لقاء إيلاف

الإعلام السعودي يتجه نحو العالمية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في حوار يختصر المسافات والأزمنة مع الأمير يزيد:
مستشار وزارة الداخلية: الإعلام السعودي يتجه بخطى واثقة نحو العالمية

* طموحاتي للفروسية لا حدود لها... وأحن إلى أيام الدراسة مع العمير ..

حاوره فهد سعود من الرياض: الحوار مع مستشار وزارة الداخلية الأمير يزيد بن سعود بن عبد العزيز يتسم بالكثير من التمدد والأريحية، لأن أبعاده مستشار وزارة الداخلية الأمير يزيد بن سعود بن عبد العزيز خرجت عن نطاق الجلسات الرسمية لتتحول مع عفوية الأمير وتلقائيته إلى جلسة ودية تجمعنا مع أحد كبار الشخصيات في حوار شبه عائلي إختصرنا فيه الزمن والمسافات الرسمية لنعود بذاكرتنا إلى جيل مضى وحمل معه الكثير من تراث هذا الوطن، عبر مسيرة كاملة من العطاء والعمل المضني في سبيل تمثيل هذا البلد بصورة مشرفه أمام العالم. و"إيلاف" حين حاورت مستشار وزارة الداخلية كانت تنتقل بكل سلاسة من حقبة زمنية إلى أخرى عبر حوارٍ يحمل معه الكثير من الأحداث والذكريات التي كانت خطوات إلى هذا الحاضر في مسيرة حافلة بالإنجازات ومميزة بما فيها من أحداث كبيرة وعظيمة.

وبدأ الأمير يزيد بن سعود الحديث عن حياته الشخصية والمهنية، ونشأته في كنف والده المفغور له الملك سعود بن عبد العزيز أول ملوك المملكة العربية السعودية بعد المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، كما حدثنا عن دراسته في معهد الأنجال ثم إنتقاله إلى معهد العاصمة النموذجي في مراحل الدراسة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية ليحصل بعدها على شهادة البكالوريوس من جامعة الملك سعود في كلية الآداب -قسم التاريخ- ثم يستمر الأمير في حديثه الشيق ليصف لنا كيفية إلتحاقه في العمل في وزارة الداخلية وإبتعاثه للخارج (بريطانيا تحديدًا) للعمل وإتمام الدراسة العليا بصفته مشرفًا على منسوبي وزارة الداخلية في بريطانيا ليعمل بإخلاص على مدى خمس سنوات حقق خلالها درجة الماجستير من جامعة سلفورد ( mphil) إضافة إلى دبلوم في اللغة الفرنسية ليعود بعدها بعزم أكبر وحماس أكثر ليعمل في وزارة الداخلية مع والده الروحي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ونائبه الأمير أحمد بن عبد العزيز.

وفي خضم الحديث عن حياة الأمير يزيد بن سعود، والإحداث التي تزامنت مع دراسته في بريطانيا يستعيد الأمير تلك الذكريات بابتسامة شوق وحنين، وهو يعود إلى أيام الشباب والطموح الذي كان في أوج اشتعاله، فيذكر لنا أيامه في لندن برفقة الإعلامي وناشر "إيلاف" عثمان العمير الذي كان يزامله في أيامه الدراسية هناك.

وعندما يصل الحديث بنا إلى المفغور له الملك سعود بن عبد العزيز، تتغلف لهجة الأمير يزيد بالكثير من الشجن وهو يسترجع ذكريات والده الراحل الذي تعلم منه الكثير والذي نسخ عنه الكثير من معالم شخصيته وسلوكياته وحرص أن يستسقي منه إدارة النفس وضبطها، خصوصا في الشدائد كما واصل الأمير يزيد حديثه بنفس الشجن عن حب الملك الراحل للتعليم وعن كيفية حثه لابنه على أن يقوم بتحصيل أعلى الدرجات ليكون قادرا على خدمة أمته ووطنه بالشكل الصحيح الذي يتوافق مع تطورات هذا العصر وخطوات الحضارة السريعة نحو التطور.

ويتدرج حديث الأمير يزيد بن سعود ليصل إلى عشقه للرياضة بأنواعها كهواية في بداية حياته وحتى تخصصه وشغفه بمجال "الفروسية" والذي نشأ عليها منذ طفولته، يقول الأمير يزيد "حيث أن رياضة ركوب الخيل هي من أهم الأحداث التراثية التي ورثناها وتناقلناها عبر الأجيال منذ فجر تاريخ العرب ".

ويشير الأمير يزيد إلى أنه قام بإنشاء عدة إسطبلات للخيل داخل وخارج المملكة العربية السعودية، حققت -بفضل الله- العديد من البطولات العالمية والمحلية، يؤكد الأمير على أنه يزال يمارس رياضة الآباء والأجداد وهو يلازم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز "الذي أولى نادي الفروسية كل رعايته واهتمامه منذ أن نشأ هذا النادي على يده -حفظه الله- وهو يتولى رئاسته شخصيا حتى يومنا هذا على الرغم من مشاغلة الكثيرة، وهذا مما يشرفنا ويسعدنا كعشاق لهذه الرياضة الأصيلة حين تكون الدولة ممثلة بالمليك الراعي والداعم لهذه الرياضة العريقة". كما عبر الأمير يزيد عن ذلك.

وبالنسبة لي ( يواصل الأمير يزيد حديثه) فان هذه الرياضة أصبحت هوايتي في الحياة وصرت أتابع كل جديد فيها وعن بقية الرياضات فانا أحب لعبة "التنس" و"البولينق" وأشجع "كرة القدم" في المقام الأول وأتابع مباريات المنتخب السعودي وأشجع الفرق الكبيرة في العالم.

يستذكر الأمير يزيد رحلاته إلى بريطانيا أيام الدراسة وتلك الرفقة التي صاحبت أحداث ومسابقات الفروسية التي إشتهرت بها المملكة المتحدة منذ تأسيسها وحتى الآن، وفي خضم تلك الأحداث يبتسم الأمير يزيد وهو يتذكر أحداث إحدى تلك السباقات حين توقع فوز أحد الخيول، فرجح توقعه، مما إستدعى إنتباه ملكة إنكلترا التي إنبهرت بهذه الفراسة التي نتجت من خبره طويلة في هذا المضمار فطلبت منه أن يتوقع لها الحصان الرابح في السباق القادم حتى تراهن عليه.

ويستمر الأمير يزيد في حديثه الشيق لإيلاف متعمقًا في رياضة الفروسية وسباقاتها ويدخل حديثه عدة منحنيات مهمة خصوصًا تلك التي تتعلق بإنتشار الملك عبدالله بن عبد العزيز والامير سلطان بن عبد العزيز رياضة الفروسية في الخليج وخاصة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ( دبي)، التي تفوقت على بقية الدول العربية من حيث التشجيع والدعم وإقامة السباقات الدورية وتقديم الجوائز الكبيرة للمشاركين في هذه الرياضة.

يقول الأمير يزيد في هذا الصدد: "هناك فرق كبير بين مستوى الخليج وإهتمامه بالفروسية وسباقاتها، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا في دبي وصلنا إلى مستوى العالمية من حيث السباق والجوائز بفضل الله ثم بفضل الرعاية التي تجدها هذه الرياضة من المسؤولين في دولة الإمارات وعلى رأسهم الأخ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم".

وتعود الذاكرة بالأمير يزيد بن سعود ليتذكر بدايته في دورات الخليج الخاصة بالفروسية والتي كان فيها ضمن الفريق المشارك الذي يمثل المملكة العربية السعودية، والذي حقق - بحمد الله تعالى- كأس جميع تلك الدورات باسم المملكة ممّا جعل هذا الإنجاز أحد مفاخره ومفاخر الذين كلفوا بالعمل والإشراف على فريق المملكة في تلك الدورات من نادي الفروسية. يقول الأمير يزيد: "هذا الإنجاز أعتبره فخرًا لي ولمن كلف بالعمل والإشراف على تلك الدورات فقد كان الجميع كفريق واحد متكامل يمثل نادي الفروسية".

ولا يتوقف الحديث مع الأمير الذي يؤكد أن مخططاته المستقبلية للفروسية لا حدود لها، وأنه قد انشأ إسطبلاً خاصًا بتكاليف عالمية لتوليد وتحسين النسل في منطقة الجنادرية للخيول، حتى تواصل بلدنا الحبيبة تقديم السلالات النادرة والفصائل الأصيلة من الخيول العربية التي تحقق المزيد من الإنجازات والنجاح لهذا البلد ومواطنيه، كما عبر الأمير يزيد.

ويتشعب الحديث مع الأمير يزيد بن سعود لنكتشف مدى تعلقه بالقراءة والإطلاع دون أن يحدد كاتبًا معينًا أو مؤلفًا بحد ذاته، كما أكد أنه يحب أن يطالع كتب المراجع - باللغتين العربية والإنجليزية قائلا: " أنا محب بطبعي للإطلاع والقراءة ولا أستطيع أن أحدد كاتبًا محددًا أو مؤلفًا معينًا، وأحب أن أقرأ وأطالع كتب المراجع سواء باللغة الإنجليزية أو بلغتنا الأم الغنية بأنواع الكتب القديمة والتي تشمل جميع مجالات الحياة دينيًا وإجتماعيًا وعلميًا".

كما أثنى الأمير يزيد على النقلة النوعية التي جعلت الإعلام السعودي وعبر العديد من القنوات الإعلامية يقدم الكثير من التوعية الإجتماعية للمواطنين، مطلقًا آفاقًا جديدة وصلت إلى العالمية وقدمت الصورة السعودية كما يجب أن تكون إلى جميع أنحاء العالم، وإلى كل المؤسسات والمنظمات العالمية التي صارت عبر الإعلام تلتمس حقيقة الأسس التي قامت عليها المملكة العربية السعودية والتي يرسخها هذا الشعب العريق الكبير والكريم والمعطاء بالكثير من المفاهيم والعادات والتقاليد التي تدخل آمنة مطمئنة تحت مظلة ديننا الكريم الشامل والذي يقوم كدستور موحد يحكم هذا الوطن بالعدل والمساواة ورعاية المحتاج.

ويختتم الأمير يزيد حواره مع"إيلاف" والذي اتسم بروح المودة والضيافة التي أضفت عليه الكثير من الأريحية والإنبساط،، إختتم حديثه عن عمله في وزارة الداخلية وتدرجه في قطاعاتها، الذي أكسبه الكثير من الخبرة في هذا المجال، وأكد أيضًا أنه يفتخر بالإنتساب إلى هذا الكيان العظيم ويتطلع منه لخدمة هذا البلد بكل جد وإخلاص قائلا: "إنتقالي من عمل إلى عمل في وزارة الداخلية أكسبني الكثير من الخبرة، فأنا أفتخر من كوني أنتسب إلى هذا الكيان العظيم وأتطلع إلى أن أقوم من أي منطلق بخدمة بلادي الحبيبة في مجال عملي وإختصاصي بكل جدّ وإخلاص". وفي النهابة أعرب الأمير عن خالص شكره لإتاحة الفرصة للتحديث عبر "إيلاف" مع وعدٍ بالتواصل مع سموه في المستقبل القريب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف