لقاء إيلاف

لورانس رايت:أحببت الشبان السعوديين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لورانس رايت في حديث خاص إلى إيلاف:
أفتقد جمال خليفة... وأحببت الشبان السعوديين

عمر العقيلي من نيويورك: عندما إلتقيته للمرة الأولى، في نيويورك، صافحني بحرارة واستقبلني بحفاوة بالغة، بالرغم منأنه لا تربطنا أي معرفة سابقة، وبدأ الحديث عن كتابه، كان فخورًا بما أنجز، وحزينًا ومتألمًا بسبب الفكر الدموي للقاعدة، وعندما تحدث عن الثلاثة أشهر التي قضاها في السعودية، كان يبتسم متذكرًا التفاصيل الصغيرة في حياته مع شبان وشابات سعوديين كان يدربهم في جدة.

يملك معلومات واسعة عن القاعدة، تساوي معلومات الـ CIA وربما أكثر. تحدث بألم عندما قال إنه حضر إجتماعًا للإخوان المسلمين في القاهرة، يطالبون بمقاطعة المنتوجات الأميركية الغذائية، قال بصوت مرتفع وحزين: "لماذا لا تقاطعون الأدوية الأميركية إذن؟ هو لورنس رايت، الصحافي في The New Yorker وكاتب النصوص السينمائية ومؤلف كتاب (The Looming Tower: Al-Qaeda and the Road to 9/11( الذي صدر في آب (أغسطس) العام الماضي، وحاز على جوائز عديدة، يتحدث إلى إيلاف من نيويورك عن عدد من المواضيع المتخلفة وعن كتابه الجديد. الكتاب يتحدث عن تاريخ القاعدة، وأسباب نشوء فكرها.

لماذا كتبت كتابك الأخير عن القاعدة؟
مثل أيّ فردٍ أميركيّ، آلمتني الإعتداءات على بلدي. و اندفعتُ إلى معرفة منفّذيها و ما الذي كان سببًا لغضبهم على الولايات المتحدّة الأميركيّة. كما أنّ معيشتي في القاهرة، وتكلمي القليل من العربيّة وكتابتي لفيلم الحصار (The Siege) -والذي تنبّأ بأحداث 11/9 بشكلٍ ما - كانت عوامل أدّت إلى شعوري بأن توظيف خبرتي كان واجبًا علي.

لم تستطع أن تدخل السعودية كصحافي، ولكن السفارة السعودية في أميركا رفضت منحك تأشيرة دخول إلى الأراضي السعودية، فدخلت كمدرب لصحافيين! أهي وسيلة فقط لـدخول المملكة فقط، أم لـتدريب الصحافيين؟

فعلاً، لم أستطع الدخول إلى المملكة كصحافي، في البداية ولذلك إضطررت إلى العمل كمرشد لمجموعة من الصحافيين في جدّة. بعدها، على أيّ حال، إستطعت العودة إلى المملكة في عدّة مناسبات معتمدًا على علاقاتي التي نشأتمع عدد من السعوديين أثناء إقامتي.

ماذا كنت تعرف عن السعودية، قبل أن تأتي إلى جدة وتعيش بين أهلها؟

لم أعرف الكثير عن المملكة ولا سكّانها قبل وصولي، ولذلك كنتُ ممتناً جدّاً لحصولي على عمل! فبدلاً من البقاء في الفندق معلّقًا سمّاعة الهاتف، مثل أيّ صحافيّ في دولةٍ يزورها. سكنتُ في شقّةٍ وسط محيطٍ من الطبقة المتوسطة، إمتلكتُ سيّارةً وأصبح لي عمل أذهب إليه يوميًا. حملتُ مسؤوليةَ الإشراف على طاقمٍ من الصحافيين، الذين علّموني أكثر مما كنتُ لأتعلّمه كصحافيّ. أحببتُ إقامتي مع أولئك السعوديين اليافعين فعلاً.

كتبت عن القاعدة، وذكرت أن لهم أسبابهم في كُره أميركا، وذكرت أيضًا أن وسائل العنف بالتحقيق في البلدان العربية هي التي جعلت منهم إرهابيين! ألم تخشى أن تؤخذ هذه الكتابات على أنها تعاطف منك شخصيًا مع هؤلاء الجماعات؟
من المهم، في إعتقادي، أن تفهم عدوّك. ولا تستطيع فهمه دون فهم مبررات عداوته. بشكلٍ طبيعي، محاولة فهم الآخر تصبغه بطابعٍ إنسانيّ، لكنّ هذا ضروري.

كيف تصف ردود الفعل على الكتاب حتى الآن؟
كنتُ محظوظًا بحقّ. بيعت الكثير من نُسخ الكتاب كما حصل على العديد من الجوائز وتُرجم إلى عدد من اللّغات؛ أتمنّى فعلاً أن يُترجم إلى العربيّة كذلك قريبًا.

وماذا عن المقال الذي كتبته بعد رحيلك من السعودية، عن السعوديين الذين لم يعلموا أنك كنت هناك لتكتب عنهم؟
أُعجبَ الصحافيّون - الذين عملت معهم - بالمقال، كنت قد أبلغتهم بأنني سأكتب عنهم وأنّهُ درسي الأخير لهم. يستطيعون الآن أن يفهموا معنى أن تكونَ هدفًا للكتابة!

كيف تصف السعوديين؟
لمعظم السعوديين طموحاتٍ تشبه قرنائهم الأميركيين، أو أيّ شعبٍ آخر، الحياةِ بنجاح ورضى، في سلامٍ مع محيطهم.

ماذا عن جمال خليفة، زوج شقيقة أسامة بن لادن، قابلته في السعودية، وقُتل قبل فترة قصيرة، كيف تصفه، وكيف تصف ظروف مقتله؟
أفتقد جمال خليفة بصدق... كان - إن لم يكن ذلكَ جليًا - رجلاً مُبهجًا بحقّ؛ أشعر بالأسى لعائلته وأصدقائه. والواضح أنّ إغتيالهُ جاءَ نتيجةً لعودته إلى مدغشقر ومحاولاته في إستعادةِ أعماله هناك. بالطبع، ربّما كانت المبررات أعمق، لكنّي لا أرى أيّ أدلةٍ تشيرُ إلى ذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف