نصرالله والحريري يتفقان على التهدئة وتغليب المنطق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت، وكالات: قالت وسائل إعلام وتقارير لبنانية إن زعيم الأغلبية البرلمانية والمرشح الأبرز لرئاسة الوزراء، سعد الحريري التقى مساء الخميس خصمه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في لقاء وصف بأنه "نادر." ووفقا لتلفزيون "المنار" التابع لحزب الله فقد عقد نصر الله والنائب الحريري اجتماعا لبحث "الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة واستعراض الأوضاع المحلية على ضوء نتائج الانتخابات النيابية."
وقال الموقع الإلكتروني للمنار إن الاجتماع "بحث الترتيبات المفترضة للمرحلة المقبلة والخيارات المطروحة للحكومة العتيدة،" مضيفا أن نصر الله والحريري "اتفقا على التهدئة وتغليب منطق الحوار."
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أعاد مجلس النواب اللبناني انتخاب زعيم حركة أمل، نبيه بري، رئيساً للبرلمان بأغلبية 90 صوتاً، وذلك في الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للبرلمان ونائبه وهيئة المجلس.
وجاء انتخاب بري، وهو أحد الأركان الشيعية للمعارضة، بعد موافقة أقطاب في الغالبية النيابية، بينهم النائب السني، سعد الحريري، والدرزي، وليد جنبلاط، وقد اختار النواب فريد مكاري نائباً لبري، وهو من قوى الغالبية.
وكان النائب سعد الحريري، أكد أنه سيدعم اختيار بري، لولاية جديدة في جلسة الانتخاب، واضعاً قراره في سياق الحفاظ على "الاستقرار ومصلحة السلم الأهلي"، الأمر الذي يحسم هوية رئيس البرلمان المقبل.
وجاء قرار الحريري لينهي الجدل حول الخيار الذي سيتخذه الزعيم السني حيال منصب رئاسة مجلس النواب الذي يعود للشيعة، خاصة وأن تأخير إعلان القرار فتح الباب أمام تحليلات ذهب بعضها إلى طلب "ضمانات" من بري، الذي شاركت عناصر تابعة له في اقتحام أحياء سنية من بيروت في مواجهات مايو/ أيار 2008، فيما لوح بعضها الآخر باستبداله، بحسب مراقبين.
ولم تتضح بعد هوية الشخصية التي سيختارها النواب لتشكيل الحكومة وان تقاطعت معظم الترجيحات على انها ستكون سعد الحريري احد ابرز قادة الاكثرية المدعومة من الغرب ودول عربية بارزة. وحتى الان لم ترشح كتلة تيار المستقبل رسميا الحريري الذي دأب على رفض الاعلان عن رغبته فيما اعربت شخصيات في قوى 8 اذار عن تأييدها لوجوده على راس السلطة الثالثة.
وكان نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد اكد الخميس لوكالة فرانس برس ان الحزب الشيعي لا يؤيد مرشحا معينا لرئاسة الحكومة وقال "ليس لدينا الآن مرشح محدد في انتظار بلورة المشاورات"، مضيفا "المطلوب ان يكون الاسم جزءا لا يتجزا من الاتفاق على شكل الحكومة وطبيعة توزيع الوزارات فيها".
واعلنت كل الاطراف موافقتها على تشكيل حكومة وحدة وطنية، الا ان الاكثرية ترفض تكرار تجربة الحكومة الحالية التي تملك فيها الاقلية ما يسمى ب"الثلث الضامن" او "المعطل"، اي ثلث الاعضاء زائدا واحدا، ما يسمح لها بالتحكم بالقرارات الرئيسية.
من ناحية اخرى اوضح البيان انه جرى كذلك خلال اللقاء "تدارس الاوضاع في لبنان والمنطقة واستعراض مختلف الاوضاع المحلية على ضوء نتائج الانتخابات النيابية" التي جرت في السابع من حزيران ونالت فيها قوى 14 اذار الاكثرية. واضاف البيان "تم الاتفاق على مواصلة النقاش مع الاشادة باجواء التهدئة الايجابية السائدة والتاكيد على تغليب منطق الحوار والانفتاح والتعاون".
وكانت سياسة اليد الممدودة التي ظهرت بعد الانتخابات قد ادت الى فوز زعيم حركة امل الشيعية نبيه بري، من قوى 8 اذار، برئاسة البرلمان لولاية خامسة على التوالي مدتها اربع سنوات الخميس. وقد انتخب بري بغالبية كبيرة بلغت 90 صوتا من اجمالي الحضور البالغ 127 نائبا من اصل 128 نائبا وذلك في اجواء من التهدئة المحلية والاقليمية.
ويعود اخر لقاء بين الحريري ونصر الله الى تشرين الثاني/اكتوبر 2008 بعد اشهر قليلة على سيطرة حزب الله عسكريا على بيروت اثر حوادث دامية الدت الى سقوط نحو 100 قتيل وكادت تجر البلاد الى حرب اهلية جديدة.
وكان نصر اللد قد التقى في السادس عشر من الشهر الجاري الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، من قادة قوى 14 اذار، وذلك للمرة الاولى منذ اخر لقاء بينهما على طاولة الحوار عام 2006. واكد الزعيمان في بيان صدر اثر اللقاء "ضرورة العمل سويا من اجل الانتقال بلبنان والمنطقة من حالة التأزم الى حالة التعاون بين الجميع بما يمكن لبنان وشعبه من مواجهة الاستحقاقات الكبرى القادمة".