لقاء إيلاف

ولي عهد البحرين في حوار خاص: تعبنا من المشككين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ولي عهد البحرين في حوار خاص تنشره إيلاف
تعبنا من المشككين وحان الوقت لتغيير الإعلام

الشيخ سلمان على متن الطائرة الملكية يتحدث للشايجي عيسى الشايجي -المنامة :وجه ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، نداءً شخصيًا إلى كل مواطن بحريني أيًا كان حتى وإن كان قد عمل ضدنا في السابق أن ينتمي إلى حركة جديدة إصلاحية تريد الإزدهار والتنمية، وأن يترك عنه الأمور التي تشغله عن الهدف الرئيس، مشددًا على أن ما يحدث في البحرين من مشاغبات وإضطرابات لم يؤثر على إيمانه بالديمقراطية التي تحتاج فقط إلى الحوار المستمر والمشاركة والشجاعة. وحذر الشيخ سلمان في حوار تنشره إيلاف بالإتفاق مع صحيفة الأيام البحرينية من أن فكرًا غير مسؤول وسياسات ضيقة تخدم فئة معينة تهدد المواطنين والأجانب العاملين في القطاع المصرفي الذي يوفر نحو 1.5 مليار دينار لإقتصاد البحرين، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات تهدد مستقبل أبنائنا وتفرح منافسينا.

وأعرب ولي العهد البحريني في حديثه لرئيس تحرير الأيام عيسى الشايجي على متن الطائرة الملكية عن الأسف لموقف الوزراء الذي وصفه بأنه غير مسؤول من ربيع الثقافة، وقال إن لا أحد قال كلمة طيبة وأنا مستاء جدًا وموقفي هذا نابع من حرصي على المستقبل، وأكد أن مجلس التنمية الإقتصادية منشغل حاليًا بإصلاح شركات طيران الخليج وألبا وبابكو والقطاع المصرفي ككل، مشيرًا إلى أن الشركة القابضة تعمل حاليًا على أن تتملك البحرين شركة طيران الخليج بالكامل معربًا عن الأمل في أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن.
ورفض ولي العهد ما وصفه بالسكون وعدم الحركة في هذا الوقت لمواجهة التحديات والتغلب عليها، وقال: "لقد تعبنا من السياسات الإنقسامية التشكيكية والهدامة". ودعا الوزراء إلى النزول للمواطنين والإستماع لمشاكلهم اليومية، معربًا عن دهشته من أن الوزراء في البحرين لا يفعلون ذلك ولا يتحدثون حتى مع الصحافة.

وأكد أن مجلس التنمية الإقتصادي إستطاع أن يكون منتجًا بحكم المواجهات الشديدة مشيرًا إلى أن الإنجازات الكبيرة التي حققها المجلس وقال: "على من لم يعرف حجم تأثيرنا أن يعرفه الآن، وأنبه الذين وقفوا ضدنا في تطبيق المشاريع بأن التاريخ لن يتذكرهم بخير".

كما شدد الشيخ سلمان على أن الوقت قد حان لإرساء نهج جديد للإعلام وطرح أفكار ورؤى جريئة وحديثة تتناسب مع التطور الإعلامي الذي يشهده العالم وحركة الإصلاح والديمقراطية التي تتطور يومًا بعد يوم في البحرين، مشيرًا إلى أن الإعلام يحتاج اليوم إلى مزيد من الإنفتاح ضمن منهج مستنير يأخذ في الإعتبار تاريخ البحرين الثقافي والحضاري المنور وما يتميز به هذا الوطن بكونه فنارًا ثقافيًا في المشرق العربي.
وفي ما يلى نص اللقاء :

في طريق العودة من سنغافورة إلى البحرين على متن الطيران الملكي، كانت فرصة سانحة لـ " الأيام " أن تلتقي مع القائد الشاب وتستمع إلى أفكاره وتطلعاته بالنسبة إلى البحرين وما بذله من جهود مضنية على مدى سنوات من أجل إرساء أسس علمية لقطاعات مختلفة شملت التعليم وسوق العمل والشركاتوالقطاع المصرفي والسياحي والتخطيط والكهرباء والإتصالات وغيرها من القطاعات التي وضعها ضمن أجندته الممنهجة، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوة الدفاع لم يتردد في الإستجابة لـ " الأيام " رغم البرنامج الحافل والمضني في سنغافورة وقبلها زيارته المثمرة للهند والولايات المتحدة الأميركية .

لقد كان لديه ما يود قوله أيضًا بعد إنطباعات وقناعات خرج بها من زيارته الأخيرة لسنغافورة والهند، لذلك فقد بادر لعقد هذا اللقاء الذي تميز بالصراحة والجرأة وفي أجواء مفتوحة وعلى إرتفاع 40 ألف قدم .

وقبل أن نشرع في الحديث ، لا بد من قول كلمة حق في هذا القائد الشاب الذي يحمل على أكتافه هموم الوطن في جولاته بين الغرب والشرق حيث يمكن أن نلاحظ بوضوح نظرات الإعجاب وكلمات الإطراء لشخصه من قبل المسؤولين في الدول الأخرى وذلك لأفكاره المتقدمة إلى الحد الذي جعل أحد المسؤولين في سنغافورة يقف وراء الميكرفون خلال إحدى المحاضرات ليتوجه إليه بالحديث قائلاً: " ليس خير من يمثل البحرين فقط... أنتم خير من يمثل العرب ".
وفي كل لقاءاته ومحاضراته الخارجية، فقد كانت كلماته لا تنقصها الصراحة والوضوح وهو يجيب على كل سؤال بلا ترددأو تلعثم وبلا غموض أو إلتفاف على الموضوع المعني، وكل ذلك نظرًا لما يتحلى به من ثقة بالنفس والأفكار ووضوح في الرؤى.

إن ولي العهد لا ينقل تجارب الآخرين بحرفيتها ولا يصنع قوالب جاهزة لتطبيقها في البحرين، بل تراه دائمًا يحاور ويناقش ويوجه الأسئلة و الإستفسارات التي تغيب عن بالنا نحن أهل الصحافة وذلك بهدف الحصول على أفضل النتائج.

إن البحرين يحق لها أن تفتخر برجل شاب مثله، فهو يمثل العقلية الحضارية المنفتحة والمنورة وما يحمله من أفكار يسابق بها الزمن وفق نظرة علمية متقدمة. والإنجازات التي حققها على مدى السنوات القليلة الماضية لا يمكن أن تخفى على أحد ولكن الطموحات لدى سلمان بن حمد هي أكبر وأعلى سقفًا مما هو موجود، ويمكن لأي فرد أن يلاحظ ذلك بدقة عند الجلوس والحديث معه .

ورغم هذه الإنجازات فإن المرء يمكن أن يلاحظ أيضًا ذلك الشعور بعدم الرضى لديه من العقبات التي تعترض الطريق والبطء في تنفيذ المشروعات والتجاوب معها. إن ما يقلقه فعلاً هو مرحلة السكون فهو يرفض ذلك بشدة وبحدة أيضًا إنطلاقًا من خوفه على مستقبل البحرين، فإذا أردتموني أن أكون مطمئنًا - كما يقول- فإنه لا بد أن نتحرك منذ الآن لكي نستطيع التغلب على التحديات.

ان الشراكة هي ما يؤمن بها سلمان بن حمد، فهو يريد من كل بحريني وبحرينية أن يقفوا إلى جانبه في رسم خريطة المستقبل، ليتحملوا مسؤولياتهم بقناعة لا بالفرض، ومن خلال حوار جاد قد تختلف وقد تلتقي فيه الآراء، وفي كل الأحوال هو مستعد للإستماع برحابة صدر وعقل مفتوح، لأن الهدف واحد وهو مصلحة البحرين. ففي كل المشروعات التي تبناها، فقد حرص على إشراك كافة قطاعات المجتمع ومؤسساته، لم ينفرد بالرأي ولم يحاول فرضه على الآخرين، وهذه هي سمات القائد الديمقراطي. إنه صوت بحريني شاب مخلص لوطنه وأرضه وشعبه ويمثل جيلاً يكون الشريحة الأكبر من المواطنين ، ولذلك فإنه من الواجب علينا أن نسمعه جيدًا:

ما هي طبيعة ما يمكن أن نسميه تحولات في التوجهات البحرينية الخارجية من الغرب إلىالشرق ؟

إن من الواجب علينا كدولة صغيرة، أن نبني علاقات مع العالم، ونستخدم شبكة المعارف سواء في الشرق أم الغرب لمصلحة الإقتصاد البحريني، وطبعًا أنا قبل زيارتي إلى الهند وسنغافورة قمت بزيارة الولايات المتحدة الأميركية، وأنا أعتبر إهتمامنا بالشرق هو إضافة إلى إهتمامنا بالغرب وليس بديلاً عنه.

" إغلاق معهد المعلمين خطأ "

لماذا الإستفادة بالذات من التجربة السنغافورية في مجال تدريب المعلمين؟ وفي هذا الصدد فقد كان عندنا معهد للمعلمين وتم إغلاقه، فلماذا العودة إليه الآن ؟

من المفترض أن البحرين لا تنغلق على نفسها، علينا الإستفادة من الخبرات الناجحة في العالم، كما أن توقيع مذكرة التفاهم مع سنغافورة في مجالات التعليم والتدريب تم بعد دراسة مستفيضة مع الدول الأخرى كبريطانيا واستراليا ووجدنا النهج السنغافوري مناسبًا للبحرين بحكم إختيارهم السليم للكفاءات المناسبة وبحكم مقدرتهم على رفع الإنتاجية في هذا المجال بعدد صغير من المواطنين، والحقيقة أننا وجدنا ذلك مناسبًا لنا كثيرًا، وللعلم فإن ابوظبي سبقتنا في ذلك بسنتين وبالتحديد مع هذا المعهد .

وفي ما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك، فأنا لست مسؤولاً عن إغلاق معهد المعلمين السابق، وأنا أعتقد أن بعض القرارات التي اتخذت سابقًا بالنسبة إلى التعليم كانت خاطئة وتحتاجإلى المراجعة.

وزيادة على السؤال، فإنه ليس معهد المعلمين الذي تم إغلاقه فقط وإنما أيضًا كلية الخليج للتكنولوجيا التي تم تحويلهاإلى جامعة وهذا خطأ، فنحن بحاجةإلى جامعة ونحن بحاجة أيضًا إلى كلية تقنية، فالجهتان تخدمان قطاعات مختلفة، الجامعة تخدم القطاع الأكاديمي والكلية تخدم القطاع العملي التطبيقي .

نهتم بتطوير قدرات المعلمين، ولكن ماذا عن تحسين وضعهم الوظيفي ؟

يجب علينا أن نجعل وظيفة المعلم في البحرين وظيفة مرغوبة، وأتوقع أن الوزارة سوف تعمل على تطوير وضع المعلم .

ماذا وجدتم من خلال جولتكم العالمية؟ وهل يمكن تطبيق التجربة السنغافورية على البحرين مثلاً ؟

إسمح لي ان أبين شيئًا، وهو أنه بعد زيارتي إلى الهند وإلى الولايات المتحدة وبالتحديد إلى سنغافورة، وجدت أن أولويات البحرين في هذا الوقت لا تكفي لتأمين مستقبلنا، إن كان ذلك في التطبيق فنحن متأخرين أو في الطموح فنحن محليين في حين أن دولة كسنغافورة تنظر إلى العالم وتتطلع معه إلى المشاركة في تنمية الإقتصاد.

ونجد اليوم في مملكة البحرين تصرفات تهدد الحريات الفردية والكل يعلم أن دولة صغيرة كمملكة البحرين لن تستطيع أن تزدهر إلا بالتعاون مع أفضل الخبرات في العالم ولو نريد أن نغطي الحاجة بالمواطنين فإن ذلك لن يكفي، ومعنى ذلك أن من الواجب أن نجلب أفضل العقول في المنطقة وفي العالم إذا حاولنا أن نطور قطاع معين، وعلى سبيل المثال القطاع المصرفي، هذا القطاع يوفر في إقتصاد البحرين حوالى 1.5 مليار دينار، فكيف نهدد العاملين في هذا القطاع مواطنين وأجانب والذين يحتاجون إلى بيئة عمل وبيئة معيشية صالحة من خلال فكر غير مسؤول وسياسات ضيقة النظر تخدم فئة معينة فقط، إن هذه التصرفات تهدد مستقبل أبنائنا وتفرح منافسينا. وأنا أنبه كل مسؤول وكل عاقل في البلد، فلأول مرة إن عدد المؤسسات المصرفية التي تفتتح في الدول الأخرى تنافس إذا لم تفق البحرين، فمثلاً إذا تم إفتتاح خمسة بنوك في هذه الدولة أو تلك فإنه يتم إفتتاح ثلاثة بنوك في البحرين .
وأنا هنا أخاطب البحرين ككل ، فعلى الجميع تكثيف الجهود.

"موقف غير مسؤول للوزراء"

في مسألة ربيع الثقافة : لماذا لا نرى الدولة تدافع عن مواقفها، ولماذا هذا التراجع في توجهات الدولة التنويرية ؟

بالنسبة إلى ربيع الثقافة، فإنه إذا حدثت ثغرات كبيرة أخلت بالمبادئ العامة، وإن هذه ثغرة يمكن سدها في العام القادم، ونحن ندافع عن الدين وكلنا مسلمون ونحترم رأي الآخرين، لكن هذه الهجمة أنا لا أعتبرها في صالح لا الوطن ولا في صالح المواطن الذي يريد حياة أفضل لأبنائه .
وأنا أشكر القائمين كلهم على ربيع الثقافة وأقدم لهم دعمي التام وثقتي التامة في أنهم سيقومون بسد الثغرات وتطوير البرنامج إلى الأفضل العام القادم .

ولكن لم نسمع أو نرى أحدًا من الوزراء دافع عن ربيع الثقافة ؟

هذا صحيح فإن لا أحد قال كلمة طيبة، و للأسف فإن الوزراء كان موقفهم غير مسؤول، وأنا مستاء جدًا وموقفي هذا نابع من حرصي على المستقبل، لأن هذا النفط والخير الذي وهبنا إياه الله سبحانه وتعالى لن يدوم، فماذا بعد النفط ؟! إذا لم نستثمر الثروة النفطية في بناء إقتصاد رديف للإقتصاد النفطي فإننا سنمر بما مرت به مثلاً أسبانيا التي إكتشفت الذهب في جنوب أمريكا وازدهرت 100 سنة وبعدها عادت إلى وضعها السابق .


" أنبه من وقفوا ضدنا في تطبيق المشاريع "

لا نرى حضورًا فاعلاً للجمعيات السياسية والمهنية في الشأن الإقتصادي، وإشراكهم في التخطيط الإقتصادي لكي تتحمل هذه الجمعيات دورها ؟

نحن نتعاون مع الجمعيات السياسية عن طريق المجلس وطبعًا نشركها في كل القرارات وفي مشروع العمل بالذات إجتمعنا مرات كثيرة مع الجمعيات السياسية ونحن نأخذ برأيهم وأفكارهم ونحن مع الحوار في المجال الإقتصادي مع أي كان سواء الجمعيات أم غيرها، وهناك دائمًا تقارب في الآراء .
كما أن المجلس الإقتصادي إستطاع أن يكون منتجًا بحكم المواجهات الشديدة، وسوف أذكر لك بعض الأمور التي يمكن أن تكون قد غابت عن الأذهان :

1. إنشاء جهاز رقابي موحد للقطاع المصرفي البحريني .
2. تنمية القطاع التأميني في البلد .
3. حررنا سوق الإتصالات وتضاعف السوق بمرتين وخفف على المواطنين إستخدام هذه التقنية في حدود 50% وتقديم خدمات أكبر .
4. إنشاء الشركة القابضة .
5. وضعنا مسودة التخطيط الطبيعي .
6. وضعنا الهيكل الجديد لسوق العمل .
7. خصصنا توليد الكهرباء .
8. بدء نظام العمل لإصلاح التعليم .
9. قدمنا مسودة كاملة عن السياحة لمجلس النواب وتم تأجيلها .

وبالرغم من كل هذه الأمور، فإننا نريد أن نركز على القطاعات التي نجحنا فيها بحفظها وتنميتها، إننا ننشغل في هذا الوقت بإصلاح شركة طيران الخليج وشركة البا وشركة بابكو والقطاع المصرفي ككل، وعلى من لم يعرف حجم تأثيرنا أن يعرفه الآن .
وأنا أشكر كل العاملين في مجلس التنمية وكل من ساهم معنا من الوزارات المعنية التي فعلاً أنتجت أو ساعدتنا، وأنبه الذين وقفوا ضدنا في تطبيق هذه المشاريع لأن التاريخ لن يتذكرهم بخير .

هل تؤيدون أن تكون شركة طيران الخليج بحرينية بالكامل ؟

نعم هذا إتجاهنا والشركة القابضة تعمل حاليًا على أن تتملك البحرين شركة طيران الخليج وأتمنى أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن .

نشكر مساعيكم من أجل تنمية البحرين في الداخل والخارج، ولكن ماذا عن المشاغلات التي تجري بين الحين والآخر التي يمكن أن تؤثر على هذه المساعي بالسير في عكس الإتجاه؟

إني أتوجه بنداء شخصي إلى كل مواطن أيًا كان حتى وإن كان عمل ضدنا في السابق، أن ينتمي إلى حركة جديدة إصلاحية تريد الإزدهار والتنمية وليترك عنه الأمور التي تشغلنا عن الهدف الرئيس .

البعد الطائفي بدأ يأخذ مدى أكبر في المنطقة ، فما هي إنعكاسات ذلك على البحرين ؟

هل من المعقول أن تشغلنا الطائفية في البحرين في مثل هذا الوقت؟ نحن يجب أن نبني على الهوية البحرينية والمواطنية، وأنا أتمنى أن تحسب قيمة الفرد حسب الكفاءة وليس بمذهبه أو شكله أو أصله. في سنغافورة مثلاً هناك ثلاثة أديان وثلاثة أجناس وثلاث لغات، متعاونون، متجانسون، واستطاعوا أن يتغلبوا على ظروفهم الموجودة، إحترموها وصنعوا بلدًا جميلاً ومحترمًا، وأنا أهنئهم على نجاحهم هذا .

"الفورملا خلقت أضعافها على الإقتصاد "

ونحن في سنغافورة، سمعنا من المسؤولين كلمات الإطراء والإعجاب بمشروع الفورملا1 الذي أكسب البحرين سمعة عالمية كبيرة، فيما يريد بعضهم هنا عندنا بيع مشروع الفورملا 1 أو إغلاقه ، فما هو رأيكم ؟

إن الفورملا خلقت أضعاف تكلفتها على الإقتصاد البحريني، وفي المرة الوحيدة التي سبقنا فيها جيراننا وبل سبقنا دولة متقدمة مثل سنغافورة تبرز لنا تداعيات لإغلاق مثل هذا الإنجاز، إذا كانت هناك ثغرات إدارية في الفورملا فيجب إصلاحها، وكل هذا الحديث مبني على تقرير ديوان الرقابة المالية .
دعني أبين لك الواقع: "فهل من المنصفأن نحسب تكلفة بناء هذه الحلبة على ربحيتها؟!
وكمثال هل مطار البحرين اليوم يحسب على ربحية المطار أو عدم ربحية تكلفة الإنشاء، هذا شارع وهذا مطار وهذا ميناء وهذه حلبه، هذه بنية تحتية لها تكلفة، فهل قيمة الإتفاقية الترويجية لهذا الحدث الرياضي الكبير تحسب من ربحية أو خسارة هذه المؤسسة، إذا كان هدفنا هو ترويج البحرين في الوقت الذي يصرف فيه جيراننا عشرات أو مئات وأكثر من الملايين لترويج دولهم ، حدث العاقل بما يعقل .

"لم أتخل عن مسؤوليتي في التنبيه والتوجيه "

هل أضعفت بعض المشاغبات والإضطرابات التي تحدث بين الحين والآخر في البحرين إيمانكم بالديمقراطية ؟

أبدًا لا، فإن ما يحدث في البحرين لم يؤثر في إيماني بالديمقراطية، أنا مسؤوليتي تكمن في أن أرعى كل مواطن بحريني، كل توجه بحريني، وأحترم كل طائفة، ولكن أيضًا على أن أنبه وذلك إنطلاقًا من واجبي على ما أظن أنه الطريق الصحيح بعد إطلاعي على العالم والمشاورة مع عدد كبير من المفكرين المحليين والعالميين .

إن العملية الديمقراطية تحتاج فقط إلى الحوار المستمر والمشاركة والشجاعة، أنا لا أظن أني تخليت عن مسؤوليتي في التنبيه أو التوجيه العلني، حتى لو كانت هذه المسائل مثيرة للجدل، وأتمنى من رجال ونساء البحرين أن يشاركوني بهذه المسيرة .


هل هناك توجهات لتطوير الإعلام ؟

إن الإعلام من أهم القطاعات وأخطرها، وهو وسيلة لتوصيل الأفكار ولتثقيف المواطن، ونحن نعتقد أنه حان الوقت من أجل إرساء نهج جديد للإعلام وطرح أفكار ورؤى جريئة وحديثة تتناسب مع التطور الإعلامي الذي يشهده العالم ومع حركة الإصلاح والديمقراطية التي تتطور يومًا بعدالآخر في البحرين والتي لا بد من الإعلام أن يواكبها بالسرعة نفسهاوعلى المستوى نفسه. وأرى أن الإعلام يحتاج اليوم إلى المزيد من الإنفتاح ضمن منهج مستنير يأخذ في الإعتبار تاريخ البحرين الثقافي والحضاري المتنور وتقاليدها وأعرافها ومكتسباتها ومجمل ما ينفرد ويتميز به هذا الوطن بكونه فنارا ثقافيا في المشرق العربي .ونحن نعتز بالكوادر الإعلامية البحرينية التي أثبتت حضورها وندعوا إلى أن تكون مساحتها أكبر في الساحة الإعلامية، وأقول بكل فخر إن هذه الكوادر تحملت المسؤولية بجدارة في مواقف كثيرة .

لا بد أن يتطور الإعلام، وهذا ضروري، ونحن الآن منشغلون بأوضاعنا الداخلية المفتعلة في الوقت نفسه فإن الأجيال القادمة لن تسامحنا على ذلك، نحن نضيع مستقبلنا، فقد أتتنا الطفرة النفطية في السنين الأخيرة وغطت على بعض الثغرات .. ولكن ماذا بعدها ؟

وماذا عن تحرير قطاع الإعلام ؟

نحن يدنا ممتلئة بالمشاريع التي نحن نتابعها الآن ، ومادام هذا الخوف موجود وهذه النظرة الانعزالية موجودة ، الله يعيننا على تكملة الموجود بنجاح ، أنا أريد شركاء ، فلا أحد يستطيع أن ينتج كل شيء بنفسه، ومؤسسة واحدة لا تستطيع أن تلبي كل طموحات المواطن البحريني، فالوزارات يجب عليها أن تتعاون معنا.

ما هي نظرتكم لمسألة البطالة، وكيفية الحد منها ؟

طبعاً الآن أغلب البطالة ينهض بها المشروع الوطني للتوظيف في المدى القصير ولكن هذا مشروع واحد ولفترة زمنية واحدة وما سيأتي أكثر وما يشغل بالي أكثر الآن هو ما يمكن أن نطلق عليه التوظيف تحت التوقعات أو تحت التأهيلات، فكلنا يعرف أن 50% ممن يعملون في القطاع الخاص رواتبهم غير مرضية ولكنها مرتبطة بإنتاجية هذا القطاع ونحن يجب علينا رفع إنتاجية هذا القطاع الأهلي على أساس أن يكون العمل في القطاع الخاص لجميع القطاعات المنتجة، من ناحية أخرى القطاع المصرفي على سبيل المثال إنتاجيته ترتفع، وهناك مسؤولون وشباب كثيرون يستفيدون من هذا القطاع وحياتهم أصبحت أفضل، هذا القطاع الذي تحاول بعض الجماعات تهديده الآن وهذا أمر لا يمكنني إستيعابه، قطاع الإتصالات كذلك هو قطاع ينمو جيدًا وأخذ يستقطب أفضل عقول البلد ويمنحهم حياة كريمة، و لكن المشكلة إذا أهملناها فإننا سنجد أن هناك عندنا إقتصادين في البلد، إقتصاد مرتبط بالعالم، منتج ومثمر، وإقتصاد مبعثر لا يخدم المواطن ولا المجتمع بل يؤخر عملية التنمية .


" برنامج ولي العهد للبعثات "


ماذا عن برنامج ولي العهد للبعثات ومعايير الاختيار ؟

هذا البرنامج أنا فخور به جدًا، فنحن وضعنا لهذا البرنامج نظامًا منصفًا يعتمد فقط على النتائج المدرسية والإمتحانات التحليلية والأفضل يفوز، فهم يختارون أنفسهم .وأنا أتمنى من سياسة الدولة أن تتبع هذا النظام في قطاعات نريد أن تنمى فيها عقول المواطنين وإرسالهم ليس فقط على أساس أن يصبحوا معلمين بل على أساس أن ينتموا إلى قطاع ما ويساهموا في نمو البلد .
هذا البرنامج يتبنى عشرة طلبة في السنة وبعد 10 سنين يكون هناك 100 شخص وثمرات هذا البرنامج في المستقبل ستكون في خدمة البحرين .


هل هناك ما تود قوله ؟

في النهاية، أود أن أقول مرة أخرى ، إننا إذا تحركنا الآن فأنا مطمئن أننا نستطيع أن نتغلب على التحديات، ولكن عدم الحركة في هذا الوقت مرفوض مني على الأقل، وأدعوا كل شخص يريد أن يساهم في هذا العمل أن نسمع صوته، تعبنا من السياسات الإنقسامية، التشكيكية والهدامة .وكمثل لجيل الشباب الذي يكون أغلبية مواطني البحرين إعتقدت أن لنا حق في أن يكون هناك من يسمعنا .

وأيضاَ أنا وجدت شيئًا في سنغافورة وهو أن الوزراء ينزلون إلى المواطن ولا ينشغلون فقط في مكاتبهم وفي المجلس الوطني ، فهم يزورون المواطنين في مجالسهم وفي بيوتهم ويستمعون إلى مشاكلهم اليومية ولم أرَ هذا عند وزرائنا!!... فوزراؤنا لا أراهم يتحدثون حتى مع الصحافة، وفي أغلب الأحوال فإن الأخبار تنسب إلى مصدر أو إلى مسؤول، فلماذا لا يذكر من أدلى بالتصريح أو الحديث اسمه؟ !! إن المسؤول له اسم وأنا لي اسم وعندما أتحدث أقول أنا سلمان بن حمد .


تنشر بالتزامن مع صحيفة الأيام البحرينية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف