لبنان

جنبلاط انتقد شعار الحلفاء.. فاشتعلت الحرب الكلامية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بيروت وكالات : انتقد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعض من يُنادي بضرورة ارضاء "بعض حلفاء دمشق او غيرهم"، مذكراً "أننا منذ 30 عاماً وأكثر ونحن نناضل كي يصبح لدينا وطناً مستقلاً ودولة قائمة ذات كيان، مؤكداً التمسك بهذا المبدأ". جعجع، وفي كلمة له امام وفود شعبية من منطقة الكورة ، سأل "لماذا عند كل حدث في لبنان نراهم يزورون الشام ذهاباً وإياباً؟". واضاف "فبعد كل التضحيات التي بُذلت عبر التاريخ وحديثاً وبعد نجاة الكثيرين من الاغتيال بأعجوبة، ثمة سؤال يُطرح: أين اصبحت التضحيات التي بُذلت من اجل لبنان كي يأتي من يدعو الى ضرورة التحاور مع سوريا في استحقاق لبناني داخلي ضاربين "بعرض الحائط" كل تضحيات شهدائنا، هذا الى جانب اننا سنُفقد المواطن اللبناني امله بوطن مستقل على المدى القريب".

ورأى جعجع "ان البعض يتصرف وكأنه لم تحصل انتخابات في لبنان الى جانب تصاريحهم التي تدل على عدم إجراء هذا الاستحقاق وأيضاً كأن 14 آذار لم تفز في هذه الانتخابات"، مؤكداً "ان الانتخابات التي حصلت في لبنان هي افضل انتخابات جرت منذ 50 عاماً الى الآن وادت الى فوز فريق 14 آذار ". وشدد جعجع على ان قوى 14 آذار غير مستعدة الى "التفريط" بنتائج هذه الانتخابات"، مذكراً "ان الفريق الآخر استمر طيلة الاربع سنوات الماضية يطالب بإجراء انتخابات مبكرة لا تعتمد قانون غازي كنعان - وكأننا نحن من صغنا هذا القانون- الذي هو قانونهم، وقالوا آنذاك انه بعد الانتخابات فليحكم الفائز، استجبنا لمطلبهم وخضنا الانتخابات في ظل قانون غير قانون غازي كنعان، اتفقنا عليه جميعاً وفي وجود حكومة تضم الفريقين وبإشراف وزارة داخلية "من أفضل ما يكون" وفي وجود رئيس جمهورية "أعدل ما يكون" ولكنهم تجاهلوا كل وعودهم السابقة وبدأوا يطالبون بـ"الشراكة الوطنية والوحدة الوطنية" ، مضيفاً "فاذا سنسير بهذا المنطق لماذا اجرينا الانتخابات؟". واعتبر "ان الوحدة والشراكة الوطنية تجلّت من خلال خوض كل اللبنانيين الانتخابات في ظل قانون ودستور وأنظمة واحدة"، لافتاً الى ان تنفيذ مطالبهم يُسفر عن تعطيل النظام الديمقراطي والحياة السياسية وبالتالي نتائج الانتخابات اذ نصبح في لبنان آخر لا نعرف الى أي مكان يودي؟".

زهرا: لا يمكن أن نسمح للنظام السوري أن يتدخل بطريقة تشكيل الحكومة

من جهته رفض عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا ما يُحكى عن إرضاء حلفاء دمشق في تشكيل الحكومة مشدداً على عدم جواز السماح للنظام السوري بالتدخل بطريقة تشكيل الحكومة لافتاً إلى أنّ المؤشرات الأولية تدل على أنّ سوريا تخيّر بين الثلث المعطل وتطبيع العلاقات معه ونسيان الماضي بشكل كامل وتبرئته من كل شيء.
النائب زهرا، اعتبر أنّ الطرح الملائم للصيغة الحكومية هو 16-10-4 لافتاً إلى أنّ المفترض كان أن تحكم الأكثرية وتعارض الأقلية مجدداً التمسك بالديمقراطية والتنوع اللبناني. و أشار إلى أنه تطلع إلى يوم ننتهي فيه من هذا النوع من "احتكار التمثيل".
وإذ ذكّر بأنّ علاقة السعودية ومصر تعطّلت بسوريا بسبب الملف اللبناني، أمل أن تساعد المناخات الاقليمية على تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف. وأكد أنّ الاتصالات مستمرة مع الأخير والتشاور قائم ليلا نهاراً.
ولفت إلى أنّ 14 آذار تحرك شعبي سمح للقيادات أن تأخذ موقفا سياسيا واضحا وصريحا مشدداً على "أننا لا نعيش إلا أحرارا ونقبل أن نموت لتحفظ حريتنا".


الجسر: كلام جنبلاط يستدعي توضيحا ولبنان أولا لا يعني التخلي عن فلسطين

اما عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر فاكد أنّ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يمد يده لجميع الفرقاء اللبنانيين دون استثناء وسيبقي عليها ممدودة من اجل التوصل الى تشكيلة حكومية تستطيع القيام بالبلاد والسير بها قدما في مواجهة التحديات والملفات الشائكة خارجية كانت ام داخلية، معربا عن اعتقاده بأن مسار التشكيلة الحكومية دقيق للغاية ولن يكون من السهل انجازه لكنه ليس مستحيلا، مشيرا الى ان الخواتيم ستكون رهن نتائج الاستشارات ليس فقط المعلن عنها انما تلك المحاطة بالتكتم ايضا، لافتا الى ان التصريحات المتلفزة لأطراف الفريق الاقلي كانت اقل حدة من السابق، الامر الذي يعتبره النائب الجسر قد يكون بادرة امل في طريق التشكيل وتوزيع الحصص.

ولفت النائب الجسر، الى استحالة اعتماد تشكيلة حكومية ترتكز على الثلث المعطل، كون الصيغة المذكورة لم تكن ناجحة على الاطلاق لا بل اثبتت فشلها على المستوى التنفيذي بحيث ادت الى شل العمل السياسي والحكومي والى مراوحة البلاد مكانها دون امكانية التقدم بالملفات الرئيسية لإنهائها، معتقدا ان الجميع في فريق ٨ آذار يعي حقيقة ما سبق ذكره وما ستؤول إليه الامور فيما لو اعيد اعتمادها مجددا، مذكرا بتصاريح القيادات السياسية الاساسية في الفريق المذكور لاسيما تلك التي اطلقتها قبل الانتخابات النيابية، حيث دعت مرات عديدة الى تولي الحكم من قبل من يفوز بأكثرية المقاعد النيابية، معتبرا ان الكلام المشار اليه لابد ان يلزم قيادات المعارضة ادبيا ويجعلها تتعاطى على اساسه مع التشكيلة الحكومية.

على صعيد آخر وحيال انتقاد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط لشعار "لبنان أولا" لفت النائب الجسر الى ان كلام النائب جنبلاط يستلزم التوضيح منه قبل ابداء اي رأى به، موضحا ان الشعار المذكور ليس وليد الصدفة وهو ليس بالشعار الجديد على الساحة اللبنانية، بل يتجاوز عمره السنة بعد اطلاقه من قبل النائب سعد الحريري كعنوان لحركة ١٤ آذار مذكرا بأن شعار لبنان اولا لا يعني اطلاقا تقديم لبنان على ما عداه من الدول العربية، وانه لا يتنافى لا من قريب ولا من بعيد مع اي طرح من الطروحات القومية الوطنية، لافتا الى ان الدول العربية المعروفة بقوميتها مثل سوريا ومصر والعراق على سبيل المثال لا الحصر بالرغم من توجهاتها القومية العربية تقدم نفسها على سواها من الدول العربية، معتبرا انه من الخطأ الكبير الاعتقاد بأن شعار "لبنان أولا" يجرد الدولة اللبنانية من عروبتها او من حرصها على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، خصوصا ان تيار المستقبل واضح وضوح الشمس في ساعة الظهيرة في حرصه على حق العودة للشعب الفلسطيني وفي معارضته للتوطين.

مصادر كتائبية : لم نردّ على جنبلاط لأننا لا نرغب بفتح جبهة معه

من جهتها أكدت مصادر كتائبيّة في حديث صحفي " أن لا مشكلة مع رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط عدا ما قاله لـ منذ يومين. وأوضحت المصادر أن "الكتائب" فوجئت بما قاله جنبلاط. وتُشير إلى أن اجتماعاً ضم رئيس الحزب أمين الجميّل والنائب سامي الجميّل والمسؤول الإعلامي في الحزب سيرج داغر، للتباحث في الردّ على جنبلاط. وأكدت هذه المصادر أن قرار عدم الرد ذاتي وخاص بالكتائب، وليس تحت تأثير طلب ما من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري. والسبب وراء عدم الرد هو عدم الرغبة في فتح جبهة إعلاميّة مع جنبلاط.

لكنّ هذه المصادر لم تنف أن يكون الحريري يسعى إلى استيعاب أي حالات خلافيّة في فريقه أو حتى مع المعارضة، فكيف مع شخصية حليفة كرئيس الحزب الاشتراكي، وذلك لإنجاح الطبخة الحكوميّة والتمكن من الانطلاق في بداية عهده بقوة مستندة إلى تحالف 14 آذار المتماسك. وتوقعت هذه المصادر أن يكون التفاوض في تأليف الحكومة هو أحد أسباب التصعيد الكلامي الجنبلاطي.

رامي الريس يرفض اعتبار ما طرأ على مواقف جنبلاط "إعادة تموضع" أو "تبدل"

تمت مفوض الإعلام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريّس فرفض في حديث صحفي اعتبار أن ما طرأ على مواقف رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط "إعادة تموضع" أو "تبدّل". وقال "إنها إعادة صياغة لطريقة التعبير عن الثوابت السياسية نفسها باتجاه منحى أكثر هدوءا، قياسا بحجم التحديات على المستويين الدولي والإقليمي، ما يحتّم إجراء قراءة دقيقة لهذه المتغيرات وانعكاساتها المحتملة على لبنان".

ورأى أن "إعادة القراءة" هي "واجب على كل الأطراف السياسية. أما عدم قيام الجهات الأخرى بهذه القراءة فلا يعني أننا نحن على خطأ، وبالتالي ليس هناك أي تبدّل أو إعادة تموضع كما يشاع، بل هناك قرار للخروج من القطيعة مع الجهات الأخرى. وهي العقدة التي تحكمت في نمط العلاقات السياسية في لبنان خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وقد أوجدت مناخات توتر وتشنّج. ويأتي الانفتاح على الأطراف الأخرى على قاعدة أن الحوار يجري بين الأطراف المختلفة وليس بين الأطراف المتفقة".

وأوضح أن انتقاد جنبلاط "لبنان أولا" هو "انتقاد للشعار وليس للتكتل نفسه" وأنه يأتي "من باب الحرص على عدم الانزلاق إلى التقوقع، فيما نرى أن تأكيد البعد العربي للبنان، يخفف في مكان ما حدة التوتر المذهبي والطائفي. ونقول لبعض المزايدين إن شعارَي (لبنان أولا) والعروبة لا يتناقضان، وأول من رفع هذا الشعار كان القائد كمال جنبلاط".
وتمنّى على الجميع "فهم المواقف التي يعبّر عنها الحزب التقدمي الاشتراكي وارتباطها بما يحصل على المستوى الإقليمي أكثر من أن يكون الهدف الدخول في سجالات مع أطراف داخلية سواء كانت من ضمن الصف الواحد أو من الجهات المقابلة".
وأكّد أن مسيحيي "14 آذار" ليسوا محطّ انتقاد من جانب جنبلاط، وقال: "إذا كان من انتقاد، فإنه كان في مرحلة تأليف اللوائح قبل الانتخابات ذلك أنها أتت على حساب التنوع في (اللقاء الديمقراطي). إنما هذه الصفحة انطوت وقمنا بواجبنا الوطني لحماية وحدة (14 آذار). أما التصريح الذي صدر عن (النائب عن حزب الكتائب) سامي الجميل حول رؤيته للحرب، فأوضحنا أن لكل فريق وجهة نظره ولا مصلحة لفتح هذه الصفحة. وقد حصلت اتصالات بيننا وبين الكتائب وعولج الموضوع".
وفي ما يخصّ الانفتاح على "حزب الله" لفت إلى أنه "سابق لمرحلة الانتخابات واللقاء الذي عُقد بين النائب وليد جنبلاط و(الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله تم الاتفاق عليه قبل الانتخابات، إنما اتفق على تأجيل عقده إلى ما بعد الانتخابات، لئلا يفسَّر بشكل مغاير لما هو عليه. وعمّا إذا كان الانفتاح على حزب الله سيتحول انفتاحا على المعارضة، قال: "ليس هناك خطوات أخرى في اتجاه بقية أطراف (8 آذار)"، مؤكدا أن "لا تحضيرات لعقد أي لقاء مع التيار الوطني الحر الذي يبدو أنه وضع جدول أعمال لكن نجهل لماذا. لقد أعلن أن أبواب (مقر النائب ميشال عون) الرابية مفتوحة وإن شاء الله تبقى مفتوحة، لكنّ أحدا لم يطلب موعدا".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف