كوشنير بعد لقائه سليمان: نرفض إتهام إيران لمواطنة فرنسية بالتجسّس

بيروت، وكالات: وصف وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الإتهامات التي وجهت الى طالبة جامعية فرنسية معتقلة بإيران بتهمة التجسس بـ"الأمر السخيف". وقال كوشنير بعد لقائه اليوم الجمعة الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ردا على سؤال للصحافيين عمّا اذا كان سيطلب توسط سوريا التي سيزورها غدا السبت في موضوع إطلاق سراح الطالبة الفرنسية كلوتيلد ريس المحتجزة في ايران منذ الاول من يونيو/حزيران الماضي، "هل فرنسا تتمتع بالسذاجة" لارسال فتاة جامعية عمرها 23 سنة لايران للتجسّس، "هذا أمر سخيف".وشكر كوشنير نظيره الايراني منوشهر متكي "الذي أمّن لها (الطالبة الفرنسية) اللقاء مع سفيرنا" في طهران، مضيفا أنه "يجب ان تخرج من السجن". وفي الشأن اللبناني قال انه "ليس لفرنسا أن تشكل الحكومة (...) نحن لن نتدخل في تشكيل الحكومة، فرنسا في أوروبا لديها اهتمام بهذه المنطقة وبعملية السلام التي لا مفر منها ومن وجهة النظر اللبنانية تسير الأمور بشكل أفضل".

وتابع ان "موضوع تشكيل الحكومة موضوع لبناني ولسنا هنا لتشكيل الحكومة (...) فهنالك منطقة تتقدم ونحن سعداء لهذا التقدم ونسعد بوجود العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا وقد بذلنا جهدنا لإعادة العلاقات بين البلدين على طبيعتها".

ولفت كوشنير الى ان "بعض الدول تتحرك ويبدو ان سوريا والسعودية تتقاربان ومع مصر أيضا، وهناك أمر ما يتحرك في الشرق الأوسط والأمور تتقدم على عكس مسألة السلام الفلسطيني-الإسرائيلي". وأضاف ان "فرنسا لديها دورا لتلعبه في هذه العملية ولدينا أمل كبير أن تتقدم، دولة فلسطينية مستقلة حرة قابلة للحياة تعيش بسلام الى جانب دولة إسرائيلية"، داعيا الى "وقف الإستيطان (الاسرائيلي) وهذا ما تطالب به فرنسا".

وعن التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وبعض قادة اسرائيل ضد لبنان، قال "هذا التهديد (...) لا يقلقني في هذا الوقت، لنتياهو وايهود باراك (وزير الدفاع) وافيغدور ليبرمان (وزير الخارجية) كلام مختلف". ولفت الى وجود حكومة ديمقراطية منتخبة في اسرائيل .

وأكد أن موقف فرنسا هو مع اقامة دولة فلسطينية، الا انه لفت الى وجود مشكلة بين حركتي "حماس" و"فتح". واشار الى ان نتنياهو قال ان الدولة الفلسطينية "غير مرفوضة". ورأى وزير الخارجية الفرنسية ان لبنان "لم يعد أولوية في مسألة الشرق الأوسط لأن الهدوء يعمّه"، مضيفا انه سيلتقي المعارضة في لبنان بمن فيهم حزب الله.

والتقى كوشنير رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس حكومة تصريف الاعمال فؤاد السنيورة، بالاضافة الى وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال فوزي صلوخ. ومن المقرر ان يلتقي عددا من المسؤولين السياسيين بينهم من حزب الله. وجدد كوشنير القول ان الوضع في لبنان اليوم افضل مما كان عليه بعد الانتخابات الرئاسية والنيابية.

وانتخب ميشال سليمان رئيسا توافقيا للبنان في ايار/مايو 2008 اثر شغور المنصب الرئاسي نتيجة ازمة سياسية حادة لاكثر من سبعة اشهر قامت خلالها فرنسا بوساطة بين لبنان وسوريا التي تتحالف معها المعارضة اللبنانية. وجرت انتخابات نيابية في السابع من حزيران/يونيو فازت فيها قوى 14 آذار المناهضة لسوريا.