مفاجأة حزب الله : تفهم زيارة سليمان لواشنطن .. وكلام الفيصل

فوجئت الاوساط السياسية والدبلوماسية في بيروت بموقف حزب الله " الهادئ " من الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى واشنطن ، ومن الكلام الذي تضمنه حديث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الى صحيفة " انترناشيونال هيرالد تريبيون " الأميركية لجهة قوله " بأن لبنان لن يصبح سيداً ما دام حزب الله يمتلك أسلحة أكثر من الجيش النظامي " .

جاءت تصريحات رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أمس لتضع حداً للتأويلات والتحليلات التي تناولت زيارة الرئيس اللبناني الى أميركا ومحاولتها الايحاء بانزعاج الحزب واطراف في المعارضة منها ، من منطلق المواقف المعروفة للولايات المتحدة المعادية للأول بصورة خاصة والحاملة على الثانية بشكل عام .

ففي حوار أجرته اذاعة " النور " التابعة للحزب مع رعد صباح اليوم سئل رأيه في ما نشرته احدى الصحف اللبنانية ونسبته الى زوار للرئيس سليمان من ان الأخير أبدى استياء من الانتقادات التي وجهت الى زيارته ودفعته الى التساؤل امامهم اذا ما كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله سيقول للرئيس الأميركي باراك أوباما كلاماً افضل مما قاله عن المقاومة وسلاحها ، فأجاب رعد مستغرباً ما ذكر في الصحيفة وشكك في صحته وأكد تفهم الحزب للزيارة وما قيل فيها نافياً ابداء الحزب ملاحظات عليها .

وقال رعد ان الادارة الاميركية هي المنزعجة من مجيء الرئيس سليمان الى سدة الحكم حيث كانت تعمل للاتيان برئيس غير توافقي ، لكنها اخفقت في ذلك نتيجة وعي اللبنانيين وادراكهم ان ما تخطط له أميركا من شأنه الاضرار بمصلحة لبنان وزعزعة استقراره وسلمه الأهلي . وفي هذا السياق تبين لوسائل اعلام حاولت التأكد مما ورد في الخبر المنشور في الصحيفة انه لم يصدر لا عن رئيس الجمهورية أو دوائر القصر أي شيء بهذا الخصوص .

وفي ما يتعلق بحديث الوزير سعود الفيصل الى الصحيفة الأميركية فقد كان من المنتظر ان يبادر النائب رعد للرد عليه منتقداً ومهاجماً لكنه فاجأ محاورته المذيعة بثينة عليق وكذلك المستمعين بالقول انه يفضل النظر الى الشق الايجابي منه والتعاطي معه بواقعية ، معلناً انه يشارك الوزير السعودي القول ان الدولة هي التي يجب ان تتولى مهمة الدفاع عن سيادتها وشعبها ، لافتاً الى انه حين تكون الدولة في مرحلة العجز والقصور عن القيام بمهامها فواجب كل اللبنانيين ان يسعوا لبناء تلك الدولة القادرة والقوية والعادلة التي تستطيع ان تجهز جيشاً ليكون قوياً ويمتلك السلاح النوعي الذي يستطيع ان يتصدى لكل عدوان يستهدف السيادة .

وختم قائلاً : " لا نريد ان ننظر بسلبية وان كان بعض الخيبات يظهر على فلتات اللسان " . وازاء استغراب المذيعة لما سمعته من رعد وتفسيرها له بانه عدم رغبة الحزب الدخول في سجال مع المملكة العربية السعودية التي هي على وفاق مع سوريا اوضح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة قائلاً : " نحن نعرف حجم الآخرين ومواقعهم وأهمية دورهم في بعض المحطات ولذلك نتعاطى بواقعية مع تلك المسائل " .

وفي محاولة من " إيلاف " للوقوف على حقيقة الدوافع التي حملت " حزب الله " على اعتماد هذا "الأسلوب الهادئ" خصوصاً في تعليقه على حديث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قال النائب محمد رعد : " ان المرحلة التي نمر بها تستدعي التعاطي بروية وحكمة مع أي قضية موضع بحث . كما ان علينا التفتيش في عما يجمع فيما بيننا فنبني في كل موقف يصدر أو تصريح ينشر على الايجابيات لازالة السلبيات " .

وما ذكره رئيس كتلة الوفاء للمقاومة يفسر ايضاً ما سمعناه من العضو في كتلته النائب نواف الموسوي الذي رفض التعقيب على المحاكمات الجارية في مصر بحق من اسمتهم " شبكة حزب الله الارهابية " كاشفاً ان اتصالات تجري بعيداً من الاضواء للوصول الى خواتيم سعيدة لهذه القضية . من هنا يطرح السؤال : هل دخل " حزب الله " ، بعد اطلاق وثيقته السياسية ، مرحلة جديدة في التعاطي مع من يخالفه الرأي يعتمد فيها هذه المرة على سلاح السياسة مبقياً على السلاح الآخر ، السلاح الاساس بالنسبة له ، في وجهته الصحيحة .