لقاء إيلاف

بي.بي.سي الخيرية والصعوبات العربية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


مسؤولو "بي.بي.سي" الخيرية " BBC-WS. Trust لــ"إيلاف":
الظروف السياسية في البلدان العربية عطلت عملنا لسنوات


تدريبات متنوعة للفريق جمال توفيق السكري من لندن: إذاعة الــ"بي.بي.سي" العربية أو القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية إذاعة تعرفها غالبية أبناء الشعوب العربية جيدا، استمعوا إليها قبل أن يستمعوا إلى إذاعات بلدانهم، بالفعل ساعدت في إحداث الإعلام والتنوير ولو كان بأغراض أخرى، وقت أن كان امتلاك جهاز راديو مقتصرا على أغنياء البلاد، الآن ال "بي.بي.سي" تتصدق في مجال الإعلام، ولديها مشروع خاص لمساعدة الصحافيين والإعلاميين العرب في الصحف والإذاعات ومحطات التليفزيون المختلفة على تطوير أساليب عملهم، والهدف كما يقول مسؤولو "بي.بي.سي" الخيرية، أو الــ" BBC-Ws.Trust " هو إقامة "الحكم الرشيد" ومحاربة الفقر وتحسين حقوق الإنسان من خلال أن تصل الرسالة الإعلامية بصدق ودقة وموضوعية وحياد..
"إيلاف" التقت مسؤولين من مسؤولي هيئتها الخيرية "BBC-WS.Trust " ..أقدم مدربي فريق "الحوار الإعلامي" نجم الخفاجي والمديرة في الهيئة أنا دي سيلفا..

يقول المدرب الخبير نجم الخفاجي:

الــ"بي.بي.سي" وورلد سيرفس تراست "BBC-WS.Trust "هي جمعية خيرية تابعة لهيئة الــ BBC ومُمولة من متبرعين مختلفين وعلى رأسهم وزارة الخارجية البريطانية، أحيانا نحصل على تمويل من جهات مستقلة مثل البنك الدولي، ومؤخرا كان عندنا مثلا مشروع في فلسطين حصلنا على تمويله من الإتحاد الأوروبي والدانمارك والجمعية "BBC-WS.Trust " لها مركز أمناء يتم تعيينه، وهناك مشروعات عديدة، ونحن هنا مثلا مسؤولون عن برنامج "الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، ومشروعنا اسمه "الحوار الإعلامي" وفي العراق يتم تنفيذ مشروع اسمه "المربد"وهو مشروع إذاعة وتليفزيون في جنوب العراق.

عمليا نعمل في" 40 بلدا" في القارات المختلفة، وعندنا في إفريقيا مثلا عمل في نيجيريا وفي السودان، وفي أوروبا لدينا أعمال في غالبية الدول التي تدور في فلك الإتحاد السوفيتي (السابق) وفي آسيا لدينا عمل في باكستان، وهناك مشاريع عديدة في دول عديدة.وعمل الــ"BBC-WS.Trust " بصورة عامة موزع على نوعين من العمل: عمل تدريبي وهو تدريب كوادر صحافية، وعمل آخر في شكل برامج معينة، بغرض توعية المستمعين تجاه أمراض أو أخطار، أو حالات الفساد في دول العالم الثالث، إضافة إلى موضوع الصحة بالدرجة الأولى، وموضوع التربية والتعليم، وعلى سبيل المثال لدينا مشروع في شكل برنامج إذاعي يُبث في أفغانستان اسمه "قضايا المرأة".

وبالنسبة إلى مشروعنا مشروع "الحوار الإعلامي" نعمل فيه منذ عامين وتحديدا في نيسان / إبريل 2005 ، وقبل العامين بدأنا مشروعنا بإقامة ندوات للصحافيين العرب في بلدان مثل سوريا ولبنان والمغرب ومصرلاستطلاع إمكانيات العمل، وهذه المرحلة نسميها المرحلة الأولى، وفي المرحلة الثانية وهي الحالية نستضيف صحافيين من بلدان العالم العربي على مدى أربع دورات، فيها حوالى 30 صحافيا من بلدان مختلفة منهم من الجزائر ومن المغرب ومن مصر ومن الإمارات .. وإدخالهم في دورات تدريبية هنا بهدف أن تكون الكتابة الصحافية في المستقبل بصورة حرة ومستقلة ونزيهة..الخ.

ودخل المشروع في طوره الثاني في اتفاقات مع وسائل الإعلام المختلفة، وقعنا اتفاقا مع التليفزيون المصري، ولدينا اتفاق مع التليفزيون السوري، ولدينا اتفاق مع صحيفتي "الثورة" و"البعث" السوريتين أيضا، واتفاق مع صحيفة "السفير" في لبنان، ولدينا مشاريع في المغرب مع الإذاعة المغربية، وفي عمان مع ثلاث صحف محلية، وفي الأردن مع ثلاث صحف محلية، ولدينا اتفاق مع قناة النيل للأخبار في التليفزيون المصري، والعمل بدأ في سوريا في تموز(يوليو) عام 2005 وتوقف بعض الوقت وأعدنا العمل مرة أخرى، ولدينا دورات تدريبية حاليا للعمل على تحسين طرق الأداء في التليفزيون السوري وفي لبنان دربنا كوادر صحافية في تليفزيون "المنار" وال"إم.بي.إن" والــ"إل.بي.سي" وال"أيه.إن.بي".
ولا يقتصر العمل مع هيئات رسمية فقط، ولكي نحقق التوازن نعمل مع جهات إعلامية مستقلة، فمثلا نعمل في سوريا مع تليفزيون "الشام" الذي سيبدأ إرساله قريبا، وذلك من خلال دورة تدريبية للمحررين، وعملنا قبلها دورات للمذيعين والمذيعات تشمل حتى كيفية استخدام الكاميرا أو كيفية تصوير الأخبار عملنا فيه دورات.

كيف يتم اختيار هيئات التليفزيون والصحف التي توقعون معها الاتفاقيات؟

طريقتان، أولا ننشر إعلانات في الصحف مثلما عملنا في لبنان، تتقدم مؤسسات ندخل معها في مفاوضات ثم نبدأ معها المشوار.وبالنسبة إلى المتدربين هناك أيضا طريقة الإعلان ويتقدمون أو أن مؤسساتهم ترشحهم من خلال معايير معينة نضعها، مثل السن المتقدم لضمان أن يكون صاحب خبرة، والكفاءة، وطرقنا في العمل بالنسبة إلى التدريب على وجه الخصوص، نبدأ بأشياء نظرية ثم نتوجه بعمل ميداني، وفي التليفزيون نبدأ بمقدمة عن الصحافة متضمنة أشياء عديدة مثل التعريف بما هي الأخبار، ومن أين تأتي الأخبار، من هو الصحافي، الأخلاق في الصحافة، معايير الصحافة الحرة والمستقلة، وهي الدقة والموضوعية والحياد والإنصاف والتوازن في التغطيات الإعلامية، نظرا لأن هناك تطورا كبيرا أُدخل إلى تعريف هذه الأشياء، ثم ننتقل إلى دورات متخصصة، ولا أزال أتحدث عن مجال التليفزيون وهذا الشيء نفسه في المجالات الأخرى، سواء كانت صحافة مكتوبة أو ما شابهها والدورات المتخصصة في الكتابة أو في عمل المذيعين، كيفية إجراء المقابلة مع شخص أو شخصين معا، أنواع المقابلات، وكذلك المراسل الميداني في هذه الدورات يخرج معه إلى الميدان مراسل خاص (بمثابة مدرب) بعد مناقشة القضايا النظرية، وندربه على كتابة القصة الإخبارية، وتصويرها وتوعيته بضرورة وكيفية التزامه بالحياد والموضوعية، وما إذا كان هناك أكثر من طرف في القضية، وكيف يأخذ وجهتي النظر وكيف يكون متوازنا.

هل كل التليفزيونات التي دخلت في اتفاقيات معكم كلها دخلت عن طريق الإعلان؟

غالبا، لكن التليفزيون المصري مثلا عن طريق اتصالات، لأنه عندهم شخص كان أصلا في الــ" BBC" وهو الذي بدأ الكلام ونحن ذهبنا وتفاوضنا معهم على أساس أنهم يريدون "إنجاز تغيير" في أداء تليفزيونهم، لأن معظم وسائل الإعلام الرسمية أصبحت حريصة على أن تعمل بشكل متطور أكثر، نتيجة التنافس الموجود في السوق، لأنها بدأت تخسر كثيرا من مشاهديها ومتابعيها إلى مؤسسات إعلامية أخرى، ويحاولون تطوير عملهم بهدف محاولة استعادة أو استرجاع مشاهديهم.

هل تلمسون فعلا أن الهيئات من تليفزيونات وإذاعات وصحف ومؤسسات إعلامية مختلفة تحدث التغيير المستهدف؟

تغيير طفيف لأن العمل الذي بدأناه يحتاج إلى فترة طويلة وكثيرا من المؤسسات والهيئات التي نعمل معها تعمل وفق أنظمة موضوعة من قبل، إما حكومات أو أحزاب أو ما شابه، ثم إن الوضع السياسي يأخذ قسطا من الموضوع، لكن نأمل أن نحدث التغيير لكي نسير في الإتجاه الصحيح.
-من الواضح أن هناك هيئات من التي تعملون معها تابعة لهيئات أو حكومات عليها محازير؟
-الوضع السياسي ليس لنا علاقة به لكننا نحاول تطوير قدرات الصحافيين بحيث يستطيعون أن يؤدوا مهماتهم على الوجه الصحيح، بعيدا عن التأثير أو الرأي خصوصا في مجال الأخبارلأننا نتعامل بالأخبار، والأخبار يجب أن تُنقل إلى المشاهد أو إلى المتلقين عموما، سواء عن طريق صحيفة أو راديو أو تليفزيون بكل أمانة وبدون رتوش.

هل هناك علاقة بين الــ"BBC-WS.Trust " وراديو الــ" BBC "؟

العلاقة علاقة تنسيق فقط، نلتقي كل فترة وأخرى ننسق بعض الأمور.

بهدف؟

لأنهم موجودون في الميدان، نأخذ خبرتهم لأن لهم مستمعين ولديهم معرفة أكثر بالناس، ولأننا مؤسسة خيرية والــ"BBC" العربي متصلة بال "BBC" باللغات الأخرى التي تبث بها وعددها 33 لغة.

هذا يعني أنه ليس لكم علاقة بالرسالة الإعلامية لراديو الــ " BBC " العربي؟

الرسالة التي تريد الــ"BBC-WS.Trust " المساعدة في توصيلها هي أنه يجب أولا نقل الأخبار بدقة وموضوعية وإنصاف وحياد، وهي قيم العمل الصحافي التي تستند إليها الــ" BBC " .

قسط كبير من عملكم وبرامجكم موجه نحو إقامة الحكم الرشيد؟

الحكم الرشيد، ومجالات أخرى مثل الصحة والاقتصاد والتعليم، وعلى سبيل المثال هناك مشروع في نيجيريا يركز على "عائدات النفط" كيف تأتي وكيف تٌصرف، في محاولة لمحاربة الفساد، لأن جزءًا من رسالتنا هو محاربة الفساد، ولن تتم محاربة الفساد إلا إذا كان هناك إعلام حر مستقل وإلا لن تستطيع الحرب على الفساد وقسط كبير من الفساد تكشفه الصحافة، وإذا وُفقنا في إقامة إعلام حر ومستقل، أو حتى بالتأثير في هذا المجال نكون ساعدنا الديمقراطية وحاربنا الفساد؟

متى بدأت الــ"BBC-WS.Trust "عملها؟

منذ حوالى 10 سنوات.

لكنها لم تكن تعمل في المنطقة العربية إلا مؤخرا؟

بدأت العمل في المنطقة العربية منذ حوالى 3 سنوات.

ما السبب؟

ربما ظروف سياسية، لكنها الآن تعمل من المحيط إلى الخليج، أي لحد المغرب وحديثا عاد وفد كان في الجزائر، لأنه في الجزائر فيه مشروع نساعد فيه حاليا اسمه "تقييم القدرات الجزائرية في الإعلام" أي مساعدة الراديو الجزائري والتليفزيون الجزائري على تطوير كوادر العمل فيهما.

هل هناك حد زمني لعمل الــ"BBC-WS.Trust "؟

مشاريعنا عمرها بعمر "التمويل" وعلى سبيل المثال مشروع الحوار الإعلامي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمول كل سنتين، ومشروع فلسطين وهو جزء من مشروع الحوار الإعلامي تحصلنا على تمويله ولدينا تمويل لحد نيسان / إبريل المقبل، وإذا توقف التمويل عند هذا الحد معناه نهاية المشروع، كذلك إذا كانت هناك مشاريع أخرى نأمل أن تُمدد، ومشروع فلسطين بدأ كفكرة من السلطة الفلسطينية القديمة، أحد الوزراء جاء إلى هنا وطلب مساعدة الــ"BBC-WS.Trust " في هذا المجال، وقدمنا الفكرة وتحدثنا مع جهات عديدة من المعنية بمشاريع الإعلام في العالم وتحصلنا على مساعدة الإتحاد الأوروبي لتنفيذ المشروع.

هل ترمي سياستكم وأهدافكم لأن ينال كل إعلامي عربي أو أكبر عدد من الإعلاميين العرب قسطًا من مساعدة الــ"BBC-WS.Trust " في شكل تدريب أو توعية؟

نحاول زيادة عدد الصحافيين الذين ندربهم لكي تصل الرسالة بشكل أفضل.

أوضاع الصحف والصحافيين في البلدان العربية وكيفية التحاق الصحافيين الشبان بالصحف والأجهزة الإعلامية هل كان لكم ملاحظات عليها؟

نحن لا ندخل إلى مثل هذه التفاصيل وأول محطة لنا للإتفاق مع أي جهة نعمل تقويم للاحتياجات التدريبية في هذه الجهة، وهناك خط مشترك بين الصحافيين أو الإعلاميين العرب في كل الهيئات والمؤسسات في كل البلدان خاصة العاملين في مجال الإعلام الرسمي، وهو أنهم تواقون إلى وضع ما يتحصلون عليه من معلومات جديدة وخبرات جديدة في مجال مهنتهم، لكن قد يصطدمون بما يحد من حريتهم، على سبيل المثال في عملية جلب الأخبار للمشاهد أو المتلقي، وأن يصلوا إلى مستوى الدقة والحياد والموضوعية فهم يخلطون بين الرأي والحقيقة، وأملنا قوي بأن يحصل التغيير والتطوير في عملهم.

هل تحدث عملية قياس لمردود العمل؟

القياس يتم بأساليب كثيرة، ابتداء مع المتدربين، نسألهم في بداية التدريب وفي نهايته ماذا استفادوا، وكيف يقيّمون التدريب والمدربين الذين دربوهم، وأحيانا يتم تعديل الأساليب والتغلب على المشاكل، وقد يصير "قياس ميداني" أو بحث ميداني من قبل دائرة متخصصة لدينا هي دائرة معنية بعمليات البحث والرصد ووقع التدريب على الصحافيين والإعلاميين العرب، ونتفق أحيانا مع هيئات مستقلة وهي تذهب بأفرادها إلى المكان وتجري عمليات القياس والبحث والتقويم وتأتينا بالنتائج، وهذا يساعدنا أيضا على تعديل الخطط بادخال التغييرات والإضافات المناسبة.

هل من فكرة عن الفرق العاملة في الــ "BBC-WS.Trust "؟

لدينا فرق عديدة بتعدد المشاريع، ونحن نعمل في 40 بلدا، أي أن لدينا 40 فريقا، وتتراوح أعداد أفراد الفرق، وقد يكون الفريق فردين فقط ، وقد يكون فردا واحدا، وبالفعل لدينا فريق من مدربة واحدة في أفغانستان، وفيه متعاونون معها و90% من العاملين في مشاريعنا من المحليين أبناء البلاد.

هل صادفتكم عقبات خاصة أو كانت هناك عقبات أحدثت توقفات؟

من خلال عملي مع الــ"BBC-WS.Trust " لا توجد عقبات.


المديرة في "بي.بي.سي" الخيرية "BBC-WS.Trust "دي سيلفا :

وفي لقاء مع المديرة في "بي.بي.سي" الخيرية "BBC-WS.Trust "أنا دي سيلفا تقول: الــ "BBC-World Service Trust" هي هيئة خيرية في بريطانيا، تعمل في مجال استخدام أساليب الاتصال في محاربة الفقر وتحسين حقوق الإنسان، ومجال التواصل في الدول النامية "حديث" ولذلك رأينا المساعدة فيه، والهيئة تأسست عام 1999 وأمامنا مشوار عمل طويل، ونعمل أولا على إقناع الشركاء وتحديد المنهج المستعمل، وجزء من عملنا هو إجراء أبحاث لقياس مدى الإنجاز، ومن الأعمال التي نقوم بها أيضا الإعداد للمؤتمرات مع المسؤولين في البلدان التي نعمل فيها ليصبحوا ملمين بالعمل الذي نقوم به.
تضيف:من الأهداف الرئيسة في برنامج عمل هيئة ال"BBC-WS.Trust " المساعدة في اتجاه إقامة الحكم الرشيد، لأنه عندما يتحقق الحكم الرشيد تتحسن الصحة ويتحسن التعليم ويمكن مواجهة الكوارث بسهولة وتدبير المساعدات للسكان.

وفي مجال الحكم الرشيد نعمل على توعية السكان دائما وتوعية المسؤولين أيضا، لكي يشعر المسؤول أن عنده مسؤولية، لكي تأخذ القرارات في النهاية بطريقة صحيحة، وفي ما يخص الناس بنوع من الشفافية، ونعمل في هذا البند في مستويات عدة، منها مساعدة الحكومات على تغيير القوانين، وإفساح مجال أكبر لرأي الشعب قي هذه القوانين، ونتعامل أيضا مع مؤسسات البث الإعلامي بمختلف أنواعها وفي البداية يتم التعامل مع الصحافيين لمساعدتهم في تحسين أحوالهم ومستوياتهم، ومحاولة الوصول إلى الأفراد العاديين لإمكان مشاركتهم في هذه البرامج وفي ذلك نرتب برامج هاتفية لاتصال المستمعين، ومن مشاريعنا الكبيرة تنمية وسائل الإعلام في العراق ويكاد يكون عملنا الرئيس في مجال تحسين البث الإعلامي هو تدريب الصحافيين، وفي مجال تحسين الرعاية الصحية هو تثقيف الشعوب وتوعيتهم بالأمراض مثل الأيدز، ونعلمهم مفاهيم جديدة على سبيل المثال انتجنا مسلسلا تليفزيونيا في الهند من ثلاثة أجزاء البطل فيه شرطي مصاب بالأيدز، ليعرف الناس أن المريض أيضا يمكن أن يقوم بدور فعال، والهدف توعية الناس ليقبلوا على العلاج لأن تحسن الصحة معناه تحسن أحوال الشعب ويقبل على المشاركة ويدفع إلى التغيير، لانه ليس بإمكاننا أن نتحدث إلى أنظمة الحكم في الدول النامية مباشرة ونقول لهم أقيموا الحكم الرشيد.
ولدينا برامج ومساعدات إعلامية موجهة للشعب في بورما (ميانمار حاليا) وفيها اليوم حكم دكتاتوري وهدف هذه البرامج هو التأكيد على أن أحوال الناس لن تتحسن إلا في ظل حكم رشيد.

هناك أيضا برامج هدفها مساعدة سكان المناطق الفقيرة على "التعلم من أجل التنمية" وفي ذلك يتم تطوير المهارات وتدريب المعلمين وتطوير مناهج الدراسة، وبناء على ما يُسمح لنا بأدائه في البلد المعني بالأمر سواء من مسؤولين أو في خطة "BBC-WS.Trust " نقدم هذه البرامج في الإذاعة والانترنت ووسائل أخرى.

تضيف المديرة في "بي.بي.سي" الخيرية أنا دي سيلفا: ليس هذا هو الأسلوب دائما فهناك ضرورة للعمل المباشر على الأرض لأنه لا يمكن إنجاز كل شيء من خلال هذه البرامج والرسائل الإعلامية، وفي هذه الحالة يمكن أن تكون هناك عقبات مثلا بلد مثل الصومال ليس فيه حكومة والآن فيه حرب، ولدينا برنامجان موجهان للصومال، أحد البرامج موجه لرعاة الماشية، وهذا هو التطور الذي نحدثه في مجال المساعدة من أجل إقامة الديمقراطية والحكم الرشيد، وكما قلت تتحسن أحوال الناس أولا ويقبلون على المشاركة وإحداث التغيير، ففي هذا البرنامج مثلا نعلم الفلاح الصومالي كيف يربي ماشيته ويراقبها مراقبة جيدة واستغلال الوقت الأمثل للتسويق.

أيضا نعمل على مساعدة أهالي البلاد المعرضة للكوارث، نعلم الناس كيفية التصرف عندما تحدث كارثة إنسانية لأنه في الكوارث تحدث أشاء كثيرة، مثلا يتشرد الأطفال، ويبتعد الأفراد عن بعضهم، كل فرد يحاول مثلا أن يحصل على جهاز راديو ليتابع من خلاله الأحداث، وبسرعة نحن نبث برامج تساعد السكان، حتى يتصرفوا بسرعة وبشكل صحيح، يعرفون أين الملاجئ أين مصادر الماء النظيف وكذلك مصادر الماء الملوث ليبتعدوا عنها.
جزء من عملنا أيضا هو المساعدة في "لم شمل السكان" عن طريق لم شمل الأسر والعوائل وأدينا هذا العمل في بلاد كثيرة لكن لأسباب كثيرة الوضع صعب في دارفور.

وبالنسبة إلى تدريب الصحافيين فالجزء الأكبر منه يدور حول كيفية إقامة الحكم الرشيد، وذلك من خلال التأكيد على أخلاقيات العمل الصحافي بالنزاهة والحياد، والحياد أهم من التغطية الصحافية نفسها، والمانحون يلفتون "بي.بي.سي" الخيرية إلى الاهتمام بالمرأة لكن شؤون المرأة من الأمور التي لابد من التحدث فيها إلى هيئات السلطات المحلية أولا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف