السنيورة قد يعود لرئاسة الحكومة

بري عائد الخميس على الأرجح إلى رئاسة البرلمان
الحريري قد يبقي السنيورة " لأنهم تعوّدوا عليه "

إيلي الحاج من بيروت: علمت " إيلاف " أن جلسة إنتخاب الرئيس نبيه بري رئيسا لمجلس النواب ستنعقد يوم الخميس المقبل 25 حزيران/ يونيو، ليتولى هذا المنصب للمرة الخامسة بلا منافس منذ 1992، والأرجح أن ينال فوق المئةصوت من أصل عدد نواب البرلمان اللبناني الـ 128 في مقابل أوراق بيضاء متوقعة من نواب حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" خصوصا وبعض المستقلين وعدد ضئيل من أعضاء تكتلات أخرى في قوى 14 آذار/ مارس. وأوضحت مصادر هذه المعلومات أن رئيس " تيار المستقبل " النائب سعد الحريري أرسل إلى الرئيس بري يبلغه بعد ظهور نتائج الإنتخابات النيابية التي فازت فيها قوى الغالبية بغالبية كبيرة ( 14 صوتاً ) أن على قوى 8 آذار / مارس أن تختار بين تجديد ولاية سهلة لبري أو "الثلث المعطل" في الحكومة العتيدة . وكان الجواب الذي تلقاه مشجعا يبعث على تفاؤل بإمكان تجاوز ثلث التعطيل الذي أرهق الحياة السياسية في لبنان مدى سنتين تقريباً، وإن كان هذا التفاؤل مشوباً بحذر .

وحتى الآن يبدو أن النائب الحريري سيصبح "دولة الرئيس" بتكليفه تشكيل الحكومة بعدد أصوات يوازي عدد الأصوات الذي سيناله الرئيس بري في عملية إعادة التجديد. إلا أن المفاجآت ستظل واردة بحسب قريبين من الحريري أبلغوا "إيلاف" أن الرجل إذا شعر بأن المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وحليفه النائب الجنرال عون تصب في خانة محاولة إستنزافه عمليا وعدم تسهيل تشكيل الحكومة وعملها بعد التشكيل، وإذا تأكد أنه يقف أمام شرك لجره إلى رئاسة حكومة عاجزة عن القرار والمبادرة وتحقيق أي نجاح ملحوظ، فإن قراره المتخذ سيكون إعادة الرئيس فؤاد السنيورة أو بالإحرى إبقاؤه في مقر رئاسة الحكومة في السرايا "على أساس أنهم ( 8 آذار ) تعوّدوا عليه وهو تعوّد عليهم".

وهناك تيار ضاغط في قوى 14 آذار/ مارس يصر على أن يكون التفاهم كاملاً متكاملاً مع قوى الأقلية حيال الاستحقاقات الآتية ، من رئاسة البرلمان إلى رئاسة الحكومة وتشكيلتها "ما يجنّب البلاد الدخول في اي مهاترات لاحقة وتجاذبات ومناورات". وفي المقابل يصر المعنيون في قوى الأقلية على الفصل بين الاستحقاقات وخصوصا الاستحقاق البرلماني والاستحقاق الحكومي ، ويتحدثون عن وجود اكثر من عائق يحول دون التفاهم على الاستحقاقين معا نظرا الى عوامل محلية وخارجية متناقضة.

ويعود الحريري قريبا إلى بيروت من الرياض وسيعقد على الفور اجتماعا مع حليفه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي سيطلعه على اجواء لقائه مع السيد نصرالله ومواضيع البحث ويشرح له هواجسه حيال المرحلة المقبلة وتنظرته إلى طريقة مواجهتها ليتم الاتفاق على عناوين المرحلة المقبلة في ضوء خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة.

وأكدت مصادر جنبلاطية أن اللقاء مع نصرالله " لم يعط ايجابياته في المفهوم السياسي على الفور لأن هناك الكثير من النقاط التي تحتاج الى المزيد من التفاهمات وربما المشاورات، وذلك باعتبار أن جنبلاط رغم حجمه السياسي وقدراته الكبيرة يحتاج الى المزيد منها مع حلفائه في تيار المستقبل وقوى 14 آذار/ مارس، ولو كانت الإلتزامات المطروحة تعني الحزب التقدمي الإشتراكي وحده لكان التفاهم اسرع مما توقع بعض الأطراف".

وتابعت أن "للقاء محطات ملحقة به قد لا تكون على مستوى الرجلين في الوقت الراهن، وان مجلس النواب الجديد سيشهد تعاونا بين كتلتي الطرفين في المرحلة الراهنة إبتداء من العمل لإنتخاب الرئيس بري في المرحلة الأولى قبل ان تتوسع اوجه التعاون".
وسيلي لقاء جنبلاط - الحريري لقاء موسع لقوى الغالبية تحدد فيه موقفها من التطورات وتطلع من النائب الحريري على حصيلة مشاوراته في الخارج وموقفه النهائي من مسألة تكليفه ترؤس الحكومة.

ويسري حديث متزايد في الأوساط السياسة اللبنانية عن تكتلات جديدة ستنشأ في مجلس النواب، وستظهر قبل الاستشارات الحكومية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية.