لبنان: الانتخابات لن تنتج أكثرية قادرة أن تحكم بمفردها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: ترتدي الانتخابات النيابية في لبنان اهمية كبيرة اذ انها تجري في 26 دائرة انتخابية بين ائتلافي الاكثرية والاقلية بصورة ديمقراطية ولكنها لن تنتج اكثرية قادرة وحاسمة في حل القضايا الاساسية دون التوافق بين كافة القوى الفاعلة في لبنان. وتتجه الانظار الى ما بعد صدور نتائج هذه الانتخابات حيث ينتظر اللبنانيون استحقاقا من نوع اخر وهو تشكيل الحكومة اللبنانية والبيان الوزاري الذي على اساسه ستنال ثقة المجلس النيابي الجديد في ظل صراع سياسي بين قوى 14 مارس من جهة وقوى الثامن من مارس من جهة اخرى حيال عدد من المواضيع الاساسية لا سيما منها قضية سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني والطرق التي يجب ان تتبع لتحرير ما تبقى من اراض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
واكد استاذ القانون الدولي في الجامعات اللبنانية الدكتور شفيق المصري ان " لبنان لن يحكم الا بالوفاق بغض النظر عن هوية الفائز في هذه الانتخابات ". واعرب عن اعتقاده بان هناك "مغالاة من الفريقين المتنافسين في نظرتهما الى المواضيع السياسية الخلافية المطروحة على بساط البحث ولا سيما منها كيفية ادارة الحكم في لبنان بعد فرز الاصوات ".
وقال ان " الانتخابات النيابية لن تنتج اكثرية قادرة وحاسمة ولا بد لاي فريق لبناني ان يتفق مع الفريق الاخر الذي يتخاصم معه سياسيا ". وتوقع الدكتور المصري ان تكون نتائج الانتخابات متقاربة جدا بين الفريقين المتنافسين بحيث لا تتعدى الخمسة نواب متوقعا حصول الفريق الذي سيفوز على اكثرية نيابية لا تتعدى 69 نائبا كحد اقصى فيما يحصل فريق الاقلية على 59 نائبا. وقال ان " لبنان لا يحكم الا بالتوافق بين جميع مكوناته " لافتا الى ان جميع الخلافات المطروحة بين اللبنانيين " يجب ان تخضع للتسوية وللحوار الهادىء ".
واكد المصري اهمية الدور الذي سيضطلع به الرئيس اللبناني ميشال سليمان خصوصا في حفظ التوازنات بين القوى ولعب دور الحكم واضعا نصب عينيه تنفيذ خطاب القسم الذي يتضمن الخطوط السياسية العريضة للسياسة التي يتبعها سليمان خلال ولايته. وشدد على ضرورة ان تكون هناك " قوة وازنة للرئيس سليمان في الحكومة التي ستشكل بعد الفترة التي ستلي انتهاء الانتخابات لكي يكون رايه مرجحا" في اتخاذ القرارات .
ووصف الدكتور المصري الانتخابات النيابية بانها "مسالة اساسية للتعبير عن الراي الحر من خلال صندوق الاقتراع وليس من خلال التشنجات في الشارع ". واعتبر ان تشكيل الحكومة المقبلة يتوقف على نتائج الانتخابات مشيرا الى ان الحكومة المقبلة ستكون " حكومة وحدة وطنية تلتزم بالمعايير الدستورية دون سواها" يتمثل فيها جميع الاطراف.
وتشهد العملية الانتخابية التي بدأت عند السابعة من صباح اليوم نسبة اقتراع كثيفة من خلال الاقبال الكثيف للمواطنين على صناديق الاقتراع وتنافسا حادا في معظم الدوائر ذات التنوع الطائفي والسياسي والحزبي. وتجري العملية الانتخابية في اجواء هادئة وسط تدابير امنية مشددة للجيش وقوى الامن الداخلي الذين انتشروا امام مراكز الاقتراع في حضور مراقبين اوروبيين ودوليين للانتخابات.