معرفة

''الخشية من الأعداد الصغيرة: دراسة في جغرافية الغضب''

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وجد عبد النور- إيلاف:يطرح كتاب ''الخشية من الأعداد الصغيرة: دراسة في جغرافية الغضب'' لأرجون أبادوراي، موضوع العنف الذي انتشرت ممارساته بشكل واسع في عصرنا الراهن، ويتناول بالشرح العلاقة الوثيقة التي تربط أحداث العنف وخطاب الإرهاب بظاهرة العولمة ودورها في تنظيم السياسات والأسواق والأفكار، إذ يسعى إلى فهم ما الذي يجعل عصراً غلب عليه التدفق الحر لرؤوس الأموال والأفكار الليبرالية والتوسع النشط لحقوق الإنسان يفرز أشكالاً جديدة للكراهية والتطهير العرقي والإبادة الإيديولوجية. ويلقي الكتاب الضوء على أنماط جديدة من التنظيمات السياسية لا تحتكم للقوانين التقليدية للسياسات والدول، كما يرى بأن العولمة قد تكشف النقاب عن خلل خطير في الإيديولوجيات، ويحلل الارتباط الوثيق بين مفهوم الدولة- الأمة وفكرة ''الانتماء العرقي القومي'' وارتباط هذه الأخيرة بتوليد ما يسميه ''الارتياب الاجتماعي''، كما يبين كيف أن العولمة تشعل فتيل هذا الارتياب حول الحد الفاصل بين ال ''نحن'' و''الآخر'' وتقوض حدود الدولة- الأمة و نفوذها.

ومن خلال دراسته لوضع الأقليات المسلمة في الهند ومجموعات أخرى صغيرة في العالم يطرح الكتاب مسألة الغضب تجاه الأقليات التي لم تمنعها قلّة عددها من أن تكون موضوع ارتياب وخشية وغضب. فالطبيعي أن يخشى القليل الكثير والضعيف القوي وعديم النفوذ صاحبه، ولكن الغريب أن أكثر أحداث العنف شراسة وأوسعها نطاقًا هي تلك التي اندلعت نتيجة خشية القوي من الضعيف وخشية الأغلبية من الأقلية التي لا تفتأ تُذَكرها أنها أبدا لن تكون أمة متكاملة لا شائبة فيها و''نحن'' شاملة لا ''آخر'' يشوه اكتمالها. ما يميز هذا الكتاب هو حرص صاحبه مستعينًا بأدوات سوسيولوجية وأنثروبولوجية يستقي مفاهيمها من حقل معرفي مختلف ألا وهو الحقل الطبي على وضع نظرية جديدة يفسر من خلالها ظواهر اجتماعية( مثل الإرهاب والعنف الجماعي) بدت إلى أجل قريب مستعصية على التفسير.

مؤلف الكتاب أرجون أبادوراي، متخصص في العلوم الاجتماعية، ويعمل أستاذًا في جامعة نيو سكول، ومستشارًا أوّل لفريق ''مبادرات عالمية''. شارك في تأسيس مجلة ''الثقافة العامة''، وشبكة ''آي أن جي''، وهو عضو في إدارة الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. وقد عمل مستشارًا لمجموعة واسعة من المنظمات العامة والخاصة، بما في ذلك اليونسكو والبنك الدولي والمؤسسة الوطنية للعلوم. قام بتأليف العديد من الكتب والمقالات العلمية من بينها ''كتاب الحداثة بشكل عام: الأبعاد الثقافية للعولمة'' ومجموعة الأعمال''العولمة''. وقد قامت بترجمة الكتاب مفيدة مناكري لبيض، أستاذ اللّغة الإنجليزية بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بجامعة قرطاج في تونس، والباحثة في اللسانيات التطبيقية، ومترجمة خبيرة لدى الهياكل القانونية والهيئات الدولية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف