الحوار الوطني عاد اليوم لتجديد "ميثاق الشرف" وطمأنة اللبنانيين

بارود مرتاح للخطة الأمنية وإشتعال جماهيري قبل الأحد الكبير
الحوار الوطني عاد اليوم لتجديد "ميثاق الشرف" وطمأنة اللبنانيين

الإتهامات المتبادلة على المنابر استأثرت بغالبية النشرات
التلفزيونات اللبنانية تعكس حمى الإنتخابات

الساحلي لإيلاف: سنبدأ مسيرة العشرة آلاف ميل إذا ربحنا

أكّد في لقاء مصوّر انه لم يتردد ابدًا عن قول الحقيقة
سامي الجميّل: خطابات نصرالله تؤكد أنه "مزروك"

سيمضي الوزير أسبوعه بـ"شرح" الخطة الأمنية الفريدة التي خطّط لها.. سيكثّف إطلالاته لطمأنة المواطنين "المتوجسين" من حادث ما، خصوصًا في المناطق التي يتوقع أن تندلع فيها "الحروب الديمقراطية" يوم الأحد المقبل.. سيحاول إقناع "المتردّدين" بأنّ هواجسهم غير مشروعة بوجود من يحميها وبالتالي فإنّ اقتراعهم "واجب وطني" عليهم إكماله حتى النهاية. إنه إذاً "أسبوع الحسم" وفيه تبقى كل الاحتمالات واردة..

بارود: مطمئنون الى الخطة الأمنية

وأعلن بارود لصحيفة "الحياة" أنه "جرت العادة أن يحضر القضاة عملهم للعملية الانتخابية باجتماع منفرد ثم ينسقوا مع وزارة الداخلية، ففضلنا عقد لقاء مشترك جمع كل لجان القيد وقضاة الفرز والتفتيش المركزي مع كبار موظفي وزارة الداخلية والمحافظين والمسؤولين عن الأمن، جرى خلاله البحث بكيفية البت بالإشكالات التي تنشأ يوم الاقتراع وجرى توضيح كيفية إقفال صناديق الاقتراع وفق الأرقام المتسلسلة". وعن الحوادث الأمنية التي تحصل في بعض المناطق بين القوى المتنافسة، قال بارود لـ "الحياة" إنها "مؤسفة طبعًا لكنها لا تتعدى الإشكال المحصور وأكاد أقول الفردي.

ونحن مطمئنون الى الخطة الأمنية المتكاملة التي أعدت من الجيش وقوى الأمن الداخلي، ونحن كسلطة سياسية نثق بالقوى الأمنية". وأضاف: "لكن لا بد من القول إن الأمر لا يقتصر على الخطة. هناك شركاء رئيسيون لنا في الحفاظ على الأمن والهدوء هم في الدرجة الأولى القوى السياسية، ومجلس الوزراء مجتمعاً والمواطن الذي يفترض ألا ينجر الى أي إشكال أو صدام لتجنب إراقة أي نقطة دم ليس مكانها الانتخابات بل في المواجهة مع العدو وليس بالمنافسة الانتخابية".

الحوار عاد أدراجه اليوم

في سياق آخر ولكن قريبًا لما يشهده لبنان من خطابات نارية وحرب كلامية بين قوى المعارضة وقوى الأكثرية،فإن لبنان سيتأثر اليوم بالجانب الاوسع من آخر جولات الحوار الوطني الذي بدأ في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان بغياب العماد ميشال عون والنائب غسان تويني واختتمت منذ وقت قليل حيث أشار رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الى ان أجواء الجلسة اليوم كانت ممتازة، ولفت من قصر بعبدا الى أنه تم التوافق على أمن الانتخابات، ولم يحدد موعدا لجسلة مقبلة. كما اعتبر النائب والوزير الاسبق ميشال المر ان غياب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" عن الحوار لم يغير في مجرى الامور، ولم نلاحظ غيابه، ومضيفاً ان "العماد عون لا يتكلم اصلا خلال جلسات الحوار". بدوره اكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات" اللبنانية سمير جعجع ان القيادات السياسية ركزت خلال الجلسة على تهدئة الاجواء الانتخابية عشية الاستحقاق المقبل، مشيرا الى ان الرئيس سليمان سيحدد موعد الجلسة المقبلة بعد الانتخابات. وقال:"اذا فازت المعارضة سنخرج من زمن الصح لندخل الى زمن الغلط".ويلاحظ المراقبون ان المناخ السياسي مطلع اسبوع الانتخابات يبدو في حاجة الى تجديد التعهدات التي قطعها الافرقاء السياسيون واعادة التزام "ميثاق الشرف" الذي طرح سابقًا في احدى جولات الحوار، والذي يبدو هذا الاسبوع اختبارًا جديًا له.

بري: الحوار ضروري وأؤيد استمراره في المرحلة المقبلة

وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري لصحيفة "السفير" إنه ما من شك ان الحوار ضروري في كل الاوقات ويفيد البلد في أي ظرف، وخصوصًا انه يقرّب المسافات بين كل اللبنانيين. وأضاف "بناء على ذلك، أؤيد استمرار الحوار بين اللبنانيين في المرحلة المقبلة، تحت العنوان الذي يقرره رئيس الجمهورية، سواء باعتماد الصيغة الحالية، أي البرلمانية، التي اعتمدناها منذ انطلاق الحوار في آذار 2006 او بأي صيغة اخرى يرى الرئيس انها مناسبة".

رعد: لطرح مناورات اسرائيل بالحوار

وكان أعلن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد لـ"السفير" أيضا انه سيشارك في طاولة الحوار بذهنية الدعوة الى التوافق على تأمين أفضل الأجواء لإجراء الانتخابات النيابية بهدوء، ومن دون تشنجات. ورأى رعد انه لا بد من وقفة خلال الجلسة عند المناورات العسكرية الاسرائيلية التي بدأت أمس، لافتاً الانتباه الى انه وفي وقت نستعد لخوض انتخابات ديمقراطية من أجل تحقيق الاستقرار في بلدنا، يُعد العدو المستوطنين في فلسطين لمواجهات جديدة، ما يؤشر الى ان قرار الحرب والسلم هو في يد العدو، وبالتالي علينا ان نكون أقوياء حتى لا نغريه بضعفنا. وأكد ان "حزب الله" لا يعتبر ان جلسة الحوار اليوم هي الاخيرة او الوداعية، ولكنها آخر جلسة في عهد المجلس النيابي الحالي، مشيراً الى ان الحزب يؤيد استئناف الحوار بعد الانتخابات للوصول الى نتيجة تطمئن اللبنانيين الى ان بلدهم يتمتع بقوة تستطيع ان تحميهم وتدافع عن أمنهم في مواجهة أي عدوان إسرائيلي.

مهرجانات انتخابية حامية

وتميز الاحد الاخير من الحملات الانتخابية بزحمة مهرجانات اضفت عليها جولات لعدد من الزعماء السياسيين مزيدا من الحرارة. ففيما الحريري من طرابلس الى عكار فإلى القلمون وانفة، كان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون يقوم بجولة واسعة في البترون، فيما توجه رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الى حاصبيا وراشيا، كما شهدت جبيل مهرجانا حاشدا لقوى 14 آذار.

الحريري: جعلنا سوريا تعترف بنا

وخص الحريري عكار، في مهرجان حاشد اقيم في بلدة الكواشرة، بابراز دورها "الى جانب حلفائنا في 14 آذار في الانجاز التاريخي المتمثل باعتراف سوريا للمرة الاولى باستقلال لبنان وسيادته"، وقال: "نحن هنا والسما زرقا لنقول لهم في 7حزيران ان اصواتنا اعلى من اي تهويل وان عكار باقية على العهد وان لائحة المستقبل ستملأ صناديق الديمقراطية".

عون: هل قام حزب الله بالاعتداء على أهلكم؟

اما جولة عون في البترون فشملت تنورين ودوما حيث التقى المطران جورج خضر وبشعلة وآصيا وشبطين ودير كفيفان ودير مار يوسف جربتا وسمار جبيل واختتمت بمهرجان حاشد في البترون. والقى عون كلمة في المهرجان قال فيها إن "الفريق الآخر يقوم باختراع القصص ويخوفكم من ان الفرس قادمون ومن ان ولاية الفقيه تهجم على لبنان"، داعياً الى سؤال الذين يقولون مثل هذا الكلام "ما هي ولاية الفقيه". وتساءل: "هل قام أحد من حزب الله بالاعتداء على أهلكم؟ أما هم فقد قتلوكم وأوقفوكم على الحواجز ووضعوا لكم المتفجرات وحجزوكم". وتوقع ان تكون الولايات المتحدة "أول من سيفاوضنا اذا ربحنا انتخابياً". وألقى الوزير السابق سليمان فرنجيه كلمة شدد فيها على وقوفه الى جانب عون "لاننا نريد ان نلغي مقولة الانقسام المسيحي غصباً عنهم. ولنوضح لهم ان الموارنة يمكنهم التفاهم بعضهم مع البعض". ودعا الى التصويت "في اتجاه واحد معنا او ضدنا فما من وسطية في لبنان".

جنبلاط: على الرجل ان يزن كلامه كالجوهرجي

أما مواقف جنبلاط في حاصبيا وراشيا، فبدت في اطار مختلف. ذلك انه جال في حاصبيا يرافقه النائب انور الخليل وهو المرشح على لائحة "كتلة التنمية والتحرير". واذ حرص على الاشارة الى ان "على الرجل ان يزن كلامه كالجوهرجي"، لفت الى "اننا عملنا اتفاق الدوحة على طريقتنا في ما يتعلق بمنطقة حاصبيا - مرجعيون وأتمنى ان تكون اللائحة موحدة". وحض على "الحفاظ على جو الوفاق والعيش المشترك والوحدة الوطنية والحفاظ على الجنوب". واعتبر "ان ثمة ضفتين تشكلان ضماناً للبلاد، الاولى يجسدها الشيخ سعد الحريري والثانية يجسدها الرئيس نبيه بري".

سعيد: انه يوم محاسبة عون

وفي مهرجان لقوى 14 آذار في جبيل قال النائب السابق فارس سعيد ان يوم 7 حزيران هو "يوم المحاسبة السلمية الديموقراطية لميشال عون الذي ربط مصير المسيحيين بمغامرات خيالية وتوصل الى ان يجعلهم صندوق بريد لمصلحة ايران في وجه المجتمع الدولي". وأضاف: ان هذا اليوم "هو ايضًا لمحاسبة حزب الله الذي يعرقل مسيرة قيام الدولة".

وعلى الرغم من أجواء الاحتدام المتصاعدة، جمعت مناسبة دينية مساء أمس مرشحي لائحتي 14 آذار و"التيار الوطني الحر" في دائرة بيروت الأولى في تطواف لمناسبة اختتام الشهر المريمي، جرى ما بين وسط بيروت وساحة ساسين في الاشرفية. وبناء على طلب كاهن الرعية الذي شاءها "مفاجأة سارة"، تقدم كل من نائب رئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرا والنائب ميشال فرعون التطواف وحملا مع آخرين محفة كبيرة لصورة العذراء.

التحقيق مع عقيد ثان مشتبه بتجسسه

في سياق آخر قالت مصادر امنية ان تحقيقا يجري مع ضابط ثان في الجيش اللبناني برتبة عقيد اعتقل الاسبوع الماضي للاشتباه في تورطه بالتجسس لصالح اسرائيل. والعقيد الذي يجري التحقيق معه هو العقيد الثاني في الجيش الذي تم اعتقاله في هذه التهمة.

وكان العقيد الاول اعتقل الشهر الماضي ضمن سلسلة اعتقالات بدأت في أبريل/نيسان الماضي بعد اكتشاف شبكات تجسس لصالح إسرائيل. وبين المعتقلين الذين وصل عددهم الى نحو 40 ضابطًا متقاعدًا في الجمارك اللبنانية ورئيس بلدية سابق وعميد متقاعد في الامن العام اللبناني.