برلمانيون: القمة السعودية السورية تنعكس إيجاباً على الوضع بلبنان

بيروت: اكد برلمانيون لبنانيون اليوم أهمية القمة السعودية - السورية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري في دمشق لجهة توحيد الموقف العربي لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة بشكل عام وانعكاسها الايجابي على الوضع الداخلي اللبناني بشكل خاص.

بيد ان هؤلاء شددوا في تصريحات على ضرورة ان تقترن الاجواء الايجابية العربية بتوافق داخلي لبناني يسهل عملية تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزاء المكلف سعد الحريري.
وفي هذا الاطار قال النائب بطرس حرب ان "مجرد اللقاء السعودي - السوري هو امر مفيد وجيد ويمكن ان يكون مدخلا خصوصا بعد المعاناة التي عاشها اللبنانيون في المرحلة الماضية ولا سيما منذ العام 2005 والتي اطاحت بالتضامن العربي وبروح الاخوة نتيجة الاحداث الدراماتيكية التي شهدها لبنان".

واعتبر ان "هذا اللقاء يشكل بحد ذاته بادرة ايجابية نرحب بها ونأمل ان يتكلل بالنجاح لكي يساهم في تنقية الاجواء العربية العربية وارساء وخلق المناخ الملائم لاعادة احياء التضامن العربي والتعاون لمواجهة التحديات والمشاكل العالقة التي لا يمكن للعرب ان يجدوا حلا لها الا في اطار هذا التوجه التوحيدي". ورأى حرب ان "اللقاء السوري - السعودي من شأنه ان يخلق اجواء اقل تشنجا واكثر ايجابية لحلحلة بعض المواقف المحلية التي تتأثر بالمواقف الاقليمية لكي تسهل الشروط التعجيزية في عملية تشكيل الحكومة الجديدة ولكي يصبح مشروع الحكومة قابلا للتحقيق".

بيد ان حرب اكد ان "انعكاس الاجواء العربية ايجابا على لبنان لا يكفي الا اذا اقترن بتوافق وارادة اللبنانيين لتشكيل الحكومة واسقاط الشروط التعجيزية التي كان يطرحها البعض". وشدد على ان اللقاء من شأنه ان "يخلق مناخا ايجابيا في المنطقة وهو يؤدي الى نتائج مهمة في المستقبل خصوصا على صعيد توحيد الموقف العربي وخلق حوار لحلحلة بعض المشاكل لا سيما على صعيد عملية السلام في المنطقة".

من جهته رأى النائب نواف الموسوي عضو كتلة (الوفاء للمقاومة) التابعة ل(حزب الله) ان اللقاء السوري - السعودي " ننظر اليه بايجابية بالغة لاننا نعتقد ان تحسن العلاقات العربية - العربية يؤدي الى تحسين القدرات العربية في مواجهة التحديات المستقبلية لاسيما الخطر الاسرائيلي الذي يتزايد بصورة متسارعة في ظل عملية تهويد القدس وافراغ القدس من اهلها وتكثيف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة".

واذ اعتبر ان الوقائع اظهرت ان لا امكانية لتحقيق تسوية مرتقبة في ظل حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي رفضت ايقاف الاستيطان او تجميده دعا الموسوي الى "الاستفادة من قدرات المقاومة وانجازاتها لتحصين الموقف العربي باكمله".

وفي هذا الصدد قال الموسوي ان "عودة الدفء الى العلاقات العربية - العربية والعربية - الاسلامية" امر اكثر من ضروري في هذه المرحلة بالذات". واكد الموسوي اهمية عقد قمة تشمل كلا من سوريا والسعودية ومصر وايران وتركيا "لمواجهة الخطر الاسرائيلي حول المسجد الاقصى". وحول الموضوع الداخلي اللبناني دعا الموسوي اللبنانيين الى "قراءة اللقاء السعودي السوري في اطار النهج الجديد في العلاقات العربية - العربية والتأسيس على هذه الزيارة من خلال تغليب التوافق بما يؤدي الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قريبا". وشدد على "ضرورة الانتقال من الاصطفافات القائمة نحو اصطفافات جامعة والابتعاد عن الخطاب المذهبي واعتماد الخطاب الوطني".

اما النائب فادي الاعور عضو كتلة (التغيير والاصلاح) فقال ان "كل علاقة ايجايبة بين الدول العربية تؤثر ايجابا في الموضوع اللبناني وبالتالي دفء العلاقات السعودية - السورية ترخي بظلالها على الساحة العربية والاسلامية بشكل عام وعلى الساحة اللبنانية بشكل خاص". وفي هذا الاطار توقع الاعور ان يتم "تشكيل الحكومة الجديدة في اقرب وقت ممكن وبعد ان تكتمل صورة التفاهمات الداخلية لينطلق من بعدها مسار مواجهة التحديات على كافة المستويات".