واشنطن تربط الإنتخابات اللبنانية بزيارة ميتشل لدمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل يسعى أوباما لوضع حد للسياسة الأميركية القديمة تجاه سوريا؟
واشنطن تربط الانتخابات اللبنانية بزيارة ميتشل لدمشق
بهية مارديني من دمشق: ربط محللون سياسيون في تصريحات خاصة لإيلاف " زيارة مبعوث الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل لدمشق تزامنًا مع الانتخابات اللبنانية"، وأشار محلل سوري إلى " عدم التدخل السوري في الانتخابات البرلمانية النيابية التي أفضت نتائجها إلى فوزالموالاة. وقال طالبًا عدم ذكر اسمه، " إن سوريا قطعت وعدًا لفرنسا ألا تتدخل في الانتخابات اللبنانية مقابل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية "، ولفت إلى مباحثات سورية أميركية تدور حول الوعود نفسها.
وكانت مصادر سورية وأميركية أعلنت أن وفدًا عسكريًا أميركيًا سيزور سوريا لبحث الأوضاع في العراق هذا الأسبوع، في حين أكدت الخارجية اليوم هذه الزيارة وذلك بعد الانتخابات اللبنانية وصدور النتائج، ولكن محللين سياسيين سوريين تحدثوا إلى إيلاف اعتبروا ان جميع الأطراف تدخلت عبر طرق مختلفة حيث قال المحلل رجاء الناصر إن بعض الأطراف استخدمت الدعم اللوجستي، فيما رأى محللون آخرون أن ميتشل تأخر في زيارة دمشق.
المحلل السياسي عماد سارة قال في تصريح خاص لإيلاف "إن زيارة ميتشيل تؤكد ان سوريا رقم صعب لا يمكن تجاوزه"، ولفت إلى ان زيارة ميتشل بعد جولتين له في المنطقة تأكد له من خلالهما انه لا يمكن تحقيق السلام دون سوريا، وقال ان الزيارة تشير إلى أن أوباما يسعى الى وضع حد لسياسة الرئيس الأميركي جورج بوش القديمة تجاه سوريا، وان أوباما يريد بالفعل فتح صفحة جديدة تقوم على الحوار، كما تتزامن مع زيارة اوباما للمنطقة.
من جانبه قال المحلل السياسي جوني عبو في تصريح خاص لإيلاف ان الحكومة السورية ربما تعتبر أن ميتشيل "تأخر في زيارة دمشق كون سوريا دولة مهمة وطرف مهم بملف السلام ومعنية بكل ما يجري في المنطقة وبالتالي فان سورية تعتبر ان زيارة ميتشيل قد تسهم بالنسبة له للتعرف عن قرب وجهة النظر السورية الرسمية لكن هذا ليس كل شيء فالأطراف الإقليمية والدولية لديها وجهات نظر مختلفة ومن هنا تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة"، وأشار عبو إلى انه "كان هناك مؤشر في اليومين عبر اختراق بسيط للجمود في العلاقات السابقة بين الطرفين من خلال اتصال كلينتون الى المعلم، كما كان لافتا ان سوريا ثمنت بعد زيارة وفد الكونغرس الاخيرة جهود اوباما من اجل الحوار".
وكان الدكتور عماد فوزي شعيب المحلل السياسي السوري قداعتبر ان ميتشل لا يستطع ان يبدأ أي شيء يتصل بعملية السلام في المنطقة إلا عبر المدخل السوري و"هم يريدون ان يأتوا بعد الانتخابات اللبنانية ...وهذا حقهم لأنهم يريدون ان ينفخوا بالقربة المقطوعة للمهزومين من جماعة 14 مارس ولكن مهما كانت النتائج في لبنان سيأتون هرولة إلى دمشق".
هذا وتبدو زيارة ميتشيل بغية التحاور مع المسؤولين السوريين حول "السياسة الأميركية في المنطقة"، وُتعتبر "هي الإشارة الأميركية الأقوى لرغبة واشنطن بتحقيق المصالحة مع دمشق وطي صفحة من السياسة الأميركية التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش"، وخاصة بعد اتصال هاتفي كشفت عنه صحيفة أميركية بين هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية ووليد المعلم وزير الخارجية السوري لم تنفه أو تؤكده وسائل الإعلام السورية بينما اكدته واشنطن، كما أشارت الصحيفة إلى أن "كلينتون وعدت بتطوير مشترك لخطة خارطة الطريق لتحسين العلاقات الثنائية بين البلدين". وتعتبر زيارة ميتشيل المرتقبة إلى دمشق هي الأولى له منذ أن عينه الرئيس أوباما مبعوثًا خاصًا له، بعد أن كان قد استبعد دمشق من أجندة جولتين قام بهما في عواصم المنطقة، وكان السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى قال أن ميتشل تقدم في 16 أيار الماضي الى السفارة السورية بطلب تأشيرة دخول إلى سورية.
ورأت وسائل إعلام غربية أن " زيارة ميتشيل لسورية ستكون من الزيارات المهمة التي تعتبر مؤشراً على التقارب الملموس بين دمشق وواشنطن"، وأكدت أنها " تضع حدا لسياسة بوش التي فرضت عزلة على سورية خلال السنوات الأخيرة الماضية"، واعتبرت أن زيارة ميتشيل تأتي في سياق ما أعلنه مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان عقب محادثاته مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم بدمشق عن "التزام الرئيس باراك أوباما بعملية السلام".
وشهدت العلاقات السورية الاميركية تطورات لافتة منذ تسلم الرئيس باراك أوباما مهامه في البيت الأبيض حيث قامت عدة وفود من مجلسي الكونغرس والنواب بزيارة دمشق حيث بحثت مع الرئيس السوري بشار الأسد العلاقات الثنائية وعملية السلام وتطورات الأوضاع في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات في أيار عام 2004 ووسعتها في عامي 2006 و2007 كما أعلنت الادارة الاميركية الحالية تجديد هذه العقوبات رغم اعلان أوباما منذ وصوله إلى البيت الابيض عن عزمه انتهاج سياسة جديدة تقوم على الحوار، والسعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.