الصحف المحلية في لبنان ركزت على تأثير الحوار السعودي- السوري

الصحف المحلية في لبنان ركزت على تأثير الحوار السعودي- السوري
إجماع على إيجابية إستشارات الحريري لتشكيل الحكومية

إيلاف من بيروت: تبين جولة على الأخبار الرئيسية للصحف المحلية اللبنانية إجماعها على أن الاستشارات التي قام بها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الكتل النيابية كانت "إيجابية جداً" وحصلت في أجواء هادئة، عبرت عن انفتاح كل الأطراف على الوصول إلى صيغة مقبولة للحكومة العتيدة على رغم مطالبة المعارضة بـ"الثلث المعطل".
ولم يغب عن الصحف الإشارة وإن بتفاوت إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه المفاوضات السعودية - السورية والزيارات المتبادلة في الوصول إلى "الحد" من الانقسام الداخلي في لبنان وتسهيل مهمة تشكيل الحكومة، وركزت كل من "السفير" و"الأخبار" و"الديار" و"اللواء" على هذا الجانب والدور السعودي الجديد في انهاء الأزمة السياسية.
وأبرزت "النهار" بعد يوم الإستشارات الماراتوني أبرزت شبه إجماع لدى الكتل والنواب على تأكيد الانفتاح الذي طبع لقاءات الحريري والنواب من كل الاتجاهات، سواء على المطالب أو التصورات لشكل الحكومة وإن لم يدخل في الارقام والاعداد والحصص مباشرة، الأمر الذي سيبدأ الرئيس المكلف التعامل معه اعتبارا من اليوم عقب زيارته لرئيس الجمهورية ميشال سليمان لاطلاعه على حصيلة استشاراته الرسمية.
وذهبت "النهار" إلى حد إعطاء هذه الاجواء المنفتحة بعداً آخر، تمثل بتبريد الاحتقان الشديد الذي خلفته الاشتباكات والمظاهر المسلحة التي شهدتها منطقة عائشة بكار وبعض الاحياء المجاورة مساء الاحد. ذلك أن الانفلاش الميليشيوي سرعان ما شكل "مادة طارئة" اضافية في عدد من اللقاءات التشاورية.
في ما خص مطالب الكتل النيابية التي التقاها الحريري، أفادت المعلومات المتوافرة لـ"النهار" أن كتل المعارضة عبرت جميعها، وكل على طريقتها، عن تصميمها على نيل الثلث المعطل في الحكومة الجديدة. فرئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ الحريري خلال اجتماعه بـ"كتلة التنمية والتحرير" ان المعارضة مجتمعة لن تقبل بأقل من الثلث في الحكومة. ولم يعلق الرئيس المكلف سلباً او ايجاباً في انتظار حصيلة مشاوراته.
أما "كتلة الوفاء للمقاومة"، التي لوحظ حضور جميع أعضائها الاجتماع مع الحريري، فلم تقدم تصورا محددا لشكل الحكومة، لكنها شددت على "حكومة الشراكة" وحرصت على ابراز لغة الانفتاح والتعاون مع الحريري الذي قابلها بكلام مماثل.
طرح النائب ميشال عون تمثيل الكتل النيابية وفقا لأحجامها، بما يعني التمثيل النسبي. وأشارت معلومات الى ان التكتل يطالب بسبعة وزراء بينهم درزي وأرمني. ووصف كلام عون في موضوع التعاون مع الحريري بأنه ايجابي اذ شدد على ضرورة مشاركة الجميع في البناء واعمار البلاد، وأن من مصلحة الغالبية مشاركة الآخرين في الحكومة وتحمّل المسؤوليات.
وكان رئيس كتلة "لبنان الحر الموحد" النائب سليمان فرنجية مباشراً في طلب حصول المعارضة على "الثلث الضامن".
في جانب الغالبية، طالبت "كتلة المستقبل" بتمثيل صحيح يوازي نتائج الانتخابات. كما طالبت كتلة زحلة بأن تتمثل في الحكومة. وشددت "كتلة القوات اللبنانية" على عدم تجاوز نتائج الانتخابات ورفض الثلث المعطل والتشديد على حكومة منتجة.
كذلك رفضت كتلة الكتائب الثلث المعطّل والتمثيل النسبي وتشريع سلاح المقاومة. اما رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط فطالب بتمثيل يعكس التنوّع المناطقي للقاء. وكرر رفضه الخصخصة. ولم يتطرق الى موضوع الثلث المعطّل. غير انه في موقفه الاسبوعي عبر جريدة "الانباء" دعا الى "عدم وضع شروط تعجيزية في طريق تأليف الحكومة او عبر المطالبة بأحجام تمثيلية خيالية او حتى عبر ابتداع نظريات التمثيل النسبي الذي لم يكن مرة معتمداً في لبنان". وشدد على "المشاركة بعيداً من حدي التفرّد أو التعطيل".
قال مقربون من جنبلاط لـ"السفير"، إن "اللقاء طالب باحترام تنوعه غير المحصور لا بالحزب التقدمي ولا بالطائفة الدرزية. وبالتالي ضرورة أن يتمثل بوزيرين درزيين وبوزير مسيحي، على الأقل، على صورة حكومة ما قبل الدوحة".
فيما امتنعت أوساط الرئيس المكلّف عن الحديث لـ"النهار" عن اي صيغة مطروحة للحكومة الجديدة، قالت اوساط نيابية ان المشاورات قد تنطلق بقوة في الساعات المقبلة على اساس صيغتين ترددتا امس في كواليس ساحة النجمة: الاولى 15 للغالبية و10 للمعارضة و5 لرئيس الجمهورية، والثانية 13 للغالبية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية.
وأوضحت ان المشاورات الجدية حول هذه المسألة وتوزيع الحقائب ستنطلق اليوم وسط مناخ بالغ الحذر، ذلك ان المعارضة تبدو راغبة في التوصل الى تسوية مع الرئيس المكلّف لكنها تطرح سقفاً عالياً للتفاوض، فيما الاكثرية لا تقبل بالعودة الى الواقع الحكومي الذي كان سائداً قبل 7 حزيران. ولفتت الى اهمية ما اوحت به اللقاءات السورية - السعودية الاخيرة التي بدا الوضع اللبناني في صلب حركتها.
استرعى انتباه "النهار" في هذا المجال وصول وزير الاعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجه مساء امس الى بيروت آتياً من جدة في طائرة خاصة. وكان خوجه شارك في المحادثات التي اجراها في دمشق الامير عبد العزيز بن عبدالله آل سعود مع الرئيس السوري بشار الاسد الاحد.
رأت مصادر سياسية لـ"الحياة"، أن "أمل" و "حزب الله" تجنبا إلزام نفسيهما بطلب الثلث المعطل، في انتظار الاتصالات الإقليمية الجارية ونتائجها. وقالت مصادر نيابية معارضة للصحيفة نفسها، إن الحريري لم يعلِّق على مطالب الكتل ومنها مطلب عون بالنسبية واكتفى بالاستماع، إلا أنه أشار الى أن "تشكيل الحكومة يحتاج في النهاية الى تنازلات متبادلة". لكن هذه المصادر المعارضة أوضحت أن البحث مع الحريري لم ينتقل الى التفاصيل بعد.
وقالت مصادر نيابية موالية لـ"السفير" أنه في محصلة المشاورات التي جرت والتي سيطلع الرئيس المكلف رئيس الجمهورية ميشال سليمان على نتائجها، اليوم، يتبين أن موضوع التمثيل المسيحي هو "عقدة العقد"، استناداً إلى مطالب كل من "القوات اللبنانية" و"الكتائب" والتيار الوطني الحر" ونواب بيروت الأولى.
وقال مرجع بارز في المعارضة لـ"الأخبار" إن آخر عرض لا يزال محل تداول هو الذي يقول بتركيبة من 16 وزيراً للموالاة وعشرة وزراء للمعارضة وأربعة من حصة الرئيس سليمان. وقال المرجع إن المعارضة ترفض أن تُقحم في هذه اللعبة، وهي غير معنية بهذا النوع من التنازلات، وإن ما تريده هو الثلث زائداً واحداً، أي 11 وزيراً، وهي ترى أنها تنازلت لأن الإدارة التوافقية والشراكة الحقيقية تستوجب أن تحصل على ما يناسب تمثيلها في البرلمان، وهو يجعل حصتها لا تقل عن 13 وزيراً.
وتساءل المرجع عن سبب صمت رئيس الجمهورية حتى الآن، وهل ينتظر العروض أم هو لا يريد التحوّل إلى طرف يستخدمه الفريقان في المفاوضات. لكنّ المرجع قال إن اللبنانيين ينتظرون موقف الرئيس إذا قرّر فريق 14 آذار تأليف حكومة من لون واحد.
وأعربت مصادر نيابية لـ"اللواء" عن ارتياحها لاجواء المشاورات النيابية التي أجراها الرئيس المكلف والمواقف التي اعلنتها مختلف الكتل النيابية، والتي لم تتجاوز مطالب بالجملة، لكنها لفتت إلى الولوج في لعبة الأرقام وتوزيع الحصص سيكون مختلفاً تماماً عن مناخات الاستشارات، إلا أن المصادر نفسها أكدت انه بعد هذا اليوم الطويل من المشاورات يمكن القول إن عملية تأليف الحكومة قطعت نصف الطريق، ويفترض بالمرحلة المقبلة أن تكشف حقيقة النيات من مواقف التعاون والاستعداد لتسهيل مهمة الرئيس المكلف.
ونشرت "الديار" معلومات كثيرة موالية ومعارضة rlm;وعربية وديبلوماسية وأشارت إلى ان مداولات جرت بعيدة عن الاضواء تحدثت عن صيغة 15- 5- 10 على ان يكون ضمن حصة الرئيس rlm;وزيران، واحد للموالاة وآخر للمعارضة. ولفتت إلى ان المعارضة تنتظر العرض الذي سيقدمه الرئيس المكلّف خلال 24 ساعة، وسيتم الرد عليه بعد التشاور بين قيادات المعارضة خصوصاً ان الخطوط مفتوحة بين عين rlm;التينة وحارة حريك والرابية وبنشعي، علماً أن أجواء المعارضة تتحدث عن صيغة مقبولة تضم 15- 5-10 وبذلك تكون كفة الترجيح مع rlm;الرئيس سلميان.
وفي هذا المجال، نقل بعض زوار رئيس الجمهورية أنه يصر على حصة اساسية، ويفضل 13-7-10 وفي rlm;اسوأ الاحوال 14-6-10، حيث تكون حصة الرئيس 5 وزراء مسيحيين ووزيراً شيعياً، ويصبح rlm;الوزراء المسيحيون 15 وزيراً خمسة منهم للموالاة وخمسة للمعارضة وخمسة للرئيس سليمان، rlm;واضاف الزوار أن الرئيس لن يوقع على اي تشكيلة لا تلحظ الدور الوازن للرئاسة، متسائلاً rlm;عن جدية الكلام عن تعزيز دور رئيس الجمهورية.

الحوار السعودي- السوري وتأثيراته على لبنان
في سياق الحوار السوري السعودي، قالت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت لـ"السفير" إن الجانبين السوري والسعودي عرضا خلال اللقاء الأخير لوجهة نظرهما بخصوص مستقبل الوضع اللبناني وكيفية طي صفحة الماضي، على مستوى العلاقات بين البلدين، وأشارت إلى أن روحاً جدية وبناءة وإيجابية سادت الحوار بين الرئيس الأسد ومستشار الملك عبدالله.
وعلمت "السفير" أن القيادة السورية جددت أمام المسؤولين السعوديين، ترحيبها بتكليف سعد الحريري رئاسة الحكومة، وقالت ان ابوابها مشرعة أمام أي لبناني مؤمن بالعروبة والعلاقة مع سوريا ودعم المقاومة.
وقالت الصحيفة، أن الجانب السعودي قدم عدداً من الأفكار وسارع الجانب السوري الى الرد عليها، وهو ينتظر أجوبة سعودية على أجوبته وعلى بعض الأسئلة المتعلقة بتصور رئيس الحكومة المكلف لعلاقة لبنان وسوريا بما في ذلك علاقته كرئيس للحكومة بالجانب السوري، فضلاً عن تصوره لمستقبل العلاقات بين البلدين، ما يعني أن الوفد السعودي برئاسة عبد العزيز بن عبدالله سيزور دمشق مجدداً خلال الأيام القليلة المقبلة.
وعلم أن لقاء طويلا عقد بين الوزيرين المعلم وخوجة، في دمشق، وقالت مصادر الجانبين ان مناخاته "كانت ممتازة للغاية". وقال الوزير خوجة رداً على سؤال لـ"السفير" ان النوايا "طيبة للغاية ونحن متفائلون، وعسى أن تكون هناك أخبار طيبة لكل اللبنانيين، مجددا القول إن الأولوية هي لوفاق اللبنانيين".
وأوضح مصدر بارز في تيّار "المستقبل" في حديث لـ"الأخبار"، أن الإعلان عن لقاءات الأمير عبدالعزيز في دمشق وزيارته إلى بيروت توحي بحلحلة في ملف تشكيل تأليف الحكومة.
وذكر المصدر البارز في "المستقبل" أن الملامح الاولى للتسوية تقول إن المملكة العربية السعودية تسعى إلى تقديم ضمانات للأطراف التي تحتاج إلى ضمانات ولديها هواجس معروفة. وأشار إلى أن الحديث يتعلق بحزب الله وسلاح المقاومة. واعتبر أن من شأن هذه الضمانات حل عقدة الحصص في الحكومة، عبر العمل بتشكيلة 15 + 5+ 10 مع الاخذ بالاعتبار ان يكون أحد الوزراء الخمسة المحسوبين من حصة رئيس الجمهورية هو أشبه بوديعة لفريق المعارضة.