لبنان

نقاشات ساخنة تنتظر جلسات الثقة بالحكومة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تعاود الحركة السياسيّة في لبنان نشاطها بعد إستراحة فرضتها إجازة عيد الأضحى المبارك. ويشهد مطلع الأسبوع عودة النقاش الساخن إلى البيان الوزاري الذي سيحال إلى طاولة مجلس الوزراء لمراجعته وإقراره قبل إحالته إلى مجلس النواب وتحديد موعد إنطلاق الجلسات الخاصة بنيل الحكومة الثقة. وتوحي المعطيات والمواقف التي سجلت في عطلة العيد بأن جلسة واحدة قد لا تكفي لمنح أعضاء الحكومة مباركتهم للبيان الوزاري.

بيروت: خلافًا لما روّج له في الأيام الأخيرة بأن عملية النقاش داخل الحكومة لن تستغرق وقتًا طويلاً على عكس ما كانت عليه الحال مع لجنة صياغة البيان الوزاري التي امضت سبعة عشر يومًا لانجاز مهمتهما، فإن المعطيات والمواقف التي سجلت في عطلة العيد توحي بأن جلسة واحدة قد لا تكفي لمنح اعضاء الحكومة مباركتهم للبيان الوزاري، خصوصًا بعد أن بادر عضوا لجنة صياغة هذا البيان وزير العمل بطرس حرب ووزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ ممثل الكتائب اللبنانية في الحكومة الى تسجيل تحفظهما على ذكر " المقاومة " مستقلة عن "الشعب" و"الجيش" في الفقرة التي تتحدث عن مواجهة الاحتلال الاسرائيلي في مشروع البيان الذي اقرته لجنة الصياغة يوم الخميس قبل الماضي.

هذا التحفظ لم يبق وحيدًا فقد انضمت اليه " القوات اللبنانية " التي عقدت اجتماعًا لها برئاسة رئيس هيئتها التنفيذية الدكتور سمير جعجع اعلنت أثره رفضها ما ورد في البند السادس للبيان الوزاري فيما يخص المقاومة من منطلق تعارضه مع اتفاق الطائف الذي لا يتضمنأي اشارة وان تلميحًا الى كلمة " المقاومة "، بل ان هذا الاتفاق خصوصًا في بنوده الثلاثة الأولى يؤكد على ضرورة احترام قرارات الشرعية الدولية ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية، وفقًا لما جاء في البيان الصادر عن المجتمعين.

واضافة الى مآخذ حرب - الصايغ - القوات اللبنانية برز موقف لافت للوزير ميشال فرعون القريب من رئيس الحكومة سعد الحريري اعلن فيه ان لديه ملاحظات على البيان المذكور ودعا عددًا من وزراء مسيحيي الرابع عشر من آذار الى مأدبة غداء يقيمها ظهر اليوم الإثنين لدراسة الأمر والاتفاق على التوجه النهائي الذي سيتخذه وزراء الأكثرية المسيحيون في جلسة مجلس الوزراء التي يتوقع ان تعقد بعد غد الأربعاء.

في المقابل يتهيأ وزراء المعارضة للدخول في سجال مع فريق المتحفظين على " المقاومة " متسلحين هذه المرة بوقوف وزراء الدروز الثلاثة غازي العريضي ووائل أبو فاعور وأكرم شهيب المحسوبين على رئيس اللقاء النيابي الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى جانبهم، على الرغم من وجود قناعة لديهم بان يؤدي النقاش في نهاية المطاف الى اقرار البيان من دون تعديل، فيما يرون ابقاء المتحفظين على تحفظهم مخرجًا للحفاظ على ماء الوجه بعد ما راح بعض هؤلاء الى التلويح بالخروج من الحكم إن بقي وصف المقاومة من دون تغيير احترامًا لارادة من اقترع لهم في الانتخابات النيابية على اساس شعارات معينة بينها رفض المقاومة. الا ان اصحاب التحفظ يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن امكانية اللجؤ الى ما هو ابعد من مجرد ابداء تحفظ في حال بقيت الأمور على ما هي عليه.

ومن المتوقع ان يتناول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في معرض عرضه للوثيقة السياسية الجديدة التي اقرها الحزب أخيرًا خلال المؤتمر الصحافي الذي يعقده بعد عصر اليوم قضية الخلاف على المقاومة حيث يعرض وجهة نظره في هذا الموضوع ويرد فيها على ما صدر بشأنها في الأيام القليلة الماضية بشكل يطمئن المعترضين عليها. كما يتطرق الى الوضع الحكومي والتهديدات الاسرائيلية المستمرة على لبنان وكيفية مواجهتها.

والى جانب الاستعدادات الجارية لجلسة " تشريح " البيان الوزاري داخل مجلس الوزراء وفي مقر البرلمان وما يرافق ذلك من تساؤلات عما سيرسو عليه شكله النهائي، ثمة من يتحدث عن أن جلسات الثقة في المجلس النيابي لن تتعدى ثلاثة أيام على أبعد تقدير نزولاً عند رغبة الرؤساء الثلاثة بالاسراع في منح الحكومة الثقة حتى تنصرف لعملها، فيما ان هناك معلومات تفيد بأن ثلاثة أيام لا تكفي لكي يدلي النواب بدلوهم خصوصًا بعد ان قفز الى الساحة السياسية الاقتراح الذي تقدم به رئيس المجلس نبيه بري المتعلق بانشاء الهيئة العليا لالغاء الطائفية وما أثاره من " عاصفة " ردود وتعليقات رافضة ومنتقدة لم تقتصر على الجانب المسيحي وحده.

من هنا تتوقع اوساط نيابية مطلعة ان تعقد جلسات المجلس في مناخات مضطربة بعض الشيء أملتها ردود الفعل الصادرة حول الاقتراح المشار اليه وكذلك السجال الدائر بشأن سلاح المقاومة. ولا غرابة ان ينبري نواب من الفريقين (أكثرية وأقلية ) وكل من موقعه للدفاع عن وجهة نظره في هذا الموضوع او ذاك مع ما يعني ذلك من احتمال تصاعد المواجهة تحت قبة البرلمان واللجوء الى عبارات وكلمات ترفع منسوب الأجواء المشحونة التي ستضبط إيقاعها مطرقة الرئيس بري وإن غضت الطرف أحيانًا عمن عرف القراءة في أفكار الممسك بها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف