ناديا يسري: روح سعاد لا ترقد بسلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد مطالبة عائلة سعاد حسني بتشريح جثّتها
ناديا يسري: روح سعاد لا ترقد بسلام
إيمان إبراهيم من بيروت: "منذ خمس سنوات ونصف انقلبت حياتي رأساً على عقب" تقول ناديا يسري بأسى، تنهمر دموعها بغزارة وما تلبث أن تنخرط في بكاء مرير، وبين نوبة بكاء وأخرى تأخذ نفساً عميقاً لتروي لنا اللحظات الأخيرة في حياة صديقتها الرّاحلة سعاد حسني، حين نظرت إلى الأعلى لتجدها على شرفة المنزل تنتظرها، وصولاً إلى النهاية المشؤومة، حين كانت الشرفة خالية إلا من ذكريات ما تزال تؤرق ناديا التي لم تطأ قدماها عتبة الشرفة منذ ذلك اليوم، حين فقدت أعز صديقاتها، وأصبحت موضع اتّهام بالسرقة والقتل.
ناديا التي تقيم في عاصمة الضباب لندن، تشعر بحقد كبير على الرأي العام العربي الذي نسج الكثير من التّهم الظّالمة حولها، واخترع الكثير من السّيناريوهات التي لا أساس لها من الصحّة.
في بيروت التقيناها، بدت رقيقة، شفافة، أين منها صورة تلك المرأة الغامضة التي نسجت حوالها الصّحافة العربيّة الكثير من الأقاويل، تلك الأقاويل نفسها التي قتلت سعاد حسني في غربتها. نسالها:
لماذا قرّرت في هذا التوقيت بالذّات الدّفاع عن نفسك في وسائل الإعلام، وأنت المتّهمة منذ سنوات، أقلّه من الرّأي العام المصري وبعض الإعلام العربي؟
لم أقرّر أنا، بل اتّصلت بي صحافيّة لبنانيّة تدعى نداء عودة، وطلبت منّي إجراء مقابلة معها، فشعرت للمرّة الأولى أنّ ثمّة صحافي يتمتّع بمصداقيّة، وما لبثت وسائل الإعلام اللبنانيّة أن اهتمّت بقضيّتي.
ما الجديد الذي قد تضيفه إطلالاتك الإعلاميّة، بعد أن أعيد نبش قضيّة الرّاحلة سعاد حسني من قبل عائلتها، ومطالبة شقيقتها بإعادة فتح ملف القضيّة؟ هل تتوقّعين تعاطفاً من قبل الرّأي العام العربي معك؟
ثمّة أشخاص يقولون أنّني قتلت سعاد، وآخرون يقولون أنّي سرقتها، أولاً سعاد لم تقتل بل انتحرت، وهي لم تكن تملك مالاً، وحتّى لو كانت تملك المال كيف سأسرق أعز صديقاتي؟ عدا عن أنّي امرأة "شبعانة". كما أنّ جنجاه شقيقة سعاد وعائلتها اشترت كل الميديا المصريّة.
ما مصلحة جنجاه باتّهامك بالتورّط بقتل شقيقتها؟
هي تتاجر بمقتل سعاد. من برأيك منهم حزين لفقدان سعاد؟ لا أحد. أنا فقط حزينة لوفاتها. لا يمكنك أن تتخيّلي كيف انقلبت حياتي من الحادي والعشرين من شهر حزيران 2001 حتى اليوم.
هكذا قضت سعاد لحظاتها الأخيرة
سأحدّثك عن الليلة التي سبقت انتحارها، بعد أن جاءت إلى البيت من المركز الصحّي حيث كانت تتّبع نظاماً لإنقاص وزنها. أنا أعرف سعاد من 35 سنة، عندما جاءت شعرت أنّ ثمّة أمر غير طبيعي، وأنا معتادة على السكوت عندما تكون سعاد متضايقة لأعطيها وقتاً تنفرد به مع ذاتها، من ثمّ أقترب منها لأستمع إلى ما يضايقها. وكان تلفونها يرن باستمرار وهي لا تجيب، فشعرت أنّ سعاد على غير طبيعتها. المهم أن التلفون بقي يرن وقتاً طويلاً وهي لا تجيب، تركتها على راحتها لم أسألها خوفاً من مضايقتها لأني أعرف طبيعتها. وفي هذا الوقت أعدّدت العشاء الخاص بسعاد التي كانت تتّبع نظاماً غذائياً لإنقاص وزنها، وبعد العشاء نامت على الكنبة في الصالون، فاحتضنتها وحملتها ووضعتها في السرير.
هل تمكّنت من حملها رغم وزنها الثقيل في أيامها الأخيرة؟
لم يكن وزن سعاد كما كانوا يشيعون، هذا حرام. كان وزنها زائداً نعم، لكنّه لم يصل إلى حدود المئة كيلو كما يقولون.
وماذا حصل في الصباح الأخير من حياة سعاد؟
كنت يومها أدرس في إحدى معاهد لندن، وكان لديّ امتحان فكنت منكبة على مراجعة بعض الدروس، بينما كانت سعاد تشاهد التلفزيون. وكنت قد سجلت برنامجاً كان يعرص أثناء وجودها قبل يوم في المركز الصحي على القناة المصريّة، وقد تحدّثوا عنها في البرنامج بشكل جميل، فحملت الشريط وطلبت من سعاد أن تشاهده في المساء، لكنّها قالت بحدّة "لا أريد أن أشاهد شرائطاً، ولا أن أقرأ مجلات، لا أريد مشاهدة أحد" فتأكّدت أنّ ثمّة ما يضايقها. في الصباح طلبت منّي سعاد مشاهدة الشريط، جلسنا متقاربتان على الكنبة وجلسنا نشاهد الشريط، وكان في الحلقة عرض لأغنية جميلة لسعاد تحت عنوان "بانوا على أصلكن بانوا"، فأعادتها سعاد أكثر من خمسة عشر مرّة. كلام الأغنية كان مؤثراً وله معنى كبير جداً. (تبكي ناديا بشدّة، فأضطر إلى إيقاف التسجيل حتى تسترجع هدوئها وتستطرد) كنت صامتة طوال الوقت لأني عرفت أن سعاد تتعذّب من الداخل. وعندما انتهت من إعادة الأغنية حضنتني، وأنا حضنتها وبدأت بالبكاء، فقالت لي "لماذا تبكين يا ناديا؟" وبدأت هي تبكي. قلت لها "أنا أحبك جداً يا سعاد"، وقالت لي "أنا أيضاً أحبك يا ناديا وأثق بك". ثمّ ذهبت إلى المعهد، ومن يومها لم أذهب إطلاقاً إلى المعهد، كل حياتي تغيّرت.
بعد عودتك، ماذا حصل؟
بعد عودتي نظرت إلى الأعلى فشاهدت سعاد على الشّرفة، فشعرت بالسعادة لأنها تنتظرني، فتحت الباب لم أجدها.
قلت في التحقيق أنّك خرجت فوراً إلى الشرفة للبحث عنها، وقلت في وقت لاحق أنّك فتشت عنها في كافّة أرجاء المنزل قبل خروجك إلى الشرفة، هذا التناقض في الأقوال ألا يعزّز الشبهات حولك؟
كل الصحف نقلت كلاماً عني لم أقله، كلّه غلط.
أخبرينا إذاً، ماذا فعلت عندما دخلت إلى المنزل؟
عندما أفتح باب شقتي ثمّة مدخل مشرف على الصالون والشرفة، وأستطيع أن أرى الشرفة من دون أن أخرج إليها، وسعاد لم تكن حينها حيث رأيتها من الشارع، لذا دخلت إلى الحمام لأبحث عنها ولم أجدها. استغربت اختفاءها.
كيف علمت أنّها انتحرت؟
عندما انتقلت سعاد لتقيم معي نقلت بعضاً من أغراضها، لكن بما أنّ منزلي كان مؤثثاً فقد بقيت أغراضها ملفوفة وغير جاهزة للاستخدام، من بينها طاولة فوجئت فور وصولي بأنّها أعادت تركيب أرجلها ووضعتها على الشرفة خلف الباب، وإلى جانبها كرسي، وباب الشرفة يفتح نحو الخارج، لذا بذلت جهداً لأفتح الباب وأخرج إلى الشرفة، وكانت شرفتي محاطة بشبك معدنيّ منعاً لدخول الحمام إلى المنزل، فاسترعى انتباهي تمزّق الشّبك في طرف الشرفة، فنظرت إلى الأسفل وفوجئت بسعاد تحت، ولا تسأليني كيف نزلت، كل ما أعرفه أنّي حضنت سعاد بشدّة.
من كان يحيط بها في الشارع؟
لا أحد، كان هناك رجل على ما أعتقد.
لن أبوح بأسرار سعاد لو حكموا عليّ بالإعدام
يقال أنّ الجيران سمعوا ضجّة من داخل شقّتك ناتجة عن شجار قبيل وفاة سعاد؟
لا هذا لم يحصل، قالوا كثيراً لكنّ الله يعلم أنهم كاذبين. قيل في المحكمة هذا الأمر، لكن شرطة اسكوتلانديارد سألت كل الجيران ونفوا أن يكونوا قد سمعوا ضجّة من الشقّة. وتأكدنا أنّ أحداً لم يقدّم بلاغاً عن حصول ضجّة كما يشاع.
سعاد كانت في فترة نقاهة، كانت تنقص وزنها وترمّم أسنانها، أي كانت تستعد للعودة إلى الأضواء كما كانت تشير حالها النفسيّة، وليس إلى وضع حد لحياتها، ألا تستغربين انتحارها؟
سعاد لم تكن موافقة على فكرة أنّها كبرت. كانت كل حياتها وسعادتها أمام الكاميرا. لذا لم تقبل مسألة كبر السن، كما أنّ ماهر عوّاد زوجها كان يؤثّر سلباً عليها، ويتسبّب في إحباطها، فكلّما كانت تتّصل به، كان يصرخ بوجهها ويسألها عن سبب إقامتها في لندن ويحضّها على العودة. كانت تشعر أنّ لا سند لها.
هل كانت تشكو من قسوة ماهر عوّاد؟
بالطبع، أنا أعرف كل شيء عن سعاد، ولن أكون صديقة وفيّة لو بحت بأسرارها الآن.
سعاد رحلت، ألا تعتقدين أنّها قد تغفر لك في حال استخدمت بعض هذه الأسرار التي دأبت الصحافة على نبشها في الآونة الأخيرة لتبرأة نفسك؟
لو وضعوا المشنقة على رقبتي لن أستخدم أسرار سعاد التي أمّنتني عليها.
قبل المقابلة قلت لي أنّ روح سعاد لم ترتح بعد، لماذا؟
لأنّي مظلومة، سعاد كانت تحّبني كثيراً، وأنا أعرف مدى الأذيّة التي تسبّب فيها أفراد عائلتها لها، وقد قالت لي الكثير من الأسرار عن سبب حزنها من تعامل عائلتها معها.
قلت للقاضي أنّ سعاد مكثت في شقتك آخر يوم في حياتها، وقلت في وقت سابق أنّها أقامت لديك ثلاثة أيام فقط؟
هذا كلام منقول زوراً عن لساني، ولا أساس له من الصحّة. أتمنّى ألا يرى مخلوق ما رأيته من عذاب منذ وفاة سعاد، والاتهامات التي سيقت ضدّي، وروّجوا أنّي امرأة سيّئة وعائلتي تبرّأت منّي ورمتني في الخارج، كل هذا كذب وافتراء، لذا أعرف أن روح سعاد لا ترقد بسلام. سعاد أقامت في شقّتي منذ شهر يناير، أي قبل موتها بستّة أشهر، لأنّ المال نفذ منها.
أنت عرضت عليها الانتقال للإقامة معك؟
علاقتنا كانت متينة لدرجة أنّها كانت تقول لي سأمكث معك في شقّتك، لم تكن بحاجة إلى سؤالي، لأنها تعرف الإجابة مسبقاً.
كنت تصرفين على سعاد في أيامها الأخيرة؟
لا أعوذ بالله، ماذا ساصرف ولماذا؟ البيت كان مفتوحاً ويحتوي على كل الضروريات.
خلال هذه الفترة، هل كانت سعاد تتقدّم في علاجها، أم كانت حالتها تنبىء بهذه النهاية المأساويّة؟
حالتها كانت تتّجه صعوداً وهبوطاً، لم تكن مستقرّة. لكنّ في آخر أيامها كانت محبطة جداً.
ألم يتملكك الفضول لسؤال مركز الصحّة عن سبب إحباط سعاد الشديد في يومها الأخير؟
لم تكن سعاد محبطة فقط في ذلك اليوم، بل هي شعرت أنّ ماهر كان يلحّ عليها، وهي لم تكن مستعدة للرجوع إلى مصر، كان لديها برنامجاً آخر من تصليح أسنانها وإنقاص وزنها.
كانت قلقة من ابتعاد زوجها عنها؟
لا كانا متزوجين عرفياً، وكان كل منهما يعيش في شقّة منفصلة، لكن سعاد كانت تريد دائماً رجلاً في حياتها. الشخص الوحيد الذي أحبّته سعاد كان علي بدرخان، وبعد طلاقهما تراجعت حال سعاد النفسيّة.
الصحافة قتلت سعاد
كانت تقضي النهرا في المنزل، تشاهد أفلام الفيديو.
لماذا قرّرت سعاد الإقامة في لندن؟
كانت سعاد مصابة بمرض فعولجت بالكورتيزون فأصيبت بانتفاخ في كل أنحاء جسمها، وفي العام 92 ذهبت معها إلى مرسيليا حيث أجرت عملية في عمودها الفقري، ووضعوا سلك حديد في العمود الفقري، لكنّ هذا السلك تحرّك وأثّر على عمودها الفقري، أضيفي إلى ذلك ازدياد وزنها، لذا قرّرت البقاء في لندن منذ العام 97، أي قبل خمس سنوات من وفاتها.
كان لديها أصدقاء انكليز في لندن؟
لا كان لديها بعض الأصدقاء المصريين.
كانت تقرأ ما يكتب عنها؟
نعم، كانت تقرأ كل شيء، وما لم يكن متوفراً هنا كانت تطلبه من مصر من خلال الفاكس.
هل أنصفت الصحافة سعاد حسني؟
هل تعرفين مديحة عزّت؟ صحفيّة مصريّة كتبت أنّ سعاد حسني تشحذ في شوارع لندن وتأكل من القمامة، وكان المقال قاتلاً لسعاد، تأثرت بشدّة. نجاة أخبرت سعاد بشأن المقال، فأصيبت باكتئاب حاد لكنّها لم ترد.
كيف كانت سعاد في الفترة الأخيرة؟ هل كانت تهتم بشكلها لمحاربة كبر السن الذي لم تستوعبه وتسبّب في كآبتها؟
لا لم تكن تهتم بشكلها الخارجي، استسلمت للإحباط، قالت لي يوماً "ماذا سيقول عنّي الجمهور، كيف سيتقّبلني؟"، كان لدى سعاد سن مميّز، وعندما تمّ تركيب أسنان جديدة لها، تغيّر شكلها، فقالت لي "أنظري أين سعاد؟". شعرت أنّ سعاد تذوب أمامي وأنا لم أكن أعرف كيف سأتصرف.
كيف كانت علاقتها بعائلتها، هل لمست اهتماماً خاصاً من شقيقاتها بها خلال فترة مرضها؟
لا أبداً، سعاد كانت تتّصل بهنّ عندما كانت تحتاجهن، وهنا أودّ أن أسأل من أين حصل أفراد عائلتها على المال لرفع القضايا، وهم كانوا يتذرّعون بأنّهم لا يملكون المال لزيارة شقيقتهم. فجأة أصبح معهم ملايين.
كانت حزينة بسبب إهمال عائلتها لها؟
بالطبع، هي صرفت على 17 أخ من أمها وأبوها، وكبّرتهم وزوّجتهم، لم يكن لديها شقة في مصر، حتى شقتها كانت مستأجرة. لو جنجاه وباقي عائلة سعاد يعرفون ما أعرف أنا لانتحروا، مهما حصل لن أستخدم هذه الأسرار لأبرىء ساحتي.
هل كانت عائلتها سبباً في إحباطها؟
السّبب الأوّل كان زوجها ماهر عوّاد، والسبب الثاني كان افتقارها إلى المال وعدم تمكّنها من استعادة نجوميتها، لذا تراكمت الأمور خصوصاً أنها لم تكن قادرة على إجراء عمليات تجميل لاستعادة رونقها، لم تتحمّل هذا الوضع. سعاد لم تكن تقبل بلعب دور الأم في السينما.
لماذا لم تخضع لعلاج نفسي لتتخلص من الشعور بالاكتئاب؟
في مصر خضعت لعلاج نفسي، لكن في لندن لم تذهب إلى دكتور نفسي.
هذه قصتي مع التسجيل الغامض
كانت تستعد للعودة إلى مصر؟
بعد ذلك المقال الشهير، كانت سعاد تتلقّى مكالمات عدّة من مصر لمطالبتها بالعودة، منها مكالمة من علي بدرخان، ومن ماهر عوّاد أثارت إحباطها الشّديد، كانت حسّاسة وقابلة للانكسار. لم تكن ستعود في التوقيت الذي يعتقده الناس.
ماذا تحدّثينا عن التسجيل الغامض الذي أثار الشكوك نحوك، ومن هو البلطجي الذي اتّهمه صوت الرجل الذي كان يكلّمك، ولماذ دافعت عنه؟
عندما توفيت سعاد وردتنا الكثير من مكالمات العزاء. فأدرت الأنسر ماشين لتسجيل المكالمات لأني لم أكن بحال تسمح لي بالرد، وبما أنّ المكالمات التي وردت كانت كثيرة، وضعت شرائط خاصة بي قديمة كنت استخدمتها منذ سنوات، والمكالمة كانت مع صديق كان يكلّمني عن جار لي باع شقّته في المبنى ولم أعد أعرف شيئاً منذ العام 99، وكان الصديق يقول لي أنّ الجار بلطجي وأنا كنت أدافع عنه. والمكالمة كانت موجودة على أحد الشرائط التي أرسلتها إلى عائلة سعاد لتستمع إلى مكالمات العزاء.
لماذا استخدمت المكالمة كدليل ضدّك؟
أين استخدمت وعلى أي أساس سيفتحون القضيّة مجدداً؟ أتمنّى أن ينتقم الله منهم جميعاً.
من هو الرجل الذي قيل أنّه يملك مفتاح الشقّة؟
لا أحد يملك مفتاح شقّتي.
ألا تشكّين أحياناً أنّ احداً تسلل إلى الشقة ورمى سعاد عن الشرفة؟
لا إطلاقاً، لماذا أشك؟ لا أحد يعرف أنّ سعاد كانت تقيم معي باستثناء المقرّبين منها.
بعد الحادث لا زلت تقيمين في نفس الشقة؟
نعم، ومنذ ذلك الحين لم أخرج إلى الشقّة. ظروفي منعتني من الانتقال من الشقة، القوانين البريطانيّة قد لا تسمح لي باستئجار شقّة غيرها.
كيف تعامل المجتمع البريطاني مع هذه القضيّة؟
أنا كنت شاهدة ولم أكن متّهمة.
أكره المصريين
أنت ممنوعة من الدخول إلى مصر؟
لا أنا كنت في مصر منذ سنتين.
هل تشعرين بأنّ المجتمع المصري يتعاطى معك كمتّهمة؟
وليكن، لا يهمني طالما أنّ ضميري مرتاح. أنا لست خبيثة مثلهم.
أصبح لديك انفصام عن المجتمع العربي بعد هذه القضيّة؟
أنا أكرههم، خصوصاً المصريين.
تكرهين المصريين؟
حالياً نعم.
بعض المصريين تعاطفوا معك؟
أنا لا أجمل، أعرف أن البعض وقف معي ضد عائلة سعاد.
ماذا تقولين لجنجاه شقيقة سعاد؟
(تطلق شتيمة) مرّة شتمت جنجاه على الهواء مباشرةً. أقول لها أنا ظلمت، خمس سنوات وستة أشهر وأنا صامتة ولم أتكلم. أنا أحترم نفسي ولا أحب الدخول في مهاترات. جنجاه كل يوم تطل في وسائل الإعلام لتتاجر بالقضية.
ما رأيك بمسلسل "سندريلا"، هل أنصفك؟
لم أشاهد المسلسل، لكن عرفت أنّ البعض تضايق لأنّ المسلسل أظهرني بصورة إيجابيّة.
لماذا أنت مقيمة في بريطانيا، وماذا تفعلين هناك؟
بعد طلاقي من زوجي جئت إلى بريطانيا، كنت أحبه، وعندما حطّم قلبي، قرّرت الهجرة، فقد أجهضني وأنا في الشهر السادس، وسافر بعد طلاقنا وما أن عاد حتى قرّرت الهجرة كي لا أبقى معه في نفس البلد، وبعد سنوات عاد وبحث عنّي، وما أن التقينا حتى عاد إلي ونصب عليّ بمبلغ ربع مليون جنيه، فأصبت بجلطة، أنا لا أستخدم عقلي بل أستخدم قلبي.
imane@elaph.com