نصرالله وجنبلاط يلتقيان واسرائيل تتوغّل جنوباً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نصرالله وجنبلاط يلتقيان واسرائيل تتوغّل جنوباً
ايلاف من بيروت: كما كان متوقعا في المبدأ، وليس في التوقيت، عقد اللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنيلاط في وقت متأخر ليل أمس الأول، واكد البيان الصادرعن العلاقات الإعلامية في حزب الله انهما "أجريا مراجعة معمّقة للمرحلة السابقة وتشاورا في آفاق المرحلة المقبلة، واتفقا على ضرورة العمل للانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم الى حالة التعاون بين الجميع بما يحصّن لبنان وشعبه في مواجهة الاستحقاقات القادمة".
كالعادة نوه نصرالله وجنبلاط بجهود الصديق المشترك الوزير طلال إرسلان أثناء أحداث أيار 2008 وما بعدها. وأكدا ضرورة "مواصلة العمل في سبيل المصالحة الشاملة"، واتفقا على استمرار التشاور والتواصل خلال المرحلة المقبلة".
فنيش
وفي معرض تعليقه على اللقاء اعتبر وزير العمل محمد فنيش ان اللقاء "وضع في سياق المرحلة التي تلت اتفاق الدوحة، واعاد العلاقات الى وضعها الطبيعي بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، وبين النائب وليد جنبلاط والسيد حسن نصرالله".
أضاف "هذا مؤشر على انفراج الوضع وإعادة فتح القنوات واعتماد مبدأ التواصل والحوار، وسيكون له نتائج سياسية ايجابية على الصعيد الداخلي خصوصاً انه يأتي في سياق ما تشهده المنطقة من تصعيد صهيوني، وما يترتب على خطاب رئيس حكومة العدو من خطورة على الوضع في المنطقة عموماً، وعلى وضع لبنان خصوصاً، اضافةً الى مخاطر التوطين وتهديد امن المنطقة وامن البلاد".
الاشتراكي
وعن اجواء اللقاء اصدرت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي بيانا اكدت من خلاله ان اللقاء تطرق "الى جملة من الملفات في جو من المصارحة التامة والايجابية. وتناول البحث أحداث السنوات السابقة بكل مفاصلها ومحطاتها، حيث تم التأكيد على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، إضافة الى السعي الايجابي لتكريس روحية العيش المشترك، ولا سيما في بعض المناطق بما يتيح إعادة تفعيل الحياة الاقتصادية والاجتماعية بمعزل عن ذيول الماضي".
وأضاف البيان: " تطابقت القراءة المشتركة للوضع العربي وللمخاطرالاسرائيلية على لبنان والمنطقة على ضوء المواقف الاسرائيلية الأخيرة، مما يستدعي رص الصفوف على المستوى الداخلي والذهاب في اتجاه تكريس الوحدة الوطنية وتعزيزها واستثمار المناخات الوفاقية التي تولدت بعد الانتخابات لاعادة بناء الثقة والمصداقية بين الأطراف السياسية على قاعدة احترام الاختلاف والتنوع".
خطاب نصرالله
على صعيد آخر، استمرت تداعيات خطاب السيد نصرالله، وأبرزها لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي أكد على أن "المرجعيات الروحية في لبنان هي صمام أمان للبنان واللبنانيين، ودورها توحيدي ووفاقي للمصلحة الوطنية ومشروعها هو الدولة".
بينما شدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على أن "الشيعة في لبنان من دعائم هذا الوطن دون ممالقة وتحبب بالآخرين، وإن لبنان مجبول من لحمنا ودمنا ولا يفرّقنا عنه لا قريب ولا بعيد".قائلا: "سأبقى على أرض لبنان مدافعًا عنه في الحياة وحتى الاستشهاد ليكون دمي فداءً له، لذلك لا يزايدن أحد علينا، فنحن حماة لبنان، ولن نبيعه لا لأسود ولا لأبيض ولا لغرب ولا للشرق، ونحن نعتبر ان لبنان لكل اللبنانيين ولكل الطوائف والمذاهب والأحزاب".
الحدود الجنوبية
وفي تطور عسكري جنوبي لافت اقدم العدو الاسرائيلي عند تخوم تلال كفرشوبا، على إنشاء نقطة مراقبة محصنة، واستحداث موقع عسكري مشرف على بركة بعثائيل، مستغلا بذلك الخط الوهمي الذي حددته مجددا قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، واعتبرته خطا للانسحاب الاسرائيلي.
وفي بيان صادر عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه، أشارت القيادة الى أن " مع استغلال اسرائيل للخط الوهمي الذي حددته مجددا قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، واعتبرته خطا للانسحاب الاسرائيلي، قامت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتسيير دوريات حتى حدود خط الانسحاب، كما تتابع الجهات المختصة في القيادة الموضوع بالتنسيق مع قيادة قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، لمعالجة هذا الوضع الطارئ".
شوفالييه
وفي دلالة بالغة على أولوية لبنان في الأروقة الدولية، أعلن الناطق باسم الخارجية الفرنسية إريك شوفالييه أن لبنان سيكون في صلب محادثات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي يزور باريس الاثنين المقبل في زيارة رسمية. موضحا أن البحث سيتناول بالإضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا المشتركة، التطورات في المنطقة وخصوصا الوضع في لبنان في ضوء الاتصالات الجارية لإنجاز الاستحقاقات المقبلة، بعد الانتخابات النيابية والنتائج التي أفرزتها، خصوصا بعد سياسة "مد اليد" والانفتاح التي تبناها مختلف الأفرقاء في الموالاة والمعارضة.
كيكيا
واعتبر السفير الايطالي غبريال كيكيا أن "المناخ الايجابي الذي رافق الانتخابات النيابية شجّع على الاعتقاد أن لبنان على السكة الصحيحة". لافتا الى أن "ايطاليا تعلّق أهمية كبرى على مواصلة الحوار بين الحضارات"، مشيراً الى أن "لبنان نموذج غني للتنوع والتعددية".
وصف رئيس الدبلوماسية الفرنسية برنار كوشنير حسن سير العملية الانتخابية في لبنان بأنها "مفاجأة سارة" و"الخبر السار الذي ميز الاسبوع المنصرم"، فيما تلبدت الغيوم اثر اعلان فوز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وخطاب رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
كوشنير
على صعيدآخر قال كوشنير في اعقاب اجتماعه بالممثل الشخصي للرئيس الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل: "الانتخابات مرت بسلام وهذا يدعّم الحديث مع النظام السوري، ولقد تكلمنا بشكل مسهب عن ذلك مع السيد ميتشل الذي اجتمع مطولاً مع الرئيس بشار الاسد".
واضاف: "فرنسا لعبت دوراً صغيراً واقول ذلك من دون ادعاء. صعوبة الانتخابات كانت متوقعة ومع ذلك فهي جرت بسلاسة ومن دون حوادث، والنتيجة كانت واضحة".
هذه العناوين السريعة شرحها لنا مصدر فرنسي رفيع بالتفصيل اذ ميز بين سير العملية الانتخابية وما شابها من ممارسات لاستمالة الناخبين او شراء اصواتهم وتقديم تسهيلات للقادمين من خلف البحار.
واستفاض في استعادة ما اشيع هنا وهناك من مخاوف وقوع احداث امنية تؤدي الى انفلات الاوضاع وخروجها عن السيطرة، وسيناريوهات تجدد الحرب الاهلية ومنها وضع ايران يدها على لبنان من خلال فوز "حزب الله" وحلفائه. الى ان تجرأت بعض الرؤوس الحامية في 14 آذار على اتهامنا بأننا نراهن على حصان المعارضة.
ويقر المصدر بأن الجميع فوجئ بنتائج الانتخابات بعدما اجتمعت مؤسسات الاستطلاعات خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة على ترجيح فوز المعارضة بفارق ضئيل.
ويعدد المصدر ثلاث عبر اساسية من وجهة نظر الادارة الفرنسية: اولاً، لا يجوز التردد في وصف هذه الانتخابات بأنها تاريخية بالمقارنة مع الدورات التي جرت منذ استقلال لبنان اذ لم يسقط اي قتيل اثناءها. ولقد نجح المسؤولون في رفع التحدي المتمثل باجرائها في يوم واحد. وكانت مميزة بحسن ادارتها قبل الاستحقاق واثناءه وبعده.
ثانياً، اثبت لبنان منذ اتفاق الدوحة بأن المأساة ليس قدرا له، خصوصاً اذا حزم زعماؤه وكذلك شعبه امرهم للحفاظ على الهدوء والامن. وهذا في حد ذاته مؤشر مهم على ان مستقبل لبنان واعد اذا سادت الحكمة.
ثالثاً، افتتح الرئيس نيكولا ساركوزي منذ توليه السلطة في فرنسا عهدا جديداً من العلاقات مع لبنان تقوم على الابتعاد عن "الحماسية والانفعالية"، وثبت بالدليل القاطع ان هذه المقاربة الواقعية والعاقلة كانت صحيحة. اذ زاوج ساركوزي بين فتح صفحة جديدة مع دمشق وبين دعوته للحرص على سيادة لبنان من قبل كل جيرانه. وهي "مقاربة اعطت ثمارها".
هذا باختصار ما المح اليه الوزير كوشنير حين اشار الى "الدور الصغير والمتواضع" الذي قامت به باريس.