختصاص، وأتجه أنا لمشاريع أخرى تتناسب والمرحلة الأكبر التالية للماجستير. ولله الحمد حققت نجاحا كبيرا من أول عدد وترأست تحريرها لمدة سنة ونصف، حيث حرصت على أن تغطي مواضيعها اهتمامات كافة أفراد الأسرة وتحافظ على طبيعتنا كمجتمع محافظ. وها هي الآن مجلة مستقلة بنيتها على قواعد متينة أهلتها لمواصلة الصدور كما أردتها، وأفخر كلما أرى إسمها في عالم الصحافة. وإن أصبحت بعيدة عنها الآن بحكم ارتباطي بالعمل مع منظمة جائزة الأمم المتحدة للمعلوماتية WSA ، إلا أن لها مكانة عندي خصوصا وأنني أسستها وأثبت نفسي فيها بعمر صغيرة حتى باختيار اسمها وتصميم شعارها وحجم المجلة واختيار تقاط بيعها .. ولو لم تكن بصمة ناجحة حتى آخر لحظة في تلك المرحلة لما استمرت الدار بإصدارها استثمارا لنجاحها هي مرحلة مهمة في حياتي بلاشك.
*قدمي لنا نبذة عن مشروع غراس الكترو التوعوي لنشر الثقافة الالكترونية.
هي حملة تشمل جولات ميدانية لعقد الندوات واللقاءات في المدارس والمعاهد والجامعات والنوادي وغيرها من المجتمعات المدنية، بهدف الترويج للاستخدام الأمثل للتكنولوجيا بدأت عام 2003 ومستمرة بحمد الله حتى الآن. فمع استمراري بتقديم بالتواجد الإعلامي لنشر الثقافة الإلكترونية من خلال التلفزيون وكتاباتي الصحفية الأسبوعية، بدأت تصلني دعوات من قبل إدارات المدارس لعقد الندوات واللقاءات لتعريف الطلبة بكيفية التعامل مع التكنولوجيا وماهي المعايير الصحيحة لاستخدامها، وبعد كل زيارة أجد تفاعلا أكبر من قبل الحضور وتصلني بعدها العديد من الدعوات لما كانت تحققه هذه اللقاءات من صدى إيجابي بين الناس، وهو أمر مفرح بالتأكيد خصوصا وأنه التواصل الحي المباشر مع الجمهور بدون حواجز. وقتها أحسست أن هذه الندوات هي ما كنت أتمناه لإطلاق حملة توعية وطنية، إلا أن أمر التنسيق ومتابعة الترتيبات اللازمة لعقد الندوات يتطلب تنظيم
*ما هو محتوى الندوة؟
أبدأ الندوة بعرض فيديو عن آفة المخدرات وما تفعله من هدم بالمجتمع، ومن بعد استثارة الإحساس بالغضب والكره تجاه هذه الآفة بين الحضور، يبدأ سيناريو الفيديو بعرض ما يمكننا فعله للتصدي لهذه الآفة، كل في مجاله بالبذل والعطاء، ونمهد شيئا فشيئا لإيضاح أن ما نقوم به من استخدام إيجابي لأدوات التكنولوجيا هو نابع من مسئوليتنا تجاه مجتمعنا لنرتقي به للأفضل ونبتعد عن كل ما يهدمه ومنها الاستخدامات السلبية لوسائل التكنولوجيا. وهنا لا أخفي عليك أنني اضطر لممارسة بعض التحليل النفسي والتشاور مع الأخصائيين الاجتماعيين وأولياء الأمور والمعنيين في الجهة الداعية الذين يحددون أهم ما يواجهونه من عقبات أثناء تدريسهم لطلبتهم، وأيضا ما يعانيه أولياء الأمور مع أبنائهم من استخدامات سلبية للتكنولوجيا، لأقوم بالتطرق إلى هذه النقاط بطريقة غير مباشرة في الندوة التي تعقد مع الطلبة، بحضور أولياء أمورهم وموجهي الحاسوب بوزارة التربية، حيث يجدونها فرصة لأن أمررها في اللقاء كوني أنتمي لنفس جيل الطلبة. وأتمنى بالفعل أن أكون قد وفقت في إحداث تغيير إيجابي ولو بنسبة 1% ، إذ أن ما يهمني هي المحصلة النهائية لكل الاجتهادات الإيجابية المبذولة بالمجتمع بما يقدمه غيري من أعمال في مجالات متنوعة، لتجتمع معا وتعطي نتيجة إيجابية للمجتمع ككل وليس لـ "منار الحشاش" وحدها.
*وهل نجحت الحملة؟
الان أنا سعيدة جداً لأن الحملة أثبتت نجاحها وأصبحت معروفة جدا بين الأوساط الشعبية والرسمية في الكويت وتحظى بدعم من القطاعين الحكومي والخاص، وعملها منظم بفضل فريق العمل الرائع الذي أعمل معه، ومطمئنة لأن الحملة بات عملها مؤسسي قائم بما يمكنه من الاستمرار بعد منار الحشاش بسواعد شباب المستقبل الذين يرغبون بممارسة دورهم الاجتماعي في هذا المجال.
*كيف بدأت فكرة تأسيس مسابقة غراس الكترو السنوية؟
من خلال الإحصائيات التي قام بها "غراس" أثبتت أن 77% من أسباب إدمان الشباب في الكويت على المخدرات في الكويت هو "وقت الفراغ"، وهنا أنوه بأن 70% من المجتمع الكويتي هم من الشباب، فكانت الفكرة بأن أفعل ما نقدمه في الندوات ليتمكن الشباب من المتابعة بعد الندوة، فما الفائدة إذا أشعلنا فيهم روح الحماس أثناء الندوة واستنهضنا الهمم لضرورة استغلال طاقاتنا بشكل إيجابي في المجتمع، ولم نقدم البدائل، فكانت الفكرة بطرح مسابقة سنوية لشغل أوقات فراغهم بما يحبونه من هوايات متركزة في الآونة الأخيرة على استخدام التكنولوجيا، وبطريقة غير مباشرة نكون قد أسهمنا بصرفهم عن آفة المخدرات "يعني عصفورين بحجر واحد".
*هل يمكن أن تقدمي لنا بعض من تفاصيل المسابقة؟
تستهدف شريحة الشباب بعمر 14 - 24 سنة، لتشجيعهم على الابتكار والإبداع. ويتم اختيار أفضل الأعمال الإلكترونية في 4 مجالات، أفضل تصميم موقع على الإنترنت، أفضل تصميم عرض شرائح PowerPoint، أفضل تصميم غرافيكس بوستر، أفضل تصميم بطاقة تهنئة إلكترونية للموبايل MMS، والشرط الوحيد بالأعمال المشاركة أن تكون ذات محتوى عربي بنكهة محلية، ويفضل أن تطرح قيمة اجتماعية تعزز الروابط الأسرية، حيث أن هدفي هو تعزيز الهوية الوطنية، فأنا ضد أن نكون مستوردين فقط، وكنت أنزعج عندما أرى بطاقات التهنئة المتوفرة للموبايل هي للتهنئة بمناسبات لا تمت لنا بصلة كدول عربية، بل أنها لا تحمل روحنا في المعايدة نفسها، وإذا لم نقم نحنن بتصميم ما يناسب ثقافاتنا فلن يقوم أحد بتصميمها بالنيابة عنا. فهل نتوقع أن يقوم المصممون بالدول الأجنبية بتصميم بطاقة لمناسبة شهر رمضان مثلا؟! أما بالنسبة لتقييم المشاركات واختيار الفائزين فيتم من قبل لجنة تحكيم متخصصة، وتوزع الجوائز على الفائزين من خلال حفل برعاية وحضور وزير المواصلات وكبار المسئولين بالدولة. وهنا أذكر أن دعم القطاع الخاص جدا مهم حيث تحظى المسابقة بدعم شركات التكنولوجيا المحلية التي تقدم لنا جوائز تصل لحوالي 25,000 دولار سنويا، حيث أحرص على أن يحصل كل فائز على حزمة تتكون من جهاز كمبيوتر شخصي واشتراك إنترنت سريع للمنزل ودورة تدريبية من اختياره، بهدف تطوير مهاراته الفنية إذ أنني أؤمن بأن من يحقق الفوز بإمكانياته المتواضعة كطالب ممكن أن يكون نابغا لو دعمناه ووفرنا له الرعاية. وهذه هي السنة الرابعة على التوالي للمسابقة.
*ما هي الامور التي تأخذينها بعين الاعتبار عند البدء بالتخطيط لمشروع تقني؟
دراسة ومسح السوق، لتحديد ما يمكن أن يكون مرغوبا ويحقق نجاحا تجاريا عند طرحه في الأسواق، هذا من جانب. ومن جانب آخر فإنني أحرص على تقديم ماهو جديد وأكره التكرار، لأنني أعتقد أن هناك المئات من الأفكار الجديدة التي لم يتم استهلاكها، فربما نحتاج وقت أطول للإعداد لها وتطبيقها وتجربتها، وقد تحظى بالنجاح أو الفشل ونوقف العمل بها لنبحث فكرة جديدة أخرى، إلا أن ما يهمني هو الابتكرار وإضافة شيء جديد. وفي الجانبين يكون دائما ما أبحث عنه هو الطابع الـ "محلي" للمشروع، أي أنه لابد وأن يتم تطويره خصيصا ليناسب بيئتنا وعاداتنا وهويتنا المحلية بلغتها وفكرها. ولا يفهم كلامي خطأ بأنني "أعيد اختراع العجلة" ولكن أعني أننا ممكن أن نتعاون مع جهة أجنبية بفكرة ما أعجبتني مثل أحد البرامج التطبيقية، ولكن يتم تطويرها وصياغتها بمحتوى محلي. أو أن نعمل على تطوير مشروع جديد كليا بناء على أسس وأفكار محلية مثل المشاريع التي نقدمها أنا وزملائي المبدعين في شركة "دوت ديزاين"، وأحداها كان تطبيقا ترفيهيا عبارة عن لعبة بلغة "جافا" للموبايل باسم "كوت بو ستة" وهي لعبة ورق تراثية وشهيرة جدا في مجتمعنا الكويتي، حيث يتم تحميلها على أجهزة الموبايل من قبل مشتركي شركة MTC الكويتية، التي دعمتنا وتعاقدت معنا لتملك حقوق بيعها على مستخدميها.
*من أهدافك المستقبلية تطوير منتجات حديثة في عالم التكنولوجيا. برأيك كدول عربية ما هو المنتج الذي نحن بحاجة اليه في مجال التكنولوجيا الان لينهض بالمجتمع العربي؟
البرمجيات، البرمجيات، البرمجيات! نعاني نقصاً شديداً من أنظمة المعلومات والبرمجيات التي نحتاجها في حياتنا اليومية وبلغتنا الأم، سواء كانت أنظمة تعليمية، ترفيهية، ثقافية، علمية ...الخ . نحتاجها بكل المجالات. وتطوير هذه الأنظمة يحتاج لاستثمارات حالها حال أي صناعة، فمن جانبي أفضل أن يتم الاستثمار في صناعة البرمجيات وليس صناعة الأجهزة ّهارد-وير" لأن ما توفره كبرى الشركات العالمية يقدم بمواصفات وأسعار تنافسية يصعب التنافس معها، في حين الأجدى بالاستثمار حيث يمكن تحقيق عائد استثمار على منتجات لا منافس لها هي في سوق البرمجيات المحلية، التي عادة لا تستطيع الشركات الأجنبية معرفتها وتلمس الحاجة لها لأنها بعيدة عن مجتماعاتنا وواقعنا اليومي، مما يبعدها عن المنافسة لأنها لاتخاطر باستثماراتها فيما تجهله، ولن تتشجع على الدخول في مجال البرمجيات وأنظمة المعلومات المحلية إلا إذا وجدت شريكا محليا يدعمها ويقود العملية. وهنا لابد أن أذكر ضرورة الاهتمام بحماية الملكية الفكرية لأنها هي رأس المال الفعلي لهذه المشاريع، وما يجب على الدول تطبيقه لضمان الحماية بسن القوانين والتشريعات التي ستشجع الاستثمار في هذا المجال. وبما أنني أتحدث عن صناعة البرمجيات وما نحتاجه في عالمنا العربي لتطويرها فلابد أن أذكر ضرورة توفير مناخ استثماري مشجع لهذه الصناعة، آخذين في الحسبان الدورة الزمنية لهذه الصناعة وما تحتاجه من تسهيلات في التمويل يختلف عن تمويل مشروع استيراد وبيع سلع استهلاكية كما هي العقلية السائدة لدى بعض المؤسسات التمويلية في الوطن العربي للأسف!.
*ما رأيك بايلاف ديجيتال من الناحية التقنية والاعلامية؟
إيلاف دائماً سباقة، وصدورها في هذا العالم الافتراضي بذلك الوقت ما هو إلا دليل على النظرة الثاقبة للقائمين عليها، وإن كانت بعض المشاريع تسبق زمانها ويصعب على الناس استيعابها والتفاعل معها في بدايتها، إلا أن روح المبادرة والإصرار هي ما تتميز به إيلاف وتحقق به السبق دائماً. وها هي تسابق الزمن وتنافس نفسها بإصدار "إيلاف ديجيتال" بهذه الروح والتصميم والتقنية العالية، التي حتما حجزت لإيلاف مقعداً في الصف الأول بعالم الغد.. إلا أن شهادتي بها مجروحة ..لأنني هنا أتذكر نظرات الأمل والإصرار والتحدي بعيني الراحل العزيز "وفائي دياب" كلما تحدثنا عن مشروع "إيلاف ديجيتال"، وكلما تبادلنا الآراء والأفكار عما يجب عمله لإنجاح هذا المشروع الطموح، وما كانت أحاديثنا التي أصبحنا نتبادلها يومياً حتى ظهر يوم وفاته إلا من إيماني بمشروع "إيلاف ديجيتال" الذي أصبحت متمكسة به أكثر من أي وقت مضى، ولا عزاء لنا إلا في إصرار السيد "عثمان العمير" على المضي قدماً بالمشروع، وبأسرة "إيلاف" التي ستكمل المسيرة بكل إحتراف وتميز كما عودتنا دائماً. وهذا هو ما أجبت بأنه ينقصنا كعرب عند سؤالك سابقاً.
*كيف يمكنك تشجيع الشباب على الابتكار والابداع؟ ما هي نصيحتك؟
سأتحدث هنا من زاويتين مختلفتين من منطلق واقعي الذي أعيشه يوميا. كجيل شاب يجب أن نبتعد عن التكرار والتقليد الأعمى في أعمالنا ونسعى لتقديم الجديد ونحرص على المبادرة، ومن الناحية الأخرى نحتاج دائما للدعم والتشجيع من المسئولين، والإيمان بأفكارنا وإن كانت خارجة عن المألوف لأنها قد تكون بداية ابتكار شيء غير مسبوق. أما كمسئولة فإنني أحاول أن أستثمر إمكانياتي لأوفر للآخرين من أبناء جيلي فرص التنافس بالمسابقات التي تخلق لهم أجواء إبداعية تحفزهم لتخرج أفضل ما لديهم، وتقديم الجوائز التي تجذبهم ومن شأنها تطوير إمكانياتهم ومهاراتهم كالدورات التدريبية وأجهزة الكمبيوتر الحديثة..الخ، وأتمنى استمرار الدعم من الشركات التي ترعانا والقطاع الحكومي الذي يساندنا. واسمحي لي أن أتوجه بكلمة لأبناء جيلي من الشباب بضرورة تعاوننا ومساندة بعضنا البعض، إذ أن ليس بإمكاننا النجاح بدون أن نحب بعضنا ونقتنع بأن نجاح أحدنا هو نجاح لنا جميعا بالتأكيد.
*هل تعتقدين بأن الشباب يستخدمون الانترنت بشكل صحيح؟ وكيف يمكن تدريبهم وتشجيعهم للاستفادة من الانترنت بشكل إيجابي؟
هناك من يستخدم الإنترنت استخداماً إيجابياً وهناك من يستغله سلبياً، فلا يمكنني التعميم، ولكنني دائما أقول أن الإنترنت نعمة لنا في هذه الحياة، ولابد أن نكون مسئولين عن تصرفاتنا وكيف نقضي وقتنا وطاقاتنا فنحن لم نخلق عبثا في هذه الحياة، والإنترنت ما هي إلا أداة و وسيلة اتصال اخترعها الإنسان لتفيد بني البشر كل في مجاله، ولن نكون بأفضل حال إلا إذا نبع ذلك من قناعتنا الداخلية بأن يكون كل منا إنسانا أفضل.
*أين منار الانسانة وسط كل هذه التقنيات والمشاريع والمشاغل؟
بأفضل حال! فأنا لا أشعر بإنسانيتي إلا عندما أحس أنني أعطيت كل ما أستطيع، ولا يمكنني أن أكون أكثر سعادة من سعادتي في لحظات النجاح ورؤية نظرات الفخر والحب بعيني والداي وأسرتي وأحبتي، وهذا هو سر البريق الذي أحسه من داخلي. إلا أن ما يضرني في كثير من الأحيان هو أنني أنسى أن لطاقتي حدود فأحملها أكثر مما يجب، خصوصا إذا لم أتمكن من عمل شيء ما بحسب توقعات الآخرين التي عادة ما يكون سقفها عاليا بالنسبة لي فتشكل ضغطا كبيرا علي حيث أن في نظرهم أخطائي غير مقبولة، بل أن الخطأ غير وارد في عالم منار الحشاش متناسين أنني فتاة عادية أحاول وأطمح وأتمنى ... أفشل وأنجح ... أخفق وأتفوق، مما يضعني تحت ضغط هائل فأبدأ بلوم نفسي لخشيتي خذلان الآخرين. ولكن في الفترة الأخيرة أتحت لنفسي فرصة ومساحة للتأمل والتفكير وتقييم مراحل حياتي خصوصا بعد إتمامي لمتطلبات دراسة الماجستير، وأصبحت أكثر سيطرة على مشاعري وأكثر احتراما لإمكانياتي مقابل المتطلبات والضغوط التي أمر بها، فأجدني اليوم أقدر على تحديد إمكانياتي وترتيب أولوياتي، والتعبير عن ذلك للآخرين بأريحية أكبر خصوصا مع تزايد الضغوط ومتطلبات الآخرين لأنني في النهاية بشر ولابد لي أن أحترم هذا أولا حتى يحترمه الآخرون، وإلا خسرت منار الإنسانه. فتجديني أفرض أوقات الراحة والاستجمام وممارسة الرياضة والتسوق والترفيه وكل ما أحتاجه لأحافظ على أنوثتي، ضمن جدولي ولا أسمح بالتنازل عنها أبدا لأنها هي ما يعيد شحن طاقتي ويعزز ثقتي فأتمكن من الاستمرار. وها أنا اليوم أكثر ثقة ورضى وسلام مع نفسي، وهذا الإحساس هو الجمال الأعمق الذي لا تراه العين بل يحسه من هم حولك، فيحيطوك بالحب والاحترام الذي يمكنك من العطاء في المقابل.. ولا تسمو روح الإنسان إلا بالعطاء لأنه دليل الحب!.