لبنان

بايدن في بعبدا الجمعة... وباريس تحذر من مخاطر المناورات الإسرائيلية على أمن المنطقة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: ينعقد مجلس الوزراء اللبناني، الثلاثاء المقبل في 26 الشهر الجاري، قبل خمسة أيام من انتهاء العقد العادي لمجلس النواب، وعلى جدول أعماله بندان ملحان: تعيين خمسة أعضاء للمجلس الدستوري ليكتمل تكوينه باعتباره الضمانة الدستورية للعملية الانتخابية، وإقرار مشروع قانون الموازنة للعام 2009، وإحالته الى مجلس النواب الذي سيتعذر عليه إقراره لضيق الوقت ولغياب التوجه لفتح دورة استثنائية لمدة سبعة أيام.

و أشارت صحيفة اللواء أن تعيينات المحافظين ومدير الشؤون السياسية في وزارة الداخلية، فلم تعد ذات أولوية نظراً لعدم جدواها، خاصة وأن صدور مراسيم التعيين ونشرها في الجريدة الرسمية قد تستغرق وقتاً تكون خلاله الانتخابات قد تمت وانتهى دورهم فيها، على حد ما قالته مصادر وزارية واسعة الاطلاع ل "اللواء" مساء أمس، التي أكدت على وجوب أن يكون التركيز الآن على استكمال المجلس الدستوري، طالما أن الكل مقتنع بضرورة استكماله قبل الانتخابات.

هذه محصلة إجرائية للاجتماع المسائي الذي عقد في قصر بعبدا بين الرئيسين ميشال سليمان وفؤاد السنيورة، والذي تناول المواضيع السياسية والأمنية والدبلوماسية التي تشغل الساحة اللبنانية، عشية وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بعد غد الجمعة ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الاثنين، بعد زيارة لسوريا لتسليم الرئيس سليمان دعوة لحضور المؤتمر الثاني لـ lt;أنابوليسgt; في موسكو حول الشرق الأوسط، وفي ظل صدور أول موقف دولي يتصل بالمناورات العسكرية والتي ستقوم بها اسرائيل قرب السواحل اللبنانية أواخر الشهر الحالي، حيث أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية أن بلاده تأمل أن لا تؤدي هذه المناورات الى تطورات سلبية تمس بأمن واستقرار المنطقة.

وكانت دوائر قصر بعبدا، قد انهمكت أمس بالتحضير لزيارة بايدن الى بيروت، مع عدد من موظفي السفارة الأميركية، حيث أفاد مصدر رسمي لوكالة lt;فرانس برسgt; أن زيارة بايدن ستستغرق ثلاث ساعات فقط، ويلتقي الرئيس سليمان ويبحث معه في العلاقات الثنائية وعملية السلام في الشرق الأوسط. ولاحظ المصدر أن الزيارة تأتي قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية المرتقبة في السابع من حزيران المقبل، والتي يتوقع أن تشهد منافسة شديدة بين الأكثرية الحالية وقوى 8 آذار المعارضة.

واستأثرت المناورات الاسرائيلية والموقف منها. الى جانب شبكات التجسس بحيز واسع من مداولات الرئيس سليمان والسنيورة الذي كشف ان الحكومة ومنذ اكثر من اسبوعين تجري اتصالات بشأن هذه المناورات من خلال اجتماعات الناقورة، حيث نقل ممثلو lt;اليونيفيلgt; قلق لبنان مما يمكن ان تضمره اسرائيل في هذا الصدد. وقال ان الحكومة على بينة ومتابعة دقيقة لما يجري، لا سيما المتابعة المستمرة مع الاجهزة الامنية والعسكرية.

وكشف الرئيس السنيورة ان دعوة المجلس الاعلى للانعقاد هو شأن في يد الحكومة ويمكن ان تتحرك في اتجاهه اذا اقتضى الامر. لافتاً الى ان الحكومة ابلغت اليونيفل ايضاً بموضوع شبكات التجسس التي تعتبرها "افئتاتا واعتداءً على سيادة لبنان، ومخالفة فاضحة وساطعة للقرار 1701"، مشيراً الى ان الحكومة في صدد اعداد ملف من اجل نقل الموضوع الى الامم المتحدة والتقدم بشكوى حول هذا الامر.

وأكملت اللواء، ابلغت مصادر حكومية "اللواء" انه كان هناك تطابق في وجهات النظر بين الرئيسين سليمان والسنيورة حيال كل المواضيع التي جرى بحثها، واهمها التركيز عى شبكات التجسس الاسرائيلية وضرورة تقديم شكوى الى مجلس الامن في هذا الصدد، بالاضافة الى التنبه لخطورة المناورات الاسرائيلية والبقاء على حالة تيقظ من هذا الموضوع. وكشفت بأن القيادة العسكرية ليست غافلة عن هذه المناورات، مشيرة الى ان قائد الجيش العماد جان قهوجي كان امس في الجنوب للوقوف على حالة التأهب واليقظة لدى الالوية العسكرية المنتشرة على الحدود الجنوبية.

وتوقفت المصادر عند دفاع الرئيس السنيورة بعد الاجتماع عن رئيس الجمهورية والحملة التي يتعرض لها lt;وفيها احياناً تطاول واحياناً اخرى من اجل مصالح انتخابيةgt;، ولا سيما اشارته الى ان القصد من هذه الحملة هو التهويل ومنع الرئيس من القيام بواجبه الدستوري، معتبراً ان هذا التهويل بالمواقف لن يكون له اي تأثير سوى المزيد من التشنج.

وقال الرئيس السنيورة ان الرئيس سليمان سيستمر ونحن معه، في الموقف الداعي الى ترسيخ الاستقرار والامن والابتعاد عن المنزلقات التي يحاول البعض جرنا اليه.
وفي ما يشبه الرد على خطاب الامين العام لlt;حزب اللهgt; السيد حسن نصر الله والذي تطرق فيه الى اتفاق 17 أيار، اسف الرئيس السنيورة لمحاولة التعمية عن القوى التي اسقطت الاتفاق المذكور، مذكراً بالدور المحوري الذي لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بإلغاء اتفاق 17 أيار، lt;وهو أمر قد يكون نسيه البعض".

اما في شأن جلسة مجلس الوزراء التي تقرر عقدها في 26 الشهر الجاري، فقد اوضحت المصادر ان البحث لم يقفل بين الرئيسين في موضوع جدول الأعمال، وكل شيء وارد، بما في ذلك التعيينات والمجلس الدستوري والموازنة.

وقالت ان الرئيسين وضعا خطاً عاماً في شأن الجلسة لكن لم يتقرر شيء نهائي. ولفتت المصادر الوزارية إلى انه بخصوص المجلس الأعلى للدفاع، فانها لمست ان الرئيس سليمان ليس في وارد دعوة المجلس إلى الانعقاد في الوقت الراهن، طالما ان الإجراءات الاحترازية قد اتخذت، خصوصاً وأن قانون إنشاء المجلس حدد التئامه في حالات محددة، عندما يكون هناك تهديد لأمن البلد، أو مخاطر كبرى تستدعي انعقاده، أو في حالة طوارئ أو أسباب تهدد الأمن القومي.

لكن المصادر قالت ان انعقاد المجلس هو بالنهاية رهن أجوبة lt;اليونيفيلgt; على الاستفسارات اللبنانية. ونقل تلفزيون "المنار" في هذا الخصوص عن مصادر أمنية قولها ان اليونيفل نقلت رسالة من إسرائيل الى الجيش اللبناني خففت فيها من حجم المناورات التي من المقرر ان تقوم بها القوات الإسرائيلية في نهاية الشهر، ونفت احتمال أي ظهور عسكري على الحدود مع لبنان، على عكس التصريحات الإسرائيلية في هذا المجال.

في غضون ذلك، اكد البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير على ضرورة وضع آلية معينة لتعيين ما تبقى من اعضاء المجلس الدستوري، لانه من دون ذلك اخطار وعقبات ومن دون المجلس الدستوري لا يمكن القول ان الانتخابات ستأتي نزيهة وشفافة.

ونقل الوزير السابق وديع الخازن عن صفير تشديده على اهمية تعيين مدير عام لوزارة الداخلية لمواكبة الانتخابات والمراكز الشاغرة للمحافظين في الدوائر المعنية بالمحافظات، وكذلك تشديده على ضرورة تحييد مقام رئاسة الجمهورية لكونها فوق كل اعتبار، وتحييدها ايضاً عن كل التجاذبات الحاصلة على ابواب الانتخابات لكون الرئاسة حيادية وعلى مسافة واحدة من جميع اللبنانيين.

كما نقل المرشح عن "لائحة القرار الجبيلي" ناظم الخوري الذي زار بكركي مع اعضاء اللائحة عن صفير تمنيه ان تجري الانتخابات في جو هادئ والحفاظ على الامن ويتاح للمواطن ان يختار بحرية من يراه مناسباً.

وفي هذا السياق، لفت الانتباه، خروج الرئيس نبيه بري عن صمته حيال الحملة على رئيس الجمهورية، فأكد، امس، امام وفود زارته في دارته في المصيلح، "انه لا يجوز على الاطلاق الاعتقاد ان مستلزمات وضرورات التنافس الانتخابي يمكن ان تبيح المحظورات الوطنيةgt;، في اشارة ضمنية الى كلام العماد ميشال عون، وقال ايضاً في اطار الرد على طروحات "مصيرية الانتخابات" ان ربط مصير الوطن بمصير نتائج الانتخابات من قبل البعض لا يمكن ان تعطي احداً الحق الذي يخوله المس بالمرتكزات التي على اساسها يقوم لبنان وفي مقدمة هذه المرتكزات الوحدة الوطنية والعيش الواحد والسلم الاهلي".

أما رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، فقد رأى، أمام وفود زارته أمس من الكورة وبيروت، "أن التفاهم بين اللبنانيين هو السبيل الوحيد للنهوض بالوطن وإخراجه من الأزمات التي يمر بها حالياً". وقال ان "اللبنانيين عانوا كثيراً من الإقتتال والحروب الداخلية والإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وقد اثبتت الوقائع انه لا يمكن لأي طائفة أو مذهب أن يربح على الآخر"، مشيراً إلى أن "وحدة اللبنانيين هي أكبر سلاح بيد لبنان في وجه المخاطر الإسرائيلية، لافتاً إلى أن المواقف التي تعمل على اضعاف هذه الوحدة لا تصب في مصلحة لبنان". وخلال لقائه مع اللجان الأهلية الشعبية في بيروت والتي ضمت الآلاف، دعا الحريري الى النزول باكراً الى صناديق الإقتراع لإنتخاب لائحة المستقبل بكامل اعضائها في بيروت.

وإذ اكد تمسكه بمسيرة رفيق الحريري قال: "لقد رفضنا مواجهة السلاح بالسلاح، وحافظنا على السلم الأهلي والعيش المشترك، ونحن الذين منعنا الفتنة، ولن يستطيع أحد أن يجرني إلى طريق آخر غير الذي اختاره رفيق الحريري ومشروع الدولة الذي استشهد من أجله".

أما في الشأن الإنتخابي ذكرت اللواء أن ابرز تطور مفاجئ على صعيد لائحة كسروان تمثل بتأجيل إعلان لائحة غير مكتملة تجمع المرشحين المستقلين الثلاثة: منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن وفارس بويز، نزولاً عند اتصالات ووساطات تمنت على الثلاثة تأخير اعلان اللائحة بهدف ضم المرشحين الحزبيين كارلوس إده وسجعان القزي اليها. ونفى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع اتهامه بعرقلة تأمين اللائحة، مشيراً الى ان المشكلة "انهم يريدون أصوات القواتيين ولا يريدون القوات.

وشهد أمس اعلان لائحة ثالثة ثنائية في بعبدا هي لائحة "الاعتدال والولاء المطلق للوطن" ضمت النائب بيار دكاش وسعد سليم، فيما يتوقع ان يعلن الوزير السابق ادمون رزق lt;"لائحة جزين المستقلة" الثنائية ايضا يوم السبت المقبل.

أما في زحلة، فقد تريث رئيس الكتلة الشعبية الوزير ايلي سكاف تسمية المرشح السني على لائحته، ربما خشية من ان يغير اتجاهه، مثلما حصل مع النائب عاصم عراجي الذي انتقل الى لائحة قوى 14 آذار برئاسة النائب نقولا فتوش. ولوحظ ان سكاف الذي أطل في ما يشبه المناظرة التلفزيونية بينه وبين فتوش على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، لم يحدد موعداً لاعلان لائحته، وان كان قد اكد ان لا تغيير في النواب الذين تضمهم، باستثناء المرشح السني، الذي يعتقد انه قد يكون المرشح عماد ميتا.

غير ان معلومات توقعت ان يعلن سكاف لائحته من دارته في زحلة يوم السبت المقبل أو الأحد على أبعد تقدير. الى ذلك، توقعت مصادر قوى 14 آذار ان يصار الى تأجيل لقاء البريستول الذي كان مقررا غدا الخميس مبدئياً الى موعد لاحق، وذلك في انتظار اكتمال عقد اللوائح الانتخابية لهذه القوى، في كسروان وبيروت الاولى، لكنها اكدت انه اذا تم اعلان لائحة كسروان اليوم، فإن الاجتماع باق في موعده.

الى ذلك، أحكم الجيش اللبناني بمؤازرة القوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفل السيطرة على معظم الممرات الامنية الحدودية الصعبة للحؤول دون فرار المزيد من عناصر الشبكات التجسس الاسرائيلية التي تتواصل جهود القوى الامنية لتفكيكها، خاصة بعد ان اظهرت التحقيقات الأولية ان افراد الشبكات الموقوفين اعترفوا بأنهم كانوا مكلفين تصوير منازل بعض كبار المسؤولين اللبنانيين من سياسيين وقيادات سياسية وامنية ووضع احداثيات لها، وان صورا ضبطت لمواقع عدة في مناطق مختلفة.

وعلى الصعيد القضائي، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر امس على الموقوفين حسن محمد شهاب وشوقي نزيه عباس والفار جمال نعمة ضو وابو محمد واديب مجهولي باقي الهوية لاقدامهم على التعامل مع العدو الاسرائيلي واعطائه معلومات، كما ادعى في ورقة طلب ثانية على سامرة السحمراني وزوجها محمد امين الأمين المتواريين عن الانظار والمقيمين في الاراضي الفلسطينية المحتلة بجرم التعامل مع العدو.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف