نصرالله يعتبر ذكرى اجتياح بيروت " يوماً مجيداً "

حمل بشدة على قوى 14 آذار ودافع عن الثلث المعطل
نصرالله يعتبر ذكرى اجتياح بيروت " يوماً مجيداً "

إيلاف من بيروت: حمل الأمين العام لـ" حزب الله " السيد حسن نصر الله بشدة على قوى 14 آذار/ مارس، ورد على رئيس كتلة " المستقبل " النائب سعد الحريري من دون أن يسميه، معلناً يوم 7 أيار/ مايو 2008 الذي اجتاح فيه مسلحو الحزب بيروت وبعض الجبل " يوماً مجيدا ". وقال خلال احتفال تخريج طلاب في "مجمع سيد الشهداء" في الرويس في الضاحية الجنوبية: " اننا معنيون بمرحلة جديدة ويجب ان نتحمل فيها المسؤولية كاملة وليس من بعيد وسنحارب كل فكرة لتقسيم لبنان، ولا اعتقد انه بعد فشل المشاريع الاجنبية ان هناك من يفكر في التقسيم، ولكن هناك في لبنان من يحلم في التقسيم ويتحدث عنه في مجالسه الخاصة، وهذا التقسيم يأتي بصيغة الفيدرالية، ولكننا لن نقبل بهذه الصيغة لأنها الطريق الى التقسيم، والجميل ان بعض من يتهمنا بالمثالثة هو من يسعى الى الفيدرالية ".

ومما جاء في كلامه: "تقدمون رسالة واضحة لكل اولئك الذين يشككون بقدرة قوى المعارضة على ادارة لبنان في المجالات والاختصاصات كافة ويراهنون على فشلها في ادارة شؤون البلد ويرفضون مشاركة المعارضة في الحكم في حال فازت ليس زهدا ولا تعففا بل مراهنة على الفشل. نقول لهم نحب ان تشاركونا لاننا دعاة شراكة لكن لن نتوسل اليكم . والعقول التي غلبت اكبر جبابرة العالم تستطيع ان تدير بلدا اكبر من لبنان وكما استطعنا بعقول وقلوب لبنانية وارادات لبنانية تحرير ارضنا واسرانا فنحن الاقدر على اعلاء البنيان.ونحن معنيون بمرحلة جديدة ويجب ان نتحمل فيها المسؤولية كاملة وليس من بعيد وهي مسؤولية ان نبني وطننا والدولة القوية العادلة لأن القوة من دون عدل خراب ولأن العدل من دون قوة لا حامي له".

وتابع: "نتطلع الى لبنان وطننا لجميه ابنائه وعائلاته ومتساويين في الحقوق والواجبات ونحن من دعاة شعب واحد ودولة واحدة ويجب ان نتخلص من الحديث في السر أو في العلن عن "الشعوب اللبنانية"، وليست لدينا عقدة من الحديث عن تعددية حضارية او ثقافية فنحن شعب واحد في ارض واحدة نتكلم لغة واحدة ولدينا مصالح واحدة لا مصالح مشتركة ومصالحنا واحدة في العمق وإن اختلفنا في تشخيصها. وكما أن العلم عندنا عابر للطوائف كذلك الفقر والعمالة والخيانة عابرة للطوائف.ويجب ان ننتهي من مقولة النوعية والكمية وان ننظر الى شعبنا على أنه شعب واحد وإذا كانت هناك تمزقات وافتراقات حادة فيجب ان نتعاون من اجل معالجتها.

إننا في "حزب الله" سنحارب كل فكرة لتقسيم لبنان ولا اعتقد ان هناك من يفكر في التقسيم، بعد فشل المشاريع الأجنبية كافة، ولكن هناك في لبنان من لا زال يحلم في التقسيم ويتحدث عنه في مجالسه الخاصة. والتقسيم الذي يتحدثون عنه يأتي بصيغة الفيدرالية لكننا لن نقبل بهذه الصيغة لأنها الطريق الى التقسيم .وبعض من يتهمنا بالمثالثة هو من يسعى الى الفيدرالية. ولن يكون للفيدرالية مكان في لبنان الذي لا يتحمل اي صيغة من صيغها.

لقد طرحنا في برنامجنا تشكيل "هيئة وطنية لالغاء الطائفية السياسية" ولم نقل اننا نريد إلغاء الطائفية السياسية فما نطالب به هو تشكيل هذه الهيئة العليا لإلغاء الطائفية التي يتوجب عليها درس ما اذا كنا نريد الاستمرار بالصيغة الطائفية ام لا. وقد وصلنا الى نتيجة تقول إننا يجب ان نلغي الطائفية من نظامنا نضع خطة لالغائها وننظم البديل ولا ندعو الى الاستعجال ولا الى فرض الخيارات، فالتعديل الجوهري في النظام يجب ان يقوم على اساس توافق وطني جدي لان التعاطي بالغلبة له تداعيات اخطر من بقاء النظام بسلبياته الحالية".

ونفى نصرالله أن يكون حزبه يمارس "اي سلطة في ما يسمى "مناطق نفوذه"، وقال :"العملاء تحاسبهم الدولة اللبنانية، ولم نعرض انفسنا على اننا دولة لكن من يزايد علينا بالحديث عن الدولة الواحدة مارس الدولة والكانتون نحن مع الدولة التي لديها مجلس نيابي قوي وسلطة قضائية مستقلة وجيش واجهزة قوية والخلاف هو حول الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة لكننا نقول: لا منافاة بين ان يكون للبنان مقاومة قوية ودولة قوية.ونحن نتطلع الى دولة تمارس اصلاحا اداريا حقيقيا وندعو الى تطبيق اللامركزية الادارية كما وردت في الطائف والى قانون انتخاب عصري ونحن مع النسبية".

الثلث والمثالثة

وسأل: "ما هي صورة القضاء الذي يسجن العملاء شهرا واحداً او سنة ثم يطلقهم ليعودوا الى التجسس ثم يزج ضباطاً كباراً في السجن وهل هذا قضاء مستقل ونزيه؟ القضاء في زمن وصايتكم يتصرف كما كان في الوصاية السورية.ونحن من دعاة الشراكة في السلطة والتعاون بين ممثلي الشعب اللبناني في إدارة شؤون البلد .نحن من دعاة حكومة الوحدة الوطنية وهذه ليست تجربة فاشلة فحكومة الوحدة هي الأفضل للبنان. يجب ان نراعي في تشكيل السلطة الخصوصيات وذلك من خلال الشراكة وعدم إلغاء اي فئة وفي موضوع الثلث المعطل الذي يقولون انه يعطل البلد فهو ليس كذلك وأنا أدعو تيار المستقبل لمراجعة من واكب تجربة رفيق الحريري وليسألوا عن المعاناة في تشكيل الحكومات وعن سبب عدم تشكيله الحكومة الأخيرة، فالسبب قاله لي رفيق الحريري: لم يكن يريد أن يشكل حكومة إلا إذا كان ثلث الوزراء فيها تابعين له".

احد يريد ان يكون شريكا حقيقيا في البلد يفتش عن الثلث الضامن في الحكومة ولا اقول ان حزب الله يريد الثلث الضامن في الحكومة بل المعارضة ككل . أما المثالثة ففكرة اخترعوها هم و"باضوها وربوها حتى اصبحت ديكا يصيح" وهل مثالثة الطوائف او المذاهب او التحالفات السياسية؟ اخترعوا المثاثلة كي يضعوا المعارضة في موقع الدفاع واتمنى على الاخوة في المعارضة ان يخرجوا من هذا الموقع. إن الهدف من الحديث عن المثالثة هو التصويب على مسيحيي المعارضة لأن المثالثة تخدم السنة والشيعة . الهدف هو القول ان العماد ميشال عون عقد اتفاقات مع حزب الله ورضي بخفض الحصة المسيحية، لكن العماد عون لم يقبل بالثلثين مقابل الثلث في جزين فكيف يقبل بالمثالثة؟".

أضاف:" نتطلع إلى دولة قادرة على حماية أرضها وشعبها دون الحاجة لقوات طوارئ لا تقدم ولا تؤخر أو أجهزة أمنية خارجية. ونحن على مقربة من ذكرى إتفاق 17 أيار ونسأل من اراد ان يوقع اتفاق 17 ايار ويلحق لبنان باسرائيل نهائيا ومن قدم دمه لإسقاط هذا الاتفاق؟ فاتفاق 17 أيار وقعه النظام اللبناني في ذلك الحين من موقع الضعيف. من اراد توقيع اتفاق 17 أيار مع اسرائيل هو من رموز الاستقلال والذين قدموا دماءهم دفاعاً عن لبنان اصبحوا مرتهنين للخارج. أليس هذا ظلما تاريخيا؟

ذكرى 7 أيار

إن أهم سلاح للمقاومة في حرب تموز كان شبكة الإتصالات السلكية غير أن الحكومة اللبنانية اجتمعت في 5 أيار وقررت من خارج جدول الأعمال أن هذه الشبكة تمس بالشرعية وقررت نزعها وهذا وصمة عار للحكومة التي حاولت القيام بما عجزت إسرائيل عن القيام به.وأسأل أهالي بيروت الذين يطالبونهم بالانتخاب باتجاه محدد لماذا استقدموا الاف المقاتلين من خارج بيروت قبل 5 أيار ومن حوّل المدينة الى مدينة للميليشيات عبر الشركات الامنية؟ من يدعون الحرص على الجيش كان مشروعهم في الماضي خلق مواجهة بين الجيش والمقاومة. ولو سكت حزب الله لكان هناك خطة لأخذ بيروت إلى فتنة مذهبية تستمر أسابيع يتم من خلالها استقدام قوات من الخارج .كنت في السابق أسكت وأداري ولكن بعد ما سمعته في الأيام القليلة الماضية أعلن يوم 7 أيار يوما مجيدا من تاريخ المقاومة وحزب الله.

7 أيار أخرج لبنان من الدوامة وحقن الدماء وحقق انتخاب رئيس الجمهورية وحكومة الوحدة. الاستقرار النسبي الذي يعيشه اللبنانيون منذ عام هو بفضل 7 أيار.والمطلوب ألا ننسى 7 أيار كيلا يكررنّ أحد حماقة 5 أيار

وختم:"اقول للبنانيين وخصوصا للسنة والشيعة واهل بيروت إن ما حصل في 7 أيار وضع حدا سريعا لحرب أهلية ولمؤامرة كبيرة كانت تحضر ضد المقاومة وحقن الدماء في بيروت.و نحن نعرف أهل عكار والبقاع رجالا "جدعان" يتكل عليهم وهم ليسوا بجبناء لكنكم أتيتم بهم لا لمقاتلة اسرائيل بل لمقاتلة أهلهم ومقاتلة المقاومة التي يعتبرها أهل هذه المنطقة عزة وكرامة هذا العرض كما يراها كل عربي لذلك لم يكونوا يملكون العزم والحافز لمقاتلة أهلهم في المقاومة. هم جيء بهم الى المعركة الخطأ. نعم نقرأ الماضي لنعتبر منه، ولكن رغم كل ما حصل ندعو إلى تضافر الأيدي والجهود والأكتاف لبناء وطننا".