الضاهر: وسائل الإعلام اللبنانية يجب أن تغيّر ثقافتها كي تتطور

استمرار موجة الصرف من مؤسسات اعلامية لبنانية

تعيينات جديدة في "NBN" و"LBC" واجراءات قانونية للمصروفين

وسط كل الضجيج الذي أثير مؤخرًا حول القرار الذي اتخذه المسؤولون بتلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل بي سي" بصرف 140 من موظفيه، ينفرد موقع "هنفغتون بوست" الأميركي على شبكة الإنترنت بإجراء مقابلة مع بيار الضاهر، رئيس مجلس إدارة محطة إل بي سي، بعد إشارته إلى المفاوضات التي تجريها شركة "نيوز كورب" التي يملكها إمبراطور الإعلام، روبرت مردوخ، مع الملياردير السعودي، الأمير الوليد بن طلال، لشراء حصة قدرها 20 في المئة في شركة "روتانا للخدمات الإعلامية".

في بداية حديثه، يقدم الضاهر توضيحًا للقرار الذي تم اتخاذه بتسريح العشرات من العاملين، ومن ضمنهم عدد من المراسلين ومقدمي برامج معروفين، وقال :" كان قرارًا طال انتظاره، كان يجب أن يُتَخَذ من قبل، لكنه تأجل بسبب أحداث سياسية".

ويعتقد الضاهر - بحسب ما أورده الموقع - أنه ولتتمكن وسائل الإعلام اللبنانية من التطور وخوض غمار المنافسة في عام تحكمه العولمة، فإن عليهم أن يغيروا من ثقافتهم. وتابع بقوله :" ما زالت وسائل الإعلام تمر بمرحلة انتقالية. فالتكاليف تتزايد في الوقت الذي تسير فيه العائدات نحو الانخفاض. وإن لم يقدموا على تنشق رياح التغيير، فلن يحصلوا على فرصة".

ومع هذا، فقد أكد الضاهر أيضًا على أن منافذ البث اللبنانية لن تتغير في المستقبل المنظور، بالنظر إلى عقليتهم الإعلامية الحكومية تقريبًا، وأكمل قائلاً: "ليس هناك من نافذة إعلامية موجهة للسوق، باستثناء الـ "إل بي سي".

ويمضي الموقع من جانبه ليقول -نقلاً عن الصفحة الخاصة ببيار الضاهر على شبكة الفايس بوك للتواصل الاجتماعي-، إن الضاهر الذي يترأس محطة "إل بي سي" هو شخص ذكي ويملك رؤيا مستقبلية، وقد قام بإدخال التلفزيون الخاص إلى لبنان خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، تماشياً مع المعايير المهنية الدولية. ويلفت الموقع أيضًا إلى أنه وفي الوقت الذي تواجه فيه نشرات الأخبار الخاصة بمحطة "إل بي سي" منافسة شديدة من جانب عدد كبير من قنوات التلفزيون المحلية والإقليمية، فإنها تحظى بنسبة مشاهدة عالية. وتابع الموقع بالتأكيد على أن القرار الذي اتخذته المحطة بتسريح الموظفين جاء في توقيت سيئ بالنسبة إلى وسائل الإعلام اللبنانية، التي يمر عدد كبير منها بتخفيضات كبيرة نتيجة لتراجع العائدات الإعلانية، والركود الدولي، وانتشار الإنترنت في كل مكان، فضلاً عن السياسة الداخلية اللبنانية الغامضة.

وردًا على البيان الذي أصدره الموظفون المفصولون، بعد أن شددوا على أن السياسة كان لها دور في تسريحهم، مضيفين :"عندما تقوم بعملية إعادة هيكلة داخلية، لا تقيل الناس ذوي الخبرة والاختصاص"، نفى الضاهر أن يكون الأمر كذلك، وتابع بقوله :" لقد قمنا بتقليص العمالة في المراكز التي يوجد بها زيادات". وفي هذا الإطار، يشير الموقع إلى أن المسؤولين بـ "إل بي سي" استعانوا هذا العام بشركة "بوز ألين هاميلتون" الاستشارية لكي تساعدهم على القيام بعملية إعادة الهيكلة.

في حين أشار الضاهر إلى أن العملية قد بدأت بالفعل في عام 2005، عندما وضع طاقم الإستراتيجية الداخلية للـ "إل بي سي" مبادئ توجيهية صارمة بُنيت على أساسها عملية تقليص العمالة. وبسؤاله عن الخسائر المتوقعة في المملكة العربية السعودية وتأثيرها على الموارد المالية الخاصة بمحطة "إل بي سي"، قال الضاهر :" لم تأت الإيرادات الإعلانية خلال شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول كما هو متوقع. وها نحن نتحدث مجددًامع المُعلِنين". وعن الموقع الذي يرى أنه سيتبوؤه بعد خمسة أعوام من الآن، ختم الضاهر قائلاً:" لا نعرف إلى الآن المكان الذي سيستقر به نموذج الأعمال".