لبنان

كارتر ليس قلقاً تجاه مسار العملية الانتخابية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: اشتد الضغط على صناديق الاقتراع في العملية الانتخابية النيابية التي تجري في لبنان وخاصة في المناطق التي تشهد صراعا بين الموالاة والمعارضة . ووصلت نسبة الاقتراع في بعض المناطق حتى ظهر اليوم الاحد الى ما بين 30 % و50% . وانتظر بعض الناخبين ساعات عدة قبل ان يدلوا باصواتهم بينما شوهدت طوابير الناخبين امام مراكز الاقتراع مما دفع وزير الداخلية زياد بارود الى اتخاذ تدبير لتسريع العملية الانتخابية ورأى ان الضغط على الاقتراع "علامة جيدة ودليل عافية".

وكانت صناديق الاقتراع فتحت صباح اليوم امام نحو 3.2 مليون لبناني لانتخاب مجلس نيابي جديد لمدة أربع سنوات ،وسط صراع حاد بين الأكثرية البرلمانية الحالية والمعارضة،في ظل استطلاعات رأي تشير إلى تقارب كبير بين الفريقين المتنافسين،يحصر الفارق بين ثلاثة أو أربعة مقاعد . وخضعت الانتخابات اللبنانية لمجهر مراقبين دوليين منهم بعثة "مركز "كارتر لمراقبة الانتخابات النيابية"" وقال رئيسها وهو الرئيس الاسبق لامريكا جيمي كارتر اليوم بعد زيارته احد المراكز الانتخابية " الى القبول بنتائج الانتخابات مهما كانت نتائجها".

وقال كارتر انه" ليس قلقا تجاه مسار العملية الانتخابية والطريقة التي تتم بها"، آملا من الجميع "القبول بنتائج الانتخابات مهما كانت". وأضاف "ليس لدنا مخاوف من مسار الانتخابات، عندنا بعض المخاوف بشأن أن تقبل كل الأحزاب الرئيسية النتائج". وتابع "نشجع كل الأحزاب على قبول النتائج" والمراقبون الدوليون يأملون ويشجعون على قبول نتائج الانتخابات فيما لو فازت (الأحزاب) أو خسرت".

ووصف كارتر سير العملية الانتخابية في لبنان حتى الساعة بـ"الجيد". وخلال جولته قال كارتر انه اتصل بعدد من المسؤولين الأميركيين امس السبت "الذين أكدوا ان الرئيس باراك أوباما وإدارته ستقبل بما يقرره الشعب اللبناني". وقال وزير النقل الأميركي من أصل لبناني راي لحود وهو احد اعضاء فريق المراقبين الدوليين، ان كثافة الناخبين امام اقلام الاقتراع "هي نتيجة مصيرية الانتخابات في تاريخ لبنان".

واضاف انه يأمل بأن تجري الانتخابات "من دون تدخل أجنبي". ووصف هذه الانتخابات بانها " بالغة الاهمية .. " وقال " من المهم ان يصوت اللبنانيون لمرشحين من اختيارهم ". اما رئيس بعثة المراقبة الاوروبية للانتخابات النيابية اللبنانية سالافرنكا شانشيز- نيرا الذي تفقد مراكز الاقتراع مع بعثته التي تضم 100 مرقب فوصف العملية الانتخابية بانها " تسير بشكل جيد".

وقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد الادلاء بصوته في مسقط رأسه في بلدة عمشيت الساحلية شمال بيروت "ان الديموقراطية نعمة يجب ان نحافظ عليها، وهذه نعمة يتميز فيها لبنان في الشرق الاوسط". اما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ،الذي يخوض معركة انتخابية في مسقط رأسه مدينة صيدا الساحلية الجنوبية ،فقال بعد انن مارس حقه في التصويت انه يتمنى على الناخبين "توجيه رسالة الى العالم بأنهم يستطيعون ممارسة حقهم وواجبهم بشكل سلمي وهادئ".

وتمنى "على كل مواطن ممارسة حقه الانتخابي لأنه الاسلوب الوحيد للتغيير". وحض زعيم الاكثرية النيابية في البرلمان الحالي والذي يترأس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري وهو نجل رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي قضى بانفجار ،اللبنانيين على "الإقتراع اليوم في عرس الديموقراطية"وذلك بعد الادلاء بصوته .

وقال " نحث كل اللبنانيين واللبنانيات على النزول الى صناديق الاقتراع والادلاء باصواتهم". وناشد رئيس الجمهورية الاسبق امين الجميل ،الذي يترأس حزب االكتائب،بعد الادلاء بصوته "المحازبين والجمهور المتضامن مع الكتائب التعاطي بايجابية وروح وطنية ورياضية مع نتائج الانتخابات، ومنع أي صدامات أو اشكالات وان يكون الشعب مدركاً لمسؤولياته".

ودعا رئيس الحكومة الاسبق عمر كرامي ،وهو من قادة المعارضة ،بعد الادلاء بصوته في مدينة طرابلس الساحلية الشمالية الناخبين "الى ان ينتخبوا بوعي ." وانتقد الزعيم المسيحي المعارض ميشال عون التدابير المتخذة في عملية الاقتراع واصفاً إياها "بغير المقبولة وغير المريحة، وقال "الناس كلها فوق بعضها وهناك عجقة وبطء وهذا وضع غير مقبول" في اشارة الى كثافة عدد المقترعين .

ودعا عون الناخبين لـ"يصبروا ولو كانت التدابير المتخذة غير مريحة فهذا يومهم"، شاكراً إياها على حضورهم لتأديتهم لواجبهم. واتهم وزير الاتصالات جبران باسيل اسرائيل بالتشويش على شبكة الهاتف الخلوي اللبنانية وطالب بتقديم شكوى ضدها . واستقر عدد المرشحين للانتخابات النيابية،لشغل 128 مقعدا مناصفة بين المسلمين والمسيحيين،على نحو 450 مرشحا يتنافسون على 125 مقعدا،بعد فوز ثلاثة مرشحين من الطائفة الارمنية بالتزكية، لعدم وجود منافسين لهم .

وتدور المعركة الانتخابية،التي يضمن أمنها نحو 50 ألف عسكري ورجل امن، على نحو 30 مقعداً، معظمها في المناطق المسيحية،بعدما حسمت عملياً نتائج الانتخابات في معظم الدوائر الانتخابية، بسبب تقسيمها من جهة والتحالفات بين التيارات السياسية من جهة أخرى. ووصل التنافس الانتخابي إلى ذروته باستقدام الفرقاء مجموعات من اللبنانيين العاملين في الخارج ومن بلاد الاغتراب للمشاركة في العملية الانتخابية ، واستقدمت بعض التيارات السياسية مقعدين من الولايات المتحدة لهذه الغاية .

ويخوض "التيار الوطني الحر" المعارض، الذي يتزعمه عون، معركة شرسة للحفاظ على زعامته المسيحية، في وجه القيادات المسيحية في الأكثرية النيابية الحالية، وأبرزها حزب الكتائب بقيادة رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل وزعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والتي تحاول انتزاع الزعامة المسيحية منه. ومن ابرز الأحزاب المشاركة في الانتخابات حزب الله وهو من أركان المعارضة والذي يقود المقاومة ضد إسرائيل في جنوب لبنان،ويتحالف مع " التيار الوطني الحر" الذي يقوده عون.

ويخوض " تيار المستقبل " بزعامة سعد الحريري، وهو زعيم اكبر كتلة برلمانية في البرلمان الحالي الانتخابات في عدة مناطق لبنانية حيث يتمتع بأرجحية في المناطق السنية . ومن ابرز زعماء الأكثرية الذين يخوضون الانتخابات الزعيم الدرزي القوي وليد جنبلاط الذي يقود الحزب التقدمي الاشتراكي . ومن بين المرشحين أيضا رئيس المجلس النيابي نبيه بري .

ويتنافس في الانتخابات أيضا في مدينة طرابلس ثاني مدينة لبنانية رئيس الحكومة اسابق نجيب ميقاتي. وتشارك 6 سيدات في الانتخابات الحالية، علماً أن المجلس الحالي يضم ست سيدات .وابرز المرشحات وزيرة التربية بهية الحريري شقيقة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ،ونايلة تويني ابنة الصحافي والنائب السابق جبران تويني الذي قضى اغتيالا ،وستريدا جعجع زوجة زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع .

وتشارك " الجماعة الإسلامية " في الانتخابات في عدة دوائر انتخابية بينها بيروت على لائحة "تيار المستقبل ". ويتنافس الحزب السوري القومي في هذه الانتخابات ضمن تحالف المعارضة بينما يخوضها الحزب الشيوعي مستقلا ،وهو لم يسبق له ان تمثل داخل الندوة البرلمانية . ويخوض حزب البعث العربي الاشتراكي المؤيد لسوريا أيضا السباق الانتخابي . وتجري الانتخابات للمرة الأولى منذ فترة طويلة في يوم واحد بينما كانت تجري سابقا كل يوم أحد على مدى شهر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف