أوباما يقول إن لبنان برهن للعالم شجاعته وإلتزامه الديمقراطية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تواصل ردود الفعل المرحبة بنتائج الانتخابات اللبنانية
بري يعتبر ان لبنان انتصر على رهانات الفتنة ويدعو الى تعزيز الوحدة الوطنية
أسماء النواب في البرلمان اللبناني : 71 للموالاة و57 للمعارضة
واشنطن، بيروت: رأى الرئيس الأميركي باراك اوباما أن الشعب اللبناني برهن للعالم بالانتخابات النيابية التي أجراها امس الأحد شجاعته وقوته والتزامه بالديمقراطية. وقال أوباما في بيان أصدره اليوم الإثنين "أهنئ الشعب اللبناني لإجرائه إنتخابات سلمية أمس. وليس الإقبال الكثيف (على التصويت)، والمرشحون الذين اختبر الكثير منهم شخصياً العنف الذي عصف بلبنان، إلا المؤشر الأبرز على رغبة البلاد بالأمن والإزدهار. وأثبت لبنان للعالم مرة جديدة شجاعته وقوة التزامه بالديمقراطية".
واكد الرئيس الاميركي أن الولايات المتحدة "ستواصل دعم لبنان مستقل وذي سيادة، ملتزم بالسلام بما في ذلك التنفيذ الكامل لكل قرارات مجلس الأمن في الأمم المتحدة. ونأمل أن تستمر الحكومة الجديدة في العمل على طريق بناء دولة مستقلة ذات سيادة واستقرار".
وكرر ما جاء في كلمته في جامعة القاهرة الاسبوع الماضي عن ضرورة احترام حقوق الأقليات والحفاظ على روح التسامح والتوافق والتزام مبادئ السلام السلام والاعتدال، مشيراً إلى انها "أفضل وسيلة لتأمين سيادة لبنان وازدهاره".
وأعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود بعد ظهر اليوم الاثنين النتائج الرسمية للانتخابات النيابية التي جرت أمس الاحد، والتي عززت من خلالها الاكثرية النيابية التي تمثلها قوى "14 آذار" مقاعدها في المجلس النيابي اللبناني الجديد بفوزها مع المستقلين بـ71 مقعداً، فيما حصلت المعارضة التي يقودها حزب الله والتيار الوطني الحر على 57 مقعداً.
وسعى السياسيون اللبنانيون غداة الانتخابات النيابية التي ابقت الاكثرية البرلمانية على حالها، الى تهدئة التوتر الذي نتج عن الحملات الانتخابية وإرساء أجواء هادئة لمواجهة المرحلة المقبلة التي قد تحمل تعقيدات جديدة على صعيد تشكيل الحكومة. وفي موازاة ذلك، نعم البلد ايضا بيوم عطلة رسمية اقرته الحكومة قبل الانتخابات بهدف تامين حسن اجراء العملية الانتخابية ومنعا لاي انعكاسات سلبية محتملة على الارض بعد اعلان النتائج.
واتسمت ردود الفعل التي ظهرت حتى الآن على الانتخابات بمحاولة استيعاب التشنج الذي ساد الحملة الانتخابية، في وقت ينتظر ان يعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مساء موقفا من نتيجة الانتخابات التي خسرتها قوى 8 آذار التي يعتبر الحزب ابرز مكوناتها. ورأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان انجاز الاستحقاق الانتخابي يعتبر بحد ذاته "انتصارا" اثبت خلاله اللبنانيون قدرتهم على "الحفاظ على النظام الديموقراطي" ودعا الى "التعاون بين الافرقاء" لاطلاق مسيرة الاصلاح.
واعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو احد اركان المعارضة، ان "لبنان انتصر على رهانات الفوضى والفتنة"، قائلا ان "اللبنانيين محكومون اكثر من اي وقت مضى بزيادة عناصر وحدتهم الوطنية". وقال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة "المهم الذي استطعنا ان نخرج بنتيجته هو ان منطق الدولة هو الذي يجب ان يسود، وايضا ان الدولة قادرة، وهي التي يمكن ان تضم بجناحيها جميع اللبنانيين".
وكان النائب سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، ابرز الفائزين في الانتخابات، دعا ليلا جميع انصاره الى "ان يكون الانتصار راقيا والفرح ايجابيا" والى رفض "الانجرار الى اي استفزاز واخلال بالامن يهدف الى تعكير هذا اليوم الكبير في الديموقراطية". واعتبر ان "الرابح الكبير هو لبنان ولا رابح وخاسر في الانتخابات".
كما وجه النائب وليد جنبلاط، من اقطاب الاكثرية، نداء الى انصاره بعدم "تعكير نصر" قوى 14 آذار بالاحتفالات "الغوغائية والتجمعات الحزبية" التي يمكن ان تعكر الاجواء في البلد. واظهرت النتائج الرسمية للانتخابات اللبنانية التي اعلنها وزير الداخلية والبلديات زياد بارود ظهر الاثنين فوز الاكثرية الحالية بغالبية 71 مقعدا في البرلمان الجديد من اصل 128 مقعدا، مقابل 57 للمعارضة.
ويجمع المحللون على ان اللبنانيين محكومون بالتوافق على الحكومة المقبلة، تحت طائلة تجدد الازمة السياسية، كون النظام اللبناني القائم على اساس توزيع طائفي معقد يحول دون استبعاد مجموعة طائفية بكاملها عن الحكم. وفي هذا الاطار، قال اسامة صفا من المركز اللبناني للدراسات "لا يمكن تجنب تشكيل حكومة وحدة وطنية، والا فالشلل يهدد البلد مجددا".
واكد النائب في حزب الله محمد رعد الاثنين ان "النتائج من حيث الارقام تؤشر الى ان الازمة لا تزال تراوح مكانها الا اذا ارادت (الاكثرية الحالية) ان تغير سلوكها". وعدد "مبادىء اساسية" على الاكثرية ان تلتزم بها لتجاوز الازمة. وقال "هناك مبادىء اساسية اما ان تعطي (الغالبية) ضمانات او الثلث الضامن في الحكومة".
وعدد من هذه الضمانات "الالتزام بان المقاومة خارج كل بحث وان السلاح مشروع ضد العدو الصهيوني". ومصير سلاح حزب الله من ابرز المواضيع الخلافية بين قوى 14 و8 آذار.ويرفض حزب الله التخلي عن سلاحه مؤكدا انه ضروري لمواجهة اي هجوم اسرائيلي محتمل، في حين تدعو الاكثرية الى حصر السلاح بيد الدولة. واعلن حزب الله قبل الانتخابات تمسكه بتشكيلة حكومية شبيهة بالحكومة الحالية، وهو ما ترفضه الاكثرية في ضوء تجربة الحكومة الحالية، مشيرة الى ان القدرة على التعطيل تشل العمل الحكومي.
وفي المواقف الخارجية من الانتخابات، حثت اسرائيل الاثنين الحكومة اللبنانية المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات على منع اي هجوم عليها انطلاقا من اراضيها. وقال بيان للخارجية الاسرائيلية "من واجب الحكومة اللبنانية التي ستشكل في بيروت تأمين عدم استخدام لبنان قاعدة للعنف ضد دولة اسرائيل والاسرائيليين". واضاف ان "اسرائيل تعتبر الحكومة اللبنانية مسؤولة عن اي نشاط عسكري او معاد ينطلق من اراضيها ايا كان شكله".
ورحبت فرنسا ب"حسن سير" الانتخابات التشريعية الاحد في لبنان وب"حيوية الديموقراطية" في هذا البلد ودعت الى الحفاظ على "اجواء من الحوار" بين اللبنانيين. وهنأ رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان خوسيه اغناسيو سالافرنكا اللبنانيين في بيان اصدره الاثنين "على ما اظهروه من التزام قوي بالعملية الديموقراطية في بلادهم".
ورأت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في لبنان "ان الانتخابات النيابية جرت بين قطبين في جو سلمي بالاجمال وفي اطار قانوني محسن غير انه لا يزال يحتاج الى المزيد من الاصلاحات". وقال سالافرانكا "يعكس المشهد السياسي الذي برز اليوم ان لبنان دولة بغاية التعقيد والتنوع"، معربا عن امله في ان تقلب الاحزاب السياسية كافة صفحة الخلافات الماضية بغية بناء مستقبل لكل المواطنين على أساس التوافق والتعاون". واعلنت الجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات التي شاركت في مراقبة الانتخابات النيابية الاثنين ان شوائب وثغرات اعترت العملية الانتخابية، مشيرة الى امكان استخدام المخالفات المسجلة في طعون نيابية محتملة.