بايدن يلتقي المسؤولين اللبنانيين وحزب الله يندد

بيروت، وكالات:أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، إلتزام الولايات المتحدة الأميركية بدعم سيادة وإستقلال لبنان، ودعم مؤسساته الدستورية، إضافة إلى الإلتزام بدعم المحكمة الدولية. وأعرب بايدن عن اعتقاده أن لبنان القوي يكون عبر مؤسسات قوية، مؤكدا على أن لبنان يجب أن يكون إلى الطاولة في المنطقة وليس على الطاولة، وبالتالي يجب أن يكون لبنان بلدا قويا لكي يتمكن من لعب دوره.

وشدد نائب الرئيس الأميركي على أن إدارة الرئيس باراك أوباما منفتحة على جميع الأطراف في المنطقة، وهي تعتمد على التواصل مع كل الجهات، ليس من منطلق الضعف أو بهدف عقد صفقات، بل من منطلق الثقة بما تريده. وقد أكد بايدن على محورية عملية السلام بالنسبة للإدارة الأميركية لحل مشكلات المنطقة التي لا يمكن أن تجد حلا لها إلا بالتوصل لحل للمسألة الفلسطينية التي هي حجر الزاوية لكل الحلول، وهذه الحلول يجب ألا تقوم إلا على أساس التوازن.ونوّه بدوره السنيورة بالموقف الذي يعبر عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما بخصوص الالتزام بضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وضرورة التقدم في عملية السلام على أساس حل الدولتين، وهذا ما يعتبره لبنان من النقاط الإيجابية. وقد شدد السنيورة على أن لبنان ملتزم بعملية السلام مع أخوانه العرب وهو متمسك بضرورة أن يكون إلى الطاولة وليس على الطاولة، وعلى ضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 والقرار الدولي 425، مؤكدا رفض لبنان السماح أو القبول بالتوطين. كما شدد الرئيس السنيورة على التزام الحكومة اللبنانية بإجراء عملية انتخابية شفافة، معتبرا أن الطائف هو المرجعية الدستورية التي يُلتزم بها. وكان السنيورة استقبل رئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وبحث معه الأوضاع العامة.

بايدن وسليمان

وكان شدد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان على "رفض لبنان المطلق لأي شكل من اشكال التوطين"، وشكر رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما" دعمه للدولة وإستكمال ورشة إعادة الإعمار". وقال سليمان بعد إستقباله بايدن:" اطلعت بادين على تحضيراتنا للانتخابات التي ستعطي دفعا للمؤسسات ودفع عجلة الاصلاح واعربنا عن تعلقنا بحقوق الانسان والحريات واكدت عزم لبنان على كونه قائم على العيش المشترك". اضاف:" اطلعت بادين على الخروقات الاسرائيلية وشبكات التجسس وتمنيت عليه العمل على توفير الوسائل الكافية لمساعدة لبنان لى مواحهة الاخطار وعبرت عن قلق لبنان ازاء المناورات الاسرائيلية".

واكد اهمية "السعي للتوصل لحل عادل وشامل لكافة اوجه النزاع استنادا الى مرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام". وشدد على اهمية " السعي للتوصل لحل عادل وشامل لكافة اوجه النزاع استنادا الى مرجعية مدريد والمبادرة العربية للسلام".

من جهته نقل بايدن "تحيات الرئيس اوباما وتأيييه المستمر لسيادة لبنان ودعمه للمؤسسات الدستورية والمحكمة الدولية والتزامه تسليح الجيش للحفاظ على الامن ومواجهوة خطر الارهاب". واعتبر انها ليست "صدفة ان آتي الى لبنان وهذه وقفتي الوحيدة لكي اعبر لكم شخصيا التزامنا بلبنان وهو التزام حقيقي ونحن ندعم العملية الديمقراطية ونقدر الدعم الواسع لكم ولجهودكم". وامل ان تكون " الانتخابات شفافة تعكس ارادة اللبنانيين والشعب اللبناني وحده يجب ان يختار قادته لان سيادة لبنان لا يمكن المتاجرة بها".

وشدد على ان الولايات المتحدة الاميركية تدعم المحكمة الدولية مؤكدا ان لبنان " سيتقدم نحو مستقبل افضل". ولفت الى ان ادارة اوباما " ملتزمة بالسلام ونحن سنبقى ملتزمين بالسلام الشامل ولبنان عانى كثيرا وانا أحث الجميع على الابتعاد عن المفسدين. لبنان لديه طاقات كبيرة ولا يمكن ان اتخيل السلام في الشرق الاوسط دون لبنان مستقل وان يكون لبنان مدخلا للسلام".وكان بدأ بايدين ظهر اليوم الجمعة محادثات مع سليمان تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في المنطقة. ووصل بايدن الى القصر الجمهوري في بلدة بعبدا شرق بيروت بطوافة أقلته من مطار رفيق الحريري الدولي( مطار بيروت). وكان بايدن وصل الى بيروت قبل ظهر اليوم في زيارة تستمر عدة ساعات، هي الاولى لمسؤول اميركي على هذا المستوى منذ عدة عقود .

وتاتي زيارة بايدن الى بيروت حيث سيلتقي الى جانب رئيس الجمهورية كلا منرئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة الحكومة ،بعد اقل من شهر على زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى لبنان .

ومن المقرر ان يلتقي يايدن، الذي احيطت زيارته بتدابير امن مشددة ،زعماء من الاكثرية النيابية بينما وصف الشيخ نبيل قاووق، وهو مسؤول بارز في حزب الله الزيارة بانها تاتي على" خلفيات انتخابية " في اشارة الى الانتخابات النيابية اللبنانية التي ستجري في السابع من شهر يونيو/حزيران المقبل.

حزب الله يندد

في المقابل وصف حزب الله زيارة مسؤولين اميركيين إلى لبنان، وآخرهم بايدن اليوم، بالمثيرة للريبة واعتبرها تدخلا في الشأن اللبناني وطالب رئيس الجمهورية باثارة موضوع شبكات التجسس الاسرائيلية معه. وكان بايدن وصل اليوم الجمعة الى بيروت وبدأ فور وصوله مباحثات مع الرئيس سليمان .

وقال بيان لحزب الله ان الإهتمام الأمريكي العالي بلبنان"يثير ريبة قوية حول الأسباب الحقيقية الكامنة وراءه، خاصة وأنّه بات يشكل تدخلا صريحا وتفصيليا بالشأن اللبناني،وهو ما تترجمه الزيارات المتوالية لمسؤولين في الإدارة الأميركية للبلد". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قامت قبل نحو شهر بزيارة بيروت .

واشار البيان الى ان حزب الله "الذي يدرك أن معيار الإهتمام الأميركي بلبنان محكوم بمدخل القضية الفلسطينية،ينبه إلى أنّ الإدارة الأميركية تضع في أولوياتها المطلقة مصلحة العدو الإسرائيلي وممارسة الضغوط واستدراج التنازلات لمصلحته، أمّا قضايا الشعوب ومطالبها المحقة فهي أول ضحاياها وآخر اهتماماتها ".

وأضاف البيان "إنّ حزب الله إذ يشجب الإمعان الأميركي في استمرار تطابق مصالحه مع العدو الصهيوني، يطالب المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان بإثارة موضوع شبكات التجسس والخروقات الإسرائيلية واستمرار الإحتلال الإسرائيلي لمناطق لبنانية. ويسأل ما إذا كان بايدن أو غيره من المسؤولين الأميركيين مهتم بإعادة المناطق اللبنانية المحتلة إلى كنف السيادة اللبنانية". وكانت الامن اللبناني اكتشف مؤخرا سلسلة شبكات تعمل لصالح المخابرات الاسرائيلية .