لبنان

بيار دكاش لـ"إيلاف": عون "مزروك" ... أنا أتفهمه

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نائب بعبدا المستقل يمضي في المعركة الإنتخابية رغم إستبعاده
بيار دكاش لـ"إيلاف": عون "مزروك" ... أنا أتفهمه

فانيسا باسيل من بيروت: بعد فصل دائرة بعبدا عن دائرة عاليه لتشكل كل منهما دائرة واحدة في جبل لبنان، سيتمكن أهالي القضاءين من التعبير بدقة أكبر عن توجهاتهم السياسية. لكن بعبدا تشهد هذه الأيام جدلاً متواصلاً خصوصا في فريق المعارضة أو قوى 8 آذار/ مارس التي إكتملت لائحتها بعدما أعلن النائب الجنرال ميشال عون مرشحيه الأربعة، و"حزب الله" مرشحيه الإثنين لمقعدي الضاحية الجنوبية.

وكان الجنرال عون إستبعد من لائحة مرشحيه حليفه منذ زمن بعيد النائب بيار دكاش، مفاجئاً أهالي بعبدا خصوصا، حيث يتمتع النائب الطبيب دكاش بشعبية كبيرة سواء في البيئات المسيحية والشيعية والدرزية وغيرها لخدماته التي لم تميّز بين أبناء طائفة واخرى. فما الذي تغير ؟ ولماذا استُبعد الدكتوردكاش عن لائحة قوى 8 آذار؟ هل سيكمل المعركة منفردا إلى النهاية أم ينسحب في اللحظات الأخيرة؟ وهل يقيم تحالفات مع مرشحين آخرين ؟ في الحديث الآتي الى "ايلاف" يجيب دكاش عن هذه الأسئلة ويشرح علاقته بـ"حزب الله" ورؤيته إلى مشاكل لبنان.

أولاً في الأسباب المانعة لضمه الى لائحة قوى 8 آذار، يقول ان "التوصل الى الحقيقة الأقرب تقتضي ان نسأل الجنرال عون عن الاسباب الحقيقية التي كمنت وراء استبعادي". ويؤكد انه "على اتصال دائم معه"، وانه التقاه مراراً، وان التفاهم الذي يربطه به منذ سنين "لن يتغير بسبب هذه الانتخابات". ويلفت الى انه "صديق البيت وطبيب العائلة" ويقوم دائما بالواجبات حيال "هذه العائلة الكريمة" ( عائلة عون).

وعن علاقته بالجنرال في انتخابات 2005 يقول: "كان التفاهم تاما ومطلقا. وكان التحالف على اعتبار ان بيار دكاش يخوض الانتخابات منذ سنة 1968 ويتمتع بمحبة الناس الذين يبادلهم هذه المحبة". ويضيف: "عندما لم يكن في استطاعة العماد عون تبوّؤ رئاسة الجمهورية نظرا للخلاف حوله، طرح اسمي لهذا المنصب، كما وافق على أن أكون مرشحاً توافقياً لمقعد بعبدا بعد وفاة النائب الدكتور ادمون نعيم ، خشية حصول خلافات دموية بين أنصار عون وحزب القوات اللبنانية".

عتب على عون... ولا حزن

هل تعتب على الجنرال عون وتعتبر انه خذلك؟ يجيب: "أكد لي الجنرال انه محرج. وهو "مزنوق" بحسب تعبير الطائفة الدرزية الكريمة، او "مزروك" بصداقاته وحلفائه. وطمأنته إلى انني لن أكون حزينا بسبب أي موقف يتخذه". لكنه لا يخفي حرقته عندما يقول: "اعتب على الجنرال عون لأنها ليست هذه المبادئ التي طرحها. المبدأ لا يأخذ في الاعتبار لا الأقارب ولا الأصدقاء"، في إشارة إلى حلول ابن شقيقة الجنرال عون القيادي في "التيار" آلان عون في لائحة الجنرال ، وكذلك القيادي الآخر حكمت ديب ابن الحدت بلدة دكاش، والطبيب ناجي غاريوس الذي ينافس قريبه رئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس، المرشح على لائحة المستقلين - قوى 14 آذار في بعبدا.
إلا أن دكاش يضيف: "يجمعني الكثير مع الجنرال، على نقيض ما يشاع ويقال. ما زلت اؤمن بان هذا الرجل لديه مشروع جبار للسيادة والحرية والاستقلال، رغم بعض الفترات التي تحمل الانتقاد".

في المقابل، يؤكد تحالفه مع سعد سليم في لائحة مستقلة، ويقول: "هذا الرجل صاحب مبادئ وقيم وسمعة طيبة". ويشير الى انه سيكمل المعركة حاملا شعار"تحالفي معكم، دائما معكم"، ويلفت الى انه حافظ خلال السنين الماضية "على قرب متساو من الجميع لا على بعد متساو". ويؤكد انه حتى اليوم يحاول "تقريب وجهات النظر والافكار"، موضحا انه لا يطلب" ان يكون للجميع برنامج واحد ، بل على الاقل ان يكون محور كل برنامج لبنان اولا وأخيرا ، مع المحافظة على الصداقات الغربية والشرقية، بشرط الا تكون على حساب الولاء للوطن".

ويستنكر دكاش إقدام من يؤلفون اللوائح بمرشحين "لا يملكون الخبرة الطويلة والخدمات الكثيرة". ولا ينكر"احتياج لبنان الى عناصر شابة تملك الديناميكية والحيوية" غير انه يضيف انه "لا يجوز استبعاد العناصر الحكيمة اي العقلاء والخبراء، أمثال غسان تويني وحسين الحسيني وبيار دكاش".

وعن علاقته بـ "حزب الله" يقول: "المقاومة بنت الوطن وهي لا تقاوم الداخل بل العدو الاسرائيلي الذي يخرق دائما الاجواء والمياه والارض اللبنانية. فكان لا بد من تشجيع هذه المقاومة من اجل رفع الظلامة والتحدي". ويلفت الى انه كان "اول من تجرأ على التحالف معها ، فيما الجنرال كان لا يزال في باريس". ويشير الى ان "التيار العوني اعتبر تحالفي مع حزب الله في تلك المرحلة فضيحة كبيرة. وكُتبت على جدران المدارس والجامعات والكنائس والمقابر عبارات مثل "الحاج بيار" و"الخائن بيار" و"آية الله بيار دكاش". ويعبر عن أسف حين يقول: "لم يكن النصر حليفي في انتخابات 2005 لأن المقاومة تخلت عني رغم كل المحبة التي تربطني بها، غير اني لم ابادلها بأي عتب بل بقيت وفياً لأن القضية هي قضية مبادئ لا مصالح".

وبسؤاله عن أحداث 7 ايار/مايو الماضي التي مرت ذكراها السنوية الأولى قبل أيام بضعة ايام، يجيب دكاش: " الانقسام الداخلي والتدخل الاقليمي اديا الى احداث 7 ايار. والعشق الدبلوماسي بين كوندوليزا رايس ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة زاد انقسام البلد". ويشير الى ان "الدول لم تجد الا قطر لتضطلع بالدور الحيادي الذي كان يؤديه لبنان في الماضي للتوصل إلى توافق بين اللبنانيين وانقاذ وطنهم من الخراب وبالتالي انقاذ المنطقة والعالم".

ويشير الى ان "الشحن الذي حصل في اخر جلسة لمجلس النواب يعيدنا الى المأساة التي حدثت في 7 ايار". واعرب عن عتبه على جميع النواب الذين "يتكلمون بعضهم على بعض ويحكّون الجراح" ويلفت الى ان "النار ما زالت موجودة تحت الرماد. اذا نفخنا عليه تظهر الجمرة". ودعا كل الافرقاء الى "العض على الجرح" ونسيان الماضي.

ويتساءل بانفعال: "متى سيفهم اللبنانيون انهم ملزمون ومحكومون بالتوافق شاءوا ام ابوا"؟ ويستشهد بالتاريخ ليؤكد ان "لا فرار من التوافق". ويلفت الى ان "كل الاحداث المأسوية التي مرت على لبنان منذ الاستقلال انتهت بتسوية قبل ان يتم خرقها من جديد". ويضيف: "من الميثاق الوطني الى سياسة "لا غالب ولا مغلوب" مرورا باتفاق الطائف وصولا الى اتفاق الدوحة، كلها تسويات وصل اليها اللبنانيون بعد حرب في ما بينهم. فلماذا نريد اعادة الكرة وخرق الميثاق مرة اخرى؟ لماذا نحن اليوم في هذه التجربة الخطرة التي عنوانها 8 و14 اذار"؟

ويرى ان "الحل لعدم تكرار تجربة الحرب موجود في الدستور وهو الديمقراطية التوافقية الميثاقية التي ينفرد بها لبنان". ويعتبر ان "هذه المعركة اليوم هي معركة "كسر عظم" لان الكل يهدف الى الحكم منفردا بدل المشاركة مع الاخر، متناسين ان لبنان لا يمكن ان يحكم من جهة واحدة وان ديمقراطيته تختلف عن الديمقراطية التي نتعلمها في الكتب والمتعارف عليها في العالم". ويوضح ان "الديمقراطية التوافقية تفرض على كل فريق مهما كبر حجمه وزادت قدراته ان يلغي الفريق الاخر مهما صغر حجمه وشحت موارده. وهذا ليس من باب الشعر والادب بل نتيجة اختبار سنوات طويلة ممرنا بها".

وكيف نضمن استمرار التسوية بين اللبنانيين؟ يجيب دكاش: "المشكلة ليست في الشعب فهو يريد وفاقا الا انه عاجز ان يوقف هذه الموجة". ويشير الى "ست آفات تعوق الشعب من حكم نفسه بنفسه، هي: الشخصانية، العائلية، والطائفية البغيضة، المذهبية الحاقدة، المصالح الذاتية والإنتماء الى محاور خارجية . أؤكد أن التسوية تدوم عندما يتخلص اللبنانيون من هذه الآفات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف