لبنان

مؤسسة "كارتر" تدعو الى قيام حكومة ائتلافية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بيروت: وصف رئيس مؤسسة "كارتر" لمراقبة الانتخابات الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر اليوم الإثنين الانتخابات النيابية اللبنانية التي جرت أمس بأنها تمثل "بدقة" إرادة الشعب اللبناني، ودعا الى تشكيل حكومة إئتلافية بعدما أبدى الطرفان قبولهما بالنتيجة.وقال كارتر في مؤتمر صحافي عقده في بيروت اليوم عرض فيه النتائج الأولية لاعمال المراقبة "نحن واثقون جداً من ان نتائج العملية الانتخابية، وبعد قبولها من الطرفين ستشكل أساساً واسعاً لقيام حكومة وحدة وطنية، ونعلم أن الشعب اللبناني، وبعدما عانى ما يكفي من التنافر في الماضي سيستغل كل الفرص المتاحة لإقامة حكومة توافقية".

واعتبر أن "الاهم في هذه العملية ان الشعب اللبناني تمكن من ممارسة حقه بالتعبير بنجاح، فعكست بدقة إرادة المواطنين". ونوه رئيس بعثة المراقبة التي ضمت 60 عاملاً من 23 دولة زاروا أكثر من 350 مركز اقتراع في كل المناطق اللبنانية بـ"نجاح الانتخابات البرلمانية اللبنانية، التي قبل الطرفان (اي المعارضة والموالاة) بنتائجها، لكنه شدد على ضرورة إدخال إصلاحات على القانون الإنتخابي لضمان سرية الاقتراع.

ورأى أن نتائج الانتخابات تشكل قاعدة مقبولة لإدخال إصلاحات واسعة على آلية الانتخاب سبق للجمعيات المدنية والمسؤولين اللبنانيين ان اتفقوا عليها. وقال ان وزير الداخلية اللبنانية زياد بارود نجح في إجراء العملية الانتخابية بيوم واحد، لافتاً الى انها تميزت بإقبال كثيف على الاقتراع وبمهنية عالية من العاملين داخل المراكز.

لكنه أشار الى انه وعلى الرغم من الإيجابيات التي ميزت الانتخابات، فقد شابها بعض القصور كالزحمة داخل أقلام الاقتراع والبطء في سير العملية الانتخابية وغياب ضمانات لسرية الاقتراع كاللوائح الرسمية المطبوعة. ورأى ان حصر المرشحين بـ11 طائفة والفروق في أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية تقوض حق كل المواطنين بالترشح.

وسجلت لجنة "كارتر" في تقريرها الأولي عن الانتخابات النيابية اللبنانية خروقاً عدة كالاعلان الانتخابي قرب مراكز الاقتراع وعمليات "إحراج" من أطراف سياسيين لبعض الناخبين. ولفت الى وجود رشاوى ،موضحاً ان لا وسيلة فاعلة لدى اللجنة لتحديد الوتيرة التي حصلت بها او كميات الأموال.

وشرح أن "في النظم المعمول بها دولياً، يعتبر شراء تذكرة سفر للمقيمين في الخارج وتأمين المبيت لهم في الفندق حضاً على الانتخاب، ولكن هذه ليست الحال في القانون اللبناني". وشرح أن تصويت المغربين اللبنانيين يختلف عنه في الدول الاخرى "لأن ضعفي المقيمين على الاراضي اللبنانية يعلمون في الخارج، ولهذا على السلطات إيجاد آلية فاعلة لتحديد من يحق له بالانتخاب أم لا، كاشتراط أن يكون المغترب بدفع ضرائب على سبيل المثال". لكنه أكد أن عمليات شراء التذاكر للمقيمين في الخارج "لم يتدخل بشكل جوهري في نزاهة الانتخابات".

وسئل عن مدى جواز إدلاء مسؤولين دوليين وأميركيين بتصريحات تحذر من فوز المعارضة اللبنانية في الانتخابات فأجاب "لا أحبذ ذلك شخصياً، ولكن لهؤلاء المسؤولين ومنهم وزيرة الخارجية الأميركية حرية في التعبير. وقد سمعنا خطابات قوية من حكومات اخرى كسوريا واسرائيل، وهي تعتبر قانونية ولكن غير محبذة، وأنا شخصياً لا أوافق عليها".

وخلص التقويم الاولي للانتخابات في لبنان الى أهمية تعزيز سرية الاقتراع واستقلالية السلطات الانتخابية والى تشجيع مشاركة المرأة في الترشح وتبني تغييرات كفيلة بجعل العملية أكثر تمثيلاً وخفض سن الاقتراع ومشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة.

من جهته، وصف نائب رئيس المؤسسة رئيس الوزراء اليمني السابق عبد الكريم الإرياني الانتخابات اللبنانية بأنها "الأكثر ودية في العالم العربي"، مبدياً فخره الكبير "للمشاركة في عملية ديمقراطية كهذه" بصفة مراقب. من ناحية ثانية، رأى رئيس وفد المراقبين للانتخابات النيابية من جامعة الدول العربية محمد الخمليشي في مؤتمر صحافي عقده اليوم في بيروت ان العملية الانتخابية جرت "بشكل عام في جو من الهدوء والنظام، وتميزت بالاقبال الكثيف، حيث بلغت نسبة المشاركة 58.4%".

ونوه الخمليشي بعمل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية في مراقبة اداء وسائل الاعلام وتعاملها مع المرشحين والجهات السياسية بهدف تأمين الانصاف والتوازن في التغطية الاعلامية ومراقبة الانفاق الانتخابي. وانتقد غياب التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن وتزاحم الناخبين في الساعات الاولى من يوم الانتخاب،مما ادى وقوع اشكالات بينهم وبين قوى الامن.

وخلص وفد جامعة الدول العربية ان الانتخابات اللبنانية لعام 2009 "تمت في جو ديموقراطي، يتميز بالنزاهة والشفافية، وان نتائج الانتخابات التي تم الاعلان عنها، تمثل الارادة الحقيقية للشعب اللبناني". وكانت بعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الإنتخابات في لبنان أعلنت اليوم الاثنين أن الإنتخابات النيابية جرت في جو سلمي بالإجمال وفي إطار قانوني "محسّن"، غير أنه لا يزال يحتاج إلى المزيد من الإصلاحات.

وقال رئيس البعثة خوسيه اغناسيو سالافرنكا في بيان اليوم إن "جواً من الهدوء والسلام ساد النهار الإنتخابي وكان الأمن مستتبا ونسبة الإقتراع عالية، وتمت إدارة العملية بشكل مرض ولم تشهد أي نقص في المواد الإنتخابية، وقد ساهمت مشاركة المندوبين العالية في تعزيز الشفافية". ونوّه سالافرنكا باللبنانيين "على ما أظهروه من إلتزام قوي بالعملية الديمقراطية في بلادهم"، مهنئاً المواطنين الذين توجهوا بكثافة إلى صناديق الإقتراع يوم أمس الأحد، "وأحيي صبرهم ومثابرتهم بوجه الصفوف الطويلة في العديد من مراكز الإقتراع".

واعتبر أن نسبة الإقتراع العالية تعكس إلتزام المقترعين المتزايد بالعملية الديمقراطية في البلاد، "وهو أمر مشجع جدا". وأشار سالافرنكا الى أن المشهد السياسي الذي برز يوم الانتخاب يعكس "أن لبنان دولة بغاية التعقيد والتنوع، وآمل أن تقلب الأحزاب السياسية كافة صفحة الخلافات الماضية بغية بناء مستقبل لكل المواطنين على أساس التوافق والتعاون".

وقال ان بعثة الإتحاد الأوروبي نشرت أكثر من 100 مراقب يوم الإنتخابات، وقد وصلت إلى لبنان في 19 نيسان/ابريل وانضم إليها قبيل يوم الإنتخابات وفد من البرلمان الأوروبي برئاسة خوسيه خافيير بوميس رويس. بدوره أكد رويس الاهتمام المستمر الذي يعلقه البرلمان الأوروبي بشكل خاص على العملية الديمقراطية في لبنان، داعياً القوى السياسية اللبنانية إلى التكاتف، والبرلمان اللبناني المنتخب إلى الإسراع في بذل الجهود ومتابعة عملية الإصلاح الإنتخابي.

وأضاف "لقد قوّمت البعثة العملية الانتخابية كاملة وفقا لمعايير إنتخابية إقليمية ودولية وللقوانين اللبنانية، وتبدي تقديرها العميق للحكومة اللبنانية ولوزارة الداخلية على تعاونهما ومساعدتهما طيلة فترة المراقبة". وستتابع البعثة مراقبتها لحقبة ما بعد الإنتخابات، على ان يعود سالافرانكا إلى لبنان في الأشهر المقبلة لرفع تقرير نهائي مفصّل يتضمن توصيات بشأن الإنتخابات المستقبلية.

وكان وزير النقل الأميركي راي لحود قال خلال لقائه زعيم الغالبية النيابية و"تيار المستقبل" النائب سعد الحريري اليوم ، ان الانتخابات اللبنانية "تظهر أن لبنان واحد من أقوى الديموقراطيات حيث يستطيع الشعب أن يختار زعماءه في المنطقة". ولفت لحود الى انه جاء الى لبنان لمراقبة الانتخابات بناء على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما "بسبب اهتمامه العميق بلبنان"، مضيفا انه سينقل الى أوباما "أن العملية الديموقراطية سارت على نحو ممتاز (...) وأن الدعم للبنان ولقدرة شعبه على الاقتراع وانتخاب زعمائهم مكن البلد من أن يكون الديموقراطية الحقيقية التي ترغب الولايات المتحدة بدعمها".

وقال انه يتطلع إلى مواصلة العلاقات "المتينة مع زعماء هذا البلد في سعيهم إلى تطبيق برنامج جيد وتشكيل حكومتهم واختيار زعمائهم، وهي تحديات مهمة تواجه هذه المنطقة ولعلّ أبرزها عملية السلام".

من ناحيته قال الحريري ان "هذا يوم عظيم للبنان"، وأمل بتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة "بما يخدم وحدة لبنان والمصلحة المشتركة لبلدينا". وأعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود بعد ظهر اليوم الاثنين النتائج الرسمية للانتخابات النيابية التي جرت أمس الاحد، والتي عززت من خلالها الاكثرية النيابية التي تمثلها قوى "14 آذار" مقاعدها في المجلس النيابي اللبناني الجديد بفوزها مع المستقلين بـ71 مقعداً ، فيما حصلت المعارضة التي يقودها حزب الله والتيار الوطني الحر على 57 مقعداً.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف