العيون على موقف سليمان في الإنتخابات اللبنانية

دائرة جبيل تنتظر تبلور الإتجاهات وسليمان أقوى ناخب فيها
العيون على موقف رئيس الجمهورية في الإنتخابات اللبنانية

إيلي الحاج من بيروت: ينتظر مختلف الأفرقاء السياسيين ما سيكون عليه السلوك الإنتخابي للكتلة الشعبية التي تُحسب على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ، لا سيما في مسقط رأسه جبيل ، حيث أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد لـ " إيلاف " أن الرئيس سليمان هو أقوى الناخبين.لكن سعيد أضاف: " إذا كان الرئيس في المعركة في جبيل، هل يتحالف مع " حزب الله " أو يقف في مواجهته ؟ إذا تحالف مع " حزب الله "، بمعنى إمرار أصوات إليه حتى لو لم يكن مرشح الرئيس على لائحة الحزب ، فسيظهر ذلك ويبرز وينعكس سياسياً عليه في مستوى كل لبنان. وكذلك الأمر إذا وقف في مواجهة الحزب". وأبدى اعتقاده بأن سليمان لن يتدخل في معركة جبيل الإنتخابية. وقال : "إذا قارنّا تجربة الرئيس سليمان في الحكم بتجربة الرئيس الراحل فؤاد شهاب فسنرى الفوارق في الظروف هائلة. وصل شهاب إلى الرئاسة نتيجة لانتهاء الصراع العربي- العربي بين "حلف بغداد" والناصريين بانتصار الرئيس جمال عبد الناصر، وأفاد من الإستقرار العربي وسحبه على الداخل اللبناني . وشهاب الذي جاء إلى الرئاسة نتيجة الإستقرار العربي واللبناني شهد عهده دورتين إنتخابيتين في 1960 و1964 ولم يتورط عهده في الدورة الأولى بل في الثانية عام 1964أما سليمان فأتى إلى الرئاسة في ظل عدم استقرار عربي ينعكس عدم استقرار على لبنان، وهناك دورتان في عهده، فما الذي يضطره في الدورة الأولى إلى تشكيل حالة إعتراض في "البيت"- ليس على مرشحه بل عليه- يمكن أن تفيد منها أي حالة إعتراضية لاحقاً على عهده في مستوى لبنان؟".

والإنطباع الإنتخابي عام يسقط دائرة جبيل من الحساب على اعتبار ان النائب الشيعي يوفر دعما بسبعة آلاف صوت من أصل 45 ألف مقترع إجمالاً للائحة الجنرال ميشال عون، فلا تعود تحتاج الى أكثر من ٤٠ % من أصوات مسيحيي جبيل للفوز، لكن المطلعين على أجواء جبيل الانتخابية يكشفون انها لا تختزل بانطباع عام. فهذه الدائرة تعيش حمى انتخابات قوية قبل شهرين من موعدها.

ويضم قضاء جبيل ٨٦ قرية وبلدة ومدينة وحصته من المقاعد النيابية ثلاثة نواب، مارونيان وشيعي. ويبلغ عدد الناخبين في القضاء ٧٤٢٦٦ ناخبا يتوزعون على الشكل التالي: ٥٨٢٠٣ موارنة، ١٤٢٦١ شيعة، ١٨٠٢ سُنة. ومدينة جبيل هي الأكبر ب ٨ آلاف صوت تتبعها قرطبا ب ٥٨٠٠ صوتا، ثم العاقورة ب ٣٥٠٠ صوتا، فعمشيت ٣٣٠٠ صوتا. ويتمركز الناخبون الشيعة في قرى وسط القضاء وبلداته مثل علمات ومشان وحجولا وطورزيا ومن ثم لاسا وأفقا في الجرد العالي. واعتاد الجبيليون ان يكون لهم مرشح ماروني في الساحل وآخر في الجرد أو الوسط ومرشح شيعي.

وهناك من يعتبر ان مصلحة الرئيس سليمان تكمن في ترتيب انتخابي يؤدي إلى لائحة إئتلافية بدلا من معركة انتخابية نظرا الى وفرة المرشحين في منطقة جبيل، ولا سيما ان هناك مرشحَين من مسقط رأس الرئيس سليمان( عمشيت) هما النائب وليد الخوري ( في كتلة عون) وابن عمه النائب السابق ناظم الخوري، علماً أن معظم المرشحين يعلنون أنهم يؤيدون رئيس الجمهورية إبن منطقتهم . ويقول بعضهم أن لا مصلحة لسليمان
في دعم أي مرشح خصوصا اذا كان الأمر ينطوي على خطر خسارة تنعكس عليه ، أو على خطر سياسي يتمثل في تداعيات الاصطدام بعون و"حزب الله "في جبيل.

ولم يتضح الوضع الانتخابي في دائرة جبيل غير واضح وصورة اللوائح لم تكتمل بعد، ويقال إن عون لن يبدل نوابه وليد خوري وعباس هاشم وشامل موزايا. أما لائحة قوى 14 آذار فتتمحور على النائب السابق سعيد والبحث جار عن ماروني ثان، على أن يكون المرشح الشيعي النائب السابق محمد عواد .

وكان سعيد، وهو طبيب، حاز في الانتخابات السابقة على ١٤٠٠٠ صوت أي ما يعادل ٣٥ في المئة من أصوات المقترعين. ويفضل رئيس تيار المستقبل" سعد الحريري الذي يدعم سعيد وعواد ويفضل ترك المقعد الماروني الثاني شاغرا لمصلحة مرشح رئيس الجمهورية، ما سيسبب تعقيدات كثيرة اذا لم يتوافر مقعد وإن للترشح لمصلحة حزب الكتلة الوطنية، وتحديدا عميده كارلوس اده، الذي يريد اثبات وجوده خارج دفتر الحضور في اجتماعات ١٤ آذار، كما هي حال رئيس حزب الأحرار دوري شمعون. علماً أن رئيس جمعية المصارف فرنسوا باسيل يحتمل أن يكون مرشح ساحل جبيل على لائحة ١٤ آذار مع سعيد.

وثمة احتمال تشكيل لوائح ثالثة ورابعة وخامسة في جبيل، وتشهد الأوساط الشيعية حركة يقودها عدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات الشيعية تطالب بإبدال النائب الحالي عباس هاشم بأي شخصية شيعية أخرى لأن هاشم أصبح في نظرهم يشكل حالة استفزازية لفئة واسعة من المسيحيين وللعائلات الشيعية الكبيرة، مثل آل شمص والمقداد وزعيتر وحيدر أحمد.