صفير: ما قلناه عن يقين منا ان لبنان له ماض وتاريخ ومستقبل

صفير: ما قلناه عن يقين منا ان لبنان له ماض وتاريخ ومستقبل

ايلاف من بيروت: التأم مجلس الوزراء في جلسة عادية عند الساعة السادسة والنصف من مساء أمس في القصر الجمهوري، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء.وبحثت الجلسة في جدول أعمال من 104 بنود إضافة الى بنود طارئة لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها.وفي مستهل الجلسة قدم الرئيس السنيورة والوزراء الى الرئيس سليمان لوحة معبرة تمثل قطاف الزيتون عربون وفاء وتقدير.وسبق الجلسة خلوة بين رئيسي الجمهورية والحكومة بحثت في الأوضاع العامة وآخر المستجدات. وأقام سليمان في ختام الجلسة عشاء وداعيا لرئيس الحكومة والوزراء.

المقررات
وتلا وزير الاعلام طارق متري مقررات الجلسة بعد انتهائها فأشار الى ان "سليمان تحدث عن تشدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في حقوق الشعب الفلسطيني وجدد تمسك لبنان لجهة الالتزام بمبادرة السلام وحق عودة الفلسطينيين وحق لبنان باراضيه ومياهه". واكد سليمان ان "الرد على التطرف الاسرائيلي هو في توحيد الموقف العربي فضلا عن الوحدة اللبنانية، واشار الى الانتخابات الايرانية والى التهنئة التي بعث بها الى الرئيس محمود أحمدي نجاد، معتبرا أن ما يجري في ايران شأن داخلي". كما ذكّر سليمان بأن "الوزراء سيقومون بتصريف الاعمال مع المجلس الجديد".

صمود الحكومة

وشدد السينورة على "أننا نجتمع اليوم في آخر جلسة عمل للحكومة لنختتم مرحلة ونفتح صفحة جديدة نتمنى ان تكون مفعمة بالخير والامان".

وقال متري :"مجلس الوزراء لا يعمل على فرضيات، وليس مكانا لبحث الاحتمالات بل للعمل وللتقيد بالدستور".

وأكد ان "مجلس الوزراء تبنى ما قاله فخامة الرئيس في جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 15 حزيران حيال موقف نتنياهو".

وتابع متري:" رغم الصعوبات والتحديات استطعنا تحقيق معظم ما حددنا، فقد عاد العمل الى المؤسسات وسار العمل في المرافق العامة وتمكنت الحكومة من إجراء الانتخابات في يوم واحد وكانت تجربة استثنائية تميزت بالديمقراطية والامن".

ورأى متري أن "اسلوب الحوار وبناء الثقة هو السبيل لمعالجة مشاكلنا، ونحن قادرون عل معالجة مشاكلنا اذا اعتمدنا هذا النهج".

وذكر متري أن "سجالاً حاداً وقع بين السنيورة والوزير طابوريان حول موضوع خارج جدول اعمال الجلسة وقد اوقفه فخامة الرئيس وأصرّ الا يبحث هذا الموضوع".

وفي اطار آخر إعتبر رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أنّ حكومته "واجهت أو خاضت ثلاث حروب أساسية، إضافة إلى محنة داخلية كبيرة، وهي تمكنت من أن تبقى وتصمد وتستمر من أجل الجمهورية، ونجحت في حمايتها وصونها عبر تمسّكها بالنظام الديمقراطي وإصرارها على أن التغيير يتم عبر المؤسسات الدستورية".

مؤامرة التوطين

على صعيد آخرأشار رئيس كتلة "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون خلال احتفال للائحة "التغيير والإصلاح" في كسروان إلى "أننا تعرضنا للإفتراءات ولم نرد، وتجاوزوا المعقول بتحدّينا بأكاذيب وأقاويل"، لافتاً إلى أن "لم يقدموا البراهين على ما اتهمونا به".
عون أشار إلى أنهم "اقاموا القيامة بعد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كي لا تنتبهوا ان لبنان يواجه مؤامرة التوطين، فهاجموا المقاومة".
وتساءل "عما قاله نتنياهو في اللاعودة وترانسفير الفلسطينيين"، داعياً "بدلاً من أن يعلقوا على خطاب نتنياهو العنصري الذي يريدون تحميلنا نتائجه فتحوا سجالا داخليا".
واكد عون أن "لا يريدون سماع خطاب نتنياهو، ولكن هل هم بصدد خلق صراع شيعي-مسيحي مقدمة للتوطين؟"، موضحاً أن "نريد لاحبار الكنيسة ان يجتمعوا ويفكروا وينتبهوا لهذه السجالات"، قائلاً "بكل ضمير ان رئيس المجلس النيابي في لبنان، سينتخب في برلمان لبنان، اما الحكومة فستؤلف بين القاهرة والرياض واذا شاؤوا ان يكون لبنان بلبنان فعليهم ان يتبعونا".
ولفت عون إلى أن "هناك 770 مليون دولار وزعت على المناطق واعتبرت انها كلفة اسقاطنا، واعتبروا أنه مهما كلف اسقاطنا سيكون ارخص من بقائنا عليهم"، لافتاً إلى ان "هم خسروا مالهم ونحن ربحنا بقاءنا وسنكلفهم ضعف الـ770 مليون دولار".

رد حزب الله
من ناحيته استغرب حزب الله على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله التوظيف السياسي والاعلامي لحادثة مقتل النقيب الشهيد سامر حنا الذي سقط بطريق الخطأ. وأكد ان الحزب احتكم الى القضاء في القضية وابدى تفهمه لموقف والدة الشهيد.
وسأل فضل الله: هل يمكن لمقاوم ان يطلق النار على نفسه ورفيقه في خندق المواجهة الواحد دفاعا عن لبنان؟
وقال فضل الله: منذ وقوع الحادث المؤسف لمروحية الجيش اللبناني والذي ادى الى استشهاد الضابط سامر حنا، سارعنا الى معالجة الامر وفق الاصول المعتمدة بالاحتكام الى القضاء، من دون ان نجهّل الفاعل او نتهرب من المسؤولية، انطلاقا من التزاماتنا الوطنية ومن حرصنا على كل نقطة دم لبنانية، بموازاة هذا الحرص كانت هناك محاولة من البعض لاستثمار الحادث لحسابات سياسية ضيقة، ولتحقيق مكاسب هنا او هناك.
وتوجه فضل الله الى والدة الشهيد حنا قائلا: نحن نتفهم ألم هذه الام المفجوعة بولدها وعواطفها كأم فقدت عزيزا عليها، لكن هذا الحادث المؤسف وقع بطريقة غير مقصودة وغير متعمّدة، ونحن ذهبنا الى القضاء وارتضينا بحكم القانون والقضاء، وكم من الحوادث التي تحدث في البلد يوميا ويسقط فيها اعزاء لأمهاتهم وآبائهم وأهلهم ولا نستطيع رد القضاء والقدر.

أعذار الخاسر
من جهة ثانية أسف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير لما آلت اليه الأمور، لافتا الى أن "الانتخابات أفرزت الناس، فمنهم من كان رابحاً ومنهم من كان خاسراً، وطبعاً الخاسر ينتحل الاعذار ليبرر خسارته". وأضاف: "قلنا ما قلناه عن يقين منا ان لبنان له ماض وتاريخ ومستقبل".

وشدد صفير على "أننا لا نريد ان يكون لبنان خارج لبنان"، مجددا التأكيد على وجوب "ألا يذهب لبنان الى الشرق أو الى الغرب، وان يكون هو ذاته وان يتعاطى شؤونه بذاته وان يكون ملتقى للغرب وللشرق". وأضاف: "للذين ارادوه ان يكون مع الشرق فقط قلنا لهم ان لبنان هو لبنان، فلا يكون لا مع الشرق ولا مع الغرب، وعلى كل فإن كلامنا لم يعجب بعضهم ولكن أعجب البعض الآخر، وهذه امور سياسية لا نريد ان ندخل فيها، إلا أننا رأينا أنه من واجبنا القول للأبيض أبيض والاسود أسود".

الخارجية البريطانية
وتعليقاً على اللقاء الذي عقد بين رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وسفيرة بريطانيا في لبنان فرانسيس ماري غاي، شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية جيانغ يوي على ضرورة ان يتخلى "حزب الله" عن العنف ويلعب دوراً بناء وديمقراطيا وسلميا في السياسة اللبنانية ، بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة.
واعتبرت يوي في حديث لوكالة "فرانس برس" ان "الاتصالات المدروسة في ظروف معينة مع سياسيين في حزب الله ، بمن فيهم نواب، تصب في اطار تحقيق هذا الهدف"، لافتة إلى ان بلادها مهتمة فقط بالحوار الجدي مع "حزب الله" حول مسائل ذات اهمية على مستوى وطني بالنسبة الى لبنان والمنطقة". وأوضحت ان حكومتها تميز بين المنتمين الى "حزب الله" الذين يتعاطون بشكل شرعي السياسة اللبنانية، وأولئك المتورطين في أعمال عنف ويساندون الارهاب، مشيرة الى ان بريطانيا ستعتمد مقاربة عملية تقضي بالتحدث مع المعتدلين والشخصيات السياسية غير المتورطة في أعمال عنف.