لقاء إيلاف

الرويني: أصبحنا نعيش عصر السموات المفتوحة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

حوار مع الإعلامية نشوة الرويني: معيار التميز هو الصدق

سلوى اللوباني من القاهرة: نشوة الرويني ذات تجربة غنية في مجال البرامج الحوارية المتنوعة، بدأت مشوارها الفني عام 1988 حيث قدمت وأعدت وأشرفت على ما يزيد عن 35 برنامجاً في عدد من المحطات التلفزيونية ومنها تلفزيون قطر وMBC ، ترأست تحرير مجلة ندى كاول مجلة نسائية عربية في قطر عام 1993، كما ترأست اللجان الاعلامية للبطولات الرياضية التي اقيمت بدولة قطر من عام 19990-1994، وشغلت عدة مناصب مثل رئيس المركز الاقليمي لمجموعةMBC في مصر وشمال افريقيا، الرئيس التنفيذي لشركة MEP للانتاج، ومنصب رئيس تطوير الاعمال الدولية لمجموعة أرا القابضة للاعلام، وفي عام 2000 تقلدت منصب المدير العام لمركز تلفزيون الشرق الاوسط بالقاهرة، اشرفت على انتاج برنامج "شاعر المليون" وهو أول برنامج تلفزيوني متخصص في الشعر النبطي. حصدت العديد من الجوائز اضافة الى انها احتلت المركز العشرين في قائمة فوربس الامريكية الطبعة العربية لاقوى 50 سيدة أعمال في العالم العربي لعام 2005. حاصلة على درجة الدكتوراة في الاعلام الاسلامي من جامعة لندن. تشغل حالياً منصب المدير التنفيذي والعضو المنتدب لشركة بيراميديا. كما تعمل كمستشارة لبعض المخرجين العالميين، ومستشار إعلامي لمجموعة من الهيئات والمؤسسات العالمية وعدد من المحطات التلفزيونية العربية. إضافة الى تقديمها برنامج "مع نشوة" على تلفزيون دبي وهو برنامج متنوع يعالج القضايا الاجتماعية والانسانية التي تواجهها المجتمعات العربية.

*بدأت مسيرتك الإعلامية وعمرك 16 عاماً، أعددت وأشرفت وقدمت الكثير من البرامج التلفزيونية.. كيف بدأت هذه المسيرة الطويلة؟
بدايتي الحقيقية تتمثل في نشأتي منذ كان عمري ثلاث سنوات، كان والدي حريصاً على أن يحضر لنا مدرسين متخصصين في اللغة العربية، إضافة إلى العلوم الإسلامية، وكان حريصاً أيضاً على أن نتعلم كتابة الخطوط العربية، وكل هذا بالطبع إضافة إلى مانتعلمه في المدرسة، وأذكر أنني حين كان عمري تسع سنوات، كان والدي يحضر لي قصصاً وروايات للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ، ولم يكن يكتفي بأن أقرأها فقط، بل كان يناقشني فيها أيضاً.
عملياً بدأت كمذيعة ربط وعمري 16 سنة، وعندما تنبهت إلى أهتمام الجمهور العربي بمذيع نشرة الأخبار، قررت أن أقدم نشرة الأخبار، وأرتديت جاكت حتى يعطيني سناً أكبر من سني، وقرأت أول نشرة أخبار وعمري 17 سنة، حتى أن بعض الصحف أنتقدت هذا وكتبت "الطفلة التي تقرأ نشرة الأخبار"، وكنت أقرأ أيضاً التحليل الذي يأتي بعد النشرة، إلى أن أنتقلت إلى مرحلة أخرى وهي تقديم برامج المنوعات، والتي كان منها "منوعات على الهواء"، وكانت مدته ثلاث ساعات، ثم التحقت بالعمل في MBC من خلال برنامج "صباح الخير ياعرب"، وكان أول برنامج صباحي في الوطن العربي، وبعدها قدمت "مساء الخير ياعرب" و"جوائز على الهواء" و "بصراحة مع نشوة" واستمرت المسيرة.

*تبوأت العديد من المناصب وأنت صغيرة في السن، ما هي أهم التحديات التي واجهتك؟
أعتقد أن أول تحدي في حياتي كان مع برنامج "صباح الخير ياعرب"؛ لأنني كنت أستيقظ يومياً الساعة الثالثة فجراً، حتى أكون في الأستوديو الساعة الرابعة، بعد ذلك أذهب للكلية لمتابعة محاضراتي، وبعد يوم عمل ودراسة شاق أذهب إلى المنزل لأستذكر دروسي، وأقوم بتحضير الحلقة الجديدة من البرنامج، ثم أنام مدة لاتزيد عن أربع ساعات، لأستيقظ مبكراً وهكذا. في تلك الفترة كنت أتحدى نفسي نظراً لحبي لعملي كمذيعة وفي نفس الوقت عدم قدرتي عن التخلي عن تفوقي في دراستي، وتحدي آخر في حياتي عندما قررت أن أخوض تجربة العمل الإداري، وقيل لي أن هذا سيؤثر على عملي كمذيعة، لكنني أصررت على ذلك، وعلى مدار عامين لم أظهر على الشاشة، وكان تركيزي في العمل الإداري باستثناء بعض الحلقات أو البرامج المتخصصة غير المثمرة، وكانوا يقولون لي وقتها أنت مجنونة كيف تبتعدين عن الشاشة؟ لكنني قررت وكان بداخلي بعض الأفكار الكثيرة التي قد لاتصلح نشوة لتقديمها، وتتناسب مع آخرين، وربما بذلك أعطي فرصة لغيري من خلال وجودي خلف الكاميرا، ومن خلال رؤية جديدة أريد تقديمها، ولم أندم على الأطلاق؛ لأنني كنت أقف خلف برامج ناجحة منها "من سيربح المليون" و"يلا شباب" و"على ورق"، وغيرها من البرامج، ومن التحديات التي واجهتها في تلك المرحلة، قرار تصوير من سيربح المليون في القاهرة وسط رفض الجميع ممن شككوا في قدراتنا، وأذكر وقتها أنهم لم يشعروا بأي فرق في المستوى ولم يصدقوا أن البرنامج تم تصويره في مصر.

*لماذا دكتوراه في الإعلام الإسلامي؟
الإعلام الإسلامي فلسفة تعكس تصورات العقيدة الإسلامية بشكل عام لأنه إعلام عقائدي، وأنا أعتبره مسؤولية كلفنا بها الله القائل جل شأنه في سورة آل عمران "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، فأعتقد أن كل مسلم تقع عليه مسؤولية التعريف بالإسلام والدعوة إليه.

*ماهي الموضوعات المثيرة للجدل التي تودين تناولها في برنامج "مع نشوة" ولم تحدث؟
أعتقد أنني قدمت في برنامج "مع نشوة" موضوعات كثيرة غاية في الحساسية، وتهم المجتمع وبعضها أثار جدلاً كبيراً، منها، عمالة الأطفال، والإيدز، والصمت الزوجي، والعنوسة في الوطن العربي، والتحرش الجنسي، وغيرها من القضايا، لأننا الآن أصبحنا نعيش عصر السموات المفتوحة، ولم يعد هناك أي موضوعات ممنوعة من العرض على شاشة التلفزيون بأستثناء مايخدش الحياء أو ما لايتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا الشرقية.

*في رأيك ماهي معايير الحداثة والتميز في إعداد البرامج؟
من خلال مواكبة المستحدثات التكنولوجية في مجال الإنتاج البرامجي، أما المعيار الوحيد للتميز فهو الصدق.

*لدينا الكثير من المحطات التلفزيونية العربية والكثير من المذيعيين والمحاورين، ماهي صفات أو معايير المذيع أو المحاور الناجح؟
المذيع الناجح هو الذي يمتلك الحس الذي يجعله "يعرف مايريده الناس" ويحترم عقلية جمهوره، ويكون صادقاً؛ لأن الجمهور أصبح الآن لديه الوعي الكافي للتفرقة بين الحقائق والأكاذيب.

*هل بالفعل لدينا حرية إعلام ولاتوجد خطوط حمراء؟
كل القضايا المطروحة في مجتمعنا ثقافياً واجتماعياً وسياسياً، أصبحت متاحة للعرض في كل مكان تحت مظلة حرية الإعلام الهادف، ولاتوجد خطوط حمراء بالمعنى المفهوم، إلا على كل ما لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا فقط.

*هل تعتقدين أن البرامج الحوارية تقوم بدور فعَّال أو مؤثر في حل المشاكل والقضايا الاجتماعية الإنسانية التي تواجهها مجتمعاتنا العربية؟
مشاكلنا وقضايانا الاجتماعية التي تواجهها مجتمعاتنا العربية تحتاج إلى تكاتف إعلامي لحلها، وهذا لايعني أن هناك قصوراً في دور الإعلام العربي تجاه المجتمع، فعلى العكس فالإعلام يقوم بدور فعَّال وإيجابي، ويقدم أقصى ماعنده، لكنه لايملك عصا سحرية لحل مشكلات المجتمع.

*ماهي المشكلات التي تواجهك كامرأة عاملة في مجال الإعلام؟
نظرة المجتمع إلى المرأة الآن لم تعد مثل ذي قبل، ولم يعد هناك فرق بين رجل وامرأة في مجال الإعلام، أو أي مجال آخر والأفضلية أصبحت للقادر على النجاح وسط تحديات ومستحدثات العصر الذي نعيشه.

*كيف ترين صورة المرأة العربية في الإعلام العربي في ظل مانراه من استغلال جمال المرأة وجسدها فقط في الإعلانات والفيديو كليب؟
أنا ضد التعميم فالفعل يسيء فقط لفاعله، ففي الوقت الذي نرى فيه استغلال جمال المرأة في الإعلانات والفيديو كليب، كما تقولين، نجد أيضاً المرأة التي أصبحت رئيسة دولة، ورئيسة وزراء، و وزيرة، ومفكرة وأديبة، وسيدة أعمال، وطبيبة وفنانة لها مكانتها. فلابد أن ننظر إلى الحياة بجانبها ولانرتكز على ماهو سيء فقط.

*لماذا الشعر النبطي في برنامج "شاعر المليون"؟
لأن الشعر النبطي موجود في كل الدول العربية، ولاتحده حدود ورغم أختلاف المسمى من دولة إلى أخرى، إلا أنه يحتفظ بسماته وخصائصه الفنية من لغة ووزن وبناء.

*ما أهم ماتقوم به شركة "بيراميديا"؟
شركة بيراميديا تمتلك خبرات نادرة في مجال الإعلام، ومتخصصون في تطوير أشكال برامج مبتكرة، والقيام بدور المنتج المنفذ ونمتلك عدداً كبيراً من أماكن التصوير الطبيعية، هذا إضافة إلى الأستوديوهات، والمعامل وخدمات مابعد الإنتاج، وتقديم المواهب العربية للإنتاج التلفزيوني أو السينمائي عربياً وعالمياً من خلال عملنا كوكلاء تمثيل لمعظم النجوم العرب، وتقدم بيراميديا أيضاً خرائط تلفزيونية كاملة للمحطات الفضائية الجديدة، وهذه الخريطة تتضمن كل البرامج المنتجه والمشتراه ونقوم أيضاً بتطوير خرائط المحطات التلفزيونية المختلفة، ولدينا أيضاً قسم الترجمة والدوبلاج، ونملك علاقات في مختلف دول العالم.

*تعملين كمستشار لبعض المخرجين العالميين، ماهي طبيعة هذه الاستشارات؟
عملي كمستشارة لبعض المخرجين العالميين مثل "ريدلي سكوت، ستيفن جيجين، باري وايت، وغيرهم يتمثل في أختيار الفنانين العرب المؤهلين للمشاركة في أفلام عالمية، إضافة إلى تسهيل مهمة أي جهة تريد التصوير في مصر.

*أين نشوة الإنسانة في ظل كل هذه الأعمال؟
أنا أستثمر وقتي بشكل كبير جداً، ومعظم تفاصيل حياتي أستطيع عملها من مكتبي لدرجة أنني أتسوق من خلال الكتالوجات، وتعلمت من والدتي الفرق بين الكم والكيف، فربما أجلس مع أسرتي أوقات قليلة لكنها مكثفة على مستوى شعورهم بوجودي معهم، وأعتقد أن هذا أفضل من أن أجلس معهم يوماً كاملاً ولايشعرون بوجودي، إضافة إلى أنني لدي وقت محدد لعملي ووقت محدد لعائلتي، ولايوجد في حياتي أي شيء غير عملي وعائلتي، ولو بحثت في علاقاتي الاجتماعية ستجديها محدودة جداً، ومعروف إنك إذا لم تجد نشوة في المكتب ستجدها في البيت، وكل خروجاتي عائلية والدليل على ذلك أن أعز صديقاتي والدتي وأختي.

Salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف