ويصمُتُ دهرًا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
*نصوص وجدانيّة عفويّة.. من القلب إلى القلب
حين يُقرّر بصرك التّنزّه برفقة ذهنك ومشاعرك بين صفحات هذا الكتاب، لابدّ وأن تقطف من كلّ نصٍّ جُملةً، أو كلمةً تدعوك إمّا للتأمّل في فلسفة الحياة، أو سُلطان الحبّ بما يُسبغه من قوّة وانكسارات، أو مشاعر الإنسان و هواجسه البشريّة، كلّ هذا في خواطر نثرٍ شاعريّة المعنى واللغة. استوقفتني - كإنسانة قارئة- محطّات تنطق حينًا بالرّقة، وحينًا بالعنفوان والحكمة، كان من أبرزها قولها:
"وأسرار الصّمت تُشبه أسرار الموت" في نصّ: (الأمطار الليليّة)، "يا صديقي لا تستهلّ الكلام بأمنية حزينة" من نصّ: (يا صديقي)، "إنّنا منذ رحيل النّهر لا نُبصر غير جوع الضّلوع، ولا نسمع إلا الأوجاع" (النّهر)، "ما أقوانا في الهزيمة" (الرّماد)، "الموانئ لا تخجل والوقت في الوداع" (الرّحيل)، "الإنسان الذي يبحثُ عنك رُبّما لا يكون الكائن الذي تُريد، رُبّما لا تُريد المكان الذي أتى منه ولا تُريد الوقت له" (يا غاية الهم)، "إليكَ يا غاية الهم أكتب همّي، ومادامت الأسماء تتنفّس، والليل يزداد حلكة فلا بدّ من أشعّة" (حيثُ أموت أجدك)، "الوشاح الذي شاخ في الانتظار، استبدّ الشّوق به.. والشّوق عجزٌ" (رحمة)، "وبيننا في الظّلام بيوتًا سكنتها العناكب" (العناكب)، "أهديكَ القلب ولا تسمع" (لكنّك)، "لأنني لا أريد شيئًا توقّفت عن الأمنية" ( لا شجر)، "أتاني الرّصاص وصمتُّ عمّا يبوح به الموجوع، وذُهلت لوهلةٍ ثُمّ تآلفت، وأحببتُ رصاصي!" (الرّصاص)، "خِلتُكَ شمسًا تأتي، وأتيتً نعيًا وأصابني ما أصابني.. " (خِلتُك)، "في شكّ الرّغبة أسلاك وموائد ليست بين يدي" (الرّغبة)، "أتعبني هذا الرّفيق الذي يلبس صمتًا! " (أخبَرني المساء). "تتجمّعَ أهدابي في عتمتها وتُواسي السّكون النّائح في وجدان السّطرِ" (أوراقي الصُّغرى). "أخشى أن نضيع في بحرٍ تذوب فيه عظامُنا، والذّكرى تُنسى والأسماءُ تزول" (أخشى)، "الجُموع المُنكّسة القلب، لا بُدّ أن تعي أنّ البُكاء يزول" (لابُدّ). "يُعالجُني الظّمأ وتملأ أهدابي الشّمس" (أضجُّ). "وما صاح فجرٌ ولا حلّق وعدٌ ولا أضاء خيال، فلا تتعجّلي أيّتها الأيدي للماء.. للطّعام" (لا طير). "على عجلٍ كانوا واهتزّت الأكوان عندَ الرّحيل" (أين ذهبوا؟). "ليتهُم ما حوّلونا إلى زاوية الصّمت، لشكُّ في الضّلوع وجاروا علينا" (القشّة). "وعلى صهوة الصّمتِ نُجرجرُ أهواءنا" (نهيمُ). "ما من شمسٍ إلا ولها شهد، ولا أذرُع إلا ولها ثمر" (نعشقُ). "ولا أنسى اليد التي تحرّكت نحوي، وأشكُرُ اليد التي ابتعدَت عنّي" (قليلة). "يا صاحبي القديم، مرّت الأوقات إلى أن عرفتُ أنّك الوحيد الذي تملأ السّياج بالبنفسج، وتملأ الرّبابة باللحن" (الملاك). "أيّها الصّديق لا تحزن/ منعوكً من الطّيران كي تطير، منعوكَ من الكلام كي تتكلّم" (يا بهجة الحواس). "سنوات الصّبا.. سنوات الليل/ أيّهما أختار وكلاهُما مُرّ" (أيّهما؟). "وعرفتُ الجوع، وكأنّني ماردٌ يعتصرُ الدّمع، في جوفه تتلوّنُ الأكوان" (الجوع). "أعطيتِني الدّمعَ وأعطيتُكِ البسمة، أعطيتني النّواح وأعطيتُك الأغنية، أعطيتِني جُرحًا وأعطيتُكِ آنية، أعطيتُكِ الشّهدَ وأعطيتني العلقم، هذه هديّتي...." (أشكالُنا التي مرّت هُنا). "الرّبيعُ في القلب يُصلّي في الأحلام.. في الولادة، كما يُصلّي العُشّاق والأطفال" (الورود). "للفرح أيّام معدودة وللشّوق ليالٍ لا يتأخّر فيها العُشّاق ولا تتأخّر فيها السّاعة " (الليلة). "بعد غيابٍ مقيت.. بعد أزمنةٍ قاحلة، لابُدّ أن تفرح المآقي وترقُص الأوردة" (أعرف). "ما مرِضت منّا خليّة إلا لأنّها مُشتاقة" (مباهج).
جديرُ بالذّكر أنّ (ويصمُتُ دهرًا) بنصوصه الوجدانيّة هو الكتاب الثّالث عشر للكاتبة (فاطمة التّيتون) بعد (أرسم قلبي) 1991م، (الأوقاتُ المهجورة) 1994م، (رجُلٌ أبيض)1996م، (طقوسٌ في العشق) 1996م، (حبيبي الذي)1998م، (أقرب من العطر وأبعد) 1998م، (كتاب الجسد الأخير)2000م، (كتاب الاحتضار)2002م، (كتاب الشّمس)2003م، (الطّيور)2005م، (إلى الوردة)2006م، (حديث الحنان)2007م. وبانتظار إصدارها القادم، راجين للكاتبة مزيدًا من التقدّم والتّوفيق على درب الكلمة الرّق