تكريم صحافة لبنان عبر طلال سلمان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من قاع التعب والقهر إلى "صوت الذين لا صوت لهم"
تكريم صحافة لبنان عبر طلال سلمان
اختيار طلال سلمان شخصية العام الإعلامية للعام 2008
البحث عن حلول لإنعاش جسد الصحافة المنهك
خصخصة الفتاوى.. الملف الساخن في منتدى الإعلام العربي
محمد بن راشد يطلق منتدى الإعلام العربي
افتتاح الدورة الثامنة لمنتدى الإعلام العربي بدبي
إيلي الحاج من بيروت: يستحق طلال سلمان أن يكون شخصية العام الإعلامية في منتدى الإعلام العربي الجاري في دبي، تكريمه هو بالأحرى تكريم لصحافة لبنانية مجاهدة لم تتعب من حمل رسالة تطوير وحداثة في العالم العربي منذ القرن التاسع عشر وكانت مع الصحافة المصرية رافعة لفكر نهضوي لعرب، ولأحلام حرية وديمقراطية لهم ولغيرهم دفع أثمانها غالياً حملة القلم في هذه البلاد، حتى من حياتهم ودمهم فضلاً عن جنى الأعمار والمؤسسات.
يمثل طلال سلمان جيلاً من الصحافيين مخضرماً ارتقى في مهنته من قاع التعب والقهر إلى أن أصبح منذ 1974 صاحب جريدة "السفير"، التي ما فتئت تتميز بالتزام نابض، وإن متزمت أحيانا في وجهة نظره، لقضايا فلسطين والعرب فاتحة للصحافة اللبنانية مدى أرحب من الزوايا المحلية التي غرقت فيها بعد حرب لبنان بقية صحافة هذه البلاد، من غير إهمال لحقيقة إنها صاحبة موقف في الشأن الوطني. صحيح أنه موقف تغير في بعض المحطات. لكنه لم يضيّع الإتجاه العام الذي رسمته لنفسها "صحيفة من لا صوت لهم" منذ انطلاقتها. ونادرا ما لا يكتب عمود الصحيفة طلال سليمان ومجالاته واسعة، يتنقل كما شاء من الخبر السياسي البحت إلى المقابلة الإفتتاحية والأدب، حتى كلام الغزل يبرع فيه. صحافي ابن مهنة.
محمد بن راشد يسلم طلال سلمان جائزة شخصية العام الإعلاميةعندما صنع طلال سلمان "السفير" كان مشروع القومية العربية لا يزال في أوجه، وكان ناصرياً، وبعد اندحار المشروع في لبنان والعالم العربي، أمام المد الديني وطغيان مدرسة "الواقعية" على السواء، عرف الرجل أن يبقى وجريدته في الخط نفسه رغم صعود الأمواج العاتية وهبوطها. يقول عن ذلك في إحدى المقابلات اللافتة معه : "لا أحد يحب المراثي، وهي لا تنفع أصلاً في الوضع الذي نحن فيه. ولكن عندي إيمان عميق بهذه الأمة، بهذا الإنسان العربي على رغم كل التعاسة التي يحياها. يمكن لأنني وجيلي عايشنا حالة النهوض. في بداية عمري الصحافي عايشت الهبة العظيمة للأمة في المشرق والمغرب ضد العدوان الثلاثي على مصر (1956). عايشت قيام دولة الوحدة بين مصر وسورية (1958 - 1961). وأنا ممن سعى إلى دمشق ورأيت الملايين تهتف في الشوارع تحية إلى جمال عبدالناصر. عايشت بناء السد العالي (1960) والجزائر تتحرر (1962) ومصر دولة عظيمة تأخذ موقع محور أساسي في السياسات الدولية. صحيح أنها كانت هبات شعبية ناقصة، لم يكتب لها النصر التام، ولكنها أكدت الإمكان. وأخيراً (في 2006) عايشت وغيري نصراً حدث أمام مرأى الجميع، هؤلاء الفتية الأغرار في لبنان الذين قاتلوا لمدة 33 يوماً أشرس آلة عسكرية من دون أن يهرب منهم أحد. من حسن الحظ أن إسرائيل تنشر بعض الوقائع. فإذن ليس صحيحاً أنه لم يتبقّ ثمة أمل أو أننا وصلنا إلى نهاية الحلم. نعيش ظروفاً صعبة أو أن الصورة قاتمة، صحيح ذلك، ولكن نقاط الضوء القليلة تدل على أن الأمور لم تنته. أنا مع الوحدة العربية حتى لو وجدت كل الخيبات التي ذكرت، لأنني أعتقد أنها عقيدة وليست موقفاً سياسياً تكتيكياً كي أغيره. لكن علي أن أتعب أكثر من أجل إعادة صياغة منطقي وتعزيزه بأدلة جديدة لها علاقة بحياة الناس.
من جهة أخرى، أشير هنا إلى حقيقة تاريخية هي أن جمال عبدالناصر كان من أهم مؤسسي الصحافة في لبنان. لقد دعم صدور نحو 7 صحف ومجلات لبنانية بين أواخر الخمسينات والستينات: rdquo;الحريةrdquo;، rdquo;الصيادrdquo;، rdquo;الأسبوع العربيrdquo; إلخ إلخ".
لكن "السفير" تتعرض أحيانا لاتهامات بأن خطابها يحمل لكل مرحلة لغتها، فهي قومية عروبية حتى خروج قوات المقاومة الفلسطينية من لبنان (1982)، وبعد ذلك تحوّل مزيجاً من خطاب المقاومة الفلسطينية وخطاب الرئيس الراحل رفيق الحريري، وبعد اغتياله (2005عام ) ابتعدت كليا عن مشروع الدولة ورؤية الحريري إلى لبنان، لتسير مع "حزب الله" وحليفه الجنرال ميشال عون، خصوصا بعدما نافستها على جمهورها جريدة "الأخبار" التي خرجتمن رحم "السفير"، مع الصحافي الراحل جوزف سماحة والصحافي ابرهيم الأمين،وكانا أثيرين عند طلال سلمان.
غير أن سلمان يدحض في إحدى المقابلات معه ( مع "الوقت" البحرينية) هذه المقولة عن خط صحيفته السياسي، يقول: "لا أعتقد أننا انحرفنا عن خطنا العام. فأنا أيضاً، لدي طموح في رؤية بلدي يعمر بعد سلسلة من الحروب الأهلية. أشير في المناسبة، إلى أننا اشتبكنا مع الشهيد رفيق الحريري قبل وفاته بوقت كثير حين قام بتقديمنا إلى المحاكمة عام 1993، وهي حادثة معروفة لدى اللبنانيين، فيومها انطلقت أكبر تظاهرة في تاريخ القضاء تضامناً مع rdquo;السفيرrdquo;. طبعاً ربحنا الحكم وربحنا السياسة، وتالياً صالحنا الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. أستغلّ هذه الحادثة لأقول، كانت هناك صعوبة في تحديد موقف من الشهيد الحريري. إذا اقتربت قيل إنك rdquo;قبضتrdquo; وإذا ابتعدت قيل rdquo;إنك تريد أن تقبضrdquo;! في الحقيقة، الحريري شخصية كبيرة على مستوى لبنان، وصعب جداً أن تعطيه ولاءك كله أو تمحض عنه ثقتك. لذلك كان هناك أكثر من موقف منه. كنا معه وقت كان في المعارضة ونقديين بإزائه وقت كان في السلطة. وحين مات، طبعاً لم نقبل بالطريقة التي مات فيها. لم يكن سهلاً أن تأخذ منه موقفاً حدياً، معارضاً أو مواليا، لذلك اتخذنا موقفاً جدلياً".
و"السفير" عنده مثار اعتزاز كبير: "أشهد هنا أنني لم أصنعها وحدي. فقد شارك معي في تأسيسها عشرات وربما مئات من الزملاء من مصر وسورية وفلسطين، ومنهم طبعاً زملاء لبنانيون. وقد نجحنا وصارت إلى حد ما في نظر كثير من الزملاء مدرسة لها نهجها وأسلوبها. rdquo;الأخبارrdquo; لم تكن نكسة، وقد استقبلنا صدورها بترحاب (...) أنا نفسي كنت محرراً في جرائد أخرى وخرجت وأسست جريدة. إذن، لم يكن لي الحق في الاعتراض في المبدأ. واليوم، إذا كانت rdquo;الأخبارrdquo; أكفأ مني وهي تصدر عن الخط نفسه، فإن معنى ذلك أن الإخوة يعطون جريدتهم أكثر والتقصير مني، ما من شك".
وتستحق الصحافة اللبنانية تكريماً عبر طلال سلمان، لأنها وفق تعبيره "تشتغل وسط ظروف قاتلة. لقد أمضيت طوال عمري عروبياً وقومياً، والآن ثمة من يأتي ليحاسبني كوني شيعياً. ينسى كل وطنيتي، كل عروبتي ليأخذ من كل تاريخي أنني ولدت مصادفة من أبوين شيعيين، في حين لا يعني هذا الشيء أي شيء. هذا هو الحال في لبنان (...) أما في الخليج فهناك اتجاه غدا سائداً، وهو إطلاق الصحف لأسباب ربحية تجارية. في لبنان الوضع مختلف، لاسيما صحافة الحرب أو ما قبلها. حين أسست جريدة rdquo;السفيرrdquo; خرجت على الناس قائلاً rdquo;أنا صوت الذين لا صوت لهم، جريدة لبنان في الوطن العربي، جريدة مقاتلة من أجل الحق وووrdquo;. كانت شعاراتي واضحة، وأنا أحاسب على شعاراتي. ولكن حين يقول شخص ما إنه يريد أن يعمل مشروعاً تجارياً، ماذا تقول له غير كلمة: مبروك!. في لبنان، كانت تتم العناية بالصحافي. أصبحت هناك مؤسسات صحافية، ليست كبرى، ولكنها تعتني كثيراً بكوادرها. كانت rdquo;النهارrdquo; وكانت rdquo;السفيرrdquo;، ولا أريد أن أتحدث عن الصحف الأخرى؛ لأنني لست قريباً من الأجواء فيها. أقول في المجمل، إن من انتسب إلى الصحف كانوا خريجي جامعة، وكانت هناك كوادر مهنية. للأسف، إن هذا الحال تراجع في الفترة الأخيرة. بل أصبحنا في أسوأ حالاتنا. القضية السياسية صارت ملتبسة. كل واحد أصبحت لديه قضيته وما عادت هناك قضية موحدة. كما قلت نحن في حالاتنا البائسة".
طلال سلمان في سطور:*من مواليد 1938 في شمسطار، قضاء بعلبك.متأهل وله 4 اولاد.
*1957 بدأ العمل الصحافي في مجلة الحوادث (لبنان).
*1959- 1962 عمل في مجلة الاحد (لبنان).
*1963 اسس مجلة دنيا العروبة في الكويت (الكويت)
*1963- 1965 عمل في مجلة الصياد(لبنان).
*1974اسس واصدر جريدة "السفير" وتولى رئاسة تحريرها ولا يزال.
*2002 عضو مجلس نقابة الصحافة(لبنان).
التعليقات
مبروك تستاهل
مرشد -طلال سلمان رمز الصحافي العروبي الملتزم برايي لقد كان وما زال رمز الخط العروبي المقاوم واصحافي الملتزم لقد كانت السفير وما زالت صحيفتي المفضلة والموثوقة على عكس الكثير من الصحف الاخرى الصادرة في لبنان ويا ليت بقية الصحف اللبنانية تحذو حذو السفير بالموضوعية بعيدا عن التبجح والغوغائية كذلك الصحفيين